الأربعاء ٢٤ يوليو ٢٠٢٤
قبل خمسين عاماً كانت الرسالة مغلفة بمزق أوراق مبعثرة بين تضاريس الجغرافيا فقط، كانت محفوظة في وجدان عشاق هذا الوطن، واليوم، وبعد ذلك الوجد الطفولي، انبعثت من لدن قلب محب لجمع عناقيد الشجرة الواحدة، صار الوطن بين الرموش إثمد العين، والرسالة وضعت في ظرف مخملي اسمه وجدان شعب، والأمانة حملت على أكتاف مشاعر جللت الوطن ببريق النجوم وكللت نواصيه بتيجان الحب. اليوم والقيادات الشابة المفعمة بحماس العمل الوطني، المجللة بإرث المؤسسين، المكللة بأحلام الوصول بالوطن إلى هامات الغيمة الممطرة، نراهم يقفون بقامات الشهامة وقوامة الفكر الوحدوي مؤمنين بأن في الاتحاد شأن المحيطات التي تطوق التضاريس بأذرع الود وحنان الأفئدة الرخية. اليوم تبدو قواتنا المسلحة في المشهد الوطني السياج والحضن والسراج والجبل الصارم، تسند صلادته إرادة قيادة آمنت بأن العسكرية ليست ضبطاً وربطاً فحسب بل هي أيضاً مساحة شاسعة من مشاعر حب، تحمي منجزات الوطن، وتحفظ أهدافه تحت قبعة كل من يرتدي البزة العسكرية، وفي محاذاة كتفه بطل آخر يسير معه كتفاً بكتف، يساندان بعضهما بعضاً بإرادة الأحزمة الصارمة وعزيمة الأفئدة الجازمة. في هذا الوطن تمضي «الدشداشة» والبذلة العسكرية جنباً إلى جنب، والهدف هو وضع الوطن في حقيبة الروح وحفظه من شرور الحاقدين وحقد الكارهين، لأن الوطن أمانة والرسالة واضحة، وهي الذود بالروح عن حياض وطن هو الأم وهو الأب وهو…
الخميس ١٨ يوليو ٢٠٢٤
وأنت تقرأ في الصباح الباكر صحيفتك اليومية.. وأثمد السلام يمشط جفنيك.. ترى كلمة لها وقع الرنين المغناطيسي في شأنك وفنك وتشعر أننا أصبحنا محطة استراحة لمشاعر كل من طاردتهم وحشية الغابات الضارية وكل من أنهكتهم ضربات شمس الحروب المفزعة وقضت على أحلامهم شعارات صفراء باهتة استولت على مصائرهم وباعت في السوق السوداء دماءهم واستباحت حقوقهم الإنسانية. الإمارات تقدم دروساً في الرحمة والتواصل وحفظ حقوق الإنسان والعناية بشأنه وفنه ورعايته وحمايته وتطويقه بسلسال الذهب وتقليده قلادة الفرح. الإمارات في المحيط العالمي مثال للدولة الراعية لمشاعر الناس الحامية لحقوق الإنسان، وهي الأنامل المدوزنة لمعايير العلاقات بين الدول لذلك نرى في كل دولة من عالمنا المعاصر هناك معلَماً إماراتياً يشير إلى وجود اسم الإمارات كصديقة للآخر تحمل راية الشفافية بحزم وترفع علم التناغم مع الصديق والشقيق على حد سواء؛ لأن الإيمان لدى قيادتنا الرشيدة أن العالم يسكن غرفة واحدة وما الصدام إلا قنبلة تدميرية شاملة لا تبقي ولا تذر ولا منتصر في الكراهية، فالكل مهزوم مغلوب على أمره وما النصر إلا بوحي من سماوات الألفة والمحبة والتعاطف والتضامن والتكاتف من أجل عمران الأرض ونهضة وجدان الإنسان الذي جعله الله خليفته في الأرض. هذه المسلمات لا يؤمن بها إلا ذوو العقل الراجح وصاحب الهدف الواضح والذي يعيش في الحياة من أجل الحياة وليس من…
الأحد ٣٠ يونيو ٢٠٢٤
للكلمة سحرها وذخرها وبحرها وسرها وسبرها ومبتدؤها وخبرها. للكلمة مكان الغيمة في إرواء أعشاب الوعي، وللكلمة زمان الحلم في تنوير المقلتين وإضاءة رموش الحياة. لكل كاتب مآله في مواطن الكلمة كما أن لكل شيخ طريقته في ترتيب أنامل الفكرة وتهذيب خصلات المعرفة. هكذا استتب وعي الإنسان منذ غابر العصور ودابر الدهور على أن للكلمة منزلاً ومنزلة ولها وطن وتوطئة، ولها حلم ويقين الذاكرة في تثبيت المشاهد والصور وتشذيب أغصان الشجر، ووضع القافلة عند مشارف الطرق المؤدية إلى فضاءات الأحلام الزاهية. للكلمة منسوب بعضها في القاع وبعضها عند السطح، تطفو مثل قشة على ظهر موجة والبعض الآخر في متوسط العمر في صلب القيم الإنسانية تمضي بالأفكار إلى حيث تكمن الحقائق وتختفي الحيل البصرية. اليوم رغم كل الهتافات الصارخة والمدوية والزئير الهادر والمزلزل عند الجديد في الذكاء الاصطناعي، حيث أنصاره ودعاته أصبحوا يهللون كما هلل أينشتاين حين تم اكتشاف انشطار الذرة وصرخ في أذني الرئيس الأميركي الأسبق قائلاً: «الآن نستطيع أن نصنع القنبلة الذرية»، ولكنه بعد حين اكتشف الرجل العبقري أنه كان يغط تحت خدعة بصرية، حيث القنبلة الذرية هي التي أهلكت وأبادت أحلاماً في عيون البراءة، فعاد وقال الرجل: «المعرفة من دون حب دمار للفرد والآخر»، وأعتقد أن الإغراق في عشق الذكاء الاصطناعي وإخراجه عن مساره الصحيح وانحرافه عن محاسنه الذكائية،…
السبت ٢٢ يونيو ٢٠٢٤
المرأة إنْ فتحت لها النوافذ أطلت على العالم بعين البريق، وقلب له في السجايا ما يعلي الشأن، ويرفع المعاني، ويجعل من الحياة نهراً يروي أشجار القيم، ويمنح الحقول نضارة، ويهدي للوطن وسام التفوق والتألق، وتحقيق الوصول بإرادة أصلب من الجبال الشم وأعذب من رشفات الغيم. المرأة مفطورة على العطاء، فإنْ مهدت لها الدروب سارت بخطوات ثابتة وذهبت إلى الأفق مكللة بأوسمة النجاح والنصر المبين على كل عقبة، تذلل الكأداء بعزيمة الأنثى الخالدة، وتطوي عباءة الليل بوعي وإدراك لأهمية أن تكون الحياة مترعاً لعاشقات الإبداع، ومحبات البلوغ إلى شغاف الشمس ومهج الأقمار. المرأة مبدعة بالفطرة، تبلغ المنصات العالية بقدرة الملكات التي وهبها لها الله، وهي اليوم في الإمارات تضرب المثال الذي يحتذى به، والنموذج الذي يقتدى. لا شيء يوقف جداول المرأة من الوصول إلى حيث تكمن حقيقة العطاء، ولا شيء يمنع المرأة، ويوقف بذلها طالما حظيت بسياسة دولة آمنت بأن المرأة الضلع الشريك في البناء وتشييد الصرح، وإقامة أعمدة قلاع النهضة، وتجذيرها في الأرض. اليوم المرأة الإماراتية تتبوأ مناصب الفرح وتعتلي سدة المؤسسات، وتقود المرحلة مع الرجل بقوة العزيمة، والإصرار على تحقيق ذروة الأمل، وأقصى ما يحتاجه الوطن من تعاضد ومساندة، وتعاون في البناء وإنجاز المشاريع العملاقة، وفتح آفاق المستقبل على منجزات أوسع وأكثر تأثيراً في وضع الإمارات في مقدمة الصفوف،…
الأربعاء ١٩ يونيو ٢٠٢٤
لا ترتفع قامة وطن ولا تستقيم حياة شعب إلا باستقامة القانون ونصوع هامته ويفوع علامته. اليوم تقف الإمارات سامقة كأنها النخلة الوارفة، شامخة كأنها الجبال النايفة؛ بفضل قوانينها تحفظ الود بين الإنسان وحقوقه، تحمي السد بين الحقوق والواجبات الأمر الذي جعل للقانون في بلادنا ظلالاً تحمي الرؤوس العارية، وسقوفاً تمنع اللظى من حرق كواهل الناس. نعم اليوم في الزمن الأجمل نحن في العصر المرصع بأحلام كأنها النجوم في بطن السماء، نحن اليوم في مرحلة ما بعد التمنّي حيث أنجزنا مشروع الأمنيات وتجاوزنا حدوده، حيث أصبح مرفأنا هو المريخ وهوانا ما بعده والذي يليه. هذه هي سياسة بلد يقوده القانون محملاً بحكمة قيادة استرشدت بالإرث القويم، وسارت على أثره، ثم منحته من ملكاتها الذهنية الرائقة ليصبح التاريخ مزيج ماضٍ ومستقبل وما بينهما حاضر يتألق بقوة قانونية ينعم بها الجميع دون استثناء، والجميع يحققون الأهداف على نسق قانون لا يفرط ولا يفرط بل هو بين هذا وذاك ميزان العدالة والبوح السليم والعمل الجاد من أجل أن تظل الإمارات المنارة وقيثارة العدل ونغمة البذل السديد. نخب العالم في الاقتصاد والمال والثقافة والفن والرياضة جميعها طيور تخفق للوصول إلى بلد قوانينه مفاتيح آفاق تبعث على الفرح، قوانينه أجنحة تحلق بالطامحين في آفاق عالية، بلد قوانينه مصابيح تضيء دروب عشاق المجد ورواد مدن السعد. هكذا…
الخميس ١٣ يونيو ٢٠٢٤
في تصفير البيروقراطية مكسب، وبتقليل الإجراءات للوصول إلى القرارات الحاسمة والجازمة، يزهو الوطن ويزدهر المواطن وتثمر أشجار الحلم بزعفران وهيل وقهوة عربية صباحية بكفوف مَنْ منَّ الله عليهن بنعمة وخير وطن ومواطن حباه الله بقيادة تسرج خيول الطموحات على تراب مهدته الإرادة الواعية لأهمية أن يكون الإنسان في هذا الوطن كمن يمشي على الماء، كمن يكتب اسمه في التاريخ من حبر الفرح. تصفير البيروقراطية التي عناها وأكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، هي الوثبة فوق العوائق وكسر حواجز العراقيل وتحطيم العقد النفسية وتأثيث وجدان الموظفين في الجهات الخدمية بسندس الشفافية واستبرق الحيوية، وخلق واقع جديد يتناسب مع متطلبات المرحلة وما يحتاجه الوطن وما يتمناه المواطن في هذا الزمن، زمن المعضلات التي لا تتكسر صخورها إلا بإرادة قيادة أوردت الحلم الزاهي قبل كل شيء، وطوقت الأعناق بقلائد من بوح جميل ومنطق نبيل وفعل أصيل يجعل من أيام الوطن أزاهير يشدو على وريقاتها الطير، ومن شذاها تعبق مشاعر الإنسان معاطفها. ما أعلنه فارس الكلمة ومروّض المعضلات له الوقع الناعم كأنه النسيم في بساتين الحياة، كأنه الشعاع في دياجير الليالي الدامسة، وكأنه الحلم بين رموش الطفولة، وهذا ما يجعل إنسان الإمارات (غير) كائناً مختلفاً عن سواه، إنساناً يتمتع بعافية الحياة…
الأربعاء ١٢ يونيو ٢٠٢٤
سياسة دولة تقوم على مفهوم الإنسان أولاً، الإنسان الجوهر ومحور العملية التطويرية في مختلف ميادين الحياة. اليوم وبعد خمسين عاماً، تنبري الدولة عن فريق عمل واحد تقوده الحكمة ويرتب تفاصيله الوعي بأن نكون في المقدمة، ولكي نحقق ذلك نحتاج إلى إنسان صحيح معافى من حمى الحاجة وحرقة العوز. وتستمر الدولة في تطوير الرعاية الصحية المتكئة على أبلغ الوسائل التكنولوجية الصحية، تقودها كوادر من هذا الوطن، هذه الكوادر التي تشبعت من أعلى مستويات العلم في الشؤون الإدارية والصحية، بحيث أصبح الإنسان اليوم لا يشكو نقصاً ولا تقصيراً في أهم الوجهات التي تنظم حياته الصحية وتعتني بها وترعاها وتحميها من الخلل ومن الزلل. المستشفيات اليوم تنتشر كما هي أشجار النخيل والمصحات، والعيادات الخاصة تنثر عبير خدماتها على مدار الساعة اليومية وببطاقة تزهو بعلم الإمارات يستطيع المراجع أن يتم غرضه من دون تعب ولا مشقة، وتصرف هذه المؤسسات الصحية أثماناً باهظة لأدوية الأمراض المزمنة وعلاجها يكلف مبالغ طائلة، والدولة مستمرة في العطاء الجزيل، مسهبة في تمهيد الطرق لصحة وعافية يتمتع بها إنسان يعيش على هذه الأرض الطيبة من أجل أن تستمر النهضة وتسمق الحضارة وتزدهر شوارعنا بمنارات شاهقة تجمع كل أسباب التقدم في مختلف الميادين والمجالات. اليوم تسير في شوارع الإمارات تبهجك هذه الابتسامة السخية لكل معالمنا الحضارية، وتسعدك هذه الوجوه المشرقة لصروح…
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠٢٤
امتداداً لحديثنا بالأمس عن المبادرات والمقاربات النوعية والجهود الريادية لدولة الإمارات في مجال الاعتناء بالخطاب الديني والشرعي وصونه، نتوقف اليوم أمام مبادرة نوعية أخرى في هذا الميدان بإطلاق مركز جامع الشيخ زايد الكبير سلسلة ثقافية مرئية جديدة، بعنوان «ومضة فقهية». تتميز السلسلة بأنها تقدم بأسلوب مبسط قضايا وموضوعاتٍ دينية وفقهية تهم مختلف شرائح المجتمع، بحيث يمكنهم الاستفادة منها في معرفة واجباتهم الدينية بالصورة المثلى، ويتولى تقديم السلسلة عدد من أعضاء مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي. وكما جاء في معرض الإعلان عن السلسلة فإن كل حلقة منها تتضمن سؤالاً يطرحه الجمهور، ويقدمه أخصائي جولات ثقافية في الجامع، ليتولى أحد أصحاب الفضيلة العلماء أعضاء مجلس الإمارات للإفتاء بالرد عليه، وتقديم الإجابة السليمة له. وأنتج المركز أكثر من إحدى عشرة سلسلة دينية وثقافية، بينما تشمل الحلقات الجديدة العديد من المسائل الفقهية والشرعية المتخصصة في مجال العبادات والمعاملات المالية، والقضايا الأسرية والمجتمعية. وتقدم «بلغة بسيطة مبتكرة، حظيت بالاستحسان والقبول، كونها طُبعت بروح المجتمع الإماراتي، وقيمه النبيلة، وموروثه الثقافي الأصيل، وعززت التواصل الحضاري بين ثقافات العالم من خلال مفاهيم إنسانية مشتركة تعززها سماحة الثقافة الإسلامية وقيمها النبيلة». كما أعلن المركز سهولة وصول الجمهور والفئات المستهدفة إلى سلسلة «ومضة فقهية» وغيرها من الحلقات الدينية والثقافية الأخرى، والتي نشر منها أكثر من 250 حلقة مصورة، عبر منصاته في…
الخميس ٠٦ يونيو ٢٠٢٤
في المشهد الإنساني تبدو العاصمة أبوظبي مهارة متألقة بنظافة المكان ونقاء الفضاء وسيرة تاريخية واجتماعية وبيئة ترسو عند مرافئ التميز والاستثنائية في نظافة معطف البيئة، وحسن تصوير المظهر وجمال طلعة الجوهر. هكذا عملت حكومة أبوظبي على تنسيق أوراق الحياة في العاصمة الأنيقة، وهكذا اجتهدت فرق العمل، كل في ميدانه وملعبه على الاهتمام بالرونق كونه الوجه الحضاري للبلد، وهكذا أصبحت أبوظبي اليوم من أجمل عواصم الدنيا، لأنها المكان الذي تحضر فيه الأناقة، كما تولد فيه اللباقة، كما تزهر فيه اللياقة، وبكل فخر نستطيع اليوم أن نقول للعالم ها نحن نرتع على أرض حقولها مشبعة بصفاء البيئة وجداولها مترعة بعذب ما تجود به العقول المخلصة من اهتمام ورعاية وعناية وحماية حتى أصبحت أبوظبي اليوم أيقونة زمانها وقيثارة مكانها، وصار الإنسان في هذه العاصمة إنما يشد الخطى على تراب من أخضر تتجلى فيه الثمرات كأنها الدر في اللج وتتكلل الزهرات بتيجان الألوان الزاهية وترفل الأشجار بشدو العنادل، ويبدو النهار كأنه المصباح العملاق يطل على الجباه فيمنحها سحنات الذائقة الجمالية الكونية والليل معطف مخملي يتباهى ببصيص الأنوار البهية، والناس عصافير تحلق في أفنية الهواء الطلق وبين الحدائق الغناء والمساحات الخضراء اليانعة ونوافير البخت الحسن ترش رضابها على العشب الشاب الأغر، فتصبح الأمكنة فؤاداً يستريح على مشاعر مرهفة، والزمان طيفاً يمد خيوط الحرير على رموش…
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠٢٤
حلم أول بالتأسيس والثاني بتأسيس قاعدة وجودية على سطح القمر والوصول إلى الآخر بمشاعر أرهف من أجنحة الفراشات وأنصع من وجه اللجين، وأجمل من عيون الغزلان، وأوسع من المحيط، وأرفع من الجبال الشم. هذه هي أحلام دولة الإمارات، وهذه سياسة القيادة، وهذه القيم التي تنتمي إليها رؤية بلد مشت أقدام أهلها على رمال متحركة، ولكنها ثبتت الخطوات بإرادة الرجال الأوفياء وعزيمة الصناديد الذين ينظرون إلى الحياة طريق لم يعبد بالورد، وإنما هي الروح البشرية العالية التي تفتح جداول الثبات والثقة بالنفس لتستمر المياه العذبة في تغذية أشجار الطموحات والأهداف السامية وتطلعات القيادة إلى عالم يسوده التضامن والتعاون من أجل الحفاظ على الحضارة العالمية وتنميتها بالحب وإروائها بماء المكرمات وعرق العقول التي لا تكف عن العطاء حتى في أصعب الظروف وأقسى مراحل الحياة. الإمارات اليوم قارة عالمية تسكن في ضمير الإنسانية؛ لأنها دولة تمنح الحب قبل المعادلات السياسية، وتعطي بصدق ولا تساوم على حسابات سياسية. بهذه الروح القتالية الناعمة، استطاعت الإمارات أن تبني شاهقات الأفكار، وتعمر أبنية الرؤى بضمير الإنسان الإماراتي الاستثنائي ومن دون منافس؛ لأنها الإمارات لا يشبهها إلا هي ولا مثيل لها إلا هي. صورة رائعة برونق جمالي مذهل تبدو علاقات الإمارات مع الآخر، وهي صورة الكائنات المثالية عندما تحدب في فيحاء العفوية ومن دون رتوش سياسية، ومن دون…
الخميس ٣٠ مايو ٢٠٢٤
على طريق الأحلام الزاهية تذهب الإمارات وكوريا على جناحي طائر لا يعرف غير المدى، ولا يحلق إلا بمصاف النجوم، ولا يغرد إلا بين موجتين، بياضهما من خلق النقاء، ووشوشتهما من نغمات قيثارة الجمال الإنساني. اليوم الإمارات أصبحت في العالم خيط الضوء المعقود على منارة الطموحات عالية المنسوب، ومن يقرأ العلاقات بين الدولتين يرى في الأفق شعاعاً يتدفق من رؤى واضحة وصريحة، ويرى أحلاماً تتشكل من فيض إمكانات اقتصادية مذهلة، وما بين الإمارات وكوريا، كما هو ما بين دول الشرق من تاريخ تمتد جذوره في عميق الوجدان راسخة كأنها الدر في لجة البحار، كأنها البريق في عيون الطير، كأنها المدى في ضمير الإنسان العاشق لجمال المعطى، وروعة المنجز ومهارة البذل وجدارة الخطوات باتجاه المستقبل. الإمارات وكوريا بلّورتان في المحيط الإنساني، وسحابتان تحملان فجر المطر لأجل عشب الحياة لأجل إنسان يتطلع دوماً إلى حياة بصرها السلام وبصيرتها المحبة. الزيارة الميمونة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى كوريا هي ميلاد لعالم جديد، وفجر لأشعة شمسية أهدابها من ذهب العلاقات الشفافة واللقاءات البناءة والشراكات الناضجة نضوج الأقمار في السماء. كوريا اليوم نجمة الشرق الآسيوي والإمارات نافذة الشرق الأوسط إلى العالم، الإمارات المدى والمد والامتداد ومداد القلم التجاري، الإمارات الراحة والاستراحة وباحة العمل الاقتصادي، تهفو إليها الأفئدة، وتصبو…
الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠٢٤
خلال ثلاث سنوات، مائة ألف وظيفة تنتظر شباب الغد، بمعنى أن أمام الشباب مائة ألف فرصة ومائة أمل، في الطريق إلى عزيمة الشباب. هذه بشرى يزفها صاحب القلب الكبير، وباني نهضة العقول، ومشيد إرادات الشباب، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، يفتح أمام شباب الوطن جداول الولوج إلى مستقبل زاهر، مكلل بأزاهير النجاح، متوج بأكاليل الفلاح، حيث يعمل القطاع الخاص كتفاً بكتف مع المؤسسات الحكومية، لأجل حياة زاهية، مترفة بالعمل الجاد، والمسعى الضامن لمستقبل يضاء بمصابيح المبادرات الحية، والراعية بأهمية أن يكون المواطن شريكاً أساسياً، لنهضة اقتصادية، تشيّد أركانها على أعمدة راسخة، وشواهق تطلعات تسير بالتنمية الحضارية نحو آفاق التقدم والازدهار، وتطور المشاعر ونموها وازدهارها، وقوتها ورسوخها في ضمير المجتمع. بشارة جديدة تضاف إلى بشارات حققت المنى وأنجزت الآمال العريضة، وسطعت في المدى، لتصبح الإمارات اليوم تقود قافلة التقدم الحضاري ليس في المنطقة، وإنما في العالم. عبارة تستحقها بلادنا؛ لأنها تقاد بذهنية توقد جذوتها، من رؤية مجللة بالوعي، متوجة بالإصرار والتصميم، والعزيمة التي لا تلين ولا تنثني، ولا يتوقف جدولها عن بذل العطاء السخي لأجل أن يستمر النخيل في السموق، وتمضي القوافل في الحث، وبث اللواعج الباذخة. هكذا هي الإمارات، هكذا هي تسدد الخطى، وتثبت الخطوات على أرض راسخة وصلبة،…