كوريا الشمالية تهدد العالم بـ «النووي» وشعبها يعاني الجوع

أخبار

يشبه جده ووالده كثيراً شكلاً ومضموناً، متناقض يمكن أن يعدم أقرب الأقربين منه، ثم يمضي وهو يضحك لحضور مباراة في دوري السلة الأمريكية، لديه قدرة فائقة على رفع درجة توتر العالم، وجعل قادة العالم الأول بأسره يهرعون إلى اجتماعات مع مسؤوليهم الأمنيين لتوقع خطوته القادمة، وما إذا كان جاداً في تهديداته. رغم قسوته المفرطة إلّا أنه يمكن أن يقضي الليل ساهماً حزيناً لوفاة مئات من مواطنيه تحت الأنقاض، ويمضي في الصباح ليعدم مسؤولين لم ينفذوا توجيهه بزرع شجرة في ميدان ما، أو لأن أحدهم داهمه النعاس خلال كلمة له ضمن اجتماعاته التي لا تنقضي عجائبها.

إنه الشاب كم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، الذي حير العالم في التعامل معه، فهو لا يجري أي اتصالات مع نظرائه من زعماء العالم ورؤسائه، وإن أجرى اتصالاً تكون وجهته دولاً مثل أوغندا، بعد أن انشغل عنه صديقه بشار الأسد بالحرب السورية.

لا يعرف تاريخ محدد لميلاده، لكنه ولد في الفترة بين عامي (1983- 1984)، في بيونغ يانغ، وهو الابن الثالث والأصغر لوالده، زعيم كوريا الشمالية السابق، كم جونغ إيل، وحفيد الزعيم المؤسس لكوريا الشمالية، كم إيل سونغ.

درس في مدرسة برن الدولية في سويسرا، تحت اسم مستعار هو «باك تشول» من عام 1998 إلى عام 2000، بحسب تقارير متواترة نشرت في عدد من الصحف. وتقول إدارة مدرسته أنه كان خجولاً وطموحاً ومندمجاً بشكل كبير مع زملائه.

ويقول أحد زملائه من الباكستانيين لصحيفة يابانية إنه سبق وأن قال له إنه ابن زعيم كوريا وكان يظهر شغفاً بكرة السلة. ويقال إنه أتقن لغات أجنبية عدة.

وتفيد تقارير إعلامية بأن جونغ أون من هواة رياضة التزلج وأفلام الإثارة. وهو، كوالده الراحل، يعاني مرض السكري، ومتزوج من ري سول جو.

وأكد مختبر التشريح وعلم الإنسان في جامعة ليون (فرنسا) أن صورة الصبي التي قدمتها إدارة المدرسة تتطابق بنسبة 95%. 

يتفق معظم المحللين على أن كم جونغ أون تخرج في جامعة إيل سونغ العسكرية، في بيونغ يانغ، الخاصة بتدريب الضباط، ودرس فيها العلوم السياسية من عام 2002 إلى عام 2007، ولاحقاً بعد توليه الحكم منح الدكتوراة الفخرية في الاقتصاد من جامعة «هيلب».

لا يتوفر الكثير من التفاصيل عن شخصية جونغ أون التي توصف بأنها «غامضة».

الوالد يقصي شقيقه ل«نعومته»

على عكس ما كان متوقعاً أن تؤول زعامة هذا البلد المنغلق إلى أخيه الأكبر غير الشقيق كم جونغ نام. 

ومعظم المعلومات الشخصية المكشوفة عن حياة الزعيم الشاب جونغ أون تأتي من طباخ السوشي، كينجي فوجيموتو، الذي كتب عن تجربته في العمل لدى العائلة الكورية الشمالية الحاكمة لغاية عام 2001. ويقول كينجي فوجيموتو إن الابن كم جونغ أون كان مفضلاً عند أبيه أكثر من أخيه الأكبر كم جونغ تشول. ووفقاً لفوجيموتو، يدخن جونغ أون سجائر «إيف سان لوران»، ويحب الويسكي الأسكتلندي الشهير «جوني ووكر»، ولديه سيارة «مرسيدس بنز 600 سيدان». وتعود تفاصيل التخطيط لتوريث الزعيم الشاب إلى 15 يناير عام 2009 عندما نشرت وكالة أنباء كوريا الجنوبية تقريراً، وصفت فيه جونغ أون ب«الوريث العظيم»، وتم تشجيع المواطنين في كوريا الشمالية لإنتاج الأغاني التي تثني عليه. وأفادت تقارير بأنه زار الصين سراً في الشهر نفسه ل«تقديم نفسه» إلى القيادة الصينية.

على سدة الحكم

في 17 ديسمبر توفي الزعيم الأب كم جونغ إيل وذهبت التكهنات في كل الاتجاهات بعد ظهور الجنرال جانغ سونغ تايك بالزي العسكري للمرة الأولى على التلفزيون الكوري. لكن بعد أيام وفي جنازة الزعيم الراحل ظهر ابنه الشاب كم جونغ أون، وبدا أن زوج عمته سونغ تايك أصبح في أعلى قيادة الجيش، وصارت القنوات والصحف المحلية تمجد الزعيم الشاب وتصفه ب«هبة السماء»، وتم إعلانه قائداً للجيش، وتولى الزعامة في 29 ديسمبر، كما جرى تعيينه في رئاسة المكتب السياسي للحزب، ومن ثم كل المناصب العليا في الدولة، وصار يحكم قبضته شيئاً فشيئاً، ويكثر من الخطابات الحماسية، وتبث قناته الفضائية دعايته المضادة ضد أمريكا والمسيحية والغرب وأصبحت الأجهزة الإعلامية الخاضعة تحت سيطرته تصور أفلاماً دعائية يظهر فيها البيت الأبيض أو مدينة نيويورك مدمرين، أو الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يحترق. وآخر فيلم كان عن خطة كوريا الشمالية لأسر 150 ألف جندي أمريكي ينتشرون في الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة. 

وأمر الزعيم الشاب بوضع شعار بطول 560 متراً محفوراً على أحد التلال الشاهقة وارتفاع الحرف الواحد فيه 20 متراً، و نص الشعار هو «يحيا الجنرال كم جونغ أون شمس كوريا الشمالية الساطعة».

إعدامات بشعة

جرت ترقيه جونغ أون إلى رتبة المشير، وهي الرتبة التي لم يصل إليها سوى جده كم إيل سونغ، في فبراير/‏‏‏‏شباط 2012، ثم بدأ في العام الذي يليه بالتخلص من القيادات التي أوصلته للحكم وثبتت إقدامه، بصورة دموية غير مسبوقة.

وكانت البداية مع زوج عمته «جانغ سونغ» (67 عاماً) في ديسمبر عام 2013، حيث أُعدم بتهمة الخيانة، وبطريقة وحشية مع خمسة آخرين، حيث تم تجريدهم من ملابسهم والزجّ بهم في قفص كبير أمام 120 كلباً برّياً تم تجويعها لمدة ثلاثة أيام. المُشين في الأمر، أن الزعيم الشاب ظل يراقب عملية الإعدام تلك برفقة 300 مسؤول آخرين، كتحذير لهم، و لمن تُسول له نفسه الخروج عن ولائه، أو الولاء للنظام.

كما أعدم الزعيم وزير دفاعه «هيون يونغ تشول» بتهمة مخالفة القائد، والخيانة، والنُّعاس أثناء عرض عسكري. تم تنفيذ الحكم فيه بواسطة مدفع مضاد للطائرات في ساحة كلية عسكرية أمام مئات المتفرجين. وكان «هيون» هو الرجل الثالث في الجيش الكوري الشمالي. كما أَعدم وزير الأمن العام «أو سانغ هون» بقاذفة لهب لأنه «عدو للشعب» ويريد تحويل الوزارة إلى مؤسسة خاصة لحمايته، وأخفى معلومات عن فساد، واختلاسات، إضافة إلى أنه كان يتمتع بصلة مقربة من زوج عمته «جانغ سونغ».

وأعدم 15 من كبار المسؤولين خلال عام 2015، لعدم رضا الزعيم عن أعمال توسيع وغرس الأشجار والأعشاب التي كلفهم بها مطلع العام! ويُقال إن كم جونغ أون قد نوى التخلص من جميع الرجال الذين تربطهم علاقة بزوج عمته الراحل ويُقدر عددهم بنحو 200 رجل.

يذكر أن الذين أعدمهم كم جونغ أون منذ توليه منصبه حتى الآن هم 70 مسؤولاً ووزيراً ورجلاً كانوا مُقرّبين منه ومن عائلته، والرقم مُرشح للزيادة بكل تأكيد.

اللعبة الخطرة.. قنبلة هيدروجينية

في 6 يناير/‏‏‏‏كانون الثاني 2016 تحركت مؤشرات وكالة المسح الجيولوجي للولايات المتحدة لتفيد بوقوع زلزال بقوة 5.1 درجة على مقياس ريختر، كما وافقها مركز شبكات الزلازل الصيني بوقوع الزلزال بقوة 4.9 درجة، وقبل أن يستجمع خبراء الزلازل أنفاسهم أعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت اختباراً نووياً تحت الأرض في موقع الاختبار النووي بونغ كيه – ري. وقالت وسائل الإعلام الكورية الشمالية إن البلاد نجحت في اختبار قنبلة هيدروجينية، وهي التي كان يعتقد بوجودها قبل شهر من توقيت إجراء الاختبار. جاء الاختبار بعد تلميح سابق من الزعيم كم جونغ أون إلى أن بلاده تمتلك القنبلة الهيدروجينية.

ليبلغ الضجر بقادة العالم مبلغاً كبيراً لجنون الزعيم الشاب عندما قال: «لقد تمكنا من أن نصبح دولة نووية كبرى، قادرة على حماية استقلالها وكرامتها الوطنية بقوة ضربات القنابل النووية والقنابل الهيدروجينية». ووصفه بأنه «عمل من أعمال الدفاع الذاتي ضد الولايات المتحدة».

وتفاوتت ردود الأفعال إذ أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن الاختبار يشكل تحدياً خطراً لقرارات مجلس الأمن الدولي، ومن جانبها اعتبرت الولايات المتحدة وروسيا اللتان اتفقتا لأول مرة وهما يصفان الاختبار بأنه «يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ومن شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية». وقالت الصين، وهي أوثق حلفاء كوريا الشمالية، إن الاختبار يعد تحدياً للمجتمع الدولي، وحثت كوريا الشمالية على الإحجام عن مثل هذه الأفعال، التي قد تزيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وأجلت الصين سكان المناطق الواقعة على الحدود مع كوريا الشمالية، وذكرت وسائل إعلام صينية أنه يجب على سكان مدن يانجي، وهونتشون، وتشانغباى في مقاطعة جيلين إخلاء منازلهم. وقرر مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي استئناف البث الدعائي الموجه إلى كوريا الشمالية عبر مكبرات الصوت بعد توقفه 136 يوماً، بينما أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو التجارب الكورية، وحذرتها من مغبة هذه الأفعال المتهورة.

شكوك حول التجربة

في اليوم الأول من إعلان التجربة أثيرت شكوك حول إجرائها، وذلك بسبب حجم الانفجار، وما إذا كان كبيراً بما فيه الكفاية، ليكون مؤشراً على تفجير قنبلة هيدروجينية. فقد قالت كوريا الجنوبية إنه من الصعب التصديق بأنها كانت قنبلة هيدروجينية. وحسب محلل في مؤسسة راند للأبحاث وكذلك خبير عسكري صيني قالا إن الانفجار الذي كان سينتج عن التجربة يفترض أن يكون أكبر عشر مرات من ذلك الذي حدث، وإن البيانات المتوفرة لا تدعم الإشارات إلى أن القنبلة كانت هيدروجينية. وقالت المخابرات الكورية الجنوبية إنه من المحتمل ألّا تكون التجربة الكورية الشمالية تجربة لقنبلة هيدروجينية، كما أفادت هيئة الأرصاد الكورية الجنوبية بعدم رصد أي إشعاع بعد إعلان كوريا الشمالية عن الاختبار.

وأجرت كوريا الشمالية فيما سبق 3 تجارب نووية تحت الأرض خلال أعوام 2006، 2009، 2013، في الموقع نفسه الذي نفذت فيه تجربتها الهيدروجينية الأولى المزعومة، لتلحق بخمس دول فقط لها خبرة عملية في هذا المجال هي، الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا. وسبق لكوريا الشمالية أن أعلنت أنها طورت التقنية التي تسمح بتصغير حجم الرؤوس النووية التي توضع على الصواريخ بشكل كبير، ما يعني قدرتها على إنتاج ما يعرف بالقنابل النووية التكتيكية الصغيرة، ذات التأثير الإشعاعي المحدود. وتتحدث بعض التقارير عن أن بيونغ يانغ لديها 15 رأساً نووياً يمكن إطلاقها بوسائل مختلفة، بما في ذلك بواسطة صواريخ بالستية عابرة للقارات تمكنت من إنتاج عدة طرز منها.

على الرغم من ورود تقارير سابقة أشارت إلى وجود دلائل على استعداد كوريا الشمالية لإجراء تجربة هيدروجينية إلّا أنه من غير المعروف كيف استطاع هذا البلد، الذي يعاني أزمة غذائية مزمنة منذ سنوات بسبب الجفاف، أن يحدث قفزة تقنية هائلة تجاه هذا النوع من الأسلحة المعقدة والخطرة.

وتنحصر الآراء بشأن الوسيلة التي ساعدت بيونغ يانغ في تحقيق هذا الإنجاز في خيارين لا ثالث لهما، الأول يرجح أن يكون علماء كوريا الشمالية قد نجحوا في تحقيق إنجازات علمية غير مسبوقة، والثاني يتحدث عن إمكانية أن تكون بيونغ يانغ قد حصلت على التقنية المطلوبة من بكين.

وحرصت بيونغ يانغ بعد الإعلان عن نجاح تجربتها الهيدروجينية على تأكيد أنها لن تستخدم السلاح النووي إذا لم يتم انتهاك سيادتها، إلّا أن مثل هذا التعهد بطبيعة الحال لن يبدد قلق أعدائها التقليديين، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، بسبب انعدام الثقة في نظام بيونغ يانغ، وعدم المقدرة على التنبؤ بما يمكن أن يصدر عنه وعن زعيمه الشاب الذي يوصف بأنه غريب الأطوار.

رؤية من خارج الصندوق

أكد الخبير في شؤون كوريا الشمالية والمحاضر الزائر في جامعة جون هوبكنز ألكسندر مانسوروف، أن الزعيم الكوري الشمالي يفتقر إلى الخبرة بشكل مقلق تماماً، مثلما يفتقر العالم الخبرة للتعامل معه. وقال «أعتقد أننا لا نزال لا نعرف في الحقيقة ما الذي يفعله». وأضاف «على الرغم من أن (والد الزعيم الحالي) كيم جونغ إيل، كان يمارس سياسة حافة الهاوية طوال الوقت، إلّا أنه كان يتراجع في النهاية، وكنا نعرف ما حدوده الأساسية، لكن مع ابنه، لا نعرف ما طريقته وسجله ولا نعرف حدوده، وإلى أي مدى يمكن أن نضغط عليه، وما إذا كان يمكن أن يتوقف أم لا».

وفي كوريا الجنوبية الأكثر خبرة من أية جهة أخرى في تصرفات كوريا الشمالية غير الواضحة، يرى محللون أن «روح المغامرة» الطائشة لدى زعيم الشمال يمكن أن تكون براغماتية محسوبة بدقة.

ويقول الباحث البارز في معهد السلام والوحدة في جامعة سيؤول الوطنية تشانغ يونغ – سيوك، «لم يكن أمام كيم سوى فترة قصيرة لإعداد نفسه للقيادة، ما يعني أنه كان عليه أن يتحرك بسرعة أكبر، وبشكل أكثر قوة عندما تولى القيادة لكي يحكم سيطرته على النخبة في السلطة».

وفي نظام كوريا الشمالية، ظهرت أسئلة حول ما إذا كان كم جونغ أون هو الذي يتولى السلطة بالفعل، أم أنه مجرد دمية. إلا أن الأستاذ في جامعة دراسات كوريا الشمالية في سيؤول البروفيسور يانغ مو – جين، عارض ذلك، وقال «صحيح أنه محاط بمجموعة من المساعدين أصحاب الخبرة، لكن ذلك لا يجعله ضعيفاً، فهو الذي يتخذ القرارات المهمة في شؤون الدولة، وهذا ما كان عليه النظام دائماً».

إلى أين إذن يقود الزعيم الشاب البلاد؟

اتبع كم جونغ أون، خطى والده في «هندسة أزمة»، وبعد ذلك رفع درجة التهديدات والمخاطر بشكل كبير إلى مستوى يجعل المجتمع الدولي يعرض تنازلات لخفض التوترات، لكن هذه الطريقة أصبحت قديمة، وهذه المرة اختارت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تحدي بيونغ يانغ.

ويعتقد الخبير في شؤون كوريا الشمالية مع مجموعة الأزمات الدولية دانيال بينكستون «من المهم أن نفهم أن الكثير مما نراه ونسمعه، هي في معظمها موجهة إلى الداخل». وأشار إلى أن خطاب بيونغ يانغ يركز بشكل كبير على الردع.

وقال إنه «عند انتهاء المناورات (الأمريكية – الكورية الجنوبية) ستكون الرسالة انظروا، لقد كانوا على وشك أن يغزونا بطائراتهم بي ‬52 وقاذفات ستيلث، لكنهم لم يفعلوا ذلك بسبب ردعنا النووي، وبسبب مخلصنا المارشال العظيم كم جونغ إيل، وهذا هو الأهم».

الزعيم الكوري الشاب غريب الأطوار

ارتبطت حياة الزعيم الكوري الشمالي الشاب غريب الأطوار كيم جونغ اون بكثير من الغرائب.

كانت بدايته عندما توالت إشاعات حول خضوعه لعملية جراحية تجميلية حتى يصبح أكثر شبهاً بجده الزعيم المؤسس كم إيل سونغ الذي حكم البلاد من عام 1948 وحتى 1994. كما دفعه حبه لكرة السلة إلى دعوة اللاعب المحترف دينيس رودمان لزيارة كوريا الشمالية في 2014، حيث غنى للزعيم الكوري «سنة حلوة يا جميل» بمناسبة عيد ميلاده. ووصف رودمان الذي يعد من القلائل الذين التقوا الزعيم الغامض أنه يعيش في رفاهية غير مسبوقة، في وقت يعاني شعبه الجوع، والذي يحكمه بقوة الحديد والنار والتخويف. 

فقد نقلت وسائل إعلام كورية جنوبية مراراً أن السلطات تنزل عقوبات قد تصل للإعدام في حق كل من لا يصفق بحرارة لخطب الزعيم. ويتشبث المحيطون بكيم جونغ أون ببرتوكول صارم يجبرهم على الانحناء أمامه والإصغاء لكلامه وتجنب التحديق في عينيه خلال حديثه.

وفي شوارع المدن، يمنع على الكوريين إدارة الظهر لتماثيله. وتصل هالة التقديس التي يحيط بها الزعيم الكوري الشمالي نفسه إلى درجة إجبار التلاميذ في المدارس على تقبيل صوره.

بعد وفاة كيم جونغ ايل والد الزعيم الحالي في العام 2011 ، تم فرض عقوبة بالعمل أشهر عدة في معسكرات بحق مواطنين تردد أنهم «لم يحزنوا بالشكل الكافي» لوفاة الزعيم الراحل. وعاقبت السلطات هؤلاء المواطنين بالعمل الإلزامي لمدة ستة أشهر، على الأقل، في أحد معسكرات العمل بتهمة عدم المشاركة في الفعاليات، التي أقامتها البلاد حزناً على رحيل جونغ ايل، والبعض الآخر بعدم البكاء أثناء حضور هذه المراسم، أو إعطاء انطباع بأن حزنهم لم يكن حقيقياً.

ومما يتعلمه الأطفال في المدرسة أيضاً أن الزعيم جونغ اون فنان ماهر ومؤلف موسيقي، إلى جانب تعلمه قيادة السيارة وهو لم يزل في الثالثة من العمر. ويبدو أن الزعيم كيم بحار بالسليقة. كما وضع شروطاً لقص الشعر في الدولة، حيث سمح للإناث باختيار قصة واحدة من ضمن 18 قصة شعر، إضافة إلى وضع شروط محددة بشأن قصات الرجال. وأصدر تعليمات بحظر صباغة الشعر.

قصات الشعر التي سمح بها للنساء تميز بين المتزوجات وغير المتزوجات، لتشير القَصة التي تتضمن نوعاً من «الإكسسوارات» إلى أن صاحبتها ليست متزوجة بعد.

أما قصات الشعر للرجال فيبلغ عددها 10 أنواع، وتقضي جميعها بأن يكون السالفان محلوقين لما فوق الأذنين، وألا يكون طول الشعر أكثر من 5 سنتيمترات.

كما حظر الزعيم الكوري على مواطنيه إطلاق اسمه على المواليد الجدد. كما حظرت الدولة كذلك استخدام اسم الزعيم كيم جونغ إيل، إضافة إلى اسم مؤسس الدولة كيم إيل سونغ.

وتعد أغرب قرارات الإعدام هي التي كانت من نصيب مدير حوض للمياه، بعد موت عشرات من السلاحف الصغيرة جوعاً.

وفي الثالث من نوفمبر2013، كشفت وسائل إعلام دولية أن العشرات من مواطني الشطر الشمالي في شبه الجزيرة الكورية فقدوا حياتهم، لأنهم «تجرؤوا» على مشاهدة أفلام كورية جنوبية أو قاموا بتوزيع مواد إباحية.

المصدر: الخليج