علي عبيد
علي عبيد
كاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة

كنت في عدن

الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠١٥

كنت في عدن، وعندما تقول هذه الأيام إنك كنت في عدن تتجه إليك الأنظار، ويسألك الجميع: وما الذي جعلك تذهب إلى عدن؟! كأن الذهاب إلى عدن أصبح مغامرة غير محسوبة العواقب، وهي التي طالما عُرفت بشواطئها الدافئة ومنتجعاتها الجميلة التي أكسبتها أهمية سياحية، كما عُرفت بأنها «عين اليمن» لأهميتها. وقد شهدت عدن على مدى التاريخ الكثير من الأحداث.. ودارت الكثير من الصراعات للاستيلاء عليها منذ بدايات القرن السابع قبل الميلاد، عندما شن «كرب إيل وتر» الأول، ملك مملكة «سبأ»، حملة على مملكة «أوسان» التي كانت تستوطنها، قتل خلالها ستة عشر ألفاً من سكانها، واستعبد أربعين ألفاً، وقدم ملوك «أوسان» قرابين للإله «إيل مقه». وظلت عدن مطمعاً لكل الغزاة والطامعين، وكان آخرُهم «الحوثيين» الذين حررها منهم جنود الإمارات البواسل، تحت راية التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بعد أن انتزعها «الحوثيون» من يد الحكومة الشرعية التي لجأت إليها بعد سيطرة «الحوثيين» على العاصمة «صنعاء»، مكملين بذلك استيلائهم على اليمن كله، لتحويله إلى بؤرة لتصدير العنف والتوتر إلى المنطقة، في إطار مخطط أفشلته دول التحالف العربي، وبرز فيه دور دولة الإمارات في إنقاذ اليمن من الهاوية التي كان يقوده إليها «الحوثيون» والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بدعم وتوجيه إيرانيين. كنت في عدن قبل يومين من استشهاد أبطال الإمارات في مأرب، وهناك…

كنت في عدن

الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥

كنت في عدن، وعندما تقول هذه الأيام إنك كنت في عدن تتجه إليك الأنظار، ويسألك الجميع: وما الذي جعلك تذهب إلى عدن؟! كأن الذهاب إلى عدن أصبح مغامرة غير محسوبة العواقب، وهي التي طالما عُرفت بشواطئها الدافئة ومنتجعاتها الجميلة التي أكسبتها أهمية سياحية، كما عُرفت بأنها «عين اليمن» لأهميتها. وقد شهدت عدن على مدى التاريخ الكثير من الأحداث.. ودارت الكثير من الصراعات للاستيلاء عليها منذ بدايات القرن السابع قبل الميلاد، عندما شن «كرب إيل وتر» الأول، ملك مملكة «سبأ»، حملة على مملكة «أوسان» التي كانت تستوطنها، قتل خلالها ستة عشر ألفاً من سكانها، واستعبد أربعين ألفاً، وقدم ملوك «أوسان» قرابين للإله «إيل مقه». وظلت عدن مطمعاً لكل الغزاة والطامعين، وكان آخرُهم «الحوثيين» الذين حررها منهم جنود الإمارات البواسل، تحت راية التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بعد أن انتزعها «الحوثيون» من يد الحكومة الشرعية التي لجأت إليها بعد سيطرة «الحوثيين» على العاصمة «صنعاء»، مكملين بذلك استيلائهم على اليمن كله، لتحويله إلى بؤرة لتصدير العنف والتوتر إلى المنطقة، في إطار مخطط أفشلته دول التحالف العربي، وبرز فيه دور دولة الإمارات في إنقاذ اليمن من الهاوية التي كان يقوده إليها «الحوثيون» والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بدعم وتوجيه إيرانيين. كنت في عدن قبل يومين من استشهاد أبطال الإمارات في مأرب، وهناك…

قراءة في خطاب «مودي»

الإثنين ٢٤ أغسطس ٢٠١٥

في لقائه مع الجالية الهندية، الذي جرى في استاد دبي للكريكت بمدينة دبي الرياضية، مختتماً زيارته لدولة الإمارات، قال رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي» موجهاً حديثه للآلاف الذين احتشدوا في أرض الاستاد الذي يستوعب 30 ألف شخص: «تأتي إلى الإمارات أسبوعياً أكثر من 700 رحلة جوية، وليس هناك مثيل لهذا الاتفاق الملاحي بين أي دولتين أخريين في العالم، ورغم ذلك تأخرت زيارة رئيس الوزراء الهندي للإمارات 34 عاماً». هذه العبارة تلخص الكثير من الكلام حول زيارة رئيس الوزراء الهندي لدولة الإمارات؛ هذه الزيارة التي ألقت الكثير من الأسئلة حول توقيتها، والهدف منها، والنتائج التي تمخضت عنها. لكنها أسئلة تصب إجاباتها جميعاً في صالح دولة الإمارات، وتعبر عن المنحى السليم الذي تنتهجه قيادة الدولة في دبلوماسيتها المتوازنة والذكية، التي تعرف متى تتحرك، وكيف تتحرك، وإلى أي مسار توجه دفة علاقاتها مع الدول الأخرى، واضعة نصب عينيها مصلحة دولة الإمارات أولاً، ثم مصلحة الإقليم الذي تقع في نطاقه، ومصلحة الأمة العربية التي تنتمي إليها، تتأثر بكل ما يحدث في شتى أنحائها وتؤثر فيها، ولكن بشكل إيجابي يراعي مصالح شعوبها ولا ينتهك سيادتها، مهما حاول الآخرون تشويه الدور الذي يلعبه إسهام دولة الإمارات في قضايا شعوب هذه الأمة لحفظ وصيانة أوطانها من تدخلات الآخرين الذين يسعون لأهداف غير نبيلة، يعرفها الجميع ولا تخفى…

حرائق ليست صيفية

الإثنين ٠٣ أغسطس ٢٠١٥

بدأ الصيف، وبدأ معه موسم الحرائق، وهي حرائق اعتادها الناس هنا منذ سنوات، منذ مرحلة ما قبل النفط والكهرباء، لأنها مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، وازدادت بعد دخول الكهرباء لعدم قدرة الأجهزة الكهربائية على تحمل درجة الحرارة المرتفعة، بالإضافة إلى سوء التخزين في المستودعات، ونوعية المواد المخزنة فيها. هذه الحرائق الصيفية التي اعتادها الناس في بلادنا منذ سنوات، يجب أن لا تكون محل استغراب، أو مدعاة لإثارة أسئلة لا داعي لإثارتها، لأنها لا تخدم سوى مطلقي الشائعات، والعاملين على نشرها في مجتمعنا الآمن المطمئن، الذي نحرص جميعاً على أمنه واستقراره، وحمايته من مطلقي الشائعات المغرضين. الحرائق التي نقصدها هنا حرائق ليست صيفية، لأنها ليست مرتبطة بفصل من الفصول أو موسم من المواسم، وإنما هي مرتبطة بتلك العقول المريضة التي تخطط لزعزعة أمن هذه المنطقة الآمنة المطمئنة، وإشاعة الفوضى فيها، عن طريق نشر هذه الحرائق، وتجنيد من يقوم بإشعالها، وتدريبه وتزويده بالأدوات اللازمة لإشعالها، ومده بالأموال التي تستخدم لتجنيد خونة الأوطان، الذين يسهل شراؤهم بالمال، وإغراؤهم بمعسول الوعود والكلام، لإشعال الحرائق في البلدان التي وفرت لهم شرف الانتماء إليها، وحمل جنسياتها وجوازات سفرها، وهم أبعد ما يكونون عن هذا الشرف، وأقل من أن يستحقوا الانتساب إلى أهل هذه البلدان الأوفياء الأحرار. يوم الثلاثاء الماضي أعلنت وزارة الداخلية البحرينية مقتل اثنين من رجال…

من يدفع أجرة الزمار؟

الإثنين ٢٧ يوليو ٢٠١٥

يذكّرني مقال فهمي هويدي الذي نشره قبل أيام في جريدة «الشروق» المصرية، تحت عنوان «حروب أبوظبي»، منتقداً الجهود التي تبذلها «دولة الإمارات العربية المتحدة» في مكافحة الإرهاب والتطرف، يذكرني هذا المقال غير المستغرَب من كاتب كفهمي هويدي بالمثل الإنجليزي المعروف «من يدفع أجرة الزمار يختر اللحن». وهو المثل نفسه الذي اقتبست منه الكاتبة الإنجليزية «فرنسيس ستونر سوندرز» عنوان كتابها الذي قدمت فيه وصفاً دقيقاً للطرق والأساليب التي تستخدمها المخابرات المركزية الأميركية في اختراق وبسط نفوذها على المنظمات الإنسانية، والفعاليات الثقافية، وفصّلت فيه لماذا وكيف تقوم الوكالة برعاية مؤتمرات ومعارض، وتنظيم حفلات موسيقية، وندوات ولقاءات ثقافية وفكرية، وتنشر وتترجم وتروِّج للعديد من المثقفين والكتاب الذين يسوّقون للسياسات الأميركية. رب قائل يقول: وما هي مصلحة المخابرات المركزية الأميركية في دعم كتّاب يهاجمون أصدقاءها وحلفاءها في محاربة الإرهاب، وفقاً للنظرة التقليدية السائدة حول العلاقة التي تربط الولايات المتحدة الأميركية بدول الخليج العربي؟ هنا أقف أمام المقولة الشهيرة لثعلب السياسة الأميركية، وزير خارجيتها الأسبق «هنري كيسنجر» الذي يقول: «على أعداء أميركا أن يخشوا أميركا، لكن على أصدقائها أن يخشوها أكثر». وهي العبارة التي ختم بها الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رسالته التي نشرها في موقع «إيلاف» الإلكتروني تحت عنوان «طبق الأصل ثانية»، مقدِّماً من خلالها قراءةً حول الاتفاق النووي الذي وقّعه…

احتفلنا وخاب مسعى أعداء الفرح

الإثنين ٢٠ يوليو ٢٠١٥

رغم أنف أعداء الفرح، مرت أيام عيد الفطر المبارك على دولة الإمارات العربية المتحدة بفرح وأمن وأمان، كما اعتاد أهل الإمارات أن يحتفلوا بأعيادهم ومناسباتهم السعيدة، غير آبهين بتهديدات أعداء الفرح، وصانعي الرعب ومصدريه إلى قلوب البشر. حاول المرجفون أن يرسلوا رسائل تبث الرعب والخوف في نفوس أهل الإمارات الطيبين الآمنين المطمأنين في ظل قيادتهم الرشيدة وحكومتهم القوية، وفي نفوس المقيمين على أرضها الطيبة الآمنة، كي يمنعوهم من الاحتفال بعيد فطرهم الذي شرع الله لهم فيه الفرح والبهجة، فخاب مسعاهم ورد الله كيدهم في نحورهم. أوجع المتطرفين والإرهابيين موقف الإمارات المبدئي والحازم من التطرف والإرهاب، فانطلقت كلابهم المسعورة تهدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتوعد بالانتقام لاقتصاص عدالة قضاء الإمارات من إرهابية حاولت تهديد أمن الإمارات وزعزعة استقرارها في يوم وطني مجيد، له ما له في نفوس أهل الإمارات والعرب جميعاً، وظن الإرهابيون أن أهل الإمارات والمقيمين على أرضها سيفزعون ويلزمون بيوتهم في يوم العيد الذي أمرهم الله أن يحتفلوا فيه بفطرهم وانقضاء شهر صيامهم، فخاب ظنهم، وخرج الناس للاحتفال، وامتلأت بهم المراكز التجارية والأسواق وأماكن الترفيه. لم تحرك تهديدات الإرهابيين المسعورين شعرة واحدة في أهل الإمارات والمقيمين على أرضها، بل الذي تحرك هو حقد الإرهابيين الذين أوجعتهم ضربة رجال أمن الإمارات الذين كشفوا حقيقة شبحهم الذي ضللوه وجندوه لزعزعة أمن…

..وانتهت مهلة السنتين

الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥

إذا كان البعض منا ينسى، فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لا ينسى. فقد أعاد سموه قبل أيام نشر تغريدة كان قد كتبها قبل عامين على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً: «تغريدة نشرتها قبل عامين.. أحببت تذكير الأخوة المسؤولين بها.. موعدنا بعد شهر لاستعراض نتائج عملهم». وكانت التغريدة التي نشرها سموه قبل عامين تقول: «أعطينا مهلة سنتين للجهات الحكومية لتنفيذ مشروع الحكومة الذكية، ووعدنا المسؤولين الذين لا يحققون الهدف أن نقيم لهم حفل وداع بنهاية هذه المدة». بعد أقل من شهر، عندما تنتهي الفترة التي حددها سموه لتنفيذ مشروع «الحكومة الذكية»، تكون دولة الإمارات قد قطعت شوطاً طويلاً، وانتقلت من مرحلة المعاملات الورقية إلى مرحلة استخدام الهواتف المحمولة، بهدف توفير كل الخدمات الحكومية، وتسهيل وصولها للمتعاملين، في أي مكان وكل زمان، وذلك خلال فترة زمنية هي الأقصر، بكل المقاييس، في تاريخ الشعوب وانتقالها من مرحلة إلى مرحلة، محققة خلال أربعة عقود تقريباً، ما لم تحققه دول وبلدان كثيرة خلال قرن أو أكثر من الزمان، لتصبح الحكومة الذكية مرحلة لا تمثل خط النهاية، وإنما محطة على طريق الانطلاق نحو الأفضل، تجاه المستقبل الذي يحمل كل يوم جديداً، ويفصح كل يوم عن جديد، ويبدأ عندنا اليوم وليس غداً، على خلاف ما هو متعارف عليه لدى غيرنا. عندما…

ومن أجدر منه؟

الخميس ١٦ أبريل ٢٠١٥

قائمة طويلة من المسوغات، ساقتها جائزة الشيخ زايد للكتاب لتسمية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، شخصية العام الثقافية للدورة التاسعة، منوهة بأن سموه شخصية فاعلة وواسعة التأثير، ليس على مستوى الإمارات وحدها، بل على المستويين الإقليمي والدولي، ومرجعة ذلك إلى الرؤية الفريدة التي يمتلكها سموه، وما حققه من إنجازات كبرى على شتى الصعد. وأسندت اختيارها هذا إلى إنجازات سموه الكبيرة التي وضعتها في أطر، منها الإجابة عن تحديات الواقع الراهن، ودور الشباب، وعلى المستوى المعرفي، والأبعاد المجتمعية والإنسانية والإبداعية والمستقبلية. وهي مسوغات جديرة بأن تجعل من هذا الاختيار قراراً صائباً بكل المقاييس، وهو ما فعلته الجائزة بمجلس أمنائها وهيئتها العلمية التي اختارت سموه. لكن المسوغ الأكبر الذي يجعل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشخصية الأجدر بهذه الجائزة، هو أنه يمثل قيادة استثنائية كسرت كل القوالب التي اعتاد الناس أن يروا فيها القادة والرؤساء، حتى أولئك الذين وصلوا منهم إلى مرتبة الزعامة، فهو قائد ميداني لا يعترف بالجلوس في المكاتب وإدارة العمل من خلف الأبواب المغلقة، لذلك كانت زياراته الدائمة لمواقع العمل والوزارات والدوائر خبراً يومياً في الصحف ونشرات الأخبار. وهو قائد لا يعترف بالمستحيل، ويعتبر ما يراه الناس مستحيلاً تحدياً عليه أن يقهره. كما أنه…

من حرق البشر إلى تدمير الأثر

الإثنين ٠٢ مارس ٢٠١٥

في خطوة لاتصدر إلا عن أصحاب الفكر الظلامي المتخلف، أقدم تنظيم «داعش» الأسبوع الماضي على تدمير مجموعة لا تقدر بثمن من التماثيل والمنحوتات الأثرية في العراق، فيما وصف بأنه ضرر لا يمكن حصره بجزء من التراث الإنساني. وأظهر شريط مصور نشره التنظيم يوم الخميس الماضي، مجموعة من عناصره تقوم بتحطيم تماثيل وآثار، يعود تاريخها إلى آلاف السنين، مستخدمين مطارق وآلات ثقب كهربائية، في متحف «الموصل» التاريخي، الذي يضم تماثيل وآثاراً من الحضارتين الآشورية والهلنستية، يعود تاريخها إلى قرون قبل الميلاد. الشريط، الذي حمل شعار «المكتب الإعلامي لولاية نينوى»، وتداولته حسابات موالية للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، أعاد إلى الأذهان ما قامت به حركة «طالبان» عام 2001، عندما أجهزت على تمثالي «بوذا» المنحوتين على منحدرات وادي «باميان» في منطقة «هزارستان»، وسط أفغانستان، اللذين يعود تاريخ بنائهما إلى القرن السادس الميلادي. حيث يعتبر الموقع أحد مواقع «اليونيسكو» للتراث العالمي، ففي ذلك العام، وبقرار من 400 رجل دين من مختلف أنحاء أفغانستان، أمر «وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في حكومة «طالبان» بتدمير التمثالين، فتم ضربهما بالمدفعية، والمدافع المضادة للطائرات، قبل أن يتم وضع الألغام المضادة للدبابات في الجزء السفلي منهما ليتم تدميرهما بالكامل، رغم أن زعيم طالبان «الملا عمر» كان قد أصدر مرسوماً عام 1999 لصالح الحفاظ على تماثيل بوذا؛ لأن السكان…

برزة قصر الحصن

الإثنين ٢٣ فبراير ٢٠١٥

شريط طويل من الوجوه والأحداث، مر أمام عيني وأنا أتشرف يوم الثلاثاء الماضي بحضور «برزة قصر الحصن» التي أحياها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إطار مهرجان قصر الحصن، الذي يقام للعام الثالث على التوالي، ترسيخا لمكانة هذا المَعْلم التاريخي الذي شهد العديد من الأحداث، وتعاقب عليه العديد من حكام آل نهيان الكرام، حتى غدا واحدا من أهم المعالم التاريخية في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات. في مشهد يمزج بين العراقة والحداثة، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ضيوفه الرسميين من خارج الدولة وداخلها، بحضور عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين، والتقى بعدد من المواطنين في أجواء حميمية، داخل فناء الحصن الذي تحتضن أسواره من الجهات الأربع المباني الحديثة والأبراج العالية، راسمة لوحة تجمع بين الماضي التليد والحاضر الزاهي، مما أعطى فكرة إقامة «البرزة» في هذا المكان أبعادًا تجاوزت الحدث نفسه إلى معانٍ أعمق، استمدت دلالاتها من هذا المزج الرائع بين عراقة القصر وحداثة ما حوله، والتواصل الذي تفتقده الكثير من الأجيال والأماكن. قصة «قصر الحصن» الذي يُعَدُّ أقدم بناء في أبوظبي، بدأت كما تقول الرواية التاريخية بشخص من منطقة ليوا، حيث مقر الحكم قبل أن ينتقل إلى أبوظبي، كان يطارد ظبيا في الجزيرة التي كان البعض يستخدمها لصيد…

رسائل محمد بن زايد

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥

مُقِلٌّ في أحاديثه وخطبه، لكنه إذا تكلم أسر مستمعيه بحديثه الذي يفيض عذوبة وينساب بتلقائية. إنه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي منذ أن أعلنت اللجنة العليا المنظمة للقمة الحكومية الثالثة أن الكلمة الرئيسية ستكون لسموه، والجميع يترقب كلمته.. وعندما تكلم جاءت كلمة سموه درسا في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتاريخ والحكمة والبلاغة والأدب. بدأها برسالة وأنهاها برسالة، وبين الرسالتين احتشدت مضامين كثيرة، لا يقولها إلا القادة العظام أمثال سموه، ولا تفهمها إلا الشعوب المحبة لأوطانها وقادتها مثل الشعب الإماراتي. «سمو الشيخ محمد بن راشد.. أخي وصديقي ومعلمي». بهذه العبارة بدأ سموه كلمته، فكانت الرسالة الأولى التي تلقاها الجميع بكل الفهم الذي لا يشوبه لبس ولا شك ولا غموض، فقادة الإمارات هكذا دائما؛ يد واحدة وقلب واحد وإرادة واحدة. وعندما أرسل سموه رسالته الأولى هذه، تبادرت إلى الأذهان صور كثيرة، تصدرتها الصورة القديمة التي جمعت بين المغفور لهما بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما. تلك الصورة التي يظهران فيها ضاحكين بشوشين، يبدو البشر على وجهيهما، وينبع الصفاء من قلبيهما. فأي صورة أبلغ من تلك الصورة، وأي رسام ماهر كنت يا صاحب السمو وأنت تذكرنا بها، وتلونها وتعرضها من جديد، كي يراها الجميع، ليعلموا أن التاريخ…

يبتكرون للموت ونبتكر للحياة

الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥

هم يفكرون كيف يبتكرون طرقاً للموت، ونحن نفكر كيف نبتكر طرقاً للحياة. هم يفكرون كيف ينشرون الخراب في الأرض ويهدمون البلدان، ونحن نفكر كيف نعمر الأرض ونبني الأوطان. هم يفكرون كيف يعودون إلى الماضي، ونحن نفكر كيف ننطلق نحو المستقبل. هم يفكرون كيف يشيعون الجهل بين أتباعهم، ونحن نفكر كيف ننشر العلم بين أبنائنا. إنهم الظلاميون أصحاب الرايات السوداء والصفراء وغيرهما من الألوان، يعمي شعاع الشمس أبصارهم، مثلما أعمى الحقد بصيرتهم، رغم ادعائهم الإسلام، واتخاذهم الشهادتين وآيات القرآن شعارا لهم، وهم أبعد ما يكونون عن الإسلام الصحيح، وعن الشعارات والآيات التي يرفعونها، لأنهم أشد الناس إضرارا بالإسلام، وأكبرهم تشويها له، وأكثرهم استعداء للبشر عليه، وتنفيرا للناس منه. يتسمّون بأسماء تبدو في ظاهرها طاهرة ونقية، وهم في باطنهم أبعد ما يكونون عن الطهر والنقاء الذي يدعونه، لأنهم اتخذوا من الله ودينه الحنيف وسيلة لاستدرار عواطف الناس، واستلاب مشاعرهم، واستغلالهم لتنفيذ مآرب أبعد ما تكون عن الله ودينه الذي يدعو إلى الحب والسلام والتعايش بين البشر. خالفت أقوالهم أفعالهم فعبرت عن سواد قلوبهم المسكونة بالحقد والكراهية للحياة، إلا حياة واحدة؛ هي حياتهم هم، كي ينشروا فكرهم الذي يعتقدون أنه وحده الحق.. وأن الباطل لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، وكي يطبقوا شريعتهم التي يعتقدون أنها الشريعة الوحيدة التي يجب أن…