توني بلير
توني بلير
رئيس وزراء بريطانيا السابق وعضو «مجلس مستقبل أوروبا» التابع لـ«معهد نيكولاس بيرغروين». نشرت هذه المقالة لأول مرة في صحيفة «بيلد تسايتونغ» الألمانية

كل الخيارات مرة أمام أوروبا

الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٢

لا أحسد زعماء أوروبا الحاليين على المهمة التي يواجهونها، فعلى مدار الأعوام الـ60 الماضية، تحولت أوروبا إلى أكبر اتحاد سياسي وأكبر سوق اقتصادية رآها العالم، ويعد الحفاظ عليه مسؤولية ضخمة؛ لذا فأنا أكتب بإحساس عميق من التواضع والاحترام تجاه من يطالبهم الناس بتحمل هذه المسؤولية. إن الأزمة الراهنة هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لأوروبا؛ فقد صار جليا الآن الخلل الهيكلي الذي شاب عملة اليورو. صحيح أنه من حيث المبدأ كان مشروعا صحيحا مائة في المائة - وذلك بالجمع بين سوق واحدة وعملة واحدة - إلا أن الطريقة التي تم بها، وكذلك السرعة التي دخلته بها البلدان، كانت تعني أنه مشروع تحركه السياسة، ولكن تم التعبير عنه من خلال الاقتصاد (وقد كانت توجد لدى بريطانيا شكوك سياسية بالطبع، لكنها ظلت خارجه لأسباب اقتصادية في الأساس)، والآن صار هناك تضارب بين السياسة وعلم الحساب. ويبدو المأزق خطيرا بالنسبة لألمانيا، ففقد اليورو الآن قد يكون كارثة، ليس من الناحية السياسة فحسب، بل من الناحية الاقتصادية أيضا. وعلى الجانب المقابل، في سبيل «إنقاذ» العملة الموحدة، تتم مطالبة ألمانيا بتمويل حزم الإنقاذ المالي، ورفع معدلات التضخم في اقتصادها، والوقوف وراء ديون البلدان التي لم تقم بالإصلاحات اللازمة، وبالتالي لم يكن من المستغرب أن يعارض الشعب الألماني الاضطلاع بهذا الدور. إذن، فإن السياسة في أوروبا…