سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

قمّة العدالة الوظيفية..

الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٩

تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، هو قمة العدالة الوظيفية، وذلك من خلال مكافأة المتميّز وتشجيعه على التقدم والرقي إلى مستويات عليا، ومعاقبة المُقصر على تقصيره، حتى لا نشجع بقية الموظفين على التقصير. ولا تستوي الإدارة الحديثة دون تطبيق هذه العدالة، فغيابها يعني - باختصار - إحباط المتميّز لينزل إلى مستوى الموظف الضعيف، وتشجيع الضعيف ليؤثر سلباً في بقية الموظفين، والوصول إلى هذه النتيجة هو وصول إلى النهاية والهاوية بكل معنى الكلمة. والعدالة هي أهم ما يسعى إليه ويؤكده، دائماً، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، العدالة في كل شيء، لاسيما العدالة الوظيفية، حيث مبادئها وقيمها ونتائجها تشمل الجميع، لا فرق بين موظف ومدير، ولا مدير ووزير، وكل من يحمل صفة «موظف حكومي»، بغض النظر عن درجته الوظيفية، هو عُرضة لمراقبة الأداء والتقييم والتقويم، وهو عرضة أيضاً للتكريم إن أنجز، والعقاب إن أهمل وقصّر، وهذه المبادئ عند محمد بن راشد حقيقية وواقعية، وليست حبراً على ورق، أو مجرد كلمات تُزيّن جدران الدوائر والمؤسسات. الدوائر والمؤسسات والجهات الحكومية ليست مُلكاً خاصاً لمديريها، بل هي جهات حكومية خدمية وضعت لخدمة المواطنين والمقيمين، فالمديرون هم وسيلة لتطوير العمل، وتطوير الخدمات، ومساعدة الناس لإنجاز معاملاتهم المطلوبة، لذا عليهم الالتزام بشروط ومعايير العمل، وعليهم العمل الدائم للتسهيل على المراجعين، وعليهم ضمان توفير الخدمات…

التغريد بإيجابية.. يبني ولا يهدم

الأربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٩

غرّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، أول من أمس، مشيداً بشخصية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وبمواقفه الإنسانية، وعبّر بكلمات جميلة جداً عن امتنانه وتقديره للشيخ صباح، ووقفته التاريخية مع دولة الإمارات بشكل عام. سموه عبّر عما يجول في خاطره من مشاعر المحبة الشخصية التي يكنّها لأمير الكويت، ونشرها على الملأ في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي يتابعه فيه أكثر من 12 مليون شخص، فعل ذلك لسبب مهم، هو نشر الطاقة الإيجابية، ونشر المحبة والوئام بين الشعوب، وإرسال رسالة لجميع مستخدمي مواقع التواصل، مفادها أن التغريد بإيجابية يقرّب الشعوب، ويجمع القلوب، ويزيد من رصيد الأصدقاء والمحبين، ويقلل من أعداد المغرضين والكارهين. التغريد بإيجابية يبني لنا علاقات مميزة وصلبة مع الجميع، ويقربنا من الجميع، ويشجع على التفكير الإيجابي، ويرفع من قدرنا وسمعتنا بين الأمم والشعوب، بل ويحطّ من قدر من يعادينا، ويحاول النيل منا، والانتقاص من شأننا، سيعرف العالم، دون شك، من خلال كلماتنا وتدويناتنا وتغريدنا من هو عالي الشأن، ومن هو سيئ الأخلاق والطباع والأدب! الإساءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد مقبولة أبداً، ولا عذر لمن يتبع هذا الأسلوب، فهو بعيد عن عاداتنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا وقادتنا، وهو غريب على إرث دولتنا وسمعتها التي وصلت للعالمية، والإمارات لا تحتاج إلى…

ليست مجرد رسالة بل تشخيص دقيق للمجتمع

الأحد ٠١ سبتمبر ٢٠١٩

هكذا هو دائماً، قائدٌ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بحذافيرها وتفاصيلها.. والقائد لا يعتمد على تقارير حكومية معظمها إيجابية، بل يعرف بنفسه كل مشاعر وملاحظات وشكاوى المواطن البسيط، وما يفكر فيه التاجر، ويعرف أين تكمن نقاط القوة، وأين هي نقاط الضعف، وكما يعرف كل إنجاز، فهو يعرف أيضاً أين مكامن الخلل، ويضع الحلول لها، لا يعمل بمفرده، لكنه يشرف ويوجه ويقوّم كل اعوجاج، ويتدخل دائماً في الوقت المناسب.. وهذا هو باختصار محمد بن راشد! رسالة الموسم الجديد التي وجهها، أمس، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، ليست خطاباً رسمياً لمناسبة معينة، وليست مجرد نصائح أو توجيهات من قائد وحاكم ورئيس حكومة، إنها تشخيص دقيق جداً لكل الظواهر والمشكلات التي يعانيها مجتمع الإمارات في الآونة الأخيرة، وهي في الوقت ذاته وصفات علاجية لهذه المشكلات، والأهم من ذلك أن سموه تحدث هُنا بلسان القائد، لكن كلماته كانت تعبر عن معظم - إن لم نقل - جميع أفراد المجتمع، لقد تحدث بالضبط بما يجول في خواطر الناس، وما يتداولونه في مجالسهم، ووضع يده على كل جرح، وفي يده الأخرى البلسم الشافي، والحل المثالي لكل ما يحتاجه مجتمع الإمارات، ووضع بكلماتٍ مباشرة الحدَّ بين الجدّ واللعب! تأملوا معي تشخيص محمد بن راشد لما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي، وانظروا…

لا أحد يستطيع أن يصنع سيمفونية بمفرده!

الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٩

العمل الجماعي، والإيمان بروح الفريق الواحد، والعمل لهدف واحد، ومصلحة عليا مشتركة، هي من أهم أسباب النجاح، بل ربما هي وصفة النجاح الأكيدة التي لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها في أي عمل، فالعقل الجمعي أفضل بكثير من العقل الفردي، وعمل الجماعة بالتأكيد أفضل بكثير من عمل الفرد، وإن كان الفرد هو أساس الجماعة، إلا أنه يبقى محدوداً في غيابه، أو عدم تعاونه معها. جميع المشاريع الوطنية، وجميع الأعمال الحكومية، وكذلك الخدمات المتطورة، لن تصل إلى درجة النجاح المطلوبة، ما لم تتضافر جميع الجهود، وتتشارك جميع الجهات في الجهد، وتعمل معاً بكل تنسيق وتنظيم، وما لم تضع كل جهة المصلحة العامة المشتركة نصب عينها، وتتجاوز أي مصالح أخرى ضيقة سواء على مستوى الأشخاص أو كل جهة على حدة. لا أقصد أحداً، ولا أُلمح نحو أحد، إنها حقيقة يدركها الجميع، انظروا حولكم، تأملوا في كل شيء، ستلاحظون ذلك بمنتهى الوضوح، فجميع نجاحاتنا تحققت عندما كان الجميع يعمل بروح الفريق الواحد، بالتعاون والتنسيق معاً، وعندما كان الجميع يُقدم المصلحة العامة على مصلحة الجهة التي يعمل بها، وعندما كان التكامل لا التنافس هو الأساس، وحتى التنافس كان من أجل تقديم الأفضل، لا من أجل تأخير وإحراج الآخر! وعلى العكس من ذلك تماماً، تأملوا في أي إخفاق، وفي أي مشروع لم يُكتب له النجاح، ستجدون…

«بيّض الله ويهك» يا سالم!

الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩

سالم متعرض العفاري.. مواطن من مدينة العين، متعلم ومثقف، وكان يعمل طياراً، وليس هنا بيت القصيد، فليس هو الوحيد الذي يمتلك مثل هذه المواصفات، لكنه بالتأكيد هو أحد المواطنين القلائل الذي فعل فعلاً رائعاً، وكسر عادات ومظاهر اجتماعية دخيلة على مجتمع الإمارات، بعد أن حكّم لغة العقل مقابل لغة التقليد والتبذير والمباهاة الزائفة، فماذا فعل سالم؟ جاءه من يطلب الزواج من ابنته، ووصل الشاب وبعض من رجال عائلته إلى بيته ليعطوه مهر ابنته، ويتفقوا معه على موعد الزفاف، وحفلة الرجال والنساء، ففوجئوا جميعاً عندما أقسم بأغلظ الأيمان ألا يتكلف الشاب فوق مبلغ المهر الذي دفعه فلساً إضافياً واحداً! وأصرّ بكل ما أوتي من قوة أن ينتهوا في نفس الوقت من عقد القران، ودعاهم على العشاء في بيته، فهم ضيوفه، كما قال.. وبعد الشدّ والجذب الذي حدث من غرابة الموقف، أتمم سالم مراسم عقد القران، ثم اتجه إلى زوج ابنته، وقال له: «أرجوك يا ابني تفهم الموقف بعقل ومنطق، لماذا تصرف المال على أمور تكميلية لا حاجة لنا بها، ولن تستفيد منها أنت وزوجتك، ولا بيتك، بل هم بعض شركات متخصصة في تنظيم الأفراح، والحفلات، وصناعة (الكوشات) أكبر المستفيدين، وأنا لا أريد كل ذلك، إن كان لديك مال فاصرفه على ابنتي التي أصبحت الآن زوجتك، فخذها وتوكل على الله، فالسعادة في…

المجلس الوطني ليس «بشتاً» ومهمة «صامتة»!

الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩

بمجرد إعلان القوائم المُجمعة لأسماء من لهم حق الترشح والانتخاب لعضوية المجلس الوطني الاتحادي، سارع كثيرون للإعلان عن رغبتهم في الترشح، رغم أن باب الترشح لم يُفتح بعد، وهذا الاستعجال بالتأكيد مخالف لقوانين المجلس التي تشترط اعتماد الأسماء قبل الترشح، ما دفع باللجنة الوطنية المنظمة إلى أن تُطلق تحذيراتها، وتُنهي هذا التصرف! هذا السلوك البسيط يُعطينا مؤشراً واضحاً إلى عدم وجود ثقافة برلمانية، والأهم من ذلك أن كثيرين ممن أعلنوا ترشيحهم بطرق غير رسمية، وممن سيترشحون «رسمياً»، تنقصهم الخبرة والمعلومات والمعرفة والوعي بأهمية عمل المجلس الوطني، والدور المنوط به، والمواصفات التي يجب أن يتحلى بها العضو! المجلس الوطني ليس «برستيجاً»، وهو ليس مجرد كلام عام في الشأن الوطني والشعبي، كما أنه ليس «بشتاً» وتغطيات إعلامية وظهور في المجالس، وبالتأكيد هو ليس مجرد زيارات خارجية، وحضور فعاليات ومناسبات رسمية، والجلوس في الصفوف الأمامية، وهو ليس مكافأة شهرية، وجواز سفر «أحمر»، وراتب تقاعدي مدى الحياة، هو أهم وأكبر من ذلك بكثير، فهو السلطة الاتحادية الرابعة في البلد، وهو يتحمل الدور الرقابي على السلطة التنفيذية، ويتحمل كذلك «وظيفة تمثيلية»، فهو يعبر عن الإرادة الشعبية للمواطنين! القدرة على التحدث والتعبير هي واحدة من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها عضو المجلس، فالمجلس الوطني الاتحادي مركز للحوار الدائم حول المصالح الوطنية للاتحاد، وعمله يقوم…

صداع التقييم!

الإثنين ١٥ يوليو ٢٠١٩

نتفهم جيداً حرص الحكومة، متمثلة في دائرة الموارد البشرية، على ضمان عدم تعرض أي موظف، مهما كانت درجته الوظيفية، لظلم وظيفي، ونقدر حرصها على إشراك الموظفين في عمليات التقييم السنوية، ونصف السنوية، لإعطائهم فرصة تقييم أنفسهم قبل أن يقيّمهم مسؤولوهم، ولكن هل هذا النظام ناجح ومفيد؟! التقييم أمر ضروري ومهم جداً، ولا يمكن الاستغناء عنه، فعن طريقه تتعرف كل إدارة وقسم إلى الموظفين المتميزين والمنتجين والأكفاء، والموظفين السلبيين وضعفاء الإنتاج، لكن ما يحدث حالياً في الدوائر الحكومية أمر مختلف، فعمليات التقييم تشكل صداعاً مستمراً لكل الأقسام والإدارات بشكل عام، وفيها كثير من إضاعة الوقت والجهد، إضافة إلى كثير من المشاحنات والأحقاد، والتخريب في علاقات العمل بين الرؤساء والمرؤسين! فلماذا حدث ذلك؟ حدث ذلك لأن نظام التقييم غريب حقاً، حيث يبدأ من الموظف الذي يجب أن يقيم نفسه، ثم يرسل تقييمه إلى رئيسه المباشر الذي يعتمد التقييم أو يغيّره، وإذا حدث ورأى رئيس القسم أن الموظف لا يستحق التقييم الذي وضعه لنفسه، فإن الاثنين معاً يجب أن يراجعا إدارة الموارد البشرية، وعلى رئيس القسم أن يقنع الموظف بأن تقييمه غير صحيح، وإن لم يقتنع فيحق له الذهاب إلى لجنة التظلمات المركزية، فهل يعقل ذلك؟ وكم من الوقت تحتاج كل دائرة من أجل إنهاء هذا الجدل العقيم! من الصعوبة بمكان أن تُقنع…

مشروع صغير يحمل رسائل كبيرة

الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٩

إذا رجعنا بالزمن إلى الماضي البعيد، فهل كانت هناك شحنات غذائية مستوردة تصل من مختلف دول العالم إلى هذه المنطقة حيث يعيش أجدادنا؟ وهل كان اعتمادهم عليها بشكل أساسي لضمان استمرارية حياتهم؟ وما البدائل التي أوجدوها؟ ومن أين كانوا يأكلون؟ هذه الأسئلة، وغيرها الكثير، فاجأني بها صديق عزيز يمكن اعتباره أحد أهم الكوادر الوطنية المتخصصة في الغذاء، فهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الأمن الغذائي، ولديه تجارب فريدة في الإنتاج والزراعة، ونجح إلى حد كبير في زراعة مئات الأصناف من الفواكه والخضراوات في مزرعته بالدولة، هذه الأصناف كنا نظن أن من سابع المستحيلات رؤيتها في مزرعة داخل الإمارات. بل إنه يؤكد وجود أنواع «أصلية» من القمح في الإمارات، ولايزال المزارعون يحافظون عليها كسلالة أصلية، فهي لم تختلط بعمليات التعديل الجيني، وقد توارثوها أباً عن جد، وتزرع على سفوح الجبال، وغالباً فإنها لا تسقى إلا بمياه الأمطار، هذه السلالات غير موجودة في كثير من بلدان العالم الزراعية، وأغلب الدول المنتجة للقمح، وأهمها أميركا، تستخدم القمح «المهجن» وليس الأصيل، وهناك فروقات كبيرة في القيمة الغذائية بينهما! نظرية هذا الرجل تقوم ببساطة على أن لكل بيئة، مهما كان مناخها أو طبيعتها، إنتاجها الخاص من الأطعمة والأغذية بالشكل الذي يلبي احتياج ساكنيها، ويدلل على ذلك أن الأجداد في الإمارات وفي شبه الجزيرة، كانوا يحصلون…

دعم الزراعة.. ضرورة وليس رفاهية

الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٩

لسنا دولة زراعية، ونعيش في منطقة صحراوية، هذا صحيح، ولكن هذا لا يعني أبداً أن نظل دائماً دولة مستوردة لجميع احتياجاتها الغذائية من الخارج، أو أن نستسلم ونعجز عن تأمين احتياجاتنا الغذائية في حالات الأزمات التي عادة ما تواجه المنطقة أو العالم، فكيف يمكننا الاعتماد على أنفسنا، ونستطيع توفير أساسيات الغذاء الذي نحتاجه، على أقل تقدير؟! بداية لابد أن نعرف جميعاً، أن لدينا العديد من المناطق صالحة للزراعة في كل إمارة من إمارات الدولة، وعندما نقول إنها صالحة للزراعة، فإننا نعني ما نقول، فلقد أثبتت التجارب أن هذه المناطق أنبتت بنجاح مختلف أنواع الخضراوات والفواكه، بالتأكيد ليست بالكميات التجارية المطلوبة للتصدير، ولكن إذا ما تم تنظيمها وتوزيعها بشكل مخطط له ومدروس بعناية، بحيث تتولى كل منطقة زراعة نوع معين، فإننا دون شك سنحصل على مردود أفضل، وإنتاج أوفر، يساعد على الاكتفاء الذاتي لأنواع عدة، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير. ما يحدث الآن في المزارع هو عمل فردي وعشوائي وغير مخطط له من المُزارعين ومن الجهات المعنية، فكل مُزارع يزرع ما يراه هو مناسباً، وبغض النظر عن جدواه أو فائدته الاقتصادية الحقيقية على الدولة، أحياناً يزرع الجميع صنفاً واحداً، وفي نهاية العام يخسر الجميع، نظراً لتشبع السوق من هذا المنتج، إضافة إلى المنافسة الشرسة من الأسواق القريبة، لذلك سيظل إنتاج…

ماذا يقرأ محمد بن راشد؟

الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٩

نشر الأخ العزيز سلطان السبوسي، أمس، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» صورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، يقرأ فيها صحيفة «الإمارات اليوم» وهو في الطائرة، متوجهاً إلى العاصمة الحبيبة أبوظبي لحضور اجتماع مجلس الوزراء. وهي بالمناسبة ليست الصورة الأولى لسموه وهو يتصفح الصحف، ويتابع أحوال الدولة والمواطنين وقضايا المجتمع من خلالها، وربما كثيرون لا يعرفون أن الشيخ محمد بن راشد قارئ دقيق للصحف، ويتابع كل شيء، بل إن عادة القراءة لا تتوقف عنده أينما حل، وتالياً فإن الصحف تكون موجودة بشكل يومي أمام ناظريه صباحاً، سواء كان موجوداً داخل الدولة أو خارجها، في حله وترحاله، وفي كل مكان حول العالم هي معه يقرؤها ويتابعها، ويطلع من خلالها على اهتمامات المواطنين وملاحظاتهم وكل ما يعنيهم. الصحف عند سموه وسيلة من وسائل كثيرة يراقب من خلالها أداء الوزارات والدوائر المحلية، وهي متسوق «علني» يضاف إلى مئات «المتسوقين السريين» الذين يجوبون مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية، لينقلوا لسموه كل ملاحظات الجمهور، ويرفعوا له تقارير القوة والضعف، والخلل أيضاً إن وجد في كل المؤسسات الحكومية. وفي «الإمارات اليوم» نفخر دائماً بأن الصحيفة تحظى باهتمام سموه، كما أن وجودها بين يديه يلقي مسؤولية ضخمة على جميع المحررين الصحافيين والعاملين فيها لتحري الدقة في ما ينشرون، واختيار ما ينشرون، إضافة…

«تخطيط ما بعد التقاعد».. شكراً «هيئة المجتمع»

الإثنين ٠١ يوليو ٢٠١٩

جميلة جداً ترى الخطوة التي قامت بها هيئة تنمية المجتمع في دبي، والتي بادرت من خلالها بإنشاء برنامج تدريبي متخصص للموظفين، يساعدهم على تخطيط مرحلة ما بعد التقاعد، وذلك بإدخالهم ورش عمل يديرها مختصون في أهم ثلاثة مجالات يحتاج إليها المتقاعدون، وهي المجال الاجتماعي والصحي والمالي. التقاعد مرحلة من مراحل الحياة، لابد من التخطيط والاستعداد لها جيداً، وبشكل يقلل من أي آثار سلبية محتملة، خصوصاً أن هناك من يصعب عليه تقبل الوضع الجديد، سواء من ناحية اجتماعية، حيث يجد الإنسان نفسه فجأة محاطاً بوقت فراغ طويل، لا يجد ما يفعله، ولا يعرف كيف يقضيه، وهذا الأمر تحديداً قد يدخله في اكتئاب نفسي شديد، كما أن الوضع المالي هو أشد ما يواجهه المتقاعدون، وهو بالنسبة لكثير منهم كابوس حقيقي، وهاجس مستمر، لذلك لابد من الاستعداد والتهيؤ نفسياً لهذا اليوم، والتخطيط المالي بشكل جيد لهذه المرحلة، وهذا التخطيط قد يحتاج أن يبدأ به الموظف قبل التقاعد بعشر سنوات على أقل تقدير. من هُنا تأتي أهمية هذه الدورات التدريبية التي ابتدعتها هيئة تنمية المجتمع، حيث نظمت إلى الآن خمس دورات تدريبية، شارك فيها أكثر من 90 موظفاً، وبالتأكيد هذا العدد لا يكفي لنشر التوعية بهذا الأمر، لكنها مرحلة أولى تليها مراحل ودورات جديدة، حيث تستهدف الهيئة من خلالها تدريب 300 موظف خلال هذا…

لا عقل سليم ولا جسم سليم

الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٩

نردد جميعاً مقولة «العقل السليم في الجسم السليم»، نحفظها ونعلمها لأطفالنا في المنازل والمدارس، لكننا للأسف لا نساعدهم على الوصول إلى عقل سليم ولا إلى جسم سليم، وهذا أمر مقلق للغاية يعانيه معظم أولياء الأمور، إن لم يكن جميعهم، وتأثيراته السلبية غير محدودة العواقب والنتائج، ولا يمكن حصر أعداد الذين سيتأثرون صحياً واجتماعياً وفكرياً منها، فهو دمار لجيل كامل قادم. الألعاب الإلكترونية والوجبات السريعة المضرة الشهيرة بـ«الجانك فود»، هل يمكن تخيل وجود منزل في الإمارات من دون وجودهما معاً؟ هل يوجد في الإمارات طفل واحد يحب أكل الخضراوات والسمك والأشياء المفيدة، ويكره «النجتس» و«البرجر»؟ وهل يوجد طفل لا يمتلك جهازاً إلكترونياً أو أكثر يلعب به لساعات طويلة من دون كلل أو ملل؟ قد يكون هذا الطفل موجوداً لكنه إن وجد فهو نادر وغريب، والمصيبة أن الصغار وصلوا إلى مرحلة قريبة جداً من إدمان هذين الشيئين مجتمعين معاً، ما يعني أننا مقبلون على جيل لا يمتلك التركيز والعقل السليم، ولا يمتلك جسماً وصحة وعافية! لن أعيد وأزيد في ثبوت أضرار الألعاب الإلكترونية، خصوصاً تلك الموجودة على شاشات الهواتف والآيبادات، والشاشات الصغيرة، ومعظم الدراسات تؤكد مضارها الأكيدة إذا تجاوزت فترة جلوس الطفل للعب عليها خمس ساعات أسبوعياً، أي بمعدل 45 دقيقة يومياً، وذلك بحد أقصى، فهل أطفالنا ملتزمون بهذا الحد الأقصى؟ وهل…