محمد بن زايد..صانع الأحلام.. وسر النجاح

أخبار

محمد بن زايد

في مايو من عام 2000 عندما فاز العين باللقب السادس، سئل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس نادي العين، رئيس هيئة الشرف، عن سر فوز الزعيم باللقب، أجاب سموه قائلاً: «يجب ألا نسأل عن سر فوز العين بأي بطولة، ولكن يجب أن نسأل عن سر عدم فوز العين بالبطولة، فمن الطبيعي أن يكسب العين البطولة، ومن غير الطبيعي أن يغيب عنها».

نعم لا تسأل لماذا يفوز العين،

ولا تسأل لماذا وصل للرقم 12

وأيضاً لا تسأل لماذا توج بالآسيوية، وهزم اليوفي، ويطارد الصعب، ويعانق المجد،

ولا تسأل لماذا لا يتوقف عند خط النهاية.

نعم.. مع الزعيم لا تسأل كثيراً، ادخر كل أسئلتك، ووقتك وجهدك وتفكيرك.

فعندما يكون على رأس قيادة النادي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عليك أن تسأل فقط عن المستقبل.

ما هو التحدي الجديد؟ والهدف القادم؟ والحلم الكبير؟

فالأحلام عادة ما تكون بقامة الرجال.

وكلما ارتفعت القامة، كبرت الأحلام، وبحجم الأحلام يكون التحدي، وبقوة التحدي يكون الإنجاز.

وما أكثر الإنجازات عندما تكون هناك منظومة، ورؤية وتخطيط، واحترافية، وعمل وجهد.

ومنذ أن تولى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة النادي وحتى اليوم، تحول التحدي إلى قصة نجاح ليس لها نهاية، من رحم النجاح يولد نجاح جديد، اليوم وأمس وغداً لا يمر عام إلا ويصعد الزعيم لمنصات التتويج، وامتلأ دولاب الإنجازات بالكؤوس والدروع، هنا لا مكان للمستحيل، ولا حدود للصعب، من تجربة مجلس الشرف العيناوي، إلى سلسلة من الألقاب المحلية والخليجية والآسيوية.

من كان يتصور أن يقفز فريق إماراتي فوق عرش أندية آسيا؟

ومن كان يتصور أن يفوز الزعيم على يوفنتوس بطل إيطاليا «ودياً».

ولكن مع العين عليك أن تتوقع كل شيء، وتذهب بأحلامك إلى أبعد نقطة فوق خريطة الطموح والتفاؤل، لأن الشعار هنا واضح للجميع ولكل الأجيال: «الثاني مثل الأخير».

ومن ينسى تلك المقولة التاريخية.

فعندما سئل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مارس من عام 2003، قبل أيام قليلة من انطلاق تصفيات المجموعة الآسيوية الثالثة بالعين عن قمة الطموح في التحدي الآسيوي، أجاب سموه قائلاً:

«الحظ ما أعرف غيبه، ولكن أستطيع أن أؤكد لك شيئاً آخر وهو أن نحقق نتائج إيجابية ونطمح أن نفوز، ولا أتصور أننا نشارك في البطولة حتى نحصل على المركز الأخير، وبالمناسبة المركز الثاني يساوي المركز الأخير، فالثاني والأخير واحد».

تلك الكلمات نسجت أول خيوط الحلم، ورسمت ملامح الطريق، فتحت أبواب الحماس، فتحقق الإنجاز الآسيوي.

تلك هي القيادة تحدد الهدف وترسم الرؤية، وتمهد الطريق، وتغرس التحدي، وتزرع الأمل.

كان معظم خبراء الكرة الآسيوية، والكثير من الجماهير، يرون أن المهمة صعبة، إنْ لم تكن مستحيلة، ليس فقط في مجموعة الزعماء مع الهلال السعودي والسد القطري والاستقلال الإيراني، ولكن في الأدوار التالية مع فرق شرق القارة، ولكن تلك الكلمات شيدت أبراج التفاؤل، وجدران الثقة، وأعمدة التحدي، ليحلق الزعيم في مناطق لم يقترب منها أحد من قبل.

إنها مدرسة في النجاح.. وأكاديمية في الإدارة

بكلمة يلوِّن الأحلام بالبنفسج، بموقف يفتح أبواب التحدي

بفكرة تتضح الرؤية

بمبادرة يرسم السعادة

بابتسامة يغرس الأمل

وبقرار يقفز للمستقبل

وما أكثر المحطات الصعبة التي عبرها الزعيم بكلمة أو بنصيحة أو بدعم، ليس فقط في البطولة الآسيوية ولكن في البطولات المحلية، فالقبطان الماهر هو الذي يكتسب سمعته من خلال الأمواج العالية، وليس في سكون البحر.

ومن ينسى «بطولة المنطق» موسم 2002 – 2003، عندما خسر العين على ملعبه بالدور الأول أمام الأهلي 2-4، وفي الجولة الثامنة عشرة كانت مواجهة العودة على ستاد راشد بالنادي الأهلي، وفارق النقاط يقترب بين الزعيم والفرسان، وقتها قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قبل المباراة: «المنطق أن يفوز العين بالبطولة، ومن غير المنطق أن يفوز بها فريق آخر».

وحضر سموه المباراة باستاد راشد وفاز العين بخماسية، وتجاوز أصعب تحد، وتوج في النهاية باللقب الثامن في تاريخه.. ومن الثامن إلى التاسع إلى العاشر إلى الحادي عشر إلى الثاني عشر.

إنها منظومة نجاح يديرها «صانع النجاح».. بصماته وتوجيهاته ونصائحه ودعمه ومواقفه، ومبادراته، قفزت بالعين للواجهة الآسيوية، والزعامة المحلية.

أجيال تأتي وأجيال تذهب، مواهب تظهر وأخرى تختفي، أسماء تلمع وأسماء تغيب، والعين في النهاية هو العين، الحلم نفسه، الطموح نفسه، الحماس نفسه، قلعة لا تغيب عنها شمس البطولات، ودائماً في سباق مع نفسه من أجل التفوق، يعرف كيف يصطاد الأهداف مهما كانت درجة صعوبتها، حتى وإنْ لم يكن في أفضل حالاته، لأنه يملك شخصية البطل، وفي عروقه تسري جينات البطولة.

ولأن النجاح لا يعني المكان الذي تقف فيه ولكن المكان الذي تتجه إليه، فالزعيم تتجاوز طموحاته بكثير حدود المحلية، ولا تتوقف محاولاته المتواصلة في التحدي الآسيوي، نجح مرة عام 2003، واقترب أكثر من مرة، منها المركز الثالث عام 1999 ووصل للنهائي أمام اتحاد جدة السعودي عام 2005، وفي الموسم الماضي خرج أمام الهلال السعودي في نصف النهائي، وهذا الموسم يواصل مسيرته بنجاح.

ويقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الكثير من الدعم لكل سفراء الوطن في البطولات الآسيوية، فما أجمل أن تهدي الوطن بطولة بهذا الحجم وترسم الفرحة فوق وجوة كل جماهير كرة الإمارات.

ودعم سموه يمتد ليشمل كل الفرق والمنتخبات الرياضية التي تمثل الدولة خارجياً، ونشاهده من وقت لآخر يستقبل الأبطال ويشجعهم ويحفزهم لتحقيق الانتصارات.

ومن ينسى مقولة سموه: «صعود المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم أهم من فوز العين ببطولة آسيا».

فهو مسكون بحب الوطن «البيت الكبير المتوحد».

المصدر: الاتحاد