حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

خطط يا مخطط ولا يهمك

الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣

كان من ضمن الأهداف الاستراتيجية لخطة التنمية التاسعة (2010 ــ 2014) أن يكون معدل البطالة المستهدف هو 5.5%، ومع أننا الآن في منتصف 2013، ولم يبق على نهاية الخطة سوى عام ونصف تقريبا، إلا أن معدل البطالة الذي تتداوله وسائل الإعلام ــ استنادا إلى معلومات المرجعيات الرسمية ــ هو 12.1%، أي أعلى من ضعف النسبة المستهدفة في الخطة، فهل يمكن تخفيض معدل البطالة خلال هذا الوقت القصير؟ بالتأكيد، فإن سؤالا كهذا يمكن وصفه بأنه سؤال عبثي ولا يجب أن يطرح لأن إجابته بديهية جدا، وهي: لا وألف لا. لأننا إذا كنا لم نصل إلى نصف المستهدف خلال ثلاثة أرباع مدة الخطة، فمن المستحيل أن تتحقق معجزة خلال الفترة المتبقية، وإذا أردنا أن ننزع رؤوسنا من التراب لو مرة واحدة وننظر إلى ما نفعله بجدية وشفافية وتجرد ونواجه أنفسنا بشجاعة، فلا بد أن نعترف أننا نتخبط في كثير من جوانب خططنا الخمسية، إما في جانب النظرية والأهداف، وإما في جانب التطبيق، والنتيجة تراكم المشاكل واستفحالها وضياع الوقت وإهدار الموارد. لقد بلغ عدد العاطلين عن العمل بنهاية العام الماضي أكثر من 600 ألف من أبناء وبنات الوطن، هذا إذا لم يكن العدد أكبر مع تحفظ بعض الجهات على الأرقام. وخلال الفترة الماضية بدأت الحملة الكبرى لتصحيح أوضاع العمالة الوافدة المخالفة لأنظمة الإقامة…

حساب غسيل الذمة

الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣

عندما اكتشفت السيدة إليزابيث ويب العاملة في مدرسة ثانوية بمدينة سياتل أن محتويات سيارتها قد نهبت ووجدت فيها هاتفا جوالا يعود للسارق قررت أن تسلك مسارا مختلفا لا يؤدي إلى الاستعانة بالشرطة والقضاء، فقد اتصلت بالشاب البالغ من العمر 19 عاما وأبلغته ووالديه بأنها لن تتسبب في عقابه إذا وافق على رد المسروقات والاعتراف بما سرقه من سيارات الحي ثم الاعتذار لأصحابها، وفعلا اقتنع الشاب وذهب معها برفقة شريكه إلى المنازل للاعتذار عن سرقة محتويات 13 سيارة وإعادتها لأصحابها، وبذلك عادت المسروقات وسلم الشاب من العقوبة وارتاح ضميره وقامت السيدة إليزابيث بما تعتقده صحيحا في التعامل مع شاب مراهق ربما تجرفه العقوبة إلى التهور وإدمان السرقة. وفيما لو أردنا مقاربة ما قامت به السيدة إليزابيث من واقع ثقافتنا المحلية، فإنها أرادت للشاب أن يقوم بـ«إبراء ذمة» بإعادته للمسروقات، ثم الحصول على «العفو» بعد الاعتذار للمتضررين، بمعنى أنها ربطت إبراء الذمة بالاعتذار وشرط الحصول على العفو الاختياري وبمحض إرادة أصحاب الحق. وأصدقكم القول إنه بعد قراءتي تلك القصة في إحدى الصحف لا أدري كيف قفزت إلى ذهني فجأة محاولة المقارنة بين إبراء ذمتهم وإبراء ذمتنا، وإذا أردتموها «على بلاطة» بين ذمتهم وحساب إبراء الذمة لدينا، وهل نحتاج إلى إعادة النظر في هذا الاختراع العجيب من ناحيتي، أحترم أي رأي يختلف معي،…

ناس مش طايقة بعضها

الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٣

يهل علينا الشهر الكريم لتنقلب أحوالنا رأسا على عقب بشكل يزيد عن بقية شعوب المسلمين رغم أننا شعب يكاد يكون كله في إجازة خلال رمضان، إلا أن هذا الواقع لا يمنع ارتفاع مستوى الأدرينالين في شراييننا بشكل جنوني يجعل منها أنابيب قابلة للانفجار لأتفه الأسباب. ربما تكون هناك أسباب بيولوجية إلى حد ما، ولكن هناك أوضاعاً كثيرة غير مواتية تجعل أعواد الثقاب تتكاثر حول مشاريع الانفجار الآدمية على مدار الساعة. كميات النشويات والدهون التي يتم استهلاكها منذ أذان المغرب إلى أذان الفجر تنقلب وبالا على الإنسان خلال النهار، وإذا أضفنا لها كميات الكافين والنيكوتين التي تنقطع فجأة مع بدء الصيام فإن المسألة تصبح معقدة وخطيرة جدا. يخرج الناس قبل الظهر غالبا في درجة حرارة كافية لإذابة أي جمجمة في الأحوال الطبيعية، وأما حين تتزامن هذه الحرارة مع الجوع والعطش فالله وحده لطيف بعباده. منذ إدارة محرك السيارة والسير في الشارع يتحول الوضع إلى مواجهة غير محسوبة العواقب مع كل شيء وكل أحد، «الناس مش طايقة بعضها» وكأن كل واحد ينتظر أبسط ما يظن أنه خطأ أو تجاوز لينفجر في وجه الآخر. أي مشوار لا ينقضي إلا بجهد جهيد لضبط الأعصاب، هناك من يستطيعه وهناك من يفشل. الناس في أماكن شغلها، الحكومية على وجه الخصوص، كأنها جاءت ترافقها كل شياطين الكون،…

فات الميعاد

الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٣

بعد تحوير بسيط لعنوان رواية الكاتب المصري إبراهيم عبدالمجيد «لا أحد ينام في الإسكندرية» يمكننا في هذا الوقت استخدامه عنوانا لرواية أهم هي «لا أحد ينام في مصر»، وعندما لا تنام مصر فإنه «لا أحد ينام في العالم العربي». هذه هي الحقيقة، وهذا هو حالنا منذ أشرقت شمس 30 يونيو. وكما هي عادة شعب مصر، فإنه تعامل مع إرهاصات هذا اليوم بروحه الساخرة ونكتته الخاطفة اللاذعة عندما اقترح حذف ورقة يوم 30 يونيو من التقويم ليتم القفز عليه وتنتهي المشكلة، لكنه عندما أطل فجر ذلك اليوم كان له كلام آخر. وفي كل الظروف والأحوال، هي مشكلة كبرى حين تكون حاسة الاستشعار معطلة بطبيعتها، أو يتم تعطيلها أملا في حدوث معجزة أو هبوط حل من الغيب، وعندما يتعلق الأمر بالسياسة يصبح الوضع كارثيا إذا تشبث أصحابها بوهم كهذا. السياسة هي التعامل الواقعي مع ظروف ومعطيات وشواهد وأحداث من أجل بلورة قرارات عملية تضمن قدرا من النتائج الإيجابية أو تقلص حجم وتأثير النتائج السلبية، لكن هذا ما لم تبادر مؤسسة الحكم في مصر باتخاذه حتى عندما تكثفت سحب الأزمة في الأفق السياسي وأنذرت بتأكيد حدوثها. تتم كتابة هذه السطور في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وكل الاحتمالات مفتوحة وممكنة لتشكيل مشهد جديد أكثر سوءا عند نشر المقال، لكنه يصعب على كاتب التريث…

فيلم صيفي طوييييييييل

الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٣

كل المؤشرات أكدت أن هذا الصيف ملتهب منذ بدايته، درجة الحرارة منذ أول يوم في هذا الفصل الخاص بالنسبة لنا وصلت حدا يربك فزيولوجية الجسم ويعكر المزاج ويجعل التعايش معها مسألة صعبة تحتاج إلى كثير من ضبط النفس، لكن ضبط النفس يحتاج إلى بيئة مواتية تساعد على ذلك، يبدو أنها لن تتحقق كما نرجو. قلنا سابقا إن ظروف العالم من حولنا لا تسمح بالهروب من صيفنا إلا للأماكن البعيدة التي لا تسمح بها إلا الميزانيات الجيدة التي لا تتوفر لغالبية الناس، والسفر إلى المناطق الداخلية «الباردة» بغرض السياحة لا يزيد على إضاعة الوقت وصرف المال دون طائل أو مردود معقول، وبالتالي فالنتيجة الإجبارية هي التزام البيوت، كل واحد في بيته وحدود مدينته، لكن هذه المدينة ــ صغرت أو كبرت ــ لا تتحمل أي تشويش على خدماتها في هذا الجحيم الذي لا يطاق، وهو أمل يتطلع إليه الناس كل صيف، لكنه ــ للأسف ــ لا يتحقق. سؤال لا يمكن أن يطرح إلا في امتحانات الصفوف الأولى للمرحلة الابتدائية، لكننا مضطرون لطرحه على كثير من المسؤولين عن الجهات الخدمية: هل يمكن أن يأتي فصل الصيف باردا؟ هل يمكن أن يطغى عليه فصل آخر، بحيث يختفي وتصبح الفصول ثلاثة؟ هل يأتي مفاجئا في غير موعده؟؟ نقدم الاعتذار المسبق على مثل هذا السؤال، لكن…

لا تسامحنا يا فيصل

الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٣

هي مأساة إنسانية بالغة الإيلام حين يقترن اليتم بالعذاب المفضي للموت. وهي مأساة تبلغ ذروتها حين يكون الضحية طفلا سلمته غربة الحياة إلى غربة الموت عبر طريق قصير ملأته أشباح الرعب، لا منقذ فيه ولا مسعف ولا معين. كم هي قاسية هذه الحياة. كم هي ظالمة. كم هي متوحشة. عندما يتجرع فيها طفل كـ«فيصل» رضعات العذاب منذ ولادته حتى وفاته. لم يشم رائحة أمه ولم يشعر بدفء صدرها. لم يهدهده أبوه ولم يحمله على يديه. ضحية ولدت غريبة، وماتت غريبة. تسلمتها يد قتلتها بدلا من أن تربت عليها وتحميها. وتلقفها قلب قاس جرعها العذاب بدلا من إحاطتها بالحنان. وتكفلت بها نفس مشوهة نكلت بها بدلا من مداواة الحرمان. *** من نلوم أيها المجتمع المبجل؟ من يتحمل المسؤولية الرئيسية في تسليم فيصل إلى هذا المصير البشع؟ فيصل، اليتيم الذي فارق الحياة في عامه الخامس على يد كافله بعد تعذيب ممنهج مستمر، حطم عظامه، وهشم أعضاءه، وحرق جلده، وسحق جمجمته، وأذاب دماغه، من هو المذنب الحقيقي في قصته الموجعة؟ هل هو الكافل الفاعل؟ هل هي الجهة التي سلمته له؟ هل هو نظام حماية الطفل الذي نفتقده؟ هل هي الرعاية الاجتماعية الجيدة التي ما زالت غائبة، وما زلنا نبحث عنها؟ هل هي أولوياتنا المرتبكة في كثير من الأشياء؟ هل هي مشاعرنا وأحاسيسنا التي…

معادلة الأمن والحرية

الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٣

تغير الحال، وأصبح هاجس حكومات العالم الأول هو الأمن دون تحديد لما يمكن أن تقف عنده الإجراءات لتحقيق المفهوم الأمني في الذهنية الحكومية، والذي لا تعرفه بدقة ذهنية الجمهور. معنى الأمن لدى المؤسسة مختلف عن معناه البسيط أو المباشر لدى الفرد الذي بقدر ما يريد تحقيقه، إلا أنه لا يود أن يكون ذلك على حساب حريته وخصوصياته؛ لذلك تفجرت الضجة في الشارع الأمريكي ووسائل الإعلام، وتحركت منظمات حقوق الإنسان ومراكز الدفاع عن الحريات الدستورية، بعد أن اكتشف الناس أن كل خصوصياتهم تحت مجهر المراقبة الدقيقة. بدأت الأزمة بعد كشف صحيفة القارديان البريطانية، ثم الواشنطن بوست، عن توقيع قرار سري يتيح لوكالة الأمن القومي بجمع تسجيلات المكالمات الهاتفية لعشرات الملايين من عملاء شركة «فيريزون» للاتصالات، وبعد أن بدأت آلة التقصي الإعلامي تحرياتها العميقة اتضح أن الأمر ليس جديدا، ولا يتوقف على رصد المكالمات الهاتفية فحسب، وإنما كل ما يفكر الإنسان بالبحث عنه أو كتابته أو تلقيه أو قراءته في محركات البحث الإنترنتية ومواقع التواصل الاجتماعي مراقب أيضا، لتكبر كرة الثلج، وتبلغ المشكلة حد الأزمة بين الشارع وصناع القرار، ما اضطر الرئيس أوباما إلى إلقاء كلمة حاول فيها تطمين الناس على خصوصياتهم، لكنه لم يفلح كثيرا في ذلك عندما أشار إلى أنه لا يوجد أمن كامل مقابل خصوصية كاملة، أي أنه يعترف…

هل فعلها القرضاوي؟

الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣

إذا كان حسن نصر الله قد أبدى أوضح أشكال الخيانة للمبدأ الأساسي الذي كان يحاول إيهام الناس أن حزبه يقوم عليه ويتمسك به، أي مبدأ المقاومة، بعد أن شاركت ميليشيات حزب الله النظام السوري في مجزرة القصير ضد مقاومة الشعب السوري، فإن ذلك لا يجب أن يسبب الدهشة والإستغراب من هذه الفعلة إلى حد إعلان الشيخ يوسف القرضاوي اكتشافه المتأخر بأنه كان مخدوعا بحزب الله عندما كان يؤيده، وأنه أصبح يؤيد رأي كبار علماء المملكة في هذا الحزب. كما أنه لا يوجد سبب منطقي للإحتفاء الكبير والإحتفالية الصاخبة بتصريح الشيخ القرضاوي في إعلامنا على خلفية ترحيب بعض علمائنا بتصريحه. أتمنى كثيرا لو أستطيع تصديق الشيخ القرضاوي بأنه كان مخدوعا في ممارسات حزب الله التي اكتشف الآن أنها عمالة وخيانة وتكريس للطائفية وخدمة لمخططات صانعيه. أتمنى بلع هذه الحكاية لكني لا أجد نفسي قادرا على ذلك لأن الشيخ القرضاوي مثلما هو شخصية دينية لا يستهان بها فإنه أيضا شخصية سياسية تعرف جيدا ألاعيب السياسة بل وتمارسها بدهاء تحت غطاء الدين، ولا أحد يستطيع القول بأن القرضاوي ليس لاعبا أساسيا مهما في ما حدث ويحدث في مصر بعد ثورة يناير حتى وإن كان غير موجود بشكل مباشر في المؤسسة السياسية الرسمية. كما لا يمكن لأحد أن ينفي " النفس السياسي " في…

أزهار جديدة في حديقة الأمل

الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣

عندما يكون الحديث مباشرا وعفويا وصادقا من الطرفين في أي شكل من أشكال الحوار تكون النتيجة غالبا إيجابية؛ لأن طرح القضايا يتسم بالوضوح وعدم المواربة التي يسببها التحفظ والتردد. هكذا كان انطباعي وأنا أتابع الحوار الطويل الذي دار بين وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وسفيرنا في الولايات المتحدة الأمريكية الأستاذ عادل الجبير، والملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى في رحاب السفارة بعد يوم طويل من التجوال في معرض المهنة الذي تنظمه الوزارة كل عام، بالتزامن مع تخريج كل دفعة من مبتعثينا. سأعرج أولا على يوم المهنة الذي شاركت فيه حوالي 107 من جهات القطاع الخاص والعام تمثل أكبر قطاعات الاستقطاب الوظيفي، والتي كان تقديم ممثليها للفرص المتاحة مشجعا وباعثا للتفاؤل بتقديم ما يقارب 7000 فرصة وظيفية، أي ما يوازي عدد الخريجين لهذا العام من أمريكا. والحقيقة أننا سبق أن سمعنا عن بعض الملاحظات التي أبدتها وسائل إعلامية وناقشها بعض الزملاء الكتاب مؤخرا عن طبيعة تلك الوظائف ونوعيتها، وكذلك مدى جدية وصدقية الجهات التي تشارك في يوم المهنة، من حيث تحويل وعودها إلى حقيقة والتزامها بالتنفيذ. إن ما نوده هو أن تعي هذه الجهات جيدا أن المسألة ليست استعراضا شكليا للمواطنة، ولكنه واجب وطني حتمي، فكثير من هذا الشباب المؤهل جدير بنيل حقوقه واستحقاقاته في عالم الفرص المتاحة في كل مكان،…

يا ويله يا سواد ليله

الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣

اندهش الحضور في اجتماع إدارة التربية والتعليم بمنطقة حائل عندما أصر الوزير الياباني المفوض ياسوناري مورنيو على توزيع أوراق الاجتماع بنفسه، رافضا أن ينوب عنه أي شخص آخر. ولكي يزيل الوزير دهشتهم الكبيرة وجد نفسه مضطرا أن يقول لهم: ما أقوم به شيء بسيط جدا وطبيعي، طالما نحن نجتمع اليوم لمصلحة الجميع وليس لمصالح فردية.. هذا الخبر نشرته عكاظ يوم أمس دون توضيح لموضوع الاجتماع وسبب وجود الوزير الياباني في حائل، وكم سيكون رائعا لو تم عقد اتفاقية مع الحكومة اليابانية أو السفارة لإرسال مسؤولين من مختلف المستويات والتخصصات إلى كل مناطق المملكة ــ بعد أن ينتهوا من الوزارات ــ للمشاركة في اجتماعات المسؤولين القياديين بموظفيهم لتعم الدهشة كل أرجاء الوطن، ويتعلم مسؤولونا المعنى الحقيقي للوظيفة العامة وأدبياتها وأخلاقها وكيفية ممارستها.. أتفهم جيدا دهشة منسوبي إدارة تعليم حائل، لأنهم وغيرهم في كل منطقة لم يعهدوا مثل هذا النوع من التصرف والتعامل من رؤسائهم المباشرين فكيف من مسؤول بمرتبة وزير. مدير أي إدارة لدينا عادة ما يكون آخر شخص يدخل قاعة الاجتماع، إذا لم يقرر عدم الحضور في آخر لحظة وينيب غيره لإدارة الاجتماع دون أن يدري النائب شيئا عن موضوعه والغرض من عقده. وإذا حضر فإن الاجتماع غالبا ما يكون بلا أجندة أو ورقة عمل. كلام عشوائي من هنا وهناك…

مين شاف الخطة ؟؟

الخميس ٠٩ مايو ٢٠١٣

ما الذي يجب أن نفهمه، ثم ما الذي يجب أن نتوقعه من وزارة التربية والتعليم عندما تقرر لجان متخصصة «عدم صلاحية» مباني 4070 مدرسة؟ سأجاوب عن نفسي، وأنتم جاوبوا بما تعتقدونه. من ناحيتي، لن تفاجئني هذه المعلومة؛ لأني عبر تجربة ومتابعة طويلة لملف المباني المدرسية وكيفية تعامل الوزارة معه، والتصريحات المجانية المتكررة بأن العام القادم هو نهاية عصر المباني المستأجرة، ثم نكتشف أن العام القادم قد بدأ بعقود جديدة لمبانٍ مستأجرة متهالكة بعضها ليس مناسبا حتى لغير الجنس البشري، من هذه التجرية كنت أتوقع أن تصمت الوزارة كالعادة لتمضي الأمور كما مضت، وأن تعتمد على نبع المشاكل الذي يتدفق كل يوم جديد لينسينا مشاكل اليوم السابق، لكن لسوء الحظ فقد بادرت الوزارة هذه المرة وبسرعة عجيبة للتجاوب مع هذا الخبر الكارثي، وليتها لم تتجاوب بالشكل الذي نشرته «عكاظ» يوم أمس على لسان مساعدة مدير الأمن والسلامة في الوزارة منى باهبري.. تقول الأخت منى: «إن الوزارة وعبر إدارة الأمن والسلامة تقوم حاليا بتنفيذ مسح شامل لجميع مدارس البنين والبنات في كافة المناطق والمحافظات، بهدف التأكد من سلامة مبانيها وتوفر كافة وسائل السلامة فيها، مشيرة إلى أنه تم تصميم استمارة أدرجت عبر نظام نور المركزي لتتم تعبئتها من قبل مديري ومديرات المدارس في إطار خطة الاستعداد للعام الجديد». عال العال.. اللجنة المشكلة…

ألو نعم .. ادفع يا حلو

الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٣

من أبسط حقوق المستهلك الذي يدفع المال مقابل خدمة يحصل عليها أن يعرف أسباب أي تغيير يطرأ على الخدمة، لاسيما حين تكون غالية الثمن وجودتها (من برا الله الله ومن داخل يعلم الله). قانونيا وذوقيا لا يحق لمقدم الخدمة أن يتعامل مع الزبون وكأنه يقدم له حسنة مجانية أو كأنه يتفضل عليه بها. نحن يا إخواننا في هيئة الاتصالات (لدي تحفظ على إضافة تقنية المعلومات على مسماها)، استبشرنا بإنشاء هيئتكم لأننا اعتقدنا أنها ستكون صاحبة القول الفصل والعدل عندما تجور علينا شركات الاتصالات، لاسيما ونحن الجيل الذي عاصر دفع آلاف الريالات للحصول على رقم، وتعرض لأسوأ أنواع الابتزاز في كثير من المرات. جاءت هيئتكم الموقرة وحمدنا الله أن جهة رسمية ستعيننا وتنصفنا وتمنع عنا الجور والإجحاف، لكن هيهات!! للأسف الشديد تركتنا هيئتكم في العراء بلا حماية أو حتى تدخل في أسوأ الظروف. تركت شركات الاتصالات تسرح وتمرح في جيوبنا كما تشاء وتنتهك خصوصيتنا وتزعجنا بتفاهات لمجرد أنها تكسب من ورائها، والآن جاءت الطامة التي لم يتوقعها أحد. بالله يا خلق الله هل سمعتم عن شركات اتصالات تقول إنها ستستمر في تقديم خدمة مجانية لزبائنها ثم تأتي الجهة الرسمية التي يفترض أنها تنظم كل خدمات الاتصالات لتقول للشركات: لا. هل سمعتم عن جهة تنظيمية رقابية تسل سيفها على المستهلك بينما صاحب…