سنن التخلف

أخبار

عندما يتم تصدير الأفكار المميزة على نحو واسع يحدث الرقي بآليات التفكير ما يضيف إلى حصيلة الفرد فكرياً والمجتمع تنموياً، وهذا هو الهدف الذي يفترض أن تقوم به وسائل الإعلام عموماً، فأول خطوة يجب أن يقوم بها مَنْ أراد النهوض هي تطوير الأفكار التي تقوده إلى الأفضل، أما التشبث بأفكار العصور الجاهلية وتصديرها إلى عصر الحضارة كموروث مميز فينبغي حمايته من الانقراض وهو في حقيقة الأمر إرثٌ بغيض يتم نقله بطريقة أو بأخرى إلى الأجيال القادمة ولن يضيف إلى المجتمع إلا التخلف والنكوص على عقب الجهل المطبق والأفكار اللامسؤولة التي ينوء بها عاتق المجتمع. مع دخول الصحافة عالم الإنترنت ونشوء صحفٍ إلكترونية ظهرت إلى النور صحف إلكترونية بأسماء القبائل كمؤشر خطير وحدثٍ مؤسف يشخّص الحالة المتأزمة التي وصل إليها المدشنون والمتعاطون مع طرحها الذي لا يخلو إطلاقاً من رائحة التعصب القبلي الذي نهانا عنه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: (دعوها فإنها منتنة) ما قد ينعكس سلبياً على تماسك الوحدة الوطنية، ويصبح الولاء للقبيلة على حساب الولاء الوطني الذي هو عنصر أساسي لقيام المجتمع الذي يمتزج فيه جميع أفراد المجتمع الواحد ليكونوا حضارة راقية. وعتبي في هذا الشأن ليس على قادة سنن التخلف، وإنما على وزارة الثقافة والإعلام التي يفترض بها ألا تمنح التراخيص لصحف كهذه، درءاً لمفسدة العصبية القبلي، ومنعاً لما قد يحدث من أفعال يندم عليها كل عاقل، ولوزارة الثقافة في هذا تجارب سابقة مع قنوات التخلف الشعبية التي تعرض بين الحين والآخر مقاطع لاحتفالات فلكورية يتبادل فيها شاعران أو أكثر أبيات لا تخلو من السباب والشتائم رافدها الرئيس مستنقع الفخر بالإنساب. عليكم يا وزارة الثقافة والإعلام سوف نلقي باللوم كله إن حدث ما نخشاه من إخلال بالمرتكزات التي تقوم عليها البلدان المتحضرة، نخشى ذلك.

خاص لـ ( الهتلان بوست )