عمائم على الرقاب !

الإثنين ٠١ يناير ٢٠١٨

منذ أن تم اختطاف الثورة الشعبية عام 1979 من قبل رجال الدين في إيران وإعلانهم إيران دولة ثيوقراطية، والشعب يسحق باسم الدين، وتنهب ثرواته باسم المهدي المنتظر، ومنذ أن ألبسوا الشعب العمائم أصبح الشعب يئن تحت وطأة القمع والفقر والبطالة، إن العمائم لم توضع على رؤوس الشعب بل ربطت على أعناقهم واستحالت إلى مشانق دينية ترفعها الرافعات على رؤوس الأشهاد، ليكون الإعدام مصيرا لمن يقول لا، أو حتى يهز رأسه تعجبا ورفضا لقرارات الملالي وحروبهم ومطامعهم التوسعية. أقولها من الآن وبكل وضوح إيران ستتحرر من القمع الديني ومن حكم الملالي، ويجب أن نستعد من الآن لإيران الجديدة التي ستكون دولة علمانية وستكون أقوى اقتصاديا وسياسيا، ويجب علينا التعامل معها كدولة عملاقة ولكنها برغماتية، يمكن التفاهم معها وليست ميليشيات ذات آيديولوجية أصولية، ترى العالم بعين واحدة ورؤية واحدة وترى أنها أتت منقذة للعالم وتريد تصدير الثورة أو الخراب إلى العالم، نعم إيران الحديثة ستكون قوة يجب أن نستعد لها من الآن، حتى لا نفاجأ بها بعد فوات الأوان، وأعتقد أن دولتنا تسير بالاتجاه الصحيح، وأن ثورة إيران تسير بالاتجاه الصحيح أيضا. إن دعم الثوار من كل العالم ليس لأن العالم نظيف، ولكن لأن إيران متسخة أكثر مما يجب، وأصبحت وراء كل فتنة تشتعل في كل أصقاع العالم، ولذلك وجب التخلص من…

مع وزير الإعلام بالصدفة !

الأربعاء ٠٨ نوفمبر ٢٠١٧

ليلة الخميس الفائت توجهت إلى مقر وزارة الثقافة والإعلام والقنوات السعودية، حيث كان لدي لقاء في برنامج الثقافة اليوم في قناة الثقافية، كنت مشغولًا بعنوان الحلقة (أزمة الخطاب الثقافي) وكيف يمكن أن أتحدث عن هذا الموضوع بصدق وشفافية؟ وكيف ألملم شتاته؟ وبينما أنا أحدث نفسي في مواقف الوزارة، رأيت سيارة واقفة على مدخل الوزارة وحولها سائق ينتظر، كانت الساعة السادسة إلا عشر دقائق مساءً، توقعت أنها سيارة وزير الإعلام، سألت السائق فأكد لي ذلك، قلت «يا صدفة حلوة من غير ميعاد» دعني أناقش أزمة الخطاب مع معالي الوزير! على باب المصعد التقيت موظفا، سألته عن مكتب الوزير فقال الدور الخامس، وصعدت إليه، وجدت موظفا وحوله آخرون، سألته أين معالي الوزير، قال: «في مكتبه كيف أخدمك؟» قلت أرغب في لقائه، قال هل لديك موعد فأجبت بالنفي، فطلب اسمي وطلب مني الانتظار، ونقله لمعالي الوزير، بعد مرور 15 دقيقة تقريبا، نادى الموظف باسمي ودخلت على معالي الوزير، قلت في نفسي وزير لا أستغرق 15 دقيقة في الدخول عليه، بشارة خير، استقبلني وتحدثت إليه عن طموحاتي الثقافية والفكرية كإعلامي وككاتب وكمنتم للإعلام والثقافة، كان مصغيا حتى انتهيت، وعلق على ما قلت، ثم قال لي: يا ليت المثقفين يحاولون التوسع في الإنتاج الثقافي والأدبي، نريدهم في المسرح والسينما وكافة الفنون والوسائل التي توصل إنتاجهم…

أزمة الخطاب التنويري!

الأحد ١٥ أكتوبر ٢٠١٧

ربما لم ولن يمر على الخطاب التنويري أزمة أشد من الأزمة التي يعيشها في هذه الأيام؛ فقد وجد نفسه بلا خصوم، والكل يتفق على نفس المطالب التي كان يطالب بها من سنين، بل إنها أصبحت واقعًا أقره السياسي، ولأن التيار التنويري لم يكن متفائلاً فقد صُدِم بهذه التغييرات أكثر من صدمة التيارات الظلامية المتشددة، ولم يكن مستعدًا فوجد السياسي متقدمًا على تفكيره، فدخل في أزمة فقدان هوية ولم يعد لديه خطاب تقدمي، ودخل في حالة احتفالية مستحقة ولكنها طالت، وأصبحت حفلة للتندر بالمتشددين، ولكن السؤال الجوهري: ماذا بعد؟ إن ما يعانيه التيار التنويري اليوم أشد مما يعانيه التيار الظلامي؛ لأنه فقد مقوم التطور الرئيسي أو الديالكتيك الهيغلي (جدل التطور) حين فقد نقيضة الذي كان يساعده على تقدمه والترقي من حيث حوار المتناقضات، وإذا سلمنا بأن التطور كما أفهمه لدى هيغل -جدل الفكرة ونقيضها للوصول للفكرة المطلقة- ولكن بعد أن تلاشى النقيض وأصبح لدينا فكرة واحدة حتى لو كانت صحيحة فإنها يجب أن تلد نقيضها لتتقدم وتترقى، لقد دخل التيار في أزمة تساؤلات وجودية وبدأ يسأل نفسه: من نحن؟ وماذا نريد؟ ونحن موجودون لماذا؟ لعل نقطة ضعف التيار التنويري أنه كان نقيضًا لفكر متشدد سخيف، وقضاياه تدور في محور الحقوق الفردية المحضة، وهذا لا يعني أن التيار التنويري لم يخض معركة…