علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

عن صور الدعاة وحياتهم الخاصة

آراء

أنا لا أجد غضاضة ولا حرجا إن قلت إن استخدام الصور الخاصة للدعاة والمشايخ وطلبة العلم كبريد أسود؛ بهدف هز الصورة الذهنية عنهم لدى المجتمع، إنما يأتي كدلائل لحروب بينية مفلسة. من حق الداعية والشيخ وطالب العلم أن يركب الخيل في براري الله الخضراء، وأن يأكل الطعام الأرستقراطي، وأن يسافر بأهله في فجاح الأرض، أن يبتسم أمام الكاميرا شاكرا مستمتعا، وأن يلبس البدلة، وأن يغشى مطاعم النجوم الخمسة، وأن يرتاد مع أهله كل مكان لمتعة بريئة. سأخجل من نفسي إن لم أقل هذا بالخط الأسود العريض؛ لأنني فعلت وسأفعل كل ما تراه هذه الحروب البينية محظورا محرما أو معيبا لو فعله فضيلة الشيخ. أكتب اليوم في نهاية نهار من متابعات متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض قنوات التلفزيون، التي تحاول أن تضع المجتمع مع تقابلية الشيخ تحت عناوين مختلفة، يسيطر عليها عنوان وحيد “دعاة الجهاد يسافرون ويستمتعون…. يركبون الخيل…. ويغشون منتجعات الأرض”. تخطئ آلية الحوار وتحيد عن نبلها وأهدافها حين تصل معارك الحوار إلى سهام شخصية مشخصنة. حين لا نجد في حروبنا البينية إلا التدقيق فيما كان شخصيا خالصا من حياة الإنسان الفردية الشخصية الخالصة. حين لا نجد إلا أن “علي الموسى” يمتلك سيارة (…….)، وأن صاحب الفضيلة يسكن قصره العامر.

نحن وصلنا في حواراتنا إلى مرحلة خطيرة من الشخصنة والانزلاق الأخلاقي. المدرسة تتحاور مع الأخرى حول المختلف الفكري الثقافي في القضايا العامة لا في الصور والحياة للفرد. سأختلف مع كل دعاة الجهاد حول مفاهيم الجهاد وشروطه وضوابطه. حول ممارساتهم كشخصيات عامة تدعو أبناء خلق الله إلى داعش والفلوجة، وهم لا يرسلون فلذات أكبادهم إليها. سأختلف معهم حينما يملؤون فضاءات التواصل الاجتماعي بكل الشحن العاطفي الجياش عن بؤر القتال على الخريطة الإسلامية، ويستنهضون همم الشباب فلا يذهبون، عندما يدعون إلى مثاليات ثم يكونون أول من يتقاعس عنها. أما الحياة الشخصية الخاصة لكائن من كان، فالحديث عنها بكل الشجاعة: سقطة في نزالنا الأخلاقي.

المصدر: الوطن أون لاين