د. ابتسام الكتبي
د. ابتسام الكتبي
رئيسة مركز الإمارات للسياسات وأستاذة العلوم السياسية المساعد بجامعة الإمارات

مراكز التفكير: رؤى وتحديات!

الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠١٤

تدلّ المُكتسبات النّوعية التي حققتها دولة الإمارات على نجاح الإرادة السياسية في استصحاب الخبرات المتخصصة، فقد كان الآباء المؤسِّسون للدولة مُدرِكين لضرورة استشارة أهل التخصص في أيّ قرار يريدون اتخاذه، ويتضح ذلك من خلال استقراء تجربتَيْ المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. وقد تطورت منهجية الاستفادة من الخبراء ومراكز التّفكير Think Tank فيما بعد، فتمّت الاستعانة ببيوت الخبرة، وكذلك تمّ إنشاء مراكز دراسات وبحوث محلية بنَتْ شبكة علاقات واسعة على مستوى العالم مع مراكز التفكير المختلفة، وساهمت كل هذه الخبرات في تطوير مناهج ومعايير صناعة القرار في السياستَيْن الداخلية والخارجية، ولذلك لا يمكن اعتبار النجاحات التنموية الكبرى في الإمارات وليدة المصادفة أو الحظ الجيد، بل هي نتاج للتخطيط العميق الذي رسَّخته حكمة القيادة، وساهمت فيه جهود الخبراء ومراكز التفكير. وقد أضحت اليوم تجربة التفكير الاستراتيجي وسيلةً أساسيةً لدعم صانع القرار في منطقة بالغة التَّشابُك والتعقيد، وفي عالم مُتَسارع التحولات النوعيّة والكميّة، إذ لم تعد كفاءة وقوة القرار مرتبطة بالإرادة السياسية فحسب، بل أصبحت مشروطة أيضاً بشبكة واسعة من الدوائر المتقاطعة التي ترصد حركة القوى والمؤشرات الاستراتيجية الوطنية والإقليمية والدولية، والتي يحتاج كل منها إلى خبراء ومتخصصين لمتابعتها وتقييمها وتوقع مآلاتها. ولعلَّ من أهم القضايا التي تُطرَح حول دور مراكز التفكير…

خمس دقائق مع أوباما.. رؤية إماراتية

السبت ٢٩ مارس ٢٠١٤

تترافق مع زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية جملة من الأسئلة والاستفهامات تدور في أذهان الشعوب والحكومات العربية في المنطقة من جهة، وفي ذهن الإدارة الأميركية من جهة أخرى، تصب جميعها في سؤال مركزي ألا وهو؛ ما الذي يراه أهل المنطقة ضرورياً لتمتين شراكتهم مع الولايات المتحدة؟! ويضطلع هذا المقال بتقديم رؤية إماراتية في محاولة للإجابة عن هذا السؤال. في البداية نُرحِّب بزيارة أوباما إلى المنطقة، ونضع بين يديه جملة من التوصيات تحمل تطلعات أهلها، وتصب في تمتين الشراكة الاستراتيجية بين بلاده ودولة الإمارات ودول «مجلس التعاون»، وتتمثل في التالي: أولاً، ضرورة مراجعة الرؤية الحاكمة لإدارتكم بأنكم قادرون على تشخيص وتحديد مصالح شعوب ودول المنطقة بالنيابة عنها، فليس ما يصلح لشعبكم ولحكومتكم هو بالضرورة صالح لنا، ولا يُلغي ذلك قاعدة التشاور والتناصح فيما بيننا على أساس الشراكة القائمة. ثانياً، إعادة النظر في سياسة التوازن الجيوسياسي التي اتبعتموها تجاه الشرق الأوسط، فلا يستقيم هذا التوازن بين المشروع الجيوسياسي الإيراني الذي تأسَّس على مرتكزات مذهبية ثورية لا تعترف بالنظام الدولي، ولا بسيادة الدول، وبين دول تعترف بالنظام الدولي القائم، وتحترم سيادة الدول التي أقرها هذا النظام. ثالثاً، على إدارتكم مراجعة سياساتكم تجاه ربط الإرهاب في المنطقة بالمذهب السُني، والتعامي في الوقت ذاته عن الإرهاب الشيعي المدعوم من قبل إيران في سوريا…