آراء

طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

نخبتنا الرياضية.. سبب “خيبتنا”

الأحد ٣٠ نوفمبر ٢٠١٤

لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة تلك التي يخرج علينا مسؤول أو شخصية رياضية شهيرة، أو محلل محسوب على الإعلام الرياضي بتصريح أو تغريدة أو إشارة تؤكد أن أزمتنا الحقيقية في نخبتنا الرياضية بالدرجة الأولى، وليست في الجمهور وحده، الذي يهوى البعض تحميله مسؤولية كل الموبقات. سأكون واضحاً وأقولها بلا مبالغة أو مواربة: إن نخبتنا الرياضية - إلا قليلا - متحيزة بتعصب، مندفعة بغير مسؤولية، ومهتمة بحساباتها الضيقة على حساب المصلحة العامة. ولم يكن غريباً وهذه هي الحال التي تعاني منها رياضتنا أن يخرج الدكتور حافظ المدلج، عضو اللجنة التنفيذية ورئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي، ليحمل الجمهور مسؤولية هزيمة المنتخب السعودي أمام نظيره القطري وخسارته كأس الخليج، والسبب أن الجمهور شكل طاقة سلبية بصمته عن التشجيع! الجمهور هو المسؤول!.. جملة قيلت من المدلج ومن أكثر من كاتب وإعلامي رياضي، ففي البداية الجمهور مسؤول لأنه لم يحضر، وفي النهاية الجمهور مسؤول لأنه حضر صامتاً، ولم يهتم أحد - كثيراً -…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

كيف نواجه مخاوف هبوط سعر النفط؟

السبت ٢٩ نوفمبر ٢٠١٤

سعر النفط هوى أمس إلى نحو 72 دولارا لبرميل برنت، وهوت معه أسواق الأسهم الخليجية، وتنبأ أحد خبراء البترول أنه سيهبط إلى ما دون 60 دولارا في الأشهر القليلة المقبلة. من الطبيعي أن نشعر بآلام مفاجئة في المعدة. كل فرد سيتساءل: كيف سيكون حالنا، ونحن عمليا نعيش على مداخيل النفط بشكل شبه كلي؟ هنا، لن أخوض في الحلول البعيدة ولا المتوسطة، ولا في أي علاجات اقتصادية أو إدارية حكومية؛ فالأهم في الوقت الحاضر هو التعامل مع السوق والناس، بطريقة حضارية بدلا من تركهم في الظلام يملي الخوف عليهم قراراته، كما رأينا يحدث لسوق الأسهم التي أصيبت بنزف حاد. لماذا لا يتحدث المسؤولون بشكل شفاف، وصادق، ومكرر، ومكثف، عن ماذا يمكن أن يحدث في مستقبل الأيام القليلة واللاحقة؟ وما الذي تنوي الحكومة فعله؟ هل نحن مقبلون على أزمة خطيرة جراء تناقص المداخيل النفطية؟ وماذا سيعنيه لأكثر من مليوني موظف، والـ10 ملايين الذين يعيشون عليهم، والـ10 ملايين الآخرين الذين يعيشون على من…

بدر الراشد
بدر الراشد
كاتب سعودي

«فيرغستون».. هل حوادث القتل العنصرية «تجاوزات فردية»؟

السبت ٢٩ نوفمبر ٢٠١٤

في آذار (مارس) 1991، كان المواطن الأميركي رودني كينغ يقود سيارته، متجاوزاً حد السرعة الرسمي في مدينة لوس أنجلوس، وهو ما أدى إلى إيقافه من مجموعة من رجال الشرطة. يبدو هذا الموقف -إيقاف سائق سيارة بسبب مخالفة مرورية- أمراً عادياً جداً، يحدث ملايين المرات في العالم يومياً. لكن حادثة رودني كينغ لم تكن عادية، كما كشفت الأحداث اللاحقة. أنزل رجال الشرطة «كينغ» من سيارته، وضربه خمسة منهم بوحشية، بينما اكتفى الآخرون بالمشاهدة. في هذه اللحظة رأى جورج هوليداي الحادثة من منزله القريب من موقع الحدث، وصور الاعتداء على كينغ، وأرسل الفيديو إلى محطة تلفزيون محلية، نشرت أجزاء منه على الفور. لم تنتهِ القصة عند هذا الحدث، بل هذه هي البداية فقط. لاحقاً تمت تبرئة أفراد الشرطة من جريمة الاعتداء بالضرب على مواطن، واستخدام القوة المبالغ فيها بلا مبرر. ووجهت أصابع الاتهام، من بعض أفراد المجتمع، إلى «العنصرية»، إذ إن المعتدى عليه «رودني كينغ» مواطن أسود البشرة، بينما كان أفراد الشرطة،…

سارة الرشيدان
سارة الرشيدان
كاتبة سعودية

عن “القصيبي” شاعرا

السبت ٢٩ نوفمبر ٢٠١٤

قدمت يوم الأربعاء الماضي في جمعية الثقافة والفنون بالرياض، ورقة عن غازي القصيبي، أختصر هنا بعض الأفكار عن شاعريته من خلال بعض دواوينه ونقده الشخصي لأعماله، فلو تأملنا في سيرة حياته سنلاحظ أنه لم يكتب مذكراته بالمعنى المتعارف عليه فقط لكن كل عمل أدبي له كان عبارة عن جزء من سيرة حياته، يسير بنا مع غازي خطوة بخطوة وأول خطاه مع الشعر بديوان وآخرها كذلك كانت بقصيدة! عاش 70 عاما متنقلا في حياته وتعليمه وعمله بين محطات في مدن شهيرة. بدأ امتداد غازي الطفل ليستخرج لنا اللؤلؤ من جزائره في البحرين في ديوان: (أشعار من جزائر اللؤلؤ)، فقد كان والده عبدالرحمن القصيبي ويلقب بـ"شيخ اللؤلؤ"، كان وكيلاً سياسياًّ للملك عبدالعزيز في البحرين، ونلاحظ الارتباط بالمكان وبتسمية والده بشيخ اللؤلؤ وبين عنوان الديوان يقول: "آه ! كم أشقى بشيء مبهم ثائر.. يشعل نارا في دمي مرسلاً أصداءه عبر فمي عالم يسبح فيه قلمي" حياته في البحرين، كانت انفتاحا على حياة لم…

فرحة الإمارات بيومها الوطني

السبت ٢٩ نوفمبر ٢٠١٤

في الثاني من ديسمبر من كل عام، تمر علينا الذكرى الغالية بتأسيس الاتحاد، وهي مناسبة سعيدة يحتفل بها كل مواطن ومقيم على تراب وطننا العزيز، ويبتهج بها الجميع لما حققه هذا الصرح الشامخ من رفاهية وأمن وطمأنينة لكل من وطأت قدماه هذه الأرض الطيبة. وفي هذا العام، تهل علينا الذكرى الثالثة والأربعون لهذا الحدث العظيم الذي غيّر وجه هذه الأرض، ونقلها نقلة حضارية كبرى من مجموعة بلدات وقرى إلى مدن كبرى عالمية الطابع، تزخر بمظاهر التقدم والمدنية والتحضر والرقي التي باتت نبراساً تتطلع إليه جميع أمم الأرض شرقاً وغرباً لكي تحتذي به، بل وتقلده تيمناً بتجربة كونية فريدة، حققها بعزيمة الرجال، قيادة وشعباً، رجال ذوو شكيمة قوية، يتطلعون إلى الإنجاز بصبر وحكمة وتأنّ قلّما سبقهم إليه شعب أو أمة من أمم الأرض الأخرى، لكي ينجزوا خلال فترة زمنية قصيرة هي قياسية بكل المعايير ما لم تنجزه الدول والشعوب الأخرى في مئات السنين. إن ما يفرح القيادة الرشيدة وأبناء هذا الشعب…

علي الجحلي
علي الجحلي
كاتب سعودي

للتذكير فقط

الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

حلّ موسم الأمطار وكالعادة غرقت المدن الكبرى ونجت الصغرى. توزعت الحفر بالتساوي بين الأحياء الحديثة والقديمة، وساوى الأداء الرديء بين كل أركان المدن الكبيرة. لعل أكبر إحصائية قرأتها كانت عن حفر مدينة جدة التي قاربت 700، وأتصور أنها تجاوزتها مع الأمطار الأخيرة. ردة فعل المواطنين في كل موقع أكدت الثقة بأن الحفر هي التي ستفوز في النهاية، وأن ضحاياها سواء بشرا أو ممتلكات ستزيد على الأعوام السابقة، إن كانت هناك شفافية مع الإعلام. وصلتني رسالة ساخرة تقول "من أجل سلامتك عزيزي السائق: إذا كنت لا تعلم الحفر بالطريق أثناء السيول فامش خلف السيارة التي أمامك فإذا سقطت، فاعرف أنها حفرة وابتعد عنها. مع تحيات أمانة جدة ... نعمل لراحتكم". جدة ليست المدينة الوحيدة التي يعاني سكانها كلما نزلت قطرة من رحمة الله، بل أكاد لا أستثني مدينة من تلك المعادلة المؤلمة. المعروف أن الأعمال التي تتعلق بالشوارع وصلاحيتها ومناسيبها هي جزء من عقود تنفذها شركات متمرسة، كما أن التشغيل والصيانة…

ديمقراطية المتأسلمين.. مراوغة الفكر وحيرة الممارسة

الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

هل صحيح أن الحركية الإسلامية تصالحت مع الديمقراطية منذ ثلاثينيات القرن العشرين؟ إذا قيل الحركة الإسلامية في ثلاثينيات القرن العشرين، فالمراد بها حركة "الإخوان المسلمين" تحديدا؛ لأنها هي الحركة التي كانت فاعلة على الساحة آنذاك، وهي التي كانت تطرح الإسلام بوصفه: دينا وسياسة. وكلنا نعلم أن الحركة/ جماعة الإخوان، وخاصة في تلك الفترة المؤسسة، كانت رهينة – بالكامل – إلى آراء مؤسسها الشيخ: حسن البنا، الذي لم تكن الحركة إلا تجسيد لآرائه في الواقع. وبالتالي، فالحكم على التصالح في ثلاثينيات القرن الميلادي المنصرم لا يكون إلا من خلال آراء البنا تحديدا. قرأتُ كل ما كتبه البنا، ولم أجد فيه أي تصالح حقيقي مع الديمقراطية. أنا هنا أتكلم عن الطرح الفكري، وليس عن الممارسة العملية التي قد تخضع لعدة اعتبارات. البنا قَبِل المشاركة في الانتخابات البرلمانية بوصفها واقعا لا بد من الاستفادة منه، لا بوصفها مشروعة - سياسيا/ دينيا - من وجهة نظره التي يرى أنه هي صحيح الدين. أنا لا…

عبدالله المغلوث
عبدالله المغلوث
كاتب وصحفي سعودي

أحلى علبة

الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

واجهت، مريم المساعد، مقاومة شديدة من أمها لتناول أدوية السكر بانتظام. كانت ترفض أخذ الأدوية في مواعيدها. تردد الأم دائما: "لن يموت أحد قبل يومه". كلما ضغطت عليها مريم أجابت الأم بسؤال حاد كسكين يقطع مشاعرها إربا: "لمَ تريدينني أن أموت مرتين. تكفيني موتة واحدة. الأدوية تميتني؟". استسلمت مريم بسبب إصرار أمها على عدم تناول أدويتها. لكن بعد أن حذرت الطبيبة أمها من أن حالتها الصحية ستسوء إذا أقلعت عن تناول الأدوية، لم تجد مريم خيارا سوى المحاولة مجددا. اخترعت مريم طريقة جديدة لإغراء أمها لتناول الأدوية. شرعت مريم في وضع ورقة في علبة صغيرة خصصتها لأدوية أمها. في كل مرة تكتب جملة. كتبت أول مرة: "أحبك يا أمي. يا ليتني أملك عينين كبيرتين مثل عينيك، وابتسامة مثل التي تعلو وجهك". وسألت أمها مرة قائلة: "يمه...هل تعلمين أن صوتك حلو حتى إذا صرختِ عليّ. أرجوك، لا تحرميني من حسك؟". وأحيانا تضع في العلبة صورا لأحفاد أمها. وخلف كل صورة جملة…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

عبدالله في 10 دقائق!

الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

قد لا يعلم الأستاذ عبدالله المديفر أنني أعرض كلامه ــ الذي خاطب به الجمهور في تيدكس الرياض ــ لكل دفعة أقوم بتدريسها في أكاديمية شرطة دبي. ولا يعلم أنه ساعدني ــ من حيثُ لا يدري ــ في تقديم محاضرة «ترومون» لموظفي بنك دبي الإسلامي قبل أيام، وفي الحوار الذي أعقبها حول «الإيجابية» في حياتنا. لقد سُجّل كلامه في مقطع فيديو من 10 دقائق، هي بمعيار الزمن قليلة لكنها بمعيار حياتنا كثيرة وطويلة. أولى قواعد عبدالله قوله: إن عمر الإنسان الذهبي هو 30 سنة؛ ما بين 20 و30 يعمل ليتعلم، ومن 30 إلى 40 يعمل لينجز، ومن الـ40 حتى يناهز الـ50 يعمل ليربح، وحينها تكتمل قاعدة النجاح، لكنّ النجاح لا يتحقق بهذه البساطة. في عام 2005 جلس عبدالله مع نفسه وأخذ ورقة وقلماً وراح يكتب: في عام 2013 سأقدم برنامجاً حوارياً! ليجيب على سؤال مهم يتجاهله الكثيرون، هو: وين رايح، وين ساير، في رحلة هذه الحياة؟ وبعد أن عرف عبدالله وين…

محمد النغيمش
محمد النغيمش
كاتب متخصص في الإدارة

أنت.. الشرطي الوديع!

الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

هناك تكتيك سيكولوجي شهير يلعبه عادة محققان في محاولة منهما لاستنطاق متهم ما أو دفعه للاعتراف بجريمة ارتكبها. فمثلا حينما يعذب أو يعنّف أو يهدد أو يضرب «محقق سيئ» متهما فإنه يتفق مع المحقق «الوديع» ليأتي ويعامل المتهم بلطف ثم يعقد معه اتفاقا كان يقول له: «لا عليك إذا اعترفت أنا سأخرج من هذا المعتقل، أو إذا قلت كذا سأخرجك من السجن الانفرادي إلى آخر مريح». وهذا الدور الوديع ليس مقتصرا على أروقة التحقيقات، فكثيرا ما نحتاج إلى وداعة في التعامل مع الآخرين، لا سيما حينما يأخذ هؤلاء قسطا كافيا من التوبيخ من المسؤول الذي يعلونا جميعا كالمدير العام أو الوكيل وغيره. ولأن الوديع لغة مشتق من «الوداعة»، أي الشخص الهادئ الساكن ذو لين ودعة، فإن الموظف الوديع كثيرا ما يجد فيه الموظف المهموم ملاذه. فهو أذن صاغية وحانية تبدو كالحمل الوديع. لكن هذا الحمل الوديع سرعان ما يتحول في بعض الحالات إلى ذئب يكشر عن أنيابه عندما يريد أن…

هاشم صالح
هاشم صالح
مفكر عربي يقيم في باريس

معركة التنوير الفرنسي

الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

تعجبني المعارك الفكرية أكثر من المعارك السياسية، وإن كانت هذه من تلك. وتعجبني عبارة هيغل: «لا شيء عظيما يتحقق في التاريخ من دون أهواء هائجة ومعارك صاخبة». والدليل على ذلك أكبر مشروع تنويري فرنسي في القرن الثامن عشر: أي مشروع الموسوعة الخاصة بالعلوم، والفنون، والصناعات، والفلسفة. وهو الذي أنجزه ديدرو وفريق عمله على مدار ربع قرن تقريبا. وهو ما يدعى اختصارا بالإنسكلوبيديا. وكان إلى جانب ديدرو مفكر آخر يدعى دالامبير. وهو من كبار علماء الرياضيات في عصره. وقد تعاون معهما على كتابة مواد الموسوعة الضخمة عشرات وربما مئات الباحثين والمفكرين في شتى الاختصاصات. ففولتير كتب فيها، وكذلك جان جاك روسو، ومعظم علماء ذلك الزمان. فالموسوعة لا يكتبها شخص واحد. وقد أدى هذا المشروع الفلسفي الضخم؛ ليس فقط إلى تنوير فرنسا، وإنما أوروبا كلها. فالثورة الفرنسية التي أصبحت منارة لكل الشعوب، ما هي إلا ترجمته السياسية على أرض الواقع. وإذن، فالثورة الفكرية أولا وبعدئذ تجيء الثورة السياسية، وليس العكس كما يتوهم…

محمد فاضل العبيدلي
محمد فاضل العبيدلي
عمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.

كفوا عن الاستخفاف بعقولنا

الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤

في إبريل 1989 تجمع طلاب صينيون في ميدان «تيان آن مين» مطالبين بالديمقراطية، في أكبر احتجاج جماهيري شهدته الصين منذ العام 1949، وفي نوفمبر من نفس العام انهار سور برلين في ثورة جماهيرية، ولم تلبث أن سقطت أنظمة ما يعرف باسم الكتلة الشرقية. حتى ذلك العام، لم تكن شبكة الانترنت قد ظهرت بعد على مستوى العالم، وكانت أيقونة الاتصالات حتى ذلك العام هي جهاز عجيب اسمه الكامل «الفاكسميلي»، الذي عرفناه اختصارا باسم «الفاكس»، لكننا لم نسمع أحدا يربط تلك الثورات بجهاز الفاكس ويحمله مسؤولية اندلاعها. كما أن الثورات في العصور القديمة لم يطلق على أي منها ثورة «الحمام الزاجل» مثلاً، لأن الثوار كانوا يتبادلون رسائلهم السرية بالحمام الزاجل. فالثورات تحدث لأسباب موضوعية عديدة، ليس من بينها نوع وسيلة الاتصالات السائدة في وقتها. ولا أدري لماذا الإصرار على ربط ثورات الربيع العربي وحدها دون سائر الثورات في العالم، بوسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت، وكأن هذه الثورات ما كانت لتحدث لولا وجود…