محمد يوسف
محمد يوسف
رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين

الوسواس الخناس وعديم الوفاء

الأربعاء ٢١ يونيو ٢٠١٧

ما بين الحقد والثأر نبت قلب متحجر في صدر حمد بن خليفة، كان «الوسواس الخناس» يعمل دون كلل حتى أوغر صدر الأمير الجديد، فمن تخلى عن أبيه وطارده في محاكم أوروبا، يتخلى عن أخيه، ثم يتلاعب بأولاده، يعيّن هذا ويقيل ذاك، ويدفع بثالث إلى الواجهة ليتفرغ هو وقرينه لتدمير ما تبقى من الدول العربية المتماسكة، ولا يمنعه وازع من دين أو أخلاق أو عرف، فقد داس كل القيم الإسلامية العربية الخليجية، وتخلص من اعتبارات البشرية المتحضرة. وللعلم، وجد حمد نفسه أميراً مفلساً بعد أن طعن والده فور أن أدار له ظهره، فكل الأموال كانت مسجلة باسم الأب في بنوك العالم، وكاد أن ينكشف مع نهاية أول شهر له في الحكم، فهو لا يملك رواتب موظفي الحكومة ومصروفاتها، ولم تنقذه إلا الأيادي الحانية، رغم الغضب السائد خليجياً على ما فعله بأبيه، ولكن الأهل وأبناء العم لا يتركون في موقف كهذا، إنهم شعب قطر، نفسه الذي يقال إننا نحاصره اليوم، ذهبت إليهم رواتبهم وما يغطي احتياجاتهم ويفيض، لعدة أشهر، دون منة أو إعلان، وهذه حقيقة لا أملك البوح بتفاصيلها، وهذا الجاحد، عديم الوفاء، حمد بن خليفة يتذكرها جيداً. وما إن سالت الأموال في يد الأمير المغتصب لملك أبيه، حتى بدأ وجه جديد يتكشف لقطر، ولأول مرة في تاريخ الدبلوماسية يضاف إلى قاموسها…

وثيقة اقتسام الشام

الخميس ٢٢ ديسمبر ٢٠١٦

غاب العرب عن اجتماع موسكو حول سوريا، روسيا وإيران وتركيا هي التي تحدد مستقبل هذا البلد العربي، حتى النظام الحاكم استبعد عن الاجتماع، يبدو أن رأيه لا يهم، أما الجامعة العربية مجتمعة وممثلة في أمينها العام أو بعض الدول الأعضاء بها فلم يكن لها وجود. الدول الثلاث تريد أن تقتسم الغنيمة، فهذه أرض الشام بأهميتها ومكانتها ودورها التاريخي، روسيا تريد قواعد ثابتة تطل على البحر الأبيض، وتركيا تريد اجتزاء مناطق جديدة من الشمال، وكأن ما أخذته من قبل لا يكفي، وإيران تريد هيمنة على الأرض تخدم أغراضها التوسعية، كل واحدة من هذه الدول تتكلم بلسان، ومع ذلك اتفقت على خارطة طريق تؤكد وضع القرار السوري في يدهم، في يد الدول الأجنبية الثلاث، وكأنها أصبحت وصية عليها، هم يتحدثون باسم سوريا، وهم يقررون نيابة عن بشار الأسد، الرئيس الذي اتفقوا على استمراره، وجعلوا كما يدعون محاربة الإرهاب هي الأولوية. هذا المشهد يذكرنا بآخر الخلفاء العباسيين، أولئك الذين كانوا يبايعون ويعزلون بقرار من الفرس المنتشرين في الدوائر القريبة، وانتهى حكم بني العباس، وجاء بنو عثمان، أي الأتراك، وحكموا بالنار والحديد معظم بلاد المسلمين، وفي مقدمتها بلاد الشام والعراق، مئات السنين استمرت خلافتهم، وعندما زالوا اختفت كل مظاهرهم، وبقيت الأرض العربية عربية، دمها ولسانها وانتماؤها. غداً يزول الإرهاب، إنهم مجموعات متشرذمة لا تقوى…

أوهام خمينية

الأحد ٣٠ أكتوبر ٢٠١٦

بعد أن تربع على عرش الشاه، لم ينظر الخميني إلى النعم التي اجتمعت بين يديه، فقد أصبح الرجل الأول في بلاد رزقها الله الخيرات، أرض خصبة تنتج الحبوب والفواكه والخضراوات، ومراعٍ لا تعد ولا تحصى، وأربعة فصول تتوزع على الأرض الشاسعة طوال فترات السنة، وثلاثة بحار تحيط ببلاده، ونفط وغاز وأنهار، وصناعة متقدمة، وتجارة تاريخية مشهود لها. ثروات تجعل الشعب الإيراني في بحبوحة من العيش، فقط كان بحاجة إلى عدالة في اقتسام الرزق، ورعاية لكل شعبه دون تمييز أو انحياز. ولكنه لم يفعل ذلك، تلبسه الطمع، وسيطر عليه الكبر، فنظر إلى البعيد وبدأ بأرض العراق، رغبة في السيطرة على النجف وكربلاء لما لهما من رمزية ومكانة، ولارتباطهما الروحي بطائفة كبيرة من المسلمين، فاختار أن يكون زعيماً للطائفة أو المذهب بدلاً من أن يكون قائداً لوطنه، فهو يعلم ماذا تعني أرض كربلاء، والدور الذي يمثله النجف، فقد عاش هناك سنوات طوال بعد أن طرده الشاه من بلاده، فطمع في الزعامة الشيعية، والتي لن تتحقق إلا بالسيطرة على أرض المرجعية، فافتعل الخلافات مع العراق. ظن أن العراق سيفتح له الطريق إلى الهدف الأكبر. كان الخميني يريد زعامة المسلمين، وجيّش الجيوش، وأطلق أبواق الدعاية العنصرية، وقبل أن يكمل عامه الثاني في الحكم كانت الحرب الإيرانية العراقية قد اشتعلت، فأغرق المنطقة كلها في أزمة،…