محمد بن زايد يشهد محاضرة «الإمارات .. ريادة مستدامة في الطاقة»

أخبار

شهد الفريق اول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة امس المحاضرة التي القاها الدكتور سلطان احمد الجابر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة ابوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” بعنوان “الامارات .. ريادة مستدامة في مجال الطاقة” في مجلس سموه بقصر البطين في ابوظبي.

حضر المحاضرة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية؛ والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية؛ وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية؛ وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي؛ ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة، ولفيف من الخبراء والمختصين والمهتمين بشؤون الطاقة.

وقدمت المحاضر نورة هلال الكعبي، الرئيس التنفيذي للمنطقة الإعلامية “twofour45”.

وقدم المحاضر عرضا شاملا لوضع الطاقة في الدولة حالياً من خلال تناول ثلاثة محاور رئيسية بدأها بالقاء نظرة عامة لقطاع الطاقة محليا وعالميا والتحديات القائمة وديمومة قطاع الطاقة من خلال مبادرتي ادارة الطلب على الطاقة وتنويع مصادر الطاقة والمحور الثالث دور مصدر في مجال الطاقة والمزايا التي تنفرد بها في هذا المجال مؤكدا ان المزيج الامثل لموارد الطاقة في الامارات يجب ان يكون متنوعا بحيث يضم كلاً من “الغاز، والطاقة النووية السلمية، والطاقة المتجددة” وذلك بهدف تحقيق امن الطاقة واستمرارية الانتاج والمحافظة على الوقود الاحفوري.

احتياطي النفط والغاز

وقال إن الدولة تمتلك خامس أكبر احتياطي نفط في العالم وسادس أكبر احتياطي من الغاز. ويتركز استخدام النفط لأغراض التصدير ودعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة، بينما يتم استخدام غالبية كميات الغاز للاستخدام المحلي حيث يتم استخدام نحو 3 مليارات قدم مكعبة يومياً لتوليد الكهرباء، و3 مليارات قدم مكعبة يومياً لأغراض الصناعة، إما لتوليد الكهرباء أو كلقيم أساسي لعمليات الصناعة.

واضاف انه يتم استخدام نحو 2.2 مليار قدم مكعبة لإعادة الحقن في آبار النفط لتعزيز الاستخراج، بينما يتم تصدير كمية 500 مليون قدم مكعبة إلى اليابان بموجب عقد طويل الأمد مع شركة تيبكو مشيرا الى أن نحو 98% من الغاز يتم استخدامه محلياً لأغراض توليد الكهرباء وتحلية المياه، وهذه سياسة حكيمة لأن الغاز يعتبر أحد أكثر أنواع الوقود الأحفوري صداقة للبيئة فضلاً عن جدواه الاقتصادية.

واوضح أن توليد الكهرباء وتحلية المياه يعتمد بشكل كبير على الغاز لذا فان النمو المتوقع في الطلب على المياه والكهرباء سيصل إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2030. مشيرا الى أن إمدادات الغاز المحلي ربما لا تكون قادرة على مواكبة هذا النمو بسبب تراجع الضغط في حقول النفط والحاجة إلى إعادة حقن المزيد من الغاز فيها لتعزيز الاستخراج.

الوضع العالمي للطاقة

وتطرق الدكتور سلطان الجابر الى وضع الطاقة عالميا قائلا ان العام الماضي 2011 شهد زيادة الاستثمارات لتوليد الكهرباء بالاعتماد على المصادر المتجددة بقيمة 257 مليار دولار مقارنة بنظيرتها المعتمدة على الوقود التقليدي بقيمة 223 مليار دولار مشيرا في هذا الصدد الى تجارب عدد من دول العالم التي شهدت تنامي الاهتمام العالمي وزيادة الاستثمارات في توليد الكهرباء بالاعتماد على الطاقة المتجددة.

واستعرض الجهود التي تبذلها الإمارات من أجل التصدي لتحديات زيادة الطلب على الطاقة، موضحاً أن هذه الجهود تعد امتداداً طبيعياً للمكانة الراسخة لدولة الإمارات في قطاع الطاقة، حيث نمتلك خبرة كبيرة وموارد مهمة ومن واجبنا استثمارها. وفيما ينظر البعض إلى هذه التحديات كعقبات، إلا أن قيادتنا الحكيمة علمتنا أن نتصدى لها ونحولها إلى فرص للنمو.

وقال إن جهود الدولة للتصدي لتحديات الطاقة تجري من خلال محورين أساسيين هما إدارة الطلب وتنويع مصادر الطاقة. وأشاد بجهود الهيئات والجهات المحلية التي تسعى إلى ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه مثل معايير “استدامة” في أبوظبي، ومعايير المباني الخضراء في دبي.

الطاقة المتنوعة

وتناول المصادر والتقنيات المتنوعة للطاقة المتجددة والتي تضم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الجوفية وتوليد الطاقة من النفايات مشيرا الى أن الظروف الجغرافية والموارد الطبيعية تلعب دوراً محورياً في تحديد المزيج المناسب لكل بلد، على أن يتم تحديد الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية بوضوح والتي تشمل بالنسبة لنا: تعزيز أمن الطاقة والمياه، وتحقيق الاستدامة في قطاع النفط والغاز، والحد من آثار تقلبات أسعار المنتجات النفطية، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.

وبالنسبة لنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، يضم المزيج الأمثل لموارد الطاقة، كلاً من الغاز، والطاقة النووية السلمية، والطاقة المتجددة. وتناول الإنجازات التي حققتها الدولة في مجال البرنامج النووي السلمي، بما فيها قيام العديد من الدول باتباع المنهج الذي وضعته الإمارات للتزود بالوقود النووي.

وتحدث الجابر عن اقتصاديات الطاقة المتجددة من خلال عدة سيناريوهات تؤكد جميعها الجدوى الاقتصادية لمشاريع الطاقة المتجددة كخيار استراتيجي لضمان أمن الطاقة والحد من تداعيات تغير المناخ بشرط أن تنبثق من ضمن منظومة متكاملة وشاملة للطاقة.

تأسيس مصدر

وتحدث الدكتور سلطان أحمد الجابر عن تأسيس “مصدر” موضحاً أن مهمتها لا تنحصر في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة وإنما تمتد لتشمل تغطية كافة مراحل وجوانب سلسلة القيمة في القطاع والتي تشمل التعليم والبحث والتطوير من خلال معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا الذي تأسس بالتعاون مع مهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وأوضح أن معهد مصدر هو بمثابة النواة لمبادرة مصدر وأنه يركز على إجراء الأبحاث والتطوير في المجالات التي تسهم في رفد ودعم نمو الاقتصاد الوطني.

وانتقل المحاضر إلى الاستثمار في التقنيات النظيفة من خلال تأسيس صندوقين للاستثمار بقيمة إجمالية تبلغ 540 مليون دولار. وشدد على أن 72% من رأسمال هذه الصناديق هو من استثمارات أجنبية، وبالتالي تم عكس المعادلة التي كانت سائدة في السابق حيث يتم إرسال اموال الخليج لاستثمارها في الخارج، واصبحت أبوظبي تستقطب الأموال لاستثمارها في مجال التقنيات النظيفة.

واستعرض مشاريع توليد الطاقة التي تنفذها مصدر محلياً وفي مختلف انحاء العالم، ومنها محطة شمس 1 للطاقة الشمسية المركزة في أبوظبي باستطاعة 100 ميجاواط، والتي ستدخل الخدمة في العام المقبل.

ومحطة الألواح الشمسية في مدينة مصدر، وبرنامج الأسطح الشمسية. يضاف إلى ذلك المشاريع العالمية مثل محطة خيماسولار للطاقة الشمسية المركزة (20 ميجاواط)، ومحطتي فالي 1 و2 (100 ميجاواط). وكشف بأن مشاريع الطاقة الشمسية المركزة التي تنفذها “مصدر” تمثل حالياً نحو 12% من إجمالي إنتاج الطاقة بهذه التقنية المتطورة.

وتطرق إلى محطة مصفوفة لندن التي تم مؤخراً الانتهاء من تركيب آخر توربينة رياح فيها، استعداداً لتشغيل المرحلة الأولى منها في العام المقبل. وقال إن نمو قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة لا يكتمل بدون وجود منصة حاضنة وداعمة متمثلة في “مدينة مصدر” التي تعد مركزاً ومجمعاً لرعاية نمو هذا القطاع المتخصص.

واكد انه على الرغم من وجود العديد من المبادرات الطموحة في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتنمية المستدامة في مختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أننا بحاجة إلى استراتيجية وطنية شاملة تعزز أمن الطاقة والمياه من خلال الاعتماد على مزيج متنوع من مصادر الطاقة المتجددة.

وينبغي وضع السياسات والتشريعات المحفزة لنمو قطاع الطاقة المتجددة الذي أصبح بالفعل أحد المكونات الرئيسية في مزيج الطاقة العالمي. واشار الى ان الامارات بحلول عام 2020 ستعتمد على 7% من انتاج الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة و25% طاقة نووية والنسبة الباقية من الغاز الذي لم يستغل منها سوى 2% من احتياطي الدولة.

الرئيس التنفيذي لـ«مصدر»: قيمة الإمارات ومؤسسها وراء فوزنا باستضافة «آيرينا»

تطرق الدكتور سلطان أحمد الجابر إلى مواقف الدول التي دعمت حملة الإمارات لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” ومدى الاستجابة التي لقيتها، منوهاً بأن هذا التجاوب كان من ثمار السمعة الطيبة التي غرسها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العديد من دول العالم والتي مهدت للتجاوب الفعلي من الدول ودعم موقف الإمارات لاستضافة “آيرينا”.

واشاد بالجهود الكبيرة التي بذلها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية من أجل الحصول على تأييد الدول بشأن استضافة آيرينا. وبفضل تلك السمعة وهذه الجهود، حازت دولة الإمارات ثقة العالم وتم اختيار أبوظبي مقراً دائماً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” حيث نعمل حالياً على تشييد مقرها الرئيسي في مدينة مصدر.

واستعرض الدكتور سلطان احمد الجابر بعض الجوانب الخفية والقصص التي وقفت ولعبت دورا مهما في استقطاب العديد من دول العالم في التصويت لصالح الامارات في صراعها الطويل لاحتضان مقر “ايرينا” والتي تؤكد جميعها اقتناع دول العالم بقيمة ومكانة الدولة والدور الرائد لمؤسس الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مشيرا الى ان تجربة الدولة في هذا المجال فتحت نافذة مهمة عن مدى احترام وتقدير العالم لنا.

وقال انه من الامثلة التي لا تزال باقية في الذاكرة في هذا الجانب عندما قام الوفد المختص بالترويج لملف الدولة لاستضافة مقر المنظمة بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية كنا نبحث في ملفات المؤسسات الخيرية والانسانية للوقوف عند الدول التي نقدم لها مساعدات حتى نقنع هذه الدول للتصويت لملف الدولة.

واضاف انه لدى لقاء الوفد برئيس إحدى الدول طلب سمو الشيخ عبد الله بن زايد ان اعطي رئيس الدولة فكرة عن تجربتنا ولم يجعلني الرئيس اكمل الحديث وبادرني قائلا ان البيت الذي اعيش فيه بناه لي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وقال ان صوته واصوات الدول التي استطيع ان اقنعها ستكون للامارات.

وضرب الجابر مثالا آخر قائلا ان الوفد ذهب الى احدى الدول التي واجهتنا صعوبات في الحصول على ما اذا كانت الدولة قدمت لها مساعدات ام لا واستقبلنا رئيس هذه الدولة وتوجه بنا الى احد الاماكن التي توجد بها مدرسة ومستشفى متجاوران وبادرنا بالقول انهما من زرع يد الشيخ زايد وهذه المعلومة لم تكن متوفرة لدينا ومنح هذا الرئيس صوته لملف الامارات وحضر المؤتمر الذي تم خلاله التصويت بشرم الشيخ لاقناع بعض الدول للتصويت لملف الدولة.

وقال انه على الرغم من اهمية الفوز بمقر “ايرينا” ولكن الشيء المهم الذي خرجنا به هو ان ما زرعه الشيخ زايد في كل القطاعات والمجالات نحصده اليوم وعلينا ان نعمل ونعاهد قيادتنا لتحقيق ما نقدر عليه في كل المجالات.

المصدر: البيان