أمجد المنيف
أمجد المنيف
كاتب سعودي

سعود الدوسري

الثلاثاء ١١ أغسطس ٢٠١٥

في الحقيقة لا ذنب لهم، نحن المذنبون بالتأكيد، عندما اعتقدنا أنهم باقون، لا نعلم لمتى ولكنهم لن يغادروا، لن يبرحوا اللحظات التي لا تستنسخ، لن يتركونا في جوف التساؤل ويهربون، لن يغيبوا دون أن يلوحوا بذلك سلفا، ليس لشيء.. وإنما لسبب يتيم وحيد، لأنهم لا يجب أن يرحلوا. اختاروا أن يتسللوا من الحياة بهدوء، رامين خلفهم كل شيء، في قمة الضوضاء خرجوا بصمت؛ مختلف بطريقته، يربك معه جميع الفضاءات، ويعيد صياغة كل الأشياء، ويبعثر كل ما بدواخلنا، يتركنا في قمة الدهشة والاستنكار والانكسار، وخليط من المشاعر المشوشة، نلاحق ما تبقى من ذكرى، نعلّبها في زوايا خاصة، حتى نستعين بها، متى ما لاحقنا الحنين، وكثيرا ما يفعل.. وسيفعل! بابتسامته التي نعرفها، صنع بها الحياة، وشيد بها بوابات الدخول لقلوب الناس، كل الناس، وسخر بها من تعبه.. حملها معه ورحل، وتركها في ذواكرنا في الوقت ذاته؛ غادرنا البشوش، صاحب القلب الكبير، الذي عبثت به مشارط الأطباء، في ليل باريسي كئيب، لم يهتد للفرح، اختار أن يكون مسرحا للغياب، ووجهة للعتاب، بلا وداع ولا استئذان، بغفلة من الحياة، بسلام.. رحل. لم يكن الإنسان سعود إلا هو، عاش لا يشبه سواه، ولا يعبر إلا عما يمثله، مختصرا كثيرا من ذلك بابتسامة، كانت لغة تخاطب استثنائية، مباشرة أو من خلف شاشة، بل إنها تسللت كثيرا…

فابيان.. والرئيس الأميركي!

الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥

المتابعون للشأن الرياضي بشكل عام، ولنادي النصر على وجه الخصوص، تابعوا - بالتأكيد - تركي العجمة، مقدم برنامج «كورة» على «روتانا خليجية»، وهو يشرح الخطأ الوارد في ترجمة خطاب «الاتحاد الآسيوي» حول عقوبة «فابيان» لاعب النصر، بعدما حول الاتحاد مدة ال6 مباريات إلى 6 شهور.. وغضبوا! الحقيقة، وهذا ليس تبريرا، أن أخطاء الترجمة لم تكن وليدة اليوم، وإنما وجدت منذ سنوات طويلة، وقد تسببت بمشكلات وحروب، وخلافات سياسية بين الدول، بسبب اجتهادات - غير متعمدة - أحيانا، ومتعمدة لتحوير قضية ما (غالبا). وفي فضاء أخطاء الترجمة، لا بد من التطرق لاتفاقية «ويتانغي»، المترجمة بشكل خاطئ - مع سبق الإصرار-، «والتي تمثل اتفاقا مكتوبا بين التاج البريطاني وبين شعب «ماوري»، السكان الأصليين في نيوزيلندا، والذي تم توقيعه عام 1840 من قبل 400 من زعماء القبائل.. حيث إن عبارات متعارضة في النصين الإنجليزي «والماوري»؛ أدت إلى نشوب نزاعات، عبرت عن نفسها في الشعار الذي يرفعه «الماوريون» في نيوزيلندا أثناء احتجاجاتهم، ويقول: «الاتفاقية مزورة». وعند استعراض التاريخ، عبر فصول ترجماته الخاطئة، نجد أن من أشهر تلك الكوارث؛ «ترجمة نص القرار 242 في عام 1967، عندما أقر مجلس الأمن الدولي القرار 242 حول الصراع العربي الإسرائيلي، وقع العرب ضحية خطأ ترجمة النص بين اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكان الخطأ يدور حول «ال» التعريف، فالنص الفرنسي…

أرقام الحب لا تكذب!

الثلاثاء ٢٧ يناير ٢٠١٥

رغم أهمية التعبير، والحديث بإسهاب عن حقيقة الأشياء، إلا أن التفاصيل بالأرقام أكثر قدرة على شرح الحقائق، وتقديمها بلغة لا تقبل سوى التسليم، وتوضح لنا الأمور بطرائق منطقية، وكل هذا يأتي عندما نتحدث عن رحيل ملك الإنسانية، الإنسان عبدالله.. فملايين المشاعر المنثورة في مساحات "الشبكات الاجتماعية" على وجه الخصوص، و"الفضاء الرقمي" بشكل عام، تقول لنا كم هو حجم الفقد، لملك اتفق عليه الجميع حباً. ما سبق، يجبرنا على التطرق لأرقام إحدى الاحصائيات، والتي نشرت عبر "الرياض"، والتي قالت إنه ورد في وسم "وفاة خادم الحرمين الشريفين" أكثر من 913,034 تغريدة، أما في وسم "اللهم ارحم الملك عبدالله" ما يقارب 432,940 تغريدة، كما نشر في وسم "وفاة الملك" فقد نشر 110,738 تغريدة، كما نشر في وسم "وداعاً ابو-متعب" قرابة 44,580 تغريدة، كما نشر في وسم "اللهم ارحم الملك عبدالله" أكثر من 423,940 تغريدة، أما في وسم "وفاة الملك" فقد نشر 110,645 تغريدة. كما ذكرت الاحصائيات، التي قامت بها "تاكت"، الشركة المتخصصة في مجال التسويق الإلكتروني والحلول الإبداعية للإعلام الاجتماعي وشبكاته، أنه تم تداول كلمة "وفاة الملك" في أكثر من 228,377 تغريدة، كما ذكر "عبدالله بن عبدالعزيز" في 1,206,193 تغريدة، أما "حبيب الشعب" فقد وردت فيما يقارب 767,759 تغريدة، و"ابو متعب" في 256,469 تغريدة، أما "الملك عبدالله" فكانت متضمنة في 1,297,139 تغريدة.…

طلاق بسبب “تويتر”!

السبت ٠٦ سبتمبر ٢٠١٤

من المعلوم جدا أنه، وكسائر الأشياء المستحدثة في حياتنا، هناك جانبان اثنان في هيئتهما، إيجابي نحرص عليه وندفع به للأمام، وسلبي نقاتله ونحذر منه، وتبقى الخيارات وقتئذ للآخرين حول أي الكفتين يختارون. الشبكات الاجتماعية، أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو مهما كانت التسمية؛ فبالرغم من كل المنافع والفوائد التي جاءت بصحبتها، إلا أنها استطاعت أن "تخربش" ـ نوعا ما ـ في ماهية علاقاتنا الاجتماعية، وأن تحول الواقع افتراضا، وتختار الافتراض واقعا، كما أعادت صياغة جل الروابط بين الناس، خاصة فيما يتعلق بحياة الأزواج، الذين لم يكونوا بأحسن حال قبل أن تخلق هذه المنصات. علميا، وبحسب دراسة حديثة أصدرتها جامعة "بوسطن"، عن العلاقة بين مستوى الحياة الزوجية، وأنماط استخدام الزوجين للشبكات الاجتماعية، أظهرت أن هناك علاقة بين تدهور العلاقة الزوجية واستخدام الشبكات الاجتماعية، حيث فصلت بعض تفاصيل هذه العلاقات، ومن الحقائق اللافتة التي أظهرتها أن الشخص الذي لا يستخدم الشبكات الاجتماعية أسعد بنسبة 11% من الأشخاص الذين يستخدمونها، كما وجدت الدراسة أيضا أن الشبكات الاجتماعية يمكن أن تكون عاملا لأولئك الذين يمرون بعلاقة زوجية متوترة في طريقها إلى الطلاق. ليس ذلك وحسب، بل إن دراسات أخرى كشفت أن 32% من مستخدمي الشبكات الاجتماعية بكثافة في أميركا؛ أفصحوا عن أنهم فكروا بجدية في ترك أزواجهم، مقارنة مع 16% بين أولئك الذين لا يستخدمون…

الموت في “سويسرا”!

السبت ٢٣ أغسطس ٢٠١٤

قبل أسبوع تقريبا، وتزامنا مع قصة "انتحار" الممثل الأميركي الشهير "روبن ويليامز"، كتبت مقالة عنونتها بـ"هل سمعت عن (سياحة الانتحار)؟! وتحدثت عن الذين يسافرون إلى دول أخرى، من أجل الانتحار، أو السفر إلى دول وأماكن تتسامح قوانينها مع فكرة الانتحار، وهو الأمر الذي قوبل بكثير من الاستغراب من قبل البعض، وعدم التصديق من آخرين.. ومضى! وبعدها بأيام، وانتصارا للمقالة مصادفة، أظهرت دراسة حديثة، نشرت في صحيفة "جورنال أوف ميديكال إيثيكس" البريطانية، أن "سويسرا" شهدت ارتفاعا كبيرا للغاية في عدد المرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين يسافرون إليها بقصد الانتحار بمساعدة آخرين، في صورة من صور "القتل الرحيم"، عن طريق ما يعرف باسم "سياحة الانتحار"، وخلال هذه الدراسة قام العلماء بمعهد الطب الشرعي في "زيورخ" بفحص بيانات 611 شخصا ممَن قدموا إلى سويسرا بغرض تلقي مساعدة للانتحار بين عامي في 2008 و2012، وتبين أن 286 منهم جاؤوا من ألمانيا، و126 من بريطانيا و66 من فرنسا. وأزيدكم من الموت رقما، أنه في "زيورخ" وحدها تضاعف عدد الأجانب الذين يأتون إلى "سويسرا" للانتحار في غضون أربعة أعوام فقط، ونصفهم (تقريبا) كان يعاني من أمراض عصبية، كالشلل والشلل الرعاش والتصلب العصبي المتعدد، في حين تأتي الأمراض السرطانية والروماتيزمية في المرتبة التالية بعد تلك الأمراض.. كما ازداد -أيضا- عدد الأشخاص الذين يأتون إلى سويسرا لنفس الغرض…

“ساند/وا” المتعطلين.. بأموال الأغنياء!

الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤

دعونا نتفق مبدئيا أن المدعو "ساند" هو عبارة عن "نظام تكافلي اجتماعي"؛ حتى يسهّل لنا هذا الأمر من "تفكيك" ـ طالما أن موضة التفكيك منتشرة ـ الخطاب "الساندي"، مما يعني أنه جاء من أجل دفع المال من الشخص "المكروف"، أو "الموظف"، للشخص "المتعطل"، أو بالأحرى "المحتاج"، وهنا تتضح رؤية الهدف الرئيس لنا. لكن، وقبل أن نذهب بعيدا بالتفكير، ألا تعتقدون أن هذا يأتي مشابها، مع الفرق بالتشريع والأهمية، لماهية "الزكاة"، التي تقوم على فكرة (الجزء المخصص للفقير والمحتاج.. من أموال "الغني")، وهذا التعريف يغنيني عن شرح ما أرمي إليه، إذ إنه وباختصار من الواجب المضي بهذا البرنامج للتطبيق، ولكن من خلال أصحاب المداخيل الكبيرة، التي توجب الأخلاق ـ قبل كل شيء ـ أن يسهموا في بناء المجتمع وتكافله، وليس من جيوب "الطفارى"، الذين شوهت المقصات "الساندية" أحلامهم! وحتى لا أصنع بحرا للذين يحاولون أن يصطادوا في الماء العكر، والذين سيفترضون سلفا الفرق بين "ساند" و"الزكاة"، فقد أحضرت نماذج لبعض البرامج الحكومية الشبيهة، عربيا وعالميا، التي اختارت أن تكون أرصدة الأغنياء هي محور انطلاق التكافل المجتمعي، فقد قررت الحكومة الموقتة في مصر ـ آنذاك ـ فرض "ضريبة" إضافية على "الأغنياء"، ممن يتجاوز إجمالي دخلهم مليون جنيه سنويا، أي نحو 142 ألف دولار، بنسبة تصل إلى 5%، وذلك لتمويل التعليم والصحة والزراعة…

افعلها قبل أن تموت!

السبت ١٩ يوليو ٢٠١٤

قرأت تقريرا قبل فترة، عبر "فوربس الشرق الأوسط"، ولا أعرف لم خطر على بالي فجأة، وعدت أفتش عنه، ربما لأني - أعتقد - أنه مهم من ناحية، وربما لأنه من الواجب أن تطلعوا عليه - بنظري -، ولذلك قررت أن أنقل كثيرا منه، وأعلق على بعضها، حيث إن التقرير المعنون بـ"6 أشياء ينبغي فعلها قبل انقضاء الأجل" كفيل بتشغيل حركة النقل داخل الجماجم، وإعادة الحسابات مجددا.. والستة أشياء هي: الأول: جد عملا تستمتع بالقيام به كل يوم: يعمل معظمنا ليلا ونهارا دون أن يخطر في باله أنه سيتقاعد في يوم من الأيام، بل إن ما يشغل تفكيرنا هو توفير بيئة وظروف أفضل لأطفالنا في المستقبل. وأقول: بلا تردد، إذا كنت لا تحب عملك، استقل غدا، وكن أقوى من كل شيء، واعمل في شيء تحبه، وتؤديه بشغف. الثاني: ضع قائمة بأمنياتك في الحياة: دفع الفيلم الشهير بعنوان "قائمة الأمنيات" من بطولة جاك نيكلسون ومورغان فريمان، الكثير من الأشخاص إلى تدوين قائمة بما يتمنون فعله في حياتهم والسعي من أجل تحقيقها.. وأقول: تذكر أنه لا قيمة للحياة بلا أمان.. الأماني تصنع القوة في دواخلنا دائما! الثالث: أعدّ الوثائق اللازمة لحماية نفسك: ينبغي على كل بالغ، كبيرا كان أم صغيرا، أن يجهز الأوراق القانونية الضرورية التي تخول شخصا آخر بتولي زمام الأمور المالية…

لصوص “الإنستجرام”!

الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠١٤

بداية، وقبل أن يبدأ تدفق صنبور هذا المقال، يجب أن أخبركم ـ وبحسب مصدر خاص في "وزارة التجارة" ـ أن بلاغات حالات الاحتيال جراء عمليات البيع في "الإنستجرام"؛ هي الأكثر خلال العام الماضي، مقارنة مع أعداد البلاغات الواردة للحالات الأخرى!. قد تبدو الأمور واضحة من خلال المعلومة أعلاه، من حيث وضع العمليات التجارية عبره، لكنه مهم أن أفصّل لكم ألوان التحايل، إذ إن الأمر لا يعتمد على استلام المبالغ وعدم الإيفاء بالبضاعة، من خلال عدم الإرسال، وإنما يتفرع إلى بضاعات تالفة، أو غير مطابقة للمواصفات المذكورة، أو بجودة رديئة، تخالف البضاعة المنشورة في الصورة، المارة عبر "فلاتر" تحسين وتزيين. ويحسب للجنة الإعلامية للتوعية المصرفية تحذيرها، حتى وإن كان متأخرا نوعا ما، من "السذاجة في التعامل مع التجار في موقع "إنستجرام"، عندما دعت إلى توخي الحذر في التسوق الإلكتروني، خاصة عند التعامل مع الأفراد، لعدم توافر أمن معلوماتي يساعد على تعقب هؤلاء الأفراد في حال حدوث عملية احتيال"، وهذا يختصر ما أود قوله إن غياب التشريعات "الدقيقة" في التجارة الإلكترونية، قد يؤدي إلى ضياع حقوق كثيرة، في ظل اندفاع وتزايد المقبلين من الطرفين، البائع والمشتري، على التعاطي عبر مثل هذه التطبيقات والبرامج. وحتى لا تكون الأمور عشوائية، فإنه ـ وبحسب المصدر ذاته ـ أكثر المتعاملين مع هذا، سواء فيما يتعلق بالمتاجر،…

دراسات “أبو ريالين”!

الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤

للأسف الشديد، الشديد جدا، أننا استهلكنا مفردة "الهياط" كثيرا في الآونة الأخيرة، قولا وعملا، ولكني لم أجد مفردة أجمل منها تعبر عن عمل "حماية المستهلك" منذ سنوات، ولا جديد في هذا، لكن عندما يقفز الأمر لديهم من مجرد التنظير "العشوائي" إلى توزيع الدراسات "الوهمية" يجب أن نقول لهم "شتب يور ماوس حماية"! الموضوعات التي تدرجها الجمعية تحت نافذة (دراسات)؛ لا يمكن أن تكون أكثر من "كومة" وعظ إنشائي، أو ضرب من ضروب "الدروشة"، أو أي شيء آخر لا علاقة له بالدراسات! وبعيدا عن عدم ذكر مصدر الدراسات، أو نوع عينات الدراسة ومجتمعها وزمنها، إلا أن المنطق يرفض أن تكون هذه الجملة الإرشادية: "إذا كنت قريبا من هاتفك الثابت فلا تتردد في استخدامه" تمثل دراسة، أو هذه النصيحة "الذكية": "عند الحديث يفضل ألا يتحرك المتحدث".. وما خفي أعظم! من حسن حظي أو سوئه، وبينما أهمّ بكتابة مقال عن "الدراسات الانبراشية"، كشفت جمعية حماية المستهلك للزميلة "الحياة"، عن أن المواطن السعودي ينفق نحو 30% من دخله الشهري على الاتصالات بأنواعها كافة، وقد سبق وأن نشرت الجمعية رقما عن أسعار دقيقة الهاتف المتنقل في السعودية وأتت بمقارنات وأرقام بلا مصدر رسمي.. لكن ما لا تعلمه الجمعية الموقرة، والأمر ليس دفاعا عن شركات الاتصالات - التي أتحفظ على بعض ما تقدم - أن المملكة…

هل تعرف “الحسد الإنستجرامي”؟

الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠١٤

ما يجهله البعض، حول الموقع الشهير "أنستجرام"، هو أنه وجد لرصد لحظات حياتنا بالصور، كطريقة أساسية للتعامل معه، وليس كأي موقع صور آخر، يتم تلغيمه بكثير من الصور المرحّلة من الشيخ "قوقل" كما يفعل بعض مستخدميه.. أفرزت المشاركات "الحقيقية" بالصور، والتي غالبا ما تظهر تفاصيل الآخرين، وما يملكون من أشياء، وتدل على وجهات سفرهم، وطبيعة لقاءاتهم، ظاهرة جديدة، أسماها المجتمع الغربي بالـ"Instagram Envy"، أي "الحسد الإنستجرامي"، بحسب الترجمة الحرفية لها، رغم أنني أميل لتسميتها "الغيرة الإنستجرامية"، حيث أن جل التقارير المكتوبة عن هذه الظاهرة، تتحدث عن المقارنات التي يعقدها الأفراد عند مشاهدة صور أصدقائهم، أو الأفكار التي تزورهم عندما يجدون صورا لتجمعات الأصدقاء في أجواء استثنائية ونادرة ويتمنون مشاركتهم، مما يثير "الغيرة" من خلال "اللاوعي".. هذه الظاهرة، تبدو إحدى المشكلات لدينا في الوطن العربي، أو الخليجي على وجه التحديد، حتى لو لم نتوصل لمفهومها، أو نشعر بتأثيراتها بشكل مباشر، ولكن يمكننا معرفة هذا من خلال التأثير على سلوكنا، وتغير عاداتنا مع اللحظات، وإقحام الصور في معظمها، وهذا يتوازى مع رؤيتنا الجديدة للسفر، "السفر الإنستجرامي" – بحسب رؤيتي -، حيث أصبح التقاط الصور ونشرها أهم من الاستمتاع بالسفر ولحظاته، وكل هذا من أجل الاستعراض "غالبا".. وحتى لو لم نكن نؤمن بالمقارنات، فالطريقة الجديدة للتعاطي مع الصور تجبرنا على ذلك دونما نشعر،…

رحلة العلامة التجارية .. لدبي!

الإثنين ١٢ مايو ٢٠١٤

يعرف الموقع الشهير «ويكيبيديا» العلامة التجارية بأنها «علامة مميزة أو مؤشر يستخدمه فرد أو منظمة أعمال، أو أي كيان قانوني آخر للدلالة على أن المنتجات أو الخدمات المقدمة للمستهلك والتي تظهر عليها العلامة التجارية تنشأ من مصدر وحيد، ولتمييز منتجاتها أو خدماتها عن منتجات وخدمات الآخرين»، ويبدو واضحاً من التعريف، قبل أن نسهب في تفاصيل الأرقام، ماهية الهدف الرئيس من إطلاق أي علامة (هوية) تجارية. في الأسبوع الماضي، وبمصاحبة معرض السفر العربي في دورته الحادية والعشرين، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، العلامة التجارية الجديدة لدبي التي سيتم استخدامها في التسويق والترويج الدولي للإمارة؛ حيث إن هذه الخطوة تجبرنا على الحديث بمباشرة عن أن التعاطي مع المشاريع التنموية للبلدان بعقليات التسويق للشركات؛ من شأنه أن يحول الملفات، بشتى أنواعها، من مجرد قرارات حكومية «عاطفية»، إلى رؤى استثمارية احترافية، تنطلق من قواعد واضحة قادرة على حساب نتائج الإنتاج بدقة كبيرة، ومعرفة الوقت اللازم للوصول إلى محطة الإنجاز، وهذا ما أوجب «ضرورة استخدام العلامة التجارية الجديدة واعتمادها في التسويق الدولي من قبل الدوائر والهيئات الحكومية ذات العلاقة؛ للتأكيد على أن الإمارة تعمل بروح الفريق الواحد وتتحدث (بصوت واحد) لمواطنيها وزوارها». واستناداً للحديث عن حساب المتغيرات بوضوح، وبعيداً عن الحديث التنظيري والعشوائي،…

سعودي.. إلا ربع!

السبت ١٠ مايو ٢٠١٤

"رائد، مثل الآلاف من السعوديين هوى لا هوية. هؤلاء المولدون، عاشوا في بلادنا، وأصبحوا مع المملكة، كالسمكة مع الماء، لا تستطيع أن تعيش بعيدا عنه.."، هكذا يقول الصديق تركي الدخيل، عبر مقالة عنونها بـ"سعوديون بلا أوراق ثبوتية!"، تحدث فيها عن أشياء كثيرة، عن أن "الذين يحبون أعمالهم، هم أكثر الناس نجاحا.. هم أسعد الناس"، عن الحب والاشتياق، عن الوفاء والانتماء، عن الذين قادهم القدر بأن يكونوا سعوديين.. بالهوى "فقط"! وتماشيا مع ما سبق؛ فإن مثل هذه الملفات المنسية، التي تخبئ بين جناحيها معاناة الكثير من قاطني المملكة، ممن ولدوا فيها، ولعبوا في أزقتها، وأجادوا لهجاتها، ورافقوا أزمنة "الطيبين"؛ وكانوا عنصرا مهما في منعطفات التغيير، ولكنهم بلا "هوية".. يجب ألا تبقى أكثر في غياهب الغياب، وأن نكون أكثر جدية في التعاطي معها، ونعيد ترميم الأنظمة التي تضمن لهم حياة كريمة، تميزهم عن غيرهم، وتدفع بهم للعطاء أيضا، وتخلصهم من مئات المواقف العنصرية التي تهاجمهم يوميا، وباختصار واضح، وبعيدا عن المفردات العاطفية، فقد حان الوقت لأن تكون الإجراءات ـ وكما هو معمول به في كل العالم ـ أكثر سلاسة، وتنظيما، و"وضوحا".. وإنسانية. وأخيرا.. ولأن الاقتباسات تعفينا ـ أحيانا ـ من قول الكثير، فإني أستعين بما قاله الجميل عبدالرحمن الراشد، في مقالة بعنوان "خليجيون بلا جنسية": "المؤسف أن دول الخليج ذات الإمكانات الاقتصادية…