«كماشة» ثلاثية تطبق على «داعش» في الرقة

أخبار

دخلت قوات النظام السوري أمس السبت بدعم جوي روسي ولأول مرة منذ نحو عامين محافظة الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم داعش الذي يتصدى في الوقت نفسه لهجومين آخرين تشنهما «قوات سوريا الديمقراطية» بغطاء أمريكي في شمالي البلاد. وأكدت روسيا أن أكثر من ألفي مقاتل يحتشدون في شمال حلب، بينما بدأ ألف آخرون هجوماً جنوب غربي المحافظة، وأشارت إلى أكثر من 40 قتيلاً في قصف نفذته جبهة النصرة على حلب، في وقت قتل 14 من عناصر داعش في ضربات للتحالف وقصف تركي بسوريا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن قوات النظام السوري بالتعاون مع مقاتلين موالين لها دربتهم موسكو يعرفون باسم قوات «صقور الصحراء» وبغطاء جوي روسي تمكنوا أمس السبت من دخول الحدود الإدارية لمحافظة الرقة في شمال البلاد.

وبدأت قوات النظام الخميس هجوماً من منطقة اثريا في ريف حماة الشمالي، وتسببت الاشتباكات بين الطرفين منذ بدء العملية بمقتل 26 عنصراً من تنظيم داعش وتسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد.

ويهدف الهجوم بالدرجة الأولى وفق المرصد، إلى استعادة السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على بحيرة الفرات غرب مدينة الرقة، والتي يجاورها مطار عسكري وسجن تحت سيطرة تنظيم داعش. وتقع اثريا على بعد نحو مئة كم جنوب غربي الطبقة التي تبعد بدورها نحو خمسين كيلومترا من مدينة الرقة، مركز المحافظة.

وباتت قوات النظام وفق المرصد، على بعد أقل من 40 كيلومتراً من مدينة الطبقة التي سيطر عليها التنظيم في أغسطس/آب 2014، بعد إعدامه 160 جندياً فيها.

وبحسب عبد الرحمن، فإنها «المرة الأولى التي تدخل فيها قوات النظام محافظة الرقة» منذ ذلك الحين. 

ويأتي هجوم قوات النظام بدعم جوي روسي في الرقة بعد بدء قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً وبدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أمريكية هجوماً مماثلاً في 24 مايو لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، انطلاقاً من محاور عدة احدها باتجاه الطبقة ولكن من ناحية الشمال. وينفذ التحالف الدولي منذ سبتمبر 2014 غارات جوية تستهدف التنظيم في مناطق سيطرته، والذي تستهدفه أيضاً ضربات تشنها روسيا منذ سبتمبر 2015.

وتعليقاً على تزامن الهجومين في الرقة باتجاه الطبقة من جهتي الغرب (النظام) والشمال (الأكراد)، قال عبد الرحمن «يبدو أن هناك تنسيقاً غير معلن بين واشنطن وموسكو».

وردا على سؤال حول التعاون مع واشنطن، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة على «أولوية اتخاذ تدابير مباشرة وفعالة وحازمة في القتال ضد الإرهابيين».

في شمال البلاد أيضاً، يتصدى تنظيم داعش لهجوم ثالث في محافظة حلب، حيث باتت قوات سوريا الديمقراطية على بعد عشرة كيلومترات من مدينة منبج، ابرز معاقله شمال مدينة حلب.

وتمكنت هذه القوات منذ بدء هجومها الأربعاء التقدم والسيطرة على 34 قرية ومزرعة وفق المرصد. ولمدينة منبج أهمية استراتيجية إذ تقع على خط الإمداد الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية بين الرقة والحدود التركية.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (اوتشا) في بيان السبت بأن الاشتباكات في محيط منبج دفعت 20 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة. وأشارت إلى أن 216 ألفاً آخرين معرضون للنزوح في حال اشتد القتال.

في موازاة ذلك، تستمر الغارات الكثيفة لقوات النظام على الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، ما تسبب بمقتل 11 شخصاً على الأقل، وفق المرصد.

كما قتل 16 شخصاً وأصيب اكثر من أربعين بجروح جراء «قذائف أطلقت» على أحياء تحت سيطرة قوات النظام في غربي حلب، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».

ولا تزال طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد المتبقي من الأحياء الشرقية باتجاه الريف الغربي بحكم المقطوعة مع استهداف اي حركة عبرها، ما يجعل الأحياء الشرقية «محاصرة تماما في الوقت الراهن» وفق عبد الرحمن.

وتعثرت كل المحاولات في الآونة الأخيرة لاستمرار وقف الأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه بموجب اتفاق أمريكي – روسي في مناطق عدة، خصوصا في حلب وكذلك المساعي الدبلوماسية الرامية لإنهاء النزاع الدامي الذي تسبب بمقتل أكثر من 280 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

من جهة أخرى قال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا امس السبت إن أكثر من 2000 متشدد يحتشدون في شمال حلب. وأضاف في بيان إن «أكثر من 2000 متشدد من منظمات إرهابية مختلفة وجماعات يطلق عليها «معارضة معتدلة» متمركزون في منطقة الشيخ مقصود». 

وقال المركز الروسي أيضاً إن أكثر من ألف متشدد بدأوا هجوماً على مواقع للجيش السوري جنوب غربي مدينة حلب. وأضاف في بيان نقلا عن مدنيين في حلب أن جماعات مسلحة تضم جنوداً أتراكاً ظهرت شمالي المدينة. 

ونقلت وكالات إعلام روسية عن المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا قوله امس السبت إن أكثر من 40 شخصاً قتلوا وأصيب نحو مئة في قصف نفذته جبهة النصرة بمدينة حلب. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن مسؤول بالمركز قوله «كان هناك قصف مستمر بقاذفات الصواريخ والمدافع والمورتر والمواقع المضادة للطائرات. قصف الإرهابيون عدة مناطق ليست مأهولة فقط بالقوات الحكومية وقوات كردية بل بالمدنيين أيضاً».

إلى جانب ذلك قالت وكالة الأناضول للأنباء امس السبت نقلاً عن الجيش التركي إن القصف الذي نفذه الجيش عبر الحدود والضربات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قتلت 14 من متشددي تنظيم داعش في سوريا.

ونقلت الوكالة عن القوات المسلحة أن نيران المدفعية التركية وتسع ضربات جوية أصابت 11 هدفاً للتنظيم كان يعتقد أنها تستعد لقصف تركيا. واستهدفت الضربات مناطق عدة قرب بلدة أعزاز السورية التي تقع غربي منطقة عمليات تدعمها الولايات المتحدة ضد داعش وجنوبي بلدة كلس التركية الحدودية التي تعرضت مراراً لقصف صاروخي من التنظيم.(وكالات)

المصدر: الخليج