مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

ربما يعود الزهو

آراء

من الجيد أن يخصص يوم عالمي للغة العربية يتم من خلاله العمل على دعمها وإبراز سحرها، فهي مهما اعترضها من مكدرات تبقى لغة راقية، وتظل متوهجة إن أتقن من يستخدمها توظيف مفرداتها وقدرتها على التعبير.

ولعل اختيار محور “دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية” محوراً رئيساً للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا العام بحسب المنشور في “الوطن” أول من أمس على لسان رئيس الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية “أرابيا” السفير المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو زياد الدريس، يأتي في وقت مهم تزاحمت فيه وسائل الإعلام على المشاهد العربي، خاصة الفضائيات التي قارب أو تجاوز عددها الألف، ولا أعتقد أن واحدة منها فكرت ذات يوم بدورها في تقوية اللغة العربية، كما كان يحدث من قبل.

في الإعلام المكتوب لم تتخل الصحف عن اللغة وقواعدها، ويقترب منها الإعلام الإلكتروني مع تفاوت الاهتمام بينها، أما في المسموع فقد طغت العامية إلا في نشرات الأخبار على معظم المحطات، وبعضها طعّمت تلك النشرات بالعامية، عدا إدخال كثير من المفردات الأجنبية حتى ليخال المرء أنها باتت جزءاً من لغة الحديث اليومية في الشارع العربي.

وفي الفضائيات غير الإخبارية حدث ولا حرج عن نسيان العربية الفصحى مقابل امتداد العاميات والمفردات غير العربية، ولا أكاد أتذكر برنامجاً يقدم باللغة الفصحى، كذلك لا يحضرني اسم لبرنامج هدفه اللغة العربية في الفضائيات كلها، مما يعني أن الفضائيات تقوم بدور سلبي وليس إيجابياًّ أبداً تجاه اللغة العربية. ولو عدنا إلى زمن مضى لوجدنا على سبيل المثال واحدا من البرامج القديمة ما زال الشباب يذكرونه، وهم قد تأثروا به ذات يوم وهو برنامج “افتح يا سمسم”، الذي كان محبباً لدى الأطفال بشخوصه ولغته الفصحى، ولعل هناك جدوى من فكرة استعادته أو عمل مشروع مقارب.

واقع الحال يشير إلى أن المبادرات التي يطلقها محبو اللغة والمخلصون لها غير كافية إن لم يقترن ذلك بتعاون من وسائل الإعلام تحديدا، فالفارق كبير بين ندوة يحضرها عدد قليل ربما لا يتجاوز المئة شخص وأغلبهم من المهتمين أصلاً باللغة العربية وبين برنامج على فضائية ذات حضور جيد ويتابعها الملايين.

ونتذكر أيضاً بعض المبادرات الإيجابية التي أطلقها عدد من الغيورين على اللغة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تعد رافدا مهما لما يمكن أن يبذل من قبل الجميع من أجل إعادة الزهو للغة حق لها أن تعشق لما فيها من جماليات ومرونة وانسيابية لو أتقنها مستخدموها.

المصدر: الوطن أون لاين