حفتر: لن نقف متفرجين والبلاد تمضي إلى الهاوية

أخبار

استفاق سكان العاصمة الليبية طرابلس على وقع اشتباكات عنيفة قرب مقر الحكومة المؤقتة أوقعت قتلى وجرحى، بينما أفادت تقارير إعلامية أن السلطات أخلت عدداً من حقول النفط تحسباً لهجمات متوقعة من تنظيم داعش الذي بدأ يتمدد خارج معقله في مدينة سرت انطلاقاً من حقل المبروك الذي سيطر عليه في وقت سابق، وبالتزامن قال القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر إن الجيش لا يتعاطى السياسة وإنه بمنأى عن الصراع الدائر بشأن السلطة، مؤكداً أنه لن يقف متفرجاً إذا رأى البلاد تسير ناحية الهاوية.

وفي تفاصيل الوضع الأمني الهش، أفاد شهود عيان بحدوث إطلاق نار واشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس قبل ان يعود الهدوء اليها نهاراً. وتم إطلاق النار بالقرب من قاعدة بوستّة البحرية التي يقيم فيها المجلس الرئاسي الليبي، ولم يعرف مصدره وأسبابه، وطبقا لتقارير نشرتها مواقع اخبارية محلية ان عدداً من الجرحى سقط في الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مرجحين ان يكون بينهم قتلى غير انهم لم يخوضوا في تقديرات الأعداد.

تحشيد

إلى ذلك، أكد مصدر عسكري أن تنظيم داعش يحشد قواته بحقل المبروك النفطي جنوب ليبيا، مرجحاً أن يستهدف التنظيم الحقول القريبة منه. وقال آمر سرية مرادة فتح الله العبيدي بحسب موقع بوابة الوسط إن «تنظيم داعش لديه تحشيد كبير بحقل المبروك 220 شمال غرب مرادة، وتجمع آخر جنوب مدينة سرت 60 كم». وأشار العبيدي إلى أنه جرى «تكليف دوريات استطلاع متحركة بمنطقة قارة جهنم الواقعة غرب بلدة مرادة لمراقبة الطريق المؤدية الى الحقول النفطية وجار وضع خطة شاملة مُتكاملة لصد أي هجوم محتمل».

وأعلنت سرية مرادة المقاتلة التابعة لغرفة عمليات مرادة لحماية الحقول النفطية بحوض «مرادة – زلة»، إخلاء الموظفين والمُستخدمين من الحقول النفطية المكلفين بتأمينها ونقلهم إلى مناطق آمنة، بعد قيام داعش بحشد قواته بحقل المبروك النفطي.

وأكدت المؤسسة الليبية للنفط بطرابلس إخلاء ثلاثة حقول نفطية جنوب غرب سرت وسط البلاد عقب أنباء عن عزم داعش مهاجمتها. وقالت المؤسسة في بيان إن حقول البيضاء والواحة وتيبستي الواقعة جنوب سرت بمسافات متفاوتة أخليت تماما من موظفيها، فيما انتشرت قوات تابعة لحرس المنشآت النفطية استعداداً لمواجهات قد تندلع في أي وقت. وأضاف البيان أن الإخلاء جاء بعد ورود أنباء مؤكدة عن نية «داعش» شن هجمات على هذه الحقول وعلى مواقع نفطية أخرى وسط وجنوب البلاد.

لا للمجلس العسكري

من ناحيته، أكد القائد العام للجيش الليبي الفريق أول ركن خليفة حفتر أن الجيش بمنأى عن الشأن السياسي وشدد قائلاً: «ولن نشكِّل مجلسا عسكريا، وسندعم أي حكومة وفاق يمنحها البرلمان الثقة».

وأوضح حفتر في تصريحات صحافية نشرت في العاصمة المصرية القاهرة: «نحن نتابع الأحداث عن قرب، لكننا لا نتدخل في الشأن السياسي، وقد وصلتنا مطالبات شعبية على نطاق واسع لتشكيل مجلس عسكري، لكننا لن نستجيب لها. هذه مسألة تخص البرلمان الذي يقود العملية السياسية المعقدة في البلاد، ونحن مؤسسة عسكرية تتبع البرلمان ولا يمكن أن نتخذ قرارات نيابة عنه، وفي الوقت نفسه لا يمكننا أن نقف متفرجين إذا رأينا أن العملية السياسية تقود البلاد إلى الهاوية».

وإزاء المخاوف من تقسيم ليبيا، أشار الفريق حفتر إلى وجود مساعٍ من أطراف مختلفة محلية أو خارجية لتحقيق هذه الاية، لكنه شدد قائلاً: «الذي يقبل بتقسيم ليبيا ليس من معدن هذا الشعب ولا ينتمي إلى أرضه، وبائع لشرفه وعرضه، ومستخف بنضال أجدادنا وجهادهم من أجل الوطن.. ولن تفلح كل المحاولات لتقسيم ليبيا ما دام فينا عرق ينبض بالحياة. ستبقى ليبيا وحدة واحدة، لا شرقية ولا غربية، وسيدافع الليبيون الشرفاء جيشاً وشعباً عن وحدة تراب أراضيهم مهما تحالف الأعداء من أجل تقسيمها».

أما بشأن اختطاف تنظيم «داعش» الإرهابي مدينة سرت، أوضح القائد العام أن «الجيش الليبي قطع على نفسه عهداً بالقضاء على الإرهاب في كامل التراب الليبي مهما بلغت التضحيات»، وقال: «نبشر أهلنا في كل المدن التي يجثم الإرهاب على صدورها وفي مقدمتها مدينة سرت بأن الفرج قريب».

وبشأن نيته الترشح للرئاسة مستقبلاً قال: «هذا أمر سابق لأوانه، ولم أشغل به بالي على الإطلاق. ما نفكر فيه حالياً ونسخر له كل إمكاناتنا الذهنية هو استعادة الدولة وإنقاذ الوطن من الضياع وتطهيره من كل العصابات الإرهابية، والعمل بالتوازي لإعادة بناء المؤسسة العسكرية بالشكل السليم المؤسسي الذي لا يعتمد على فرد، ولا تكون ولاءاته لأشخاص، وعندما يتحقق ذلك يكون لكل حادث حديث».

المصدر: صحيفة البيان