تظاهرة في نيويورك تعارض الاتفاق النووي مع إيران

منوعات

92aa

تجمع متظاهرون مساء أمس الأول في شارع تايمز سكوير بنيويورك للتنديد بالاتفاق النووي مع إيران، داعين الكونجرس إلى رفضه. وحسب جيفري وايسنفيل، أحد منظمي المظاهرة، فإن حوالي 10 آلاف شخص تجمعوا للتنديد بالاتفاق. وقال الحاكم السابق لولاية نيويورك جورج باتاكي في كلمة أمام المتظاهرين «انه اتفاق رهيب يجب رفضه. يتوجب على الكونجرس أن يقوم بعمله ويتحرك من أجل الشعب الأميركي ومن أجل أمنه».

قال السيناتور بن كاردين أكبر عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أثناء جلسات أمس لمناقشة الاتفاق في مجلس النواب إنه لم يقرر حتى الآن كيف سيصوت على الاتفاق مع إيران لكنه أضاف أنه يشعر بأن المفاوضين الأميركيين حققوا تقدما كبيرا.

وقال في جلسة عقدتها اللجنة مع بدء فترة مدتها 60 يوما أمام الكونجرس تنتهي في 17 سبتمبر للتصديق على الاتفاق أو رفضه أو عدم اتخاذ أي إجراء «أنجز مفاوضونا الكثير.. لا سيما على الصعيد النووي». ويعتبر كاردين أحد الأصوات المهمة بخصوص الاتفاق في مجلس الشيوخ الأميركي.

الى ذلك دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس عن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران مع القوى العالمية الست قائلا إنه يعبر عن إرادة الأمة وإنه يحمل قيمة تجعله أهم من الجدل الداخلي حول تفاصيله. وينتقد الحرس الثوري الإيراني، وهو قوة سياسية وعسكرية مهمة، الاتفاق قائلا إنه يعرض أمن البلاد للخطر كما هاجم قرارا صدر عن مجلس الأمن الدولي الاثنين الماضي للتصديق عليه.

وقد صعد المحافظون الإيرانيون من انتقاداتهم للاتفاق ويعتقد خبراء ايرانيون أن صمت المرشد الإيراني تجاه القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي بشأن الاتفاق شجع خصوم الحكومة ومن بينهم الحرس الثوري على مزيد من التشدد حيال الاتفاق.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم 14 من الشهر الجاري على أن ترفع العقوبات تدريجيا عن إيران مقابل قبولها قيودا طويلة الأجل على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بأنه يهدف إلى صنع قنبلة نووية، وتنفي إيران هذا الاتهام.

وقال روحاني إن الاتفاق يعبر عن أمنيات الشعب الإيراني وإن إلغاءه سيتجاهل ما كان يسعى اليه الإيرانيون حين انتخبوه رئيسا عام 2013. وأضاف أمام مؤتمر طبي «هذه صفحة جديدة في التاريخ. لم تحدث عندما توصلنا للاتفاق في فيينا يوم 14 يوليو بل حدثت في الرابع من أغسطس 2013 عندما انتخبني الإيرانيون رئيسا لهم».

في غضون ذلك، اجرى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند محادثات مع نظيره الايراني حسن روحاني حول «شروط تطبيق» الاتفاق حول البرنامج النووي لطهران.

وقالت الرئاسة في بيان انهما «تبادلا التهنئة بالاتفاق او»اتفقا على تعزيز التعاون الثنائي في هذه الاجواء الجديدة». واضافت ان الرئيس هولاند «تمنى ان تساهم ايران بشكل ايجابي في تسوية الازمات في الشرق الاوسط».

واكد الاليزيه ان زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى ايران في 29 يوليو تندرج في اطار هذا التعزيز للتعاون بين البلدين. وسيلتقي خصوصا الرئيس روحاني.

ويرى كثير من المحللين أن احتمالات أن ترفض القيادة الإيرانية الاتفاق في نهاية المطاف محدودة لأن طهران بحاجة إلى رفع العقوبات لمساعدة اقتصادها المعزول. ويعكس الجدل بشأن التفاصيل الخصومات داخل نظام الحكم الإيراني الذي يجمع بين الحكم الديني والجمهوري إذ تتنافس الفصائل المختلفة لتحقيق أقصى مكاسب ممكنة من الاتفاق مع تحمل أقل قدر من المسؤولية.ويقول محللون إن الترحيب الحذر الذي استقبل به الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الاتفاق ربما يهدف الى إعفائه من اللوم إذا انهار الاتفاق مستقبلا. وقال روحاني في تصريحات هاجم فيها منتقدي الاتفاق إنه لاحظ أنهم يدققون في بنود الاتفاق وقرار الأمم المتحدة رقم 2231 الذي صدر بعده «بندا بندا». وقال «لا بأس.. لكن ما حدث أكثر قيمة وأهمية من هذا».

وتابع أن من المهم ضمان استمرار تخصيب اليورانيوم لكن ضمان «عدم توقف» حياة الإيرانيين اليومية لا يقل أهمية ملمحا إلى الحاجة الملحة لرفع العقوبات. وقال إن التجارة تقلصت في ظل العقوبات إلى مستوى «العصر الحجري».

طهران (وكالات)