محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

مشاورات يمنية معلقة.. حتى متى؟!

آراء

آخر جولة بين الأطراف اليمنية في الكويت انتهت مساء أمس، من دون تحقيق أي نتائج، ورفض وفد الحوثي التعامل مع جدول أعمال المباحثات واللجان الثلاث ما لم يتم تشكيل سلطة تنفيذية جديدة، الأمر الذي أدى بالمبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى أن يعلق المفاوضات اليمنية في الكويت.

لا ندري إلى متى ستظل المشاورات اليمنية تراوح مكانها، ولا نعرف إن كان هناك جدول زمني حتى تصل المشاورات إلى خط النهاية، هناك مد وجزر في هذه المشاورات، وهذا يجعل المراقب والمحلل والمتابع عاجزين عن تقييم ما يجري واستنتاج ما يمكن أن تتمخض عنه هذه المشاورات.

هناك ضغوط دولية وإقليمية لإنجاح المشاورات، وهناك دعم كبير يتلقاه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد من أجل إنجاح جهوده الرامية إلى إنهاء أزمة اليمن والتوصل إلى السلام والاستقرار في هذا البلد العربي الذي سعت طائفة إلى أن تجعله تحت هيمنة خارجية ودولة طامعة.

مشاورات الكويت الحالية جاءت طبيعية لإنهاء الحلم الطائفي الانقلابي ومن يدعمونه، ولم يجد الانقلابيون طريقاً إلا القبول بالعملية السياسية، لكن يبدو أنهم يمارسون على طاولة التفاوض والتشاور المراوغات نفسها التي مارسوها في ميادين القتال، ويمارسون على طاولة التفاوض الخروقات التي مارسوها في ميادين القتال وراحت ضحيتها أرواح بريئة من الشعب اليمني.

فعلى طاولة المفاوضات يريدون القفز على قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وهي الآليات التي قامت عليها المشاورات الحالية في الكويت، لذلك تجمع الأطراف على أن ما يجري في الكويت هو مشاورات بشأن تنفيذ الآليات المتفق عليها سابقاً، وليست مفاوضات تتطلب بناء أفكار ورؤى جديدة وتنازلات من طرف لآخر.

من الواضح اليوم أن الطرف الحوثي، ومعه وفد المخلوع، ليست لديه رؤى واضحة ولا حتى سلطة التشاور واتخاذ القرار الذي يبدو أنه يصدر من إيران، وليس في اليمن، وأن السبيل الوحيد أمام هذا الوفد الحوثي هو المراوغة، ومحاولة إضاعة الوقت مع استمرار الخروقات العسكرية للهدنة الهشة في اليمن، والمشكلة الأهم والأخطر هي أن الأمم المتحدة ما زالت مصممة على أن يكون خطابها عاماً، وليس حاسماً، فقد ملّ الجميع في اليمن وخارجه سماع وقراءة عبارات مطّاطة، وأكثر إثارة للملل.

إننا لا نفهم لماذا تصر الأمم المتحدة على وضع جميع الأطراف في مستوى واحد في مطالبها على الرغم من أن الذي يخرق الهدنة ويعتدي هو طرف واحد ومعروف للجميع.

إذا كان الطرف الحوثي جاداً في إنهاء أزمة اليمن، فعليه أن يمتلك إرادة الحل، وأن يتشاور من أجل اليمن، لا باسم وبإرادة وقرار وأجندة طرف إقليمي هو إيران بالتحديد.. وفي المقابل فإن إنهاء أزمة اليمن يتطلب ضغطاً دولياً وإقليمياً أكبر على الطرف الذي يحاول نسف جهود السلام، كما يتطلب وضع سقف زمني للمشاورات الدائرة في الكويت، فلا ينبغي أن تكون هذه المشاورات إلى ما لانهاية مع استمرار الخروقات الحوثية ومحاولة إضاعة الوقت، فإما التشاور الجاد وتنفيذ الآليات المتفق عليها، أو الحسم العسكري الذي لا شك أنه يَصُبْ في مصلحة الشرعية اليمنية.

المصدر: الاتحاد