مواطنو الإمارات بخير وإسكان 28 منهم علقوا بمطار إسطنبول

أخبار

عاش مواطنون إماراتيون في تركيا لحظات من الرعب والقلق خلال محاولة الانقلاب العسكري أول من أمس، إلا أن تعامل وزارة الخارجية الإماراتية وأعضاء بعثة الدولة الدبلوماسية الاحترافي بدّد المخاوف وطمأن النفوس..فيما أعلن وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي محمد مير الرئيسي في نشرة علوم الدار على قناة أبوظبي أن جميع مواطني الدولة في تركيا بخير وتم إسكان 28 منهم بفنادق جوار المطار بعد ان كانوا عالقين

لم يَدُرْ في خلد المواطن سليمان صالح الحمادي أن رحلته الترفيهية إلى تركيا برفقة زوجته وأبنائه الخمسة ستتخلّلها وتعكّر صفوها دقائق بل ساعات من الخوف والوجل.

ويروي الحمادي لـ«البيان» مشاهداته، قائلاً: «توجهت بصحبة أسرتي مساء أول من أمس بالطائرة من مدينة طرابزون التركية إلى إسطنبول لاستكمال رحلتي الترفيهية التي كان من المقرر أن تنتهي غداً الاثنين، إلا أن توقيت وجودنا في الطائرة تزامن مع اندلاع الأحداث في تركيا». ويمضي الحمادي إلى القول: «بداية لحظات الرعب والقلق كانت في الجو، حيث فوجئنا بالطائرة على الرغم من تحليقها فوق مطار إسطنبول، فإن قائدها لم يقم بالتنبيه على الركاب بالبدء في الهبوط التدريجي، ليستمر تحليق الطائرة في الأجواء أكثر من نصف ساعة، وهو أمر أشعرنا جميعاً بالقلق، وتساءلنا عن السبب، وتجاوزنا اللحظة الصعبة الأولى، وبالفعل هبطت الطائرة ولله الحمد في مطار إسطنبول بعد تأخرها عن موعدها، إلا أن المشهد الذي رأيته مع أفراد أسرتي عند وجودنا في المطار زاد من قلقنا».

ويشير الحمادي إلى أن ملامح القلق كانت مرتسمة على وجوه موظفي المطار الذي كاد يخلو من المسافرين، مضيفاً: «عرفنا حينها من خلال وسائل التواصل أن هناك محاولة انقلاب عسكري، وحرصت على طمأنة أفراد أسرتي، ونجحنا في إنهاء إجراءاتنا في الجوازات، لنتخذ طريق الخروج من أجل التوجه إلى الفندق المخصص لإقامتنا».

المشهد الأصعب

ويسترسل الحمادي في وصف الأجواء، لافتاً إلى أن المشهد الأصعب الذي كان في انتظاره وأفراد أسرته عند الخروج من المطار كان مشاهد التوتّر والرعب بانتشار الدبابات أمام المطار، وتحليق الطائرات المقاتلة على علو منخفض، وإصدارها أصواتاً فجّرت حالة من الذعر وسط أبنائه، فضلاً عن أصوات انفجارات عنيفة تسمع بين الحين والآخر. ويمضي إلى القول: «اضطررت في هذه الأجواء إلى قطع بضعة كيلومترات مشياً على الأقدام، في محاولة الوصول إلى سيارة أجرة تخلصنا من تلك الأجواء، وتقلنا إلى الفندق في ظل عدم وجود أية سيارات أجرة أمام المطار، وقمت على الفور بالتواصل مع قنصليتنا ووزارة الخارجية، من أجل طلب المساعدة والإجراءات التي ينبغي علي اتخاذها».

شكر وتقدير

وشكر الحمادي وزارة الخارجية الإماراتية وما قامت به من مجهود كبير لتطمينه وحمايته هو وأفراد أسرته، بعد أن تواصل موظف في السفارة معه لحظة بلحظة وبث الطمأنينة في نفسه.

وشكر الحمادي الاستجابة الفورية لمسؤول شركة السياحة التركية التي حجز عبرها للرحلة على حضوره إليه بعد ان لم يستطع الحصول على سيارة اجرة، واستضافته له في منزله القريب من المطار حتى الصباح، من خلال التواصل أيضاً مع موظف وزارة الخارجية الإماراتية. ويضيف: «هذه الأحداث التي عشتها في المطار استغرقت ما بين ساعة وساعتين، وما زاد من قلقي وجود أبنائي والخوف الكبير الذي كان بادياً على وجوههم، إلا أن التواصل الدائم من البعثة التمثيلية للدولة في تركيا، الذي لم ينقطع منذ لحظة خروجي من المطار حتى الاطمئنان إليّ بعد وصولي إلى منزل مسؤول الشركة السياحية التركية بجوار المطار، هو ما خفف من وطأة قلقنا جميعاً».

ويستطرد الحمادي: «لم أخلد إلى النوم منذ وصولي إلى المنزل حتى الصباح، حيث تواصل قنصل الدولة في إسطنبول معي، وحرص على طمأنتي بشكل مستمر، والتأكيد أن أبناء زايد الخير لن يجدوا سوى الرعاية والاهتمام أينما وجودوا».

ويردف الحمادي: «بعد هذه اللحظات الصعبة التي عشتها للمرة الأولى في حياتي، أتوجه بالشكر الجزيل إلى أعضاء البعثة التمثيلية للدولة في تركيا، وخاصة قنصليتنا في إسطنبول، وكذلك وزارة الخارجية الإماراتية، فلم أجد في ظل هذه الأجواء الصعبة سوى تعامل احترافي وعمل دؤوب ومتابعة لحظة بلحظة، حتى استقرت بي الحال وأفراد عائلتي في الفندق».

تطمين وشكر

وتسرد إحدى مواطنات الدولة الموجودة في أنقرة لـ«البيان» عن اللحظات العصبية التي عاشتها بصحبة أسرتها، متقدّمةً بالشكر والتقدير لوزارة الخارجية والسفارة الإماراتية على التواصل الدائم معها والحرص على تأمين سلامتهم لحظة بلحظة.

وتضيف: «تواصل معنا سفير الدولة لدى أنقرة، وحرص على طمأنتا والتأكد من وجودنا في أماكن آمنة، مع التشديد على ضرورة عدم خروجنا إلى الشوارع والالتزام بتعليمات وإرشادات السفارة الإماراتية ووزارة الخارجية»، قائلةً: «أكد لنا السفير اتخاذ كل الترتيبات اللازمة لعودتنا إلى الدولة في أقرب فرصة».

ولفتت إلى أنها كانت محظوظة بوجودها في الفندق لحظة وقوع الأحداث، وأنها تابعت التطورات عبر وسائل الإعلام، والتزمت المكوث في الفندق وتنفيذ تعليمات السفارة، مشيرةً إلى أن تواصل السفارة أسهم كثيراً في بث الطمأنينة في نفسها.

أعرب المواطن سليمان صالح الحمادي عن أمله بأن يتمكن من العودة إلى الدولة في أقرب فرصة، إذ على الرغم من أنه ومن المفترض أن يعود غداً الاثنين، فإنه يأمل بأن يتمكن من العودة سريعاً قبل حلول هذا الموعد، لا سيما أن مشاعر القلق لا تزال تسيطر على أبنائه.

المصدر: البيان