طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

ثوب النوم في الخارج!

آراء

أعرف سعوديين شبابا لا يمكن لهم أن يخرجوا عند باب منزلهم بثوب النوم حتى لو كان طارق الباب صديقا حميما أو قريبا أو حتى سائق الجيران، وحتى لو كان ظهورهم لن يستغرق وقتا أكثر من استلام مفتاح سيارة مثلا، إذ يظن هؤلاء أنه ليس من الذوق مقابلة الناس، بمثل هكذا مظهر، ولعل كثيرين وأنا واحد منهم نتذكر أنه منذ سنين طويلة ناقش الإعلام وناقش كثيرون منا ظاهرة ذهاب البعض إلى المساجد بثوب النوم والتي استشرت حتى بات بعض العرب المقيمين يقلدون السعوديين فيها، ورغم قدم هذه الظاهرة ورغم التنبيه إليها مبكرا والتذكير بقول الله سبحانه وتعالى “خذوا زينتكم عند كل مسجد..” إلا أن شيئا من التغيير تجاه هذه الظاهرة لم يحدث، وظل الوضع كما هو، حتى بتنا في السنوات الأخيرة نشاهد هؤلاء المغرمين بثياب النوم ينقلون عادتهم هذه إلى الخارج، فتراهم بثياب النوم في المجمعات التجارية، وفي الشوارع وفي أماكن التبضع بشكل عام دون أي خجل منهم، ودون مبالاة بنظرات الناس غير المتقبلة لمظهرهم هذا خاصة من أبناء جلدتهم الذين يظنون أن هؤلاء يسيئون إليهم.

في الصين شاهدت سعوديا يسير في شارع مزدحم بالمحلات التجارية بثوب النوم وينتعل خفا أبيض مما تضعه الفنادق في غرف النوم لاستخدامه داخل الغرفة أو في دورة المياه، وأذكر أنني طاردت ذلك الرجل حتى أتمكن من التقاط صور له دون أن يلحظني، وبعدها تمكنت من التقاط صورة مماثلة في عدة دول، في المطارات، وفي المجمعات وفي الشوارع العامة لغيره ممن يلبسون ثياب نوم حينما يسافرون خارج الوطن، والصور التي عندي أعرضها مجانا ودون حفظ للحقوق لأي صحفي يود أن يعد تقريرا صحفيا عن هذه الظاهرة!

طبعا أنا أتحدث عمن يجرؤ على الذهاب إلى المطار أو مجمع تجاري أو في الشوارع العامة بثوب النوم، أما أن تجد هؤلاء في بهو الفنادق وفي الجلسات والمقاهي الخاصة بتلك الفنادق فحدث ولا حرج، خاصة في مطعم وجبة الفطور!

هناك أكثر من جهة إذا جاء الصيف تنصح المصطافين السعوديين بضرورة التنبه لعدة نقاط عند السفر، فبودي أن تضيف هذه الجهات نقطة أخرى تقول فيها (وحاول ألا تلبس ثوب النوم في غير غرفة النوم)، وبمناسبة قرب شهر رمضان الكريم لكم أن تشاهدوا السعوديين الذين يتواجدون في داخل المسجد الحرام وبجوار الكعبة بثياب النوم، وليحاول أي منكم أن يذكرهم بآية (خذوا زينتكم عند كل مسجد..)!

ختاما أنقل لكم رسالة وصلتني قبل أسابيع من قريب نقلا عن الدكتور سعد الخثلان يقول فيها “إذا كنت تصلي في البيت وتريد أن تصلي صلاة نافلة كالوتر مثلا فالسنة أن تلبس أحسن ثيابك، ولا تصل في ملابس النوم لأن أخذ الزينة لحق الله تعالى وليس لأجل نظر الناس، والأصل في هذا قول الله تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد)، أي عند كل صلاة وليس المسجد بمعناه الاصطلاحي..!

المصدر: الوطن أون لاين