محمد بن راشد يعتمد خطة إعادة إحياء «دبي التاريخية»

أخبار

3603780629

اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خطة إعادة إحياء وتطوير منطقة دبي التاريخية التي تشكّل أقدم جزء من المدينة وتقع ضمن محيط خور دبي، بهدف نشر الوعي حول تاريخ الإمارة العريق وتوثيق صلة الإماراتيين، لا سيما الأجيال الجديدة، بتاريخهم وتعزيز ارتباطهم بميراثهم الثقافي الأصيل.

وتسعى المبادرة المشتركة بين دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي وبلدية دبي وهيئة الثقافة والفنون، إلى إحياء التراث العريق للإمارة خاصة في مجالات التجارة والصناعات اليدوية والغوص لاستخراج اللؤلؤ، من خلال تحويل المنطقة المشمولة في المشروع إلى مركز رائد للثقافة والتراث في أربعة أحياء تاريخية مهمة هي الشندغة وبر دبي والفهيدي وديرة.

5 محاور

وتمتد المنطقة التاريخية على مساحة 1.5 كيلومتر وسيتم تطويرها على عدة مراحل تستند إلى خمسة محاور رئيسية، الأول يتضمن التركيز على العادات والتقاليد الإماراتية مستقياً ذلك من القصص المرويّة والكنوز التاريخية حول المنطقة، والثاني يسعى لتعزيز التراث الإماراتي من خلال حماية المباني التاريخية والحفاظ عليها، والمحور الثالث يهدف إلى توفير فرص تجارية جديدة، وذلك من خلال تقوية المحتوى في الأسواق التقليدية وإعادة إحياء أنشطة التجارة التقليدية المندثرة والاحتفاء بها، أما الرابع فيتضمن إيجاد تجارب ثقافية للمجتمع من خلال تجديد الأحياء والساحات القديمة وإنشاء مركز تثقيفي للتعريف بالحضارة الإماراتية كي تصبح بذلك المنطقة مركزاً لتجمّع السكان يسهم في توطيد القيم الاجتماعية الإماراتية الأصيلة، فيما ينصب الخامس على الارتقاء بجودة الزيارة من خلال تصميم المرافق العامة بطريقة تضمن الحفاظ على المقومات الأصلية للمنطقة وتسهيل حركة وتنقلّ الزوار فيها.

وستضم المنطقة مساحات مخصّصة للمشاة تحفل بالعديد من القصص التاريخية التي يتعرّف عليها المارة من خلال تطبيقات ذكية، ونُصب تذكارية تحكي قصص الماضي، كما سيدعم هذه الرسالة فريق من المرشدين السياحيين الإماراتيين المدرّبين.

جهود مكثفة

ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود المكثفة الرامية إلى زيادة أعداد السياح في الإمارة خاصة، بحيث يساهم في تعزيز مكانة دبي كوجهة ثقافية رائدة في المنطقة، وتوفير فرص ثقافية وتجارية جديدة، ما سيمكن هذه المنطقة من استقطاب 12 مليون زائر بحلول عام 2020.

وأكد معالي عبد الرحمن العويس وزير الصحة، رئيس مجلس إدارة هيئة الثقافة والفنون في دبي، الأهمية التراثية والثقافية الكبرى لخور دبي قائلاً: «يشكّل خور دبي والمنطقة التاريخية روح مدينتنا ومركز إرثنا الثقافي وتراثنا الإماراتي، وذلك بسبب الدور الكبير الذي لعبته هذه المنطقة في تطوّر المدينة وجعلها مركزاً عالمياً للتجارة مع المحافظة على هويتهّا الثقافيةّ الإماراتيةّ.

وتماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي كوجهة ثقافيّة عالميةّ، يسعدنا أن تشارك هيئة الثقافة والفنون في هذه المبادرة الطموحة التي سترتقي بالقلب الثقافي للمدينة وتجعله ومقصداً لكل من يرغب في التعرف عن قرب على تاريخ الإمارة».

طموح

وقال المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي: «انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الطموحة لجعل إمارة دبي رائدة في المحتوى التراثي والثقافي، فإن بلديةّ دبي تسعى لإنجاز المشروع بالاشتراك مع دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي وهيئة دبي للثقافة والفنون من أجل إنشاء وجهة متطورة ذات مستوى عالمي للثقافة والفنون والتراث، ونهيب بأن تطوير المشروع سوف يستغرق ثلاث سنوات لاستكماله، ونحن جاهزون للبدء في تطوير المنطقة التاريخية ابتداءً من الشهر الجاري، ونحن على ثقة بأنّ الزوار سيلاحظون التغييرات قريباً جداً. ويتماشى المشروع مع هدف الإمارة الرامي الى إضافة خور دبي إلى سجل اليونسكو للمواقع التراثية العالمية».

ومن جانبه، قال هلال سعيد المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي: «لعب خور دبي دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية لإمارتنا منذ نشأتها، وكان إحدى الركائز الأساسية في وصول دبي إلى المكانة الاقتصادية التي تتمتع بها اليوم، وتحقيق سمعتها كمركز لتجمّع التجار من جميع أنحاء العالم.

ولذلك يأتي هذا المشروع في إطار أهدافنا الرامية إلى تطوير هذه المنطقة وتوفير تجربة متميزة للزوّار لتمكينهم من استكشاف الأهمية التاريخية لهذا الجانب من دبي، نظراً لملامحه الثقافية والتراثية المتميزة.

ومن المتوقع أن يبدأ العمل قريباً في المرحلة الأولى من المشروع، علماً أن هذه المرحلة ستشمل تطوير الأسواق في كلّ من ديرة وبر دبي وإنشاء نقاط للعباّرات في الشندغة وابتكار عدد من العناصر الأخرى في كل حي، ما سيمكّن الزوار من استكشاف تاريخ المنطقة والتعرف على التراث الثقافي والاجتماعي الثري لإمارة دبي».

مشاريع

وتشمل خطط إعادة التطوير أكثر من 60 مشروعاً، بما في ذلك متحف الشندغة الذي سيتألف من 17 جناحاً وسيتضمن أكثر من 50 مجموعة أثرية، بالإضافة إلى منطقة مخصصة للتنزّه تصل حيّ الشندغة بحيّ الفهيدي، بحيث يتمكّن الزوّار من التنقل سيراً بسهولة بين هذه الأحياء. وستتضمّن المنطقة أيضاً كلاً من حصن الفهيدي والسبخة، اللذين سيشكلان معاً جزءاً من أكبر ساحة تاريخيةّ يتم إنشاؤها في محيط خور دبي.

ويشمل المشروع كذلك تحويل عدد من الشوارع في بر دبي والفهيدي وديرة إلى شوارع مخصّصة للمشاة من أجل تسهيل الوصول إلى الأماكن العامة المُطوّرة، بما فيها ساحة السبخة. كما سيسهم المشروع في تعزيز الحركة التجارية بالمنطقة، إذ سيسهّل تمهيد تلك المماشي وصول الزوار إلى المحلات والمتاجر المنتشرة هناك. في حين سيشمل التطوير أيضاً زيادة الطاقة الاستيعابية لمواقف السيارات المخصصة لزوّار المنطقة التاريخية في جميع أحيائها بما فيها تخصيص مواقف إضافية في ميناء راشد لزوّار منطقة الشندغة.

ومن أبرز ملامح المشروع حي الشندغة، حيث سيتم إعادة تطوير المتاحف الموجودة هناك بما يتماشى مع أهداف المشروع، وسوف يضم الحيّ عدداً من المعارض العائمة ستتمثل في قوارب تقليدية لتعكس الثقافة البحرية، كما سيتم إقامة «مجلس» في الهواء الطلق، بالإضافة إلى مسرح متعدد الاستخدامات للعروض الفنية التي يعُرَض فيها أهازيج ولوحات استعراضية تقليدية للبحارة الإماراتيين بما فيها ساحة الغبيبة، وسيروي مرشدون إماراتيون متخصصون وعلى درجة عالية من التدريب والكفاءة قصصاً عن مختلف الصناعات اليدوية إمعاناً في تعريف الزوار بالحرف التقليدية المختلفة التي طالما حفلت بها هذه المنطقة.

مراقبة

وسيتم وفق الخطة تجديد أبراج المراقبة القديمة في حي ديرة والأسواق التقليديةّ التي تحفل بمهن قديمة مثل صناعة النُحاس وغزل القطن، وسوف يتم الحفاظ عليها في مواقعها الأصلية من أجل تعزيز الطابع العريق للمنطقة.

كما سيجري كذلك إنشاء ساحة تاريخيةّ تتيح للزوّار اكتشاف تاريخ دبي من خلال سلسلة من المعارض الممتدة من السبخة إلى الراس. وستتصل مختلف الأحياء التي سيتم تطويرها من خلال عدة ممرات مكيفّة كي يستطيع الزوّار استخدامها على مدار السنة.

كما سيتم تجديد حصن الفهيدي في بر دبي ليصبح مركز المنطقة، وذلك عبر تحويله إلى ساحة كبيرة للفعاليات الثقافية، علاوة على إعادة بناء السور الدفاعي القديم «بالقرب من برج المراقبة على مقربة من العباّرة القديمة» كما سيضم الحصن شاشات تفاعلية تستعرض القصص المحلية حول تطور الخور عبر السنين ومساهمته في إحياء تاريخ دبي.

ويتضمن المشروع تطوير حي الفهيدي بالتركيز على الفنون المحليةّ والفنانين الإماراتيين: سيتمّ الترويج لصالات العرض الفنية من خلال تنظيم جولة فنية تصل بين المعالم الرئيسية في المنطقة، كما سيكون بإمكان الزوّار التعرف عن قرب على المشاغل الفنية والتعرف على الفنانين الذين سيقدمون لمحة عن تاريخ وتراث المنطقة، إلى جانب عرض نماذج مبتكرة عن وسائل التجارة والحرف القديمة.

وبالإضافة إلى ذلك، سيشهد خور دبي إضافة عدد من العباّرات الجديدة على الجهتين، كما ستُنظم عروض مرئيّة ومسموعة بصفة يومية لروايات تاريخية مهمّة يتم عرضها على المباني القديمة والجديدة على ضفاف الخور للاحتفاء بالإنجازات الإماراتية.

مركز حضاري

ستساهم هذه المبادرة في تحويل المنطقة خلال السنوات الثلاث القادمة إلى مركز ثقافي وحضاري وتاريخي فريد، علماً أن العمل في المشاريع الأساسية في بر دبي وسوق ديرة سيبدأ الشهرالجاري كما سيتم تنظيم جولات عديدة في جميع أنحاء المنطقة لتسهيل تنقلّ الزوار واكتشافهم للإرث الإماراتي العريق.

المصدر: دبي – البيان