فواز عزيز
فواز عزيز
- مواليد رفحاء 1980م. - بكالوريوس لغة عربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. - انضم إلى "الوطن" عام 2004م، مراسلاً في منطقة الحدود الشمالية، ثم كاتباً أسبوعياً، ومحرراً في قسم المحليات.

القمع الديموقراطي.. البليهي مثالا

آراء

الحقيقة التي لا يجهلها أحد.. أنه من الذكاء أن تقنع الجمهور برأيك بأي طريقة كانت، إن كنت مقتنعا به.. ومن الغباء أن تنتقد الجمهور وأنت على المنصة تحاضرهم، فقط لأن شيئا لم يوافق رأيك قيل في المحاضرة..!

تلقيت صدمة فكرية حين شاهدت مقطعا من محاضر عضو مجلس الشورى المفكر إبراهيم البليهي، في جامعة اليمامة.. إذ كيف بمن يدعي التحضر والرقي بالفكر ويجاهد من أجل الديموقراطية أن يرفض رأيا يخالف رأيه، ويذهب أبعد من ذلك، فينتقد الجمهور لأنه صفق للرأي المخالف..!

ولو كان هذا التصرف من عامي لن أقبله، فكيف إذا كان من مفكر لا يمل من انتقاد تخلف العرب.. يا الله.. ماذا أقول لمن كنت أصف أمامهم “البليهي” بأنه مفكر تنويري..؟

لـ”البليهي” ولغيره حق الرد وحق رفض أي رأي يخالفهم، ولكن بالمنطق والعقل، ولهم الحق في استعراض رأيهم أمام الجمهور بأي أسلوب، لكن ليس لهم الحق في إجبار الجمهور على رأيهم.. أهم النظريات التي يدعو إليها “البليهي” هي التحرر من التسلط وتقليد الغرب في تحضرهم، لكن ما فعله “البليهي” لا تفعله حتى “العرب” التي ينتقدها في تخلفها وظلاميتها مقارنة بالغرب وتحضره، نعم.. العربي قبل الغربي لا يسفه الجمهور الذي يخطب فيه.

لـ”البليهي” عقله ولنا لسانه الذي يخرج ما في عقله.. فلا يأسف على سوء فهمنا له، بل ليأسف على سوء إيصال رسالته لنا بلسانه وتصرفاته “اللا ديموقراطية”.

لن أتردد في وصف ما فعله البليهي بأنه “قمع” فكري، ولن أتردد في وصف خروج الشباب الحضور من قاعة المحاضرة بعد أسلوب البليهي بـ”الراقي” المتحضر، فلم يسفهوا رأيه ولم يسبوه، بل خرجوا بأدب.

إذاً ليتعلم إبراهيم البليهي من الشباب التحضر والرقي، وليس في ذلك عيب ولا أظن في ذلك ما يخالف نظريات البليهي على ما أعتقد.
(بين قوسين)

بما أن تقديس الرموز الدينية والفكرية والسياسية انتهى، فلن يكون أمام المفكر المتسلط إلا أن يقبل رأي الجمهور وينساق له لاحقا، أو ينعزل في مكتبته يقرأ على نفسه ويقدس ذاته ويمدح فكره.

المصدر: الوطن أون لاين