خيام الإفطار الرمضانية.. عُرف أهل الإمارات

أخبار

تنتشر الخيام الرمضانية الخيرية، على مساحات شاسعة في الدولة على امتداد مناطقها من العاصمة أبوظبي وحتى الفجيرة، وتشرف عليها جمعية الهلال الأحمر، وغيرها من الجهات الخيرية الأخرى، لتجمع مئات الآلاف من الصائمين على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم وحتى لغاتهم، حول مائدة واحدة عامرة بمختلف الأصناف والأشكال من الطعام والشراب، في أسمى الصور التي تعكس مفاهيم جميلة لماهية التراحم والتآخي الإنساني في الشهر الفضيل.

ويسارعون بعدها لأداء صلاة المغرب جماعة بشكل روحاني، ضمن جدول يومي محصور في أجمل 30 يوماً من التواصل والتكافل والإحسان.

تلاحم

أوضحت نورة العامري، عضو مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد الثقافية والتعليمية، أن خيام إفطار الصائمين في الدولة التي تشرف عليها الجهات الخيرية، وحتى مبادرات من العائلات والأسر الإماراتية تعبِّر عن روح التلاحم والعطاء في شهر رمضان المبارك، الذي يجمع الصائمين على اختلاف جنسياتهم حول موائد الرحمن في أجواء تعكس القيم الإسلامية بأسمى معانيها. كما أشادت العامري بجهود الشباب المتطوعين، الذين يقدمون وجبات الإفطار للصائمين في الخيام الرمضانية، وهذا من شأنه ينشر ثقافة العمل الخيري والتطوعي وخدمة المجتمع، إضافة إلى تطوير العمل التطوعي في المجتمع.

خدمات 5 نجوم

ومما لفت مسفر مصلح العرياني، مهندس في شركة العين للتوزيع، في الخيام الرمضانية أنه لا تقتصر مهمتها على توفير وجبات الإفطار لمن يقبل عليها من الجنسيات العربية والآسيوية من فئة العمال والعزاب المقيمين ليجتمعوا على موائد الرحمن، وإنما هي على حد قوله، تقدم خدمات خمس نجوم، بمعنى أن الجهات المشرفة عليها تحرص على تجهيزها بكل المستلزمات التي تلبي احتياجات الصائمين، وتوفير جو من الطمأنينة لهم، إذ يجتمعون على مدار شهر كامل وكأنهم عائلة واحدة.

قيم السماحة

من جانبه يؤكد سالم المقبالي، موظف في وزارة شؤون الرئاسة، أن الخيام الرمضانية هي إحدى توجهات الدولة الخيرية في نشر قيم العدل والسماحة والرحمة في هذا الشهر الفضيل، مضيفاً: نعم، نلاحظ في الخيام الرمضانية من يسارع للإفطار فيها لأنه يعيش مغترباً، فجميع أفراد أسرته يعيشون في الموطن الأم، ومع ذلك فهو يعيش مع إخوانه الصائمين باختلاف الجنسيات عبق الأجواء الرمضانية، وتجمعهم مائدة واحدة، وفي صورة تتجلّى فيها روحانية الشهر وتمتزج بها روح الود والنقاء، وفي صورة تعكس أيضاً أصالة الشعور بالتكافل الاجتماعي بين الصائمين، بل إن هناك أيضاً أُسراً مواطنة تبادر بتقديم وجبات الإفطار للأسر المحتاجة داخل بيوتها على مدار شهر رمضان حرصاً منها على تعميق مفهوم الجسد الواحد ومراعاة لأحوال هذه الأسر.

إقبال كثيف

وأشار ماجد خميس الكتبي، الذي يعمل في سلك القوات المسلحة، إلى أن أجمل ما يميز شهر رمضان المبارك هي تلك الخيام التي تعكف على خدمة وإفطار الصائمين الذين يتوافدون بكثافة إليها، ويجلسون بانتظام في صفوف متراصّة منتظرين موعد الإفطار، منوهاً بأن مبادرات دولة الإمارات في الحرص على توفير الخيام الرمضانية خففت من معاناة آلاف من العمالة المتواجدة في الأحياء والمدن في شتى الإمارات، التي لا تستطيع شراء وجبة الإفطار اليومية أو حتى إعدادها، فيجتمعون قُبيل موعد الإفطار في تلك الخيام وكأنهم على موعد مسبق التنسيق في أبرز صور التراحم والتكافل الإنساني والاجتماعي.

وأكد أن الخيام الرمضانية هبة إنسانية لمساعدة العمال البسطاء، الذين يشق عليهم توفير وجبة الإفطار.

روحانيات

أما محمد بن مصلح الأحبابي، مستشار في دائرة القضاء في أبوظبي، بإدارة قضايا حكومة أبوظبي، فأوضح أنه لم تعد موائد الرحمن حكراً على المؤسسات والجهات الخيرية فقط في تقديم الإفطار للمحتاجين، فقد عكفت الأُسر الإماراتية على توزيع وجبات الإفطار على العمال قبل موعد الإفطار، ولكل منها منهج مختلف في إطعام الصائمين، رغبة في اكتساب الأجر العظيم، ونشراً لمفاهيم الخير والإحسان في شهر الإحسان، ولعل أبرز ما يميز شعور المحسنين هي تلك الروحانية، التي تتجلى في سلوكاتهم من خلال عملية التكاتف في أيام الخير.

وأضاف الأحبابي: إن الخيام الرمضانية التي تحفل بها جميع مناطق الدولة بامتدادها في شهر رمضان الفضيل تعتبر حتماً مظهراً من مظاهر البر، لا سيما أن رمضان لا يحمل معه الخير للمحتاجين مادياً فقط، بل يُحيي العلاقات الاجتماعية والإنسانية أيضاً، ويجعلهم يلتقون يومياً وهذا ما لا يحدث في غيره من الشهور الأخرى.

وأشاد الأحبابي بالجهود الكبيرة، التي يبذلها الشباب المتطوعون من خلال الهيئات والمؤسسات الخيرية، الذين يتهافتون وبنية خالصة على تقديم مبادراتهم بأشكال مختلفة، هدفها تقديم الإفطار للصائمين، واختيار الأماكن التي تخدم أشخاصاً أكثر لا سيما في تلك الخيام الرمضانية.

أُلفة

وأعرب الشاب الآسيوي محمد شاهد يعمل في مجال تصميم وتفصيل العبايات، عن سعادته الكبيرة حينما يدخل الخيامة الرمضانية ويرى الصائمين يتناولون إفطارهم معاً، بحيث لا يكون هناك إهدار للطعام، الأمر الذي يحقق أيضاً الألفة والمحبة في شهر الرحمة بين الناس، مؤكداً أن جميع رفاقه يشيدون بمبادرات دولة الإمارات في شهر رمضان بنصب الخيام الرمضانية في شتى مناطقها، وهذا يأتي حتماً من منطلق الأعراف والتقاليد الإماراتية الأصيلة في السباق نحو الخير.

مبادرات في العين

تشهد مناطق الدولة ارتفاعاً كبيراً في عدد الخيام الرمضانية، وفي هذا الإطار يعزز فرع هيئة الهلال الأحمر في العين مبادراته الرمضانية، التي يستهدف بها الصائمين خلال الشهر الفضيل.

ومنها الخيام الرمضانية التي يتم توزيعها على امتداد المدينة والمناطق المحيطة بها، ويتم مراعاة نقاط عدة أبرزها التباعد الجغرافي والاكتظاظ السكاني، وبالتركيز على فئة العمال في مناطق منها الجاهلي، والمعترض، والمويجعي، ومزيد، والسلامات، والوقن.

المصدر: البيان