د. فوزية البكر
د. فوزية البكر
كاتبة وصحفية سعودية ناشطة في مجال حقوق المرأة

إلى أين سنصل في تعداد السكان في المملكة؟

الخميس ٠١ فبراير ٢٠١٨

في كل مرة أزور فيها مصر الحبيبة ينفطر قلبي من كل مظاهر الفقر والبطالة والسيارات التي لا تتحرك في شوارع مغلقة لا تمتلك القدرة على التنفس. الشباب والشابات المصريون خريجو الجامعات ومعاهد الدارسات العليا يعملون بأقل من 800 ريال سعودي، هذا إن وجدوا عملاً ولا تتمكن الحكومة ولا الجامعات ولا المستشفيات من تلبية الاحتياجات المتزايدة في بلد يكاد ينفجر بسكانه. تقول آخر الإحصاءات عن مصرنا الحبيبية إن تعداد سكان مصر ارتفع من 59.2 مليون عام 1996 إلى 72.6 عام 2007 حتى وصل عام 2017 إلى 94.8 مليون حيث ارتفع معدل النمو السنوي السكاني من 2.04 خلال الفترة من 1996 إلى 2006 إلى نسبة 2.56 في المائة خلال الفترة من 2006 إلى 2017. ماذا عن السعودية؟ في تقرير أصدرته الهيئة العامة للإحصاء في ديسمبر 2017 حول تاريخ نمو التعداد السكاني في السعودية، أوضحت الهيئة أن أعداد السكان عام 1974 كان لا يتجاوز السبعة ملايين نسمة، لكن هذا الرقم وخلال عشرين عاماً تضاعف مرة ونصف ليصبح عدد السكان عام 1992 نحو سبعة عشر مليون نسمة، الذين وصلوا عام 2004 إلى نحو 23 مليون نسمة، ثم ليقفز العدد عام 2010 فنصبح أكثر من 27 مليون نسمة، ولنصل اليوم وفي آخر إحصائية موجودة على موقع الهيئة إلى 32 مليونا وخمسمائة ألف نسمة، منهم عشرون…

ماذا تريد المرأة السعودية الجديدة؟

السبت ٠٥ أغسطس ٢٠١٧

في التقرير المطول عن المرأة السعودية والذي نشرته جريدة لوس أنجلس تايمز الصادرة في كاليفورنيا يوم الاثنين 31 يوليو (يعود تاريخ تأسيس الصحيفة إلى أكثر من 150 سنة (1881) وتعد الرابعة من حيث التوزيع في الولايات المتحدة). في التقرير المذكور ظهرت المرأة السعودية (وتحديداً الشابات ممن تعرض لهن المقال) كضحايا مغلوبات على أمرهن يتم تعذيبهن في كل منزل بسبب العنف المتواصل من قبل أسرهن وبسب القوانين الجائرة المقيدة لحقوقهن الإنسانية وأولها قانون ولاية الرجل على المرأة. المقال يذكر تحديداً أنه وفي عام 2015 هربت أكثر من 1750 امرأة سعودية، وذكرت الصحيفة أن هذا الرقم هو من إحصاءات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في المملكة. لا شك أن الباحثين من أمثالي سيتوقفون طويلاً عند هذه الإحصائية المفزعة ويغبطون كاتبة المقالة على مصادرها التي لا نستطيع ونحن أهل البلاد الوصول إليها، فالكتاب الإحصائي العام الذي يتضمن كافة إحصاءات الدولة بكل قطاعاتها لم يشمل بعد بنداً للهاربات، كما تتفاوت إحصاءات المؤسسات الحكومية والخاصة وتتنوع تصنيفاتها ومسميات التصنيفات بحيث توقع الباحثين في ارتباك كبير عند إجراء دراساتهم. يطرح هذا المقال (الذي أصنفه بأنه غير متوازن وغير عادل) معضلة كبيرة علينا مناقشتها أردنا ذلك أم لم نرد وهو: كيف يري الغرب السعودية عموماً وكيف يري المرأة السعودية تحديداً؟ من الواضح أن الغرب يحمل فكرة نمطية محددة…

الكورونا حقائق غير واضحة وسلوك اجتماعي داعم للمرض

الخميس ٠١ مايو ٢٠١٤

في تناول موضوع الكورونا الذي هاجمنا في الأسابيع الأخيرة، لم أتحدث مع أحد وكان لديه وضوح في الرؤية أو المعلومات حول طبيعة هذا المرض، وكيف يبدأ وما هي أعراضه وكيف أفرق بينه وبين أمراض البرد الأخرى، وماذا افعل إذا أصبت بالبرد وكيف أميّز بينه وبين الكورونا كمرض معد وقاتل في كثير من الأحيان؟ من الواضح أن هناك تراخيا واضحا في الطواقم الطبية داخل المؤسسات الطبية في اتباع التقاليد الوقائية المتعارف عليها عالميا في الحماية من الأمراض، ومن يدخل أياً من المستشفيات الحكومية واسوأ منها مستشفيات المناطق خارج المدن الرئيسية، سيدهش من حال التجهيزات المتداعية وتدني مستوى الروح المعنوية للعاملين وسهولة تفشي أي من المشكلات الصحية والمعدية؛ بسبب الكثير من الممارسات المهنية غير الصحيحة وهو ما يفسر حجم الإصابات المرتفع في هذا القطاع. يتبع ذلك أن الغالبية لا يعرفون فعلا حجم المشكلة التي نتعامل معها، وما يعتمدون عليه من المعلومات هي بشكل كبير ما يتم تناقله بينهم بالواتس أب والتويتر، حيث تطلق الإشاعات والتضخيمات التي يرسلها الناس لبعضهم البعض دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تتبع حقيقتها، ومن ذلك علاقة الإبل بالعدوي المنتشرة مثلا، وحقيقة اكتشاف التطعيمات من قبل شركة أمريكية وهذا الخبر تحديدا أثار الكثير من التساؤلات : إذ من المعروف أن الشركات لا تصل إلى اكتشاف خطير كهذا بين يوم…

كيف تمكنت دبي من صنع المعجزة الخليجية

الخميس ٠٢ يناير ٢٠١٤

حين أقلعت الطائرة من دبي شعرت بقلبي ينفطر على مطار الملك خالد الغارق في سباته وبدائية تصميمه ومحدودية من وضع استراتيجيته منذ عقود خلت؟.. كل شيء هنا في دبي يعلمك انه مخطط للزمن... للمستقبل وليس الآن.. المطار... المجمعات التجارية...الحركة العمرانية الأنشطة الفنية والثقافية.. المواصلات..... كل شيء يقول لك نحن هنا نتأهب لاستقبال أكسبو 2020 التي يتوقع بحلولها أن تكون دبي قادرة على استضافة 25 مليون مسافر.. يا إلهي : في اللحظة التي حطت فيها الطائرة السعودية في مطار الملك خالد وخرجت للبحث عن سائقي.. شعرت بأنني في حراج.. حراج حقيقي الكل فيه يصرخ والأمور مخبوصة على بعضها ما بين سائقي الأجرة وسائقي المركبات الخاصة السعوديين الذين يحاولون إقناع الزبائن لحملهم، والسيارات الخاصة التي تقف في كل مكان والناس تبحث فقط عن الخلاص. في هذا المطار لا تكون مضطرا لاحترام اية قوانين. ما تبحث عنه هو كيف تهرب بجلدك من هذه الفوضى (الخلاقة) ومن ثم يضطر الجميع لمخالفة النظام لأنه لا يوجد نظام عملي واقعي تم التدرب عليه وفرضه من خلال إجراءات إدارية وتنظيمية واضحة كما في كل مطارات العالم. رجل الرافعة الحديدية يهدد من مكانه بصوته المعهود: انت.. يابو الدتتسون.. تحرك.. تحرك وميكرفونه يصم الأذان ويبدو من لا يعرف العربية ضائع فعلاً.. اذا كنا نحن لا نستطيع تحمل وفهم أسباب…