ركاب الطائرة المصرية المخطوفة يروون ساعات الرعب

أخبار

عبر ركاب طائرة مصر للطيران، التي تعرضت للاختطاف، أمس الأول، من مطار برج العرب، عن شكرهم للسلطات المصرية والقبرصية، في إنهاء مشكلة اختطاف الطائرة بسلام، معلنين سعادتهم بعودتهم سالمين إلى أرض الوطن، بعد ساعات من الرعب عاشوها خلال عملية اختطاف الطائرة. 

وقال السيد عبد الرازق، أحد الركاب إنه كان قادماً من مطار برج العرب بالإسكندرية إلى مطار القاهرة، ومنه إلى مطار أمستردام بهولندا، حيث مقر عمله وإقامته، إلا أنه فوجئ بعد مرور 20 دقيقة من إقلاع الطائرة بأحد أفراد طاقم الطائرة يطلب منا جوازات السفر، «وعندما سأله هل هناك ثمة مشكلة، لم يتم إخبارنا مما زاد من شكوكي، التي تصاعدت بعد مرور 35 دقيقة، دون أن تهبط الطائرة في مطار القاهرة، بحسب الوقت المحدد للوصول، فطلبنا من الطاقم معرفة ما يجري، وهنا أخبرتنا المضيفة بأن الطائرة مخطوفة، والخاطف هو الذي يطلب جوازات السفر للاطلاع عليها».

وأضاف عبد الرازق: طالبتنا المضيفة بعدم القلق، وأن الخاطف حدد 3 دول للتوجه إليها هي تركيا أو قبرص أو اليونان، فأخبره قائد الطائرة أن الوقود الموجود بالطائرة محدود، ولن نستطيع الوصول إلا إلى قبرص، وبعد نصف ساعة تقريباً هبطت الطائرة بمطار لارناكا، وبعد التفاوض مع الخاطف خرجت النساء أولاً من الطائرة، وسط حالة انهيار تام سيطرت على 6 ركاب من كبار السن، الأمر الذي أدى إلى تدخل المضيفة لتهدئتهم «وعقب ذلك كانت الانفراجة الكبرى، عندما قالت إنه وافق على خروج كافة ركاب الطائرة، بمن فيهم الأجانب شرط أن يكونوا من أصول مصرية، ورفض مطلقاً خروج الأجانب، وكانوا ثلاثة غربيين»، فبقوا إضافة إلى قائد الطائرة والمساعد، و2 من طاقم الضيافة، وضابط الأمن.

ووصف عبد الرازق الخاطف بأنه مجرد هاو، وأرجع ذلك إلى أن الخاطف بمجرد صعوده الطائرة تردد على دورة المياه، ثم قام بطلب المضيفة وقام بكشف المعطف الذي يرتديه وكشف عن الحزام المزعوم، وقال للمضيفة بكل هدوء الطائرة مخطوفة، وأعطاها ورقة دوّن فيها مطالبه، والتي أعلن من خلالها أن لديه مشكلة من النظام في مصر، وليس مع الركاب أو الطائرة، مطالباً بالإفراج عن بعض السجينات دون أي شروط.

وقالت سارة الشريف، من الركاب، بعد 5 دقائق فقط من إقلاع الطائرة من مطار برج العرب، فوجئنا بشخص يقف عند باب الكابينة، وطالبته المضيفة بالجلوس في مقعده فقال إنه يريد دخول الحمام، مشيرة إلى أن الخاطف كان يرتدي بدلة زرقاء اللون، وأصر على الوقوف قبل أن يصرخ في المضيفة، ويطلب منها أن تبلغ قائد الطائرة بالتوجه إلى تركيا، وهدد بتفجيرها باستخدام حزام ناسف كان يلفه حول بطنه، مما أصاب الركاب بحالة من الهياج، الذين سارع أغلبهم للاختباء أسفل المقاعد.

واستطردت الشريف «خرج مساعد الطيار من قمرة القيادة، وطلب من الخاطف الهدوء، وأبلغه بأنهم سينفذون كل طلباته، فكرر عليه الخاطف طلبه بالتوجه إلى تركيا، فأبلغه المساعد أن ذلك مستحيل بسبب كمية الوقود، فطلب منه الخاطف التوجه إلى قبرص، مطالباً الركاب بالصمت، بعدما هددهم بتفجير الطائرة بمن عليها في حال عدم الالتزام بتعليماته لهم بالهدوء والتزام المقاعد».

وأضافت بعد ساعة ونصف الساعة تقريباً، هبطت الطائرة في مطار لارناكا القبرصي، وبمجرد استقرار الطائرة طالب الخاطف الجميع بالالتزام بالهدوء، وعدم مغادرة أماكنهم، قائلاً: «هي ضغطة واحدة وحنموت كلنا، وأمر المضيفة بفتح باب الطائرة، ثم سمح للسيدات والأطفال بالمغادرة، وحاول بعدها قائد الطائرة التحدث معه وأبلغه بأنه يمكنه مساعدته في التواصل مع المسؤولين لتحقيق مطالبه، فرد الخاطف كل شيء في وقته».

وقال يوسف سعيد إبراهيم، أحد الركاب، «بعد وصولنا إلى قبرص فوجئنا بالمتهم يسمح للجميع بالنزول عدا قائد الطائرة ومساعده ومضيفة و3 أجانب، لا أعرف جنسيتهم، ولم أصدق نفسي عندما قال ذلك، فهرولنا جميعاً إلى الباب، حتى إنني تركت حقيبتي في الطائرة».

وأشاد يوسف سعيد إبراهيم، بمجهودات السلطات المصرية والقبرصية في إنقاذ ركاب الطائرة، مشيراً إلى أن الخاطف كانت تبدو عليه علامات توتر بين الحين والآخر، وكان يتصرف أحياناً وكأنه مجنون لا يكترث بشيء، ولكنه في نفس الوقت لم يتعد على أي من ركاب الطائرة.

المصدر: صحيفة الخليج