من هو محمد سعيد الملا.. صاحب المساهمات في تنويع اقتصاد الإمارات

أخبار

دبي: ملحم الزبيدي

فقدت دولة الإمارات الوزير السابق وأحد رجالات الاقتصاد والأعمال، الخميس، محمد سعيد الملا، الذي كانت له مساهمات كبرى في تأسيس عدد من المؤسسات الإماراتية غير النفطية والتي أصبحت من أعمدة الاقتصاد الوطني المتنوع.

ولد محمد سعيد الملا في الشندغة بدبي عام 1926، وترعرع في المدينة الناشئة التي كانت تتلمس مسارها كمركز للتجارة وصيد اللؤلؤ، وكان والده سعيد الذي توفي وولده محمد في الثانية من عمره، يعمل في مجال تجارة اللؤلؤ، ولكنه أكثر من ذلك كان معروفاً بعلاقاته الاجتماعية وتجمع الزوار في مسجد الملا في الشندغة.

شق محمد سعيد الملا طريقه مبكراً في عالم التجارة عام 1952، عندما سافر إلى بورما عبر كلكتا (الهند) لشراء الخشب والقهوة والأرز. كانت صناعة اللؤلؤ مصدر الدخل الرئيسي لدبي، وقد واجهت تحدي مزارع اللؤلؤ الياباني، ما أدخل العديد من التجار في منطقة الخليج العربي، من ذوي الخبرة في الملاحة البحرية، إلى سوق إعادة تصدير الذهب إلى الهند.

كان الملا أحد التجار الذين دخلوا في هذا العمل، ونجح بما يكفي لدخول مجلس التجار في بداية مشاريع ريادة الأعمال في دبي.

ومع اكتشاف النفط وانطلاق ورشة بناء البنية التحتية والمشاريع، أسس الملا شركة إنشاءات في منتصف الستينيات، وفاز بعدد من العطاءات، قبل أن يتولى مهمة بناء أول قصر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في العين.

أول بنك وطني

من أبرز مساهماته في دبي تأسيس بنك دبي الوطني كأول بنك وطني في الإمارة، (الإمارات دبي الوطني الآن)، وكان منذ العام 1965، أول رئيس لمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، التي تأسست في ذلك العام من أجل لعب دور حيوي في تحسين مناخ الأعمال ودعم وحماية مصالح مجتمع الأعمال في الإمارة.

كان دور الغرفة هو تشجيع وتنظيم شؤون الأعمال في المدينة. وبدأت بأكثر من 500 شركة مسجلة والتي نمت إلى 3000 في السنوات الخمس اللاحقة. كما قامت الغرفة بإدارة المنازعات التجارية، بما في ذلك تنظيم السندات الإذنية، والتي لم تكن خاضعة للتنظيم من قبل.

كذلك، الملا كان أحد مؤسسي «بريد الإمارات» المؤسسة التي أصدرت المجموعة الأولى من الطوابع البريدية في يناير 1961، علما أن أول وكالة بريدية في دبي افتتحت في أغسطس 1909 باعتبارها وكالة.

مناصب وزارية

مع قيام دولة الاتحاد، شغل الملا، عدداً من المناصب الوزارية، منها وزير الدولة لشؤون الاتحاد والخليج ووزير الكهرباء بالوكالة، ووزير النقل والمواصلات عام 1971. وكان أول رئيس لمجلس إدارة «مواصلات الإمارات» في الفترة (1981ـ1997)، وأول رئيس لمجلس إدارة شركة الإمارات للاتصالات – «اتصالات» التي تأسست في 30 أغسطس 1976، وكان من مؤسسيها.

وفي 2 مايو 1975، أصدر المغفور له الشيخ زايد، بصفته رئيس دولة الإمارات، القرار رقم 2 لسنة 1975 بتشكيل لجنة تأسيسية لإعداد مشروع دستور دائم للدولة. ذكرت المادة الأولى من القرار أسماء أعضاء اللجنة التأسيسية وهم 28 من شخصيات البلاد. وكان اسم محمد سعيد الملا من بينهم.

وزير النقل والمواصلات

أما التشكيل الوزاري الثاني عام 1973 برئاسة المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، فقد تم تكليفه بملف النقل بسبب خبراته المتراكمة في مجال البريد والاتصالات. وعندما أعاد الشيخ مكتوم تشكيل الحكومة الاتحادية عام 1977، احتفظ بالملا بملف وزارة المواصلات، وكذلك مع الحكومة الرابعة في 1979. واحتفظ الملا بنفس الحقيبة الوزارية في التشكيل الخامس عام 1990، قبل أن يحل مكانه أحمد حميد الطاير في التشكيل الوزاري السادس عام 1997.

عمل خاص

في العام 1978، قرر الملا أن يتفرغ لأعماله الخاصة بمشاركة أبنائه. وفي مطلع فبراير 1978 أنشأ شركة «محمد سعيد الملا وأولاده الخاصة المحدودة». والأغراض الرئيسية للشركة، الاستحواذ على حصص وأسهم في شركات أخرى ومزاولة أي تجارة أو أعمال أخرى من أي نوع.

وبدأ هذا الكيان التجاري في النمو والتوسع والتنويع في مجالات استثماراته وأعماله تحت إدارة الملا في مجالات الهندسة وإدارة الأعمال وغيرها، وأعطاها الملا من خبراته العملية في القطاعين العام والخاص، حتى أصبح هذا الكيان «مجموعة الملا القابضة» التي تمتلك عدداً من الفنادق والمؤسسات ومن أهمها المستشفى الأمريكي في دبي، فيما تضم محفظة الشركة العقارية الملا بلازا من بين مشاريع أخرى.

توفي محمد سعيد الملا، يوم الخميس 2 فبراير 2023، عن 97 عاماً، بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء والإنجاز في قطاعات عدّة.

المصدر: الخليج