زيارة الملك سلمان لمصر تعكس عمق العلاقات بين الرياض والقاهرة

أخبار

أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة ناصر حمدي، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ينتظر أن تشهد توقيع ما يقارب 14 اتفاقية من أبرزها اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي بين المملكة ومصر.

وقال السفير حمدى إن مصر لن تنسى مواقف المملكة الداعمة لها خلال الفترة الماضية، ومن ذلك مواقف الملك عبدالله ومواقف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل- يرحمهما الله، إضافة إلى مواقف المملكة إبان ثورة 30 يونيو، انتقالا إلى المواقف الداعمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وتبنيه ودعمه للرئيس عبدالفتاح السيسي وتفاهما مع بعضهما البعض لتنمية سيناء.

وأضاف السفير: هناك توجه لدى البلدين لتنشيط الجانب الثقافي بمبادرات شبابية، حيث ستشهد الفترة القادمة تنفيذ برامج مشتركة يقودها الشباب في هذا الجانب، لافتاً إلى أن أمن الخليج من ثوابت السياسة المصرية، وتتواجد بقوة مع المملكة في هذا الموضوع .. وفيما يلي نص الحوار :

كيف تنظرون لزيارة خادم الحرمين الشريفين المرتقبة والأولى منذ توليه قيادة المملكة، لجمهورية مصر العربية؟ وكيف تنظرون لأهمية توطيد العلاقة بين المملكة ومصر في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة؟

-زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – المرتقبة في أوائل أبريل منذ توليه قيادة المملكة لجمهورية مصر العربية تعتبر زيارة هامة جداً لمصر، لأنها تعكس عمق العلاقات بين البلدين، من جهة ، ومن جهة أخرى، تمثل هذه الزيارة رسالة واضحة للعالم بأن العلاقات (المصرية – السعودية) ليست فقط علاقات قوية، ولكنها علاقات أساسية واستراتيجية، وتأتي لدعم التعاون بين البلدين، كما أنها صمام أمان لمنطقة الشرق الأوسط ككل.

ونحن كمصريين نتطلع لهذه الزيارة منذ فترة وسعداء لقيامها في هذا التوقيت، وأنا واثق من أن هذه الزيارة ستكون – بمشيئة الله – ناجحة، حيث إنها ستكون بمثابة دفعة وانطلاقة جديدة للعلاقات في المرحلة القادمة.

كما تم خلال زيارة الرئيس المصري للمملكة في شهر نوفمبر الماضي، التوقيع على مجلس التنسيق (السعودي – المصري) وذلك بحضور خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري، حيث عقد المجلس اجتماعاته خلال الفترة الماضية وأسفرت عن الاتفاق على توقيع أكثر من 14 اتفاقية، حيث سيتم توقيع هذه الاتفاقيات خلال زيارة الملك سلمان – حفظه الله – لجمهورية مصر بحضور القيادة الرشيدة في البلدين، حيث تأتي هذه الاتفاقيات كثمرة للجهود المبذولة واللقاءات المستمرة بين الجانبين خلال الفترة الماضية سواء من خلال المجلس التنسيقي أو بين الوزراء في البلدين.

وتعتبر اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي بين المملكة ومصر أهم الاتفاقيات لأنها ستخدم البلدين سواء على مستوى رجال الأعمال، حيث ستشجع الاستثمار في الرياض والقاهرة، كما أنه سيوقع اتفاق في مجال الاستثمار، وهو ما يؤدي إلى الاستقرار في السوق المصري ويشجع المستثمر السعودي على الاستثمار في مصر.

وقد كانت العلاقات بين الرياض والقاهرة ممتازة، وستمثل هذه الزيارة انطلاقة جديدة، بإذن الله.

سعادة السفير.. ما حجم الاستثمارات السعودية في مصر؟.. وهل لدى جمهورية مصر استراتيجية للوصول بهذه الاستثمارات لأعلى مستوى؟

يبلغ حجم الاستثمارات السعودية القائمة والحالية في مصر 5.3 مليار دولار، فيما يبلغ حجم الاستثمارات المصرية في المملكة 1.1 مليار دولار، ونحن في مصر نتطلع لزيادة حجم هذه الاستثمارات، حيث وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإزالة كافة العقبات التي تواجه المستثمرين السعوديين وقد تم حل الكثير من المشاكل التي تقف أمام المستثمرين، ونتوقع أن تشهد الأشهر القليلة القادمة حل كافة المشاكل التي تعترض المستثمرين السعوديين في مصر.

وقد تم عبر المجلس التنسيقي طرح كبير من المشروعات بطبيعة مختلفة وهي الاستثمار المشترك وبما يعود بالنفع على الدولتين، ويشمل ذلك مجالات السياحة والفندقة، الزراعة، والصناعة، حيث يعكف الجانب السعودي حالياً على دراسة هذه المشروعات من الجدوى الاقتصادية، حيث سيتم بناء على ذلك سيتم اختيار المشروعات المناسبة للمستثمر السعودي تمهيداً للبدء في تنفيذها خلال الفترة المقبلة.

وما حجم التبادل التجاري بين البلدين، وما توقعاتكم للفترة القادمة؟

يبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية حتى النصف الأول للعام الماضي 2015م، 6.2 مليار دولار وبنسبة زيادة قدرها 16.5% مقارنة بنفس الفترة لعام 2014م، ونحن نتطلع لزيادة حجم التبادل التجاري، ودفعها إلى الأمام خلال المرحلة المقبلة.

أدى الاستقرار الذي تشهده جمهورية مصر حالياً إلى استقطاب السياح الخليجيين والعرب في ظل الظروف التي تشهدها بعض دول المنطقة والتي كانت تمثل وجهات سياحية لهم.. ما جهود مصر لدعم هذه الصناعة لجذب المزيد من السياح؟

-قبل عام 2010 كان عدد السياح السعوديين في مصر يصل 350 ألف سائح سنوياً، إلا أن الأزمة التي شهدتها مصر أدت إلى خفض السياح السعوديين ، لكن بدأ العدد يتنامى من جديد خلال عامي 2013/2014 ، حيث وجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – بدعم مصر سياحياً مما أدى إلى زيادة تدفق عدد السياح ليصل إلى 400 ألف سائح سعودي في نهاية عام 2014م

وبعد الأزمة والأحداث التي شهدتها منطقة شرم الشيخ كذلك وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدعم القطاع السياحي بمصر حيث استمرت الرحلات السياحية إلى مصر، وتتطلع مصر من خلال مشاركتها في مهرجان السياحة والتسوق في أبريل بالمملكة إلى تسويق السياحة وجذب السياح مع التركيز على تسويق المناطق الساحلية كمنطقة الغردقة السياحية مع توفير بيئة سياحية تحفظ للسائح السعودي خصوصيته التي يتميز بها.

في ظل قيادة المملكة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ومن ريادتها في إنشاء التحالف الإسلامي العسكري.. كيف تنظرون إلى التحالفات بين المملكة ومصر وإمكانية جعلها نواة لتحالفات أشمل وأوسع؟

في واقع الأمر يوجد وعي وإدراك تام لدى القيادة السعودية والمصرية بمدى أهمية وقوة البلدين، ويشمل المجلس التنسيقي التعاون بينهما في كافة المجالات بما فيها المجال العسكري، حيث شاركت مصر في إطار توزيع الأدوار في عاصفة الحزم، وذلك من خلال سربين من الطائرات، وقوة بحرية، ويأتي ذلك في إطار التوافق والتفاهم بيم الجانبين في أسلوب المشاركة.

إضافة إلى ذلك يعتبر أمن الخليج من ثوابت السياسة المصرية، وتتواجد بقوة مع المملكة في هذا الموضوع ، أما في إطار التحالف العسكري الإسلامي فقد شاركت مصر في هذا التحالف، خاصة وأن المنطقة تشهد حالة من التوتر وتعاني من الإرهاب.

ومما لا شك أن مصر والسعودية كما قال الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – هما جناحا الأمة العربية، وهناك توجيهات مستمرة من قيادة البلدين لدعم وتعزيز التعاون المشترك بما في ذلك التعاون العسكري والاستخباراتي وذلك لضمان استقرار المنطقة.

وماذا عن التعاون في مجالات السياحة والثقافة .. وما الدور الذي تلعبه مصر في هذا الجانب؟

يعتبر التعاون الثقافي من أهم مجالات التعاون بين مصر والسعودية، وحالياً توجد اتصالات بين الجانبين لتوعية الجيل الحالي والمستقبل بعمق العلاقة بين الرياض والقاهرة، وهناك توجه لدى البلدين لتنشيط هذا الجانب بمبادرات شبابية وذلك من خلال ندوات ثقافية ينظمها شباب البلدين لتعريف الجيل الحالي بعمق ودفء العلاقة والتناغم بين الشعبين وقيادة البلدين، وهناك حب متبادل وحميمية بين الشعبين وهي علاقة من نوع خاص يمكن التماسها في الشارع بين المواطن السعودي والشعب السعودي، وكذلك الحال بين القيادتين، إلا أن هناك حاجة إلى تعميق هذه العلاقة وسط الجيل الحالي، وستشهد الفترة القادمة تنفيذ برامج مشتركة يقودها الشباب في هذا الجانب.

ما تقييمكم لمستوى الدعم الذي تقدمه المملكة لجمهورية مصر في كافة المجالات وخاصة السياحة؟

أود أن أؤكد أنه رغم ما يحدث من توترات إلا أن هناك حبا متبادلا بين البلدين، وهناك علاقة خاصة متميزة بين القيادة فيهما، وأن مصر لن تنسى مواقف المملكة الداعمة لها خلال الفترة الماضية ومن ذلك مواقف الملك عبدالله ومواقف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل -يرحمهما الله، إضافة إلى مواقف المملكة إبان ثورة 30 يونيو، انتقالا إلى المواقف الداعمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وتبنيه ودعمه للرئيس عبدالفتاح السيسي وتفاهما مع بعضهما البعض لتنمية سيناء ، وستساهم المملكة خلال الفترة المقبلة في تنمية سيناء بشكل فعال سواء من خلال إنشاء الطرق أو الخدمات الصحية أو المدارس، ليتم إنشاء مدينة متكاملة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله.

ومصر تقدر وتثمن مواقف المملكة الداعمة رغم ظروف انخفاض أسعار النفط، وخصوصاً في مشاريع التنمية والدعم الاقتصادي.

من وجهة نظركم ما أثر الاستقرار الذي تشهده حالياً جمهورية مصر على التنمية في كافة مجالات الحياة؟

إن ما شهدته مصر من تذبذب في الأوضاع الداخلية منذ 2011م كان له تأثير واضح في الاستقرار والأوضاع الاقتصادية في مصر، لقد كان الاحتياطي النقدي لجمهورية مصر يقدر بحوالي 130 مليار دولار قبل هذه الأحداث، حيث أثرت الوقفات الاحتجاجية والمطالبات العمالية والنقابية على الاقتصاد المصري مما أدى إلى انخفاض هذا الاحتياطي.

ومنذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم تمت إعادة النظر في وضعية مصر الاقتصادية، وبدأ العمل في إعادة البنية التحية القوية التي ستعيد مصر إلى مكانتها الطبيعية في السابق، كما تم وضع تصور لنهضة مستقبلية، حيث شهدت مصر إنشاء مشاريع للكهرباء والطرق، حيث استهداف 35 ألف كيلومتر من الطرق للتطوير بمصر، كما تم البدء في توليد الكهرباء من الطاقة النووية إضافة إلى تنمية مشاريع قناة السويس لخدمة الجيل الجديد في مصر والمنطقة ، وتستهدف الحكومة المصرية إلى تحقيق معدل نمو يصل إلى 5 – 6% سنوياً

-كيف تنظرون إلى السعوديين المقيمين في مصر سواء كانوا مستثمرين أو غيرهم ومدى تعايشهم هناك؟

كما تعلمون يوجد في المملكة 1.8 مليون مصري ، فيما يوجد حوالي 600 ألف سعودي مقيم بمصر لديهم أملاك، وهناك تلاحم شعبي وقد ساعد القرب الجغرافي في تنامي التجارة بين البلدين، وتعتبر الجالية السعودي إضافة لمصر حيث تساهم في التنمية.

وفي الجانب الآخر أكد المسؤولون السعوديون أن الجالية المصرية من الجاليات قليلة المشاكل بالمملكة، حيث لا تتعدى 1 -2% من إجمالي مشاكل الجاليات وهي جالية مساهمة في التنمية وملتزمة ومحترمة للأنظمة والقوانين السعودية.

المصدر: صحيفة اليوم السعودية