غزة ليست حماس

آراء

رفضت الولايات المتحدة الأمريكية نداءات الأمين العام للأمم المتحدة، تجاهلتها وكأن الرجل الواقف عند بوابة معبر رفح لا قيمة له، ومن خلفه المنظمات الفرعية المختصة بتخفيف وقع الصراعات والنزاعات العسكرية على المدنيين، من يريدون إنقاذ الأبرياء، ومن يريدون إطعام الأطفال، ومن يريدون إيصال الأدوية للمرضى والجرحى، ومن يريدون إقامة معسكرات إيواء للاجئين المشردين في الخلاء!

رفضت مع أتباعها أي دعوة ضمن قرارات مجلس الأمن تتحدث عن وقف إطلاق النار في غزة، هم غير راغبين في انتهاء تلك المأساة، فكان «الفيتو» يتبع «الفيتو»، لتصبح حركة المجتمع الدولي شبه مشلولة، ولا يلتفتون إلى القانون الدولي الإنساني، وهم الذين يعطوننا دروساً في الإنسانية، يكسرون القواعد، ويسمحون للعقاب الجماعي بأن يسود، بحجج واهية دمر شمال القطاع ووسطه، ومرروا لمئات الآلاف من الناجين عشرين شاحنة إغاثة فقط!

غزة ليست حماس، وليست الفئة المنحرفة المسماة بالإخوان، وليست «القسام»، غزة أطفال ونساء وأبرياء لا يملكون سلاحاً، ولم يطلقوا رصاصة واحدة على أحد، غزة ليست «هنية» الذي رحل إلى مكان آمن قبل أن يعطي أوامره، وشغل وقته بعمليات التجميل التي حسنت مظهره الخارجي ولم تنظف «الشيطنة» التي بداخله، وليست «خالد مشعل» الذي باع غزة منذ سنوات واختار المتاجرة بالقضية في الخارج، وهو الذي اعترف بأن ما قاموا به في يوم «السبت الأسود» كان مغامرة، ثم أضاف بأنها «مدروسة»، ألا «لعنة الله» على دراسة تخرج من بين أيديكم، فأنتم قوم تعلمتم من مدرسة تأسست على مبادئ بيع الأوطان، لأنكم لا تعترفون بها، وقد قالها أحد قادتكم، ذلك المسمى «الزهار»، وكان يتحدث عن فلسطين وليس عن غزة، قال «إن فلسطين لا تساوي شيئاً بالنسبة لنا، فهي لا تظهر على الخريطة»، ولهذا كانت مغامرتكم مدروسة بمفهوم حساباتكم الخاصة!

العالم اليوم مطالب بوقف «محرقة غزة» من كبير العالم المتردد والمتقلب، ومن حلفائه الأوروبيين، فالثمن سيكون باهظاً إذا لم تتوقف الحرب غير المتكافئة، وأثرها لن يمحى من الذاكرة الإنسانية.

المصدر: البيان