خبراء: استراتيجيات الاتصال الحكومي تلعب دورا محوريا في بناء مجتمعات المعرفة

أخبار

ناقشت ثاني جلسات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة والتي حملت عنوان ” الاتصال الحكومي وبناء مجتمعات المعرفة” دور استراتيجيات الاتصال الحكومي في ربط السياسات التعليمية وتحديثها بمتطلبات التنمية ونقل التجارب والخبرات المتراكمة للمسيرات التعليمية الناجحة إضافة إلى تعميمها والاستفادة منها ودمجها في الإصلاحات التي تنتهجها الحكومة في المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة على حد سواء.

واستضافت الجلسة كلا من فريديريك راينفيلدت، رئيس وزراء السويد /2006-2014/ وضياء الدين يوسفزاي المستشار الخاص للأمم المتحدة حول التعليم الدولي وجوردان كاسي المؤسس والمدير التنفيذي لشركة الألعاب Casey Games- أصغر مدير تنفيذي في عالم الانترنت ورجائي الخادم رئيس القطاع الحكومي لدى “لينكدإن” الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما أدارت الجلسة الإعلامية ميسون عزام من قناة العربية.

وفي حديثه استعان فريديريك راينفيلدت بأمثلة عن تجربة مملكة السويد حيث أشار إلى أن التغيير الذي أدخلته السويد على المناهج التعليمية وتمديد التعليم الإلزامي شمل المدارس الحكومية والخاصة وترافق مع إشراك أولياء الأمور حول الهدف من هذا التغيير وأهميته لبناء أجيال المستقبل انسجاما مع تحديات العصر واستحقاقات المستقبل.

وقال ” من الضروري دمج التكنولوجيا في النظام التعليمي ولا مانع من التعاون مع الشركات الخاصة لكن على الحكومات وحدها أن تتولى مسؤولية إدارة النظام التعليمي وإعادة تصميمه وليس الشركات الخاصة”.

واختتم قائلا ” على الرغم مما تقدمه التكنولوجيا اليوم من ابتكارات متطورة تتيح للجميع الوصول الى المعلومات ومشاركتها مع الملايين من البشر حول العالم وعلى الرغم مما تقدمه التقانات من وسائل للجيل الجديد ليكتسب مهارات ومعارف جديدة إلا أننا في السويد نحرص أكثر من أي وقت مضى على تعليم طلابنا والأجيال الجديدة كيفية فهم وتحليل كل هذه المعارف وتطوير مهاراته في التفكير النقدي “..معربا عن اعتقاده بأن هذا هو العامل المهم في بناء مجتمع المعرفة وليس أي شيء آخر.

من جهته قال ضياء الدين يوسفزاي “إن تجربتنا في باكستان مثال لأهمية دور الشباب في عملية التغيير ” مبديا اعتزازه بما حققته ابنته ملالا التي استطاعت أن تقدم صورة مشرقة عن بلادها وتتحول الى قدوة لبنات جيلها سواء في باكستان أو أي مكان آخر في العالم.

وأكد أن الفكر المتطرف والإرهابي لا يخاف من الأسلحة بل يخاف من فتاة تحمل كتابا ..من هنا أقول إن التعليم هو أساس تطور المجتمعات والمعرفة هي التي تمكن الأجيال من نيل حقوقهم والتمتع بها على قاعدة الاحترام والمساواة.” واختتم قائلا ” المعلومات أصبحت اليوم متاحة للجميع في كل أنحاء العالم الجيل الجديد يتلقى معلومات مكثفة وبوتيرة متسارعة على مواقع التواصل الاجتماعي لكنه يحتاج إلى تطوير فكر نقدي من أجل غربلة هذه المعلومات .. على المدارس والحكومات أن تعتني بجودة التعليم والابتعاد عن أسلوب التلقين لتضمن بناء المعرفة على أسس الفكر النقدي”.

وأشار جوردان كاسي أصغر مدير تنفيذي في عالم الإنترنت إلى أن مهاراته في البرمجة الإلكترونية مكنته من تقديم وسائل جديدة للتعليم وأتاحت الفرصة للشباب في إيصال أصواتهم الى العالم ومشاركة أحلامهم وتطلعاتهم حول المستقبل الذي يريدونه.

وأضاف” بإمكاني أن أكون حلقة وصل بين هؤلاء الشباب والحكومات وأعتقد أن المهتمين بتطوير التعليم سيأخذوني على محمل الجد لأني أستطيع توفير الحلول من خلال لعبة إلكترونية ما كما يمكنني المساعدة في مكافحة الفقر أو الحرمان من التعليم”.

واختتم قائلا “الهدف من عملي ليس جني المال فقط بل أيضا مساعدة الكثيرين على تأمين عمل لهم في المستقبل من خلال تأسيس شركات عبر الإنترنت. إني سعيد بأني تمكنت من نقل المعرفة وإحداث تغييرات في بلادي”.

من جانبه قال رجائي الخادم: “نحن في لينكدإن نضع التكنولوجيا في خدمة التعليم ونتعاون مع الحكومات في مختلف أنحاء العالم من أجل تلبية احتياجات سوق الوظائف وتعزيز الإنتاجية ولدينا في دول الشرق الأوسط ودول الخليج بشكل خاص نجاحات رائدة مقارنة مع دول أوروبا وأميركا.” وأكد الخادم بأن الحكومات تسعى الى تعزيز علاقاتها مع القطاع الخاص من أجل مواكبة التطور الذي تحدثه الابتكارات التكنولوجية بشكل متسارع والاطلاع على البيانات الجديدة التي يتم تحديثها على مواقعنا ومنصاتنا المعرفية. على قطاع التعليم أن يواكب أيضا المتغيرات ويتيح للطلاب مهارات جديدة تمكنهم من الحصول على فرص عمل في المستقبل.

واختتم رجائي الخادم قائلا: ” التأقلم والقدرة على التكيف هما الأساس في النظام التعليمي الجديد. ما نعرفه اليوم سيكون مختلفا في الغد، من هنا يجب أن نعمل معا من أجل تمكين الشباب من امتلاك مهارات جديدة ترقى الى تحديات المستقبل”.

المصدر: وكالة أنباء الإمارات