يوسف القبلان
يوسف القبلان
كاتب سعودي

من يتحدث أقل يقلْ أكثر

الخميس ٢٦ مارس ٢٠١٥

في عصر السرعة والمعلومات التي تقابل الانسان وترافقه أينما اتجه، لم يعد الحديث الطويل هو المؤثر. ولهذا أصبح الناس وخاصة في ميادين العمل يفضلون الاختصار، وتجنب المقدمات الطويلة، والخطابات الانشائية. وخلال العقدين الأخيرين حدثت ثورة معلوماتية وظهرت وسائل اتصال حديثة متعددة حاصرت الانسان وجعلته مقيدا أمام كم هائل من الأخبار والمعلومات والأفكار والصور التي كانت في الماضي تصله عبر المذياع أو الصحف أو التلفزيون وأصبحت الآن تأكل وتشرب وتنام معه وترافقه أينما ذهب. الحقيقة أن الاختصار فن يحتاج الى مهارة وتدريب. من يطلْ الشرح والتفصيل قد لا يفعل ذلك عن رغبة وانما بسبب عدم القدرة على ايصال ما يريد أن يقوله عبر الاختصار. بعضنا يطيل معتقدا أن رسالته أو فكرته لم تفهم فيكرر ويضطر من يستمع اليه الى المقاطعة قائلا: الرسالة وصلت. أما من يصر على الاطالة والتكرار رغم وضوح ما يقول فيحتاج الى تدريب في مجال مهارات الاتصال. وحتى لا أطيل عليكم سأختم بمثال قرأته لكم: كان نائب رئيس احدى الشركات العالمية شخصا حريصا على الأداء المثالي لكنه كثيرا ما ينخرط في الثرثرة غير الهادفة، وقد أدى إخفاقه في توصيل رسائل مختصرة بفريق التنفيذيين الذي يعمل معه الى الإصابة بالملل، فقد شعر أفراد الفريق بأنه يهيمن على الاجتماعات بمناقشته الطويلة جدا لكل نقطة! بل إن الأسوأ من ذلك أنه…

متاهات وصبر استراتيجي.. من المستفيد؟

السبت ٢١ مارس ٢٠١٥

ينطبق على المرحلة السياسية العالمية وخاصة ما يتعلق بالمنطقة العربية بأنها تتبع سياسة المتاهات، أو سياسة قل أي شيء ثم افعل ما تريد الوصول إليه فعلياً. نفتح باب المتاهات فيقابلنا تصريح وزير الخارجية الأمريكي (كيري) قائلاً إن التفاوض مع النظام السوري ممكن لإنهاء حالة الحرب، ثم يعقبه رد فعل من واشنطن يؤكد أن لا تفاوض مع الأسد. وكذلك تفعل بريطانيا التي عادة لا تخرج عن الخط الأمريكي! في قضية إيران التي تهدد بإزالة اسرائيل، اتجهت بنادقها إلى العراق وسورية ولبنان واليمن. تاجرت بقضية فلسطين لكنها خدمت إسرائيل بإشعال الحرب الطائفية، والعمل على إشغال العرب وإضعافهم. حالة ضعف دفعت رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو يعلن بكل برود وعنجهية تتجاهل كل ما سبق من قرارات واتفاقيات، ليعلن صراحة أن دولة فلسطين لن تقوم وأن بناء المستوطنات سوف يستمر. إن نتنياهو يعلن ذلك بعد أن عاد من أمريكا بشعور المنتصر الذي استطاع أن يخاطب الكونجرس ويكسب تأييده في قضية السلاح النووي الإيراني رغم أنف البيت الأبيض!! ولم يجرؤ عضو في الكونجرس على طرح قضية حقوق الإنسان. ولم يسأل أحد نتنياهو أين يكمن خطر إيران على إسرائيل؟ ومتى هاجمت إسرائيل؟ ثم هل يتذكر العالم ملف فلسطين؟ بعد أن أصبح لدينا أكثر من فلسطين؟ هل تهميش قضية فلسطين هو أحد نتائج الفوضى الخلاقة؟ هنا يتكرر السؤال:…