تصعيد إسرائيلي يرفع القتلى والمصابين في غزة إلى 17 ألفاً

أخبار

صعد الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، قصفه الممنهج لقطاع غزة، مستهدفاً المدنيين والأبراج والمنازل السكنية ودور العبادة والمستشفيات والأطقم الطبية، موقعاً عشرات الضحايا ومئات المصابين الجدد، ما رفع حصيلة القتلى إلى 4137 وأكثر من 13 ألف جريح منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في غزة، فيما نددت البطريركية الأرثوذكسية بجريمة استهداف كنيسة القديس برفيريوس في غزة، وهي ثالث أقدم كنيسة في العالم، حيث يعود بناؤها إلى 1700 عام، في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن أي تصعيد إسرائيلي في العمليات العسكرية سيكون «كارثياً» على أهالي غزة، وفي حين أسفرت عملية الجيش الإسرائيلي العسكرية بمخيم نور شمس في طولكرم شمالي الضفة الغربية عن مقتل 13 فلسطينياً، إضافة إلى مقتل ضابط إسرائيلي، وإصابة جنود آخرين، كشف وزير الجيش يؤاف غالانت عن أن الاجتياح البري لقطاع غزة سيتم على ثلاث مراحل، وأشار الجيش إلى أن الهجمات التي يشنها على غزة لم يسبق لها مثيل منذ عقود، بينما أعلنت حركة «حماس» أنها أطلقت سراح رهينتين أمريكيتين (أم وابنتها) لدواع إنسانية واستجابة لجهود قطرية.

وقالت الوزارة في بيان «العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى مقتل 4137 مواطناً وإصابة 13162 آخرين بجروح مختلفة». وبحسب الوزارة فإن «18 قتيلاً وعشرات الجرحى» سقطوا جراء استهداف كنيسة الروم الأرثوذكس وسط قطاع غزة، مساء الخميس. وأشار البيان إلى وجود 1400 بلاغ عن مفقودين تحت الأنقاض بينهم 720 طفلاً.

ونددت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في بيان «بأقوى العبارات، القصف الإسرائيلي الذي طال أحد مباني كنيستها في مدينة غزة».

واعترف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بقصف الكنيسة زاعماً أن طائرات مقاتلة تابعة للجيش هاجمت مركز قيادة ومراقبة لحركة حماس متورط في إطلاق صواريخ وقذائف هاون باتجاه إسرائيل. وادعى أن هذا المركز «كان يستخدم لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل ويضم بنية تحتية تابعة لحركة حماس».

وقالت مؤسسة «كاريتاس إنترناشيونال» الإغاثية غير الحكومية، من جهتها، في بيان إن نحو 500 شخص لجأوا إلى الكنيسة بينهم خمسة من موظفيها مع عائلاتهم. وأكد البيان «شعرنا بصدمة كبيرة عندما علمنا بوفاة زميلتنا فيولا (26 عاماً) وزوجها وابنتهما الرضيعة» في القصف. وتشير إحصائيات وزارة الصحة إلى مقتل 46 عاملاً طبياً وإصابة 85 آخرين، وأن 21 منشأة صحية أصبحت خارج الخدمة بسبب انقطاع إمدادات الوقود منذ اندلاع الحرب.

ومن جانبه، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، أمس الجمعة، إن أي تصعيد في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة سيكون «كارثياً» على اللاجئين. ومشدداً على أن الوكالة الأممية ليس لديها تفويض رسمي في الأراضي الفلسطينية أو إسرائيل، وقال إنه «يشاطر القلق والمعاناة التي عبر عنها العديد من زملائه ومن بينهم الأمين العام للأمم المتحدة». وقال فيليبو غراندي لصحفيين في اليابان «أستطيع أن أقول لكم بكل تأكيد إن أي تصعيد إضافي أو حتى استمرار للأنشطة العسكرية سيكون كارثياً على شعب غزة».

من جهة أخرى، قال غالانت إن أحد أهداف الحملة العسكرية في قطاع غزة هو إنهاء مسؤولية إسرائيل عن القطاع الفلسطيني. وذكر غالانت في مؤتمر صحفي أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست أن حملة غزة التي نُفذت بعد هجوم حماس على مستوطنات وأهداف إسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ستتألف من ثلاث مراحل. موضحاً أن المرحلة الأولى من العملية العسكرية الجارية تستهدف تدمير البنية التحتية لحماس، مضيفاً أن المرحلة الوسطى ستشمل «عمليات أقل حدة» للقضاء على «جيوب المقاومة». وأضاف أن «المرحلة الثالثة ستتطلب إخلاء مسؤولية إسرائيل عن قطاع غزة مدى الحياة وإنشاء واقع أمني جديد لسكان إسرائيل». وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري كشف، أمس الجمعة، بأن الهجمات التي يشنها سلاح الجو الإسرائيلي في قطاع غزة «لم يسبق لها مثيل منذ عقود». وأضاف هاغاري خلال مؤتمر صحفي أن «الجيش الإسرائيلي يستعد للمرحلة القادمة من العملية» من دون تقديم توضيحات، وهي ربما تكون إشارة إلى شن العملية البرية المحتملة ضد القطاع.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الجمعة ارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية الخميس إلى 13 فلسطينياً، بينهم خمسة أطفال بمخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين في طولكرم شمالي الضفة الغربية. وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدأت حرب غزة إلى 81 شخصاً. كما اعترفت القوات الإسرائيلية بمقتل ضابط من وحد المستعربين وإصابة جنود آخرين خلال الاشتباكات. (وكالات)

المصدر: الخليج