الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠١٤
لا بدّ من التصارح. فالرؤوس تُقطع والدم يُراق والأرواح تُزهق والناس تُروّع وتُذلّ والبلاد تُضَيّع، والشرق يُسلب فلذة التنوّع أو ما تبقّى منها كعنوان لروحانيته وتسامحه وتعايشاته وآخر أمل في حضاريته. لا مجال للتراوغ اذاً، فالمسلمون متيقنون بأنهم مستهدفون في دينهم تشويهاً وشيطنةً وأدلجةً وأن أعداءهم منهم وفيهم بمقدار ما هم خارجيون، والمسيحيون وغيرهم من الأقليات يشعرون بأنهم يُسقَطون اسقاطاً من معادلة الشرق «الجديد» لجعله معزلاً مغلقاً، وأن العهود الاسلامية القديمة تلاشت تحت وطأة خطر «اسلامي» محدق أيضاً بالمسلمين أنفسهم، أما الضمانات الغربية الأقل قِدَماً فتبدو كما لو أنها تبخّرت، فلا جهة في المجتمع الدولي اليوم تعتبر حماية المسيحيين من أولوياتها. أصبح مصيرهم في معمعة الصراع الدولي، الدائر باحتراب أهلي - طائفي بالوكالة، أن يكونوا الثمن، وأن يدفعوا هذا الثمن. لم تكن المشكلة الرئيسة في أي بلد، لا في مصر ولا في سورية أو العراق أو فلسطين، أن هناك سكاناً زائدين، أن هناك مسيحيين وآخرين يطالبون باحترام حقوقهم وخصوصياتهم. بل…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
1 لأول مرة، منذ اشتعلت القضية الفلسطينية قبل قرابة ٧٠ عاماً، يختلف العرب في الموقف من عدوان إسرائيلي ومقاومة فلسطينية، في العدوان الأخير على غزة. لم يحدث هذا في حروب 1948 و 1956 و 1967 و 1973، أو حروب الشوارع أثناء الانتفاضتين الأولى والثانية. ربما وُجد حينذاك من يؤيد إسرائيل أو لا يعبأ بدعم فلسطين، لكنه كان يفعل ذلك سراً ويستحي من الجهر بمشاعره تلك. الوضع اختلف خلال الحرب على غزة مؤخراً، فقد أعلن العرب المتعاطفون مع الجانب الإسرائيلي أو غير المؤيدين للصف الفلسطيني عن موقفهم المثير، من دون مواربة ومن دون خجل! لو سُئلت عن عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على غزة لما ترددت في إضافة العرب المؤيدين للعدوان الإسرائيلي مع أولئك القتلى! أستذكر هنا ما قاله لي ديبلوماسي غربي، عقب تصويتنا على قرار فلسطيني في اليونسكو، قال: أنتم العرب تختلفون وتتباعدون وتتشاتمون وربما تتقاتلون، لكن إذا حضرت فلسطين نسيتم كل خلافاتكم واتفقتم من جديد ورجعتم متحّدين. هذه المرجعية الوحدوية…
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
منذ أن تم نحر الأميركي بل جنسون قبل سنوات في الرياض على يد غلاة القاعدة لمجرد أنه رجل أشقر؛ وهاجس ربط المسلم وتمييزه لونيا يطاردني لفرط المغالطة في هذا الأمر الصادر تحديدا من مسلمين، فما جاء الإسلام لنا وحدنا نحن السعوديين، وليس دينا عرقيا للعرب دون سواهم، كما أنه ليس دينا مقتصرا على ذوي البشرة السمراء، ولكنه دين لكل البشر من كل الأعراق وكل الألوان، على أن هذا التصور الخاطئ تنتج عنه بالتبعية سلوكيات خاطئة. يجرني هذا الحديث إلى قفزة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر على ظهر أخيه البريطاني المسلم الأشقر، وكانت للحق قفزة بارعة تشبه قفزات المصارع "آندريه العملاق"، فلماذا ابتدر المحتسب أخاه المسلم بهذا السلوك؟ هل ظن أنه كافر طالما أنه "خواجة".. ربما؟! وهل ثارت لديه الغيرة بعد أن لاحظ أنه يصاحب سيدة سعودية محتشمة بعباءتها؟! "طيب" هل كان من الضرورة لإزالة اللبس وسوء الفهم أن يلبس هذا البريطاني الأشقر ثوباً وغترة لتزول الشبهة؟!! أم كان على زوجته…
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
يظن العديد من الدارسين والباحثين في حقل الدبلوماسية الشعبية، أن هذا المصطلح العلمي "Public Diplomacy" أمريكي بامتياز، نشأ مع إنشاء مركز (Murro) للدبلوماسية الشعبية في جامعة (Tufts) الأمريكية عام 1965م، وذلك حينما استخدمه إدموند قاليون (Edmund Gullion) كمفهوم جديد، بقوله إن الدبلوماسية الشعبية مفهومٌ "يتناول تأثيرات المواقف العامة في تشكيل وتنفيذ السياسات الخارجية. وهو يشمل أبعاداً من العلاقات الدولية تقع فيما وراء الدبلوماسية التقليدية، كقيام الحكومات بزراعة وغرس رأي عام في البلدان الأخرى، والتفاعلات بين الجماعات الخاصة ومصالحها في بلد مع بلد آخر، وكتابة التقارير والإبلاغ عن الشؤون الخارجية وتأثيراتها في السياسة العامة، وكذا عمليات التواصل مع هؤلاء الذين يشكل الاتصال وظيفتهم الأساسية كالدبلوماسيين، والمراسلين الأجانب، والعاملين في مجال التواصل والتبادل الثقافي". لكن نيكولاس كول "Nicholas J. Cull" في دراسته التي تناولت مصطلح الدبلوماسية الشعبية قبل قاليون "Gullion"، أظهر أن أول استخدام لمصطلح "الدبلوماسية الشعبية" لم يكن أمريكياً على الإطلاق بل بريطاني، ففي 15 يناير عام 1856م ورد ذكر الدبلوماسية…
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
تشهد الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام التحاق أول دفعة من أبنائها وبناتها بالخدمة الوطنية، وتعتبرُ هذه الخطوة لَبِنةً جديدة تنضمُّ إلى الصروح والإنجازات التي تُعزِّزُ مِنعةَ الوطن، وتحصّنُ استقراره، وتصونُ حقوقه. ويحق للإمارات أن تفخر بأبنائها الذين لبّوا نداء الواجب وسطروا أروع معاني الوفاء والتفاني من أجل رفعة الوطن ونهضته في ظل القيادة الحكيمة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، حيث آمنت قيادتنا بضرورة الاستثمار في العنصر البشري والنهوض به لضمان استدامة النمو والازدهار الذي ينعم به وطننا العزيز. وأكد شباب وفتيات الإمارات أنهم الاستثمار الأمثل ورأس المال الذي ترتكز عليه الدولة، حيث عبّروا عن حبهم وانتمائهم لثَراها الغالي من خلال إقبالهم الكثيف للانتساب في الخدمة الوطنية تلبيةً لواجبٍ مقدس ومساهمةً في الذود عن المكتسبات والإنجازات التاريخية، وليكونوا سياجاً حصيناً ودرعاً منيعاً وسداً عصياً في وجه كافة الأخطار، وتأكيداً على وعيهم وإدراكهم لدورهم الهام في بناء الوطن. ويدرك أبناء الإمارات أن مبادرة الخدمة…
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
جاء العدد الأول من المجلة العلمية التي تصدر عن رئاسة الحرمين الشريفين بكارثة علمية في 61 صفحة لأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود حملت في عنوانها مسمى (دراسة عقدية) وهي في الواقع (دراسة معقدة) تقدم شكلا جديدا من أشكال عقدة الهوس بطمس كل أثر إسلامي مهما عظمت مكانته تحت شعار قطع الطريق أمام السلوكيات الشركية، وملخص الدراسة هو إعادة إعمار المسجد النبوي بما يضمن عزل الحجرات الشريفة (بيت الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والتي تحتوي قبره) عن المسجد النبوي تصحيحا لما حدث في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك أثناء عمارة المسجد النبوي والتي ضمت فيها الحجرات إلى المسجد وهي العمارة التي تمت تحت إشراف الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز عندما كان أميرا للمدينة المنورة!، حيث يرى الباحث أن هذا الأمر اتخذ حجة عند المخالفين لبناء المساجد على القبور والأضرحة، أي أن صاحبنا يريد أن يغير ما تعارف عليه المسلمون عبر التاريخ فقط من أجل إبطال حجة…
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
يردد الهولنديون مقولتهم الشهيرة: «إن الله خلق العالم... ولكن الهولنديين خلقوا أنفسهم»، كناية عن قوتهم وجَلدِهم على التعايش مع طبيعة بلدهم الصعبة التي تغمرها المياه في كل شبر، ومقدرتهم على التأقلم والعيش في أصعب الأحوال المناخية والجوية. وبالتأكيد، لا بد لمن حضر أو شاهد مؤتمراً أو اجتماعاً لكبار الساسة والمسؤولين أن لاحظ من يحملون اللافتات محتجين على تدمير البيئة ومطالبين بحمايتها. وأذكر أن جماعة الخضر «وهي كناية واسم لبعض الجماعات الناشطة بيئياً» كانوا أكثر عدداً من بين كل المجموعات التي حضرت مؤتمر قمة الـ20 التي عقدت في لندن في عام 2009. وكل هذه الجماعات والفرق تنشط وتدافع عن البيئة في دول متقدمة وتعتبر تخريب البيئة جريمة كبيرة، وتسنّ الأنظمة والقوانين، وتفرض الضرائب التي تساعد في حماية بيئاتها. وعلى العكس، لدينا بيئة صحراوية جافة، وهو ما يعني أننا يجب أن نكون أكثر حرصاً من الجميع، وأكثر حذراً في التعامل مع طبيعة بلدنا الجرداء، إلا أن ما يحصل للأسف لا يسر الخاطر.…
الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٤
بقراءة متتابعة للتغريدات على التويتر ستعرف أن سبعين في المئة من التغريدات تشتم أمريكا. التويتر كما لا يخفى على كل الشتامين ممتلك أمريكي صرف. حتى اسمك ولقبك اللذين سجلتهما في تويتر يتم حفظهما في أمريكا. الزر الذي تضغطه لتمرير تغريدتك يذهب أمره إلى أمريكا أولا ثم يعود إليك بالموافقة. اقرأ في التفاصيل سترى من يشتم الأمريكان في أعراضهم وفي أخلاقهم وفي أمانتهم وفي شرفهم وفي دينهم وفي مذاهبهم وفي نسائهم. وفيه من يحرض على قتلهم وسحلهم وسحقهم ومع ذلك هم ساكتون لنا ولا يتقاضون على استخدامنا للتويتر ريالا واحدا. الشيء الطريف لا يراجعون شتائمنا لهم ولم اسمع من يرد علينا بل يعملون بهمة ونشاط على تحسين هذه الخدمة ولا يكتفون بهذه الخدمة بل يطرحون منتجات جديدة ويعربونها على الفور لكي نتفضل عليهم باستخدامها مجانا في شتمهم إذا اردنا. في المقابل لو صرح قس تافه معتوه في مكان ناء من أمريكا وشتم العرب أو المسلمين شتيمة واحدة لا ثاني لها، لثارت…
الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤
إعلان وزارة الإسكان الأخير، باستحقاق أكثر من 600 ألف مواطن ومواطنة من أصل 900 ألف تقدموا للوزارة وعبر موقعها على الإنترنت لمنتجات الوزارة أفرح الكثير من المواطنين، وتلحظ هذه الفرح في عيونهم واتصالاتهم الهاتفية، وهم يتباشرون بقرب الفرج، والحلم بامتلاك بيت العمر لهم ولعائلاتهم، وحتى يعيشوا في سكينة بعد التنقل والترحال ودفع الإيجارات، التي تخطف منهم أكثر من ثلثي رواتبهم. المهم أن هذا الخبر المفرح باعتقادي حق مشروع لمن تمت الموافقة على طلبه، وحظاً أوفر لمن تم استبعاده بسبب فاتورة آليته لتطبيق شروطها على المستحقين لقروضها العقارية أو الأراضي التي ستوزعها مع بعض القروض. والغريب أن بعض المحللين الاقتصاديين قد تصدوا لهذا الخبر، وأنه ليس بحل سحري لمشكلة تملك المواطنين لمنازلهم، وأن وزارة الإسكان لن تستطيع توفير هذه المنتجات العقارية في الفترة القصيرة، أو حتى المتوسطة المقبلة، بسبب شح الأراضي في بعض المناطق. والغريب أن هؤلاء المحللين الجهابذة لم يتطرقوا إلى المساحات الشاسعة في وسط مدننا التي يحيط بها العمران…
الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤
وعد وزير العمل المواطنين و«خلال فترة زمنية وجيزة» بأن الاستقدام من حيث الخدمة والأسعار سيتحسّن، ولم يحدد «الفترة الوجيزة» هل هي بالأيام أم بالأعوام. لكن ما إن مرّت فترة «وجيزة»، أيام معدودة، حتى قال مدير وزارة العمل في مكة المكرمة إن الوزارة لن تتدخل في تحديد أسعار، وفي لقاء له مع شركات الاستقدام «دعاهم» إلى «مراعاة المواطنين بعدم رفع الأسعار»، كما نشرت «الحياة» الخميس. - بحسب التصريحات الموجهة «للمستهلكين» - تراهن وزارة العمل على المنافسة، تذكر عدد الشركات والمكاتب، على أحر من الجمر هي وبالانتظار أمام حلبة قوى العرض والطلب، لكنها تناست أنها ممن يقيد العرض والمنافذ برسم السياسات وتطبيقها لمصلحة شركات الاستقدام من دون مراعاة للطرف الأضعف «الطلب»، فهي تتمنى مراعاة لمصلحة صاحب العمل لكنها لا تقوم بالمراعاة! ولا يطرح في أروقة مكتب الوزير لماذا الاستقدام أرخص في دول الخليج مع انخفاض الطلب مقارنة به في السعودية، وما السر في «قفز الزانة» الذي شطحت به أسعار الاستقدام! من النادر…
الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤
"لم يكن حلمي أن أجعل النساء أكثر جمالاً فقط بل و أن أجعلهن أكثر سعادة" ! هذه المقولة تروى عن مؤسس وصاحب إحدى الماركات العالمية الشهيرة خصوصاً في أوساط السيدات . الفرنسي كريستيان ديور الذي كان من أكثر مصممي الأزياء الفرنسيين تأثيرا. حواء مخلوقة تعشق الزينة وتشدها الموضة ، هذا بالطبع جزءٌ من الحقيقة وليس الحقيقة كاملة، فحواء لديها أيضاً رسالتها و أدوراها وأهدافها العظيمة في هذه الحياة تماماً كما الرجل. و السؤال هنا حول ماهية وشكل السعادة التي تنشدها كل امرأة ؟ لا شك بأن لكل امرأة وصفتها الخاصة بالسعادة. سواءً كانت تلكم السعادة متعلقة بإشباع الجانب الروحي أو العاطفي منها. أو بالجانب المادي الذي يشمل توفير متطلباتها واحتياجاتها الحياتية. مع أنني أكاد أجزم بأنه قد يصعب أن نجد امرأةً مستعدة للتنازل عن أحد الجانبين مقابل الحصول على الآخر إلا فيما ندر! وعوداً على عبارة كريستيان ديور والتي تتعلق بالجانب المادي من سعادة المرأة . فإنه لا كريستيان ديور…
هاني الظاهريكاتب ومستشار إعلامي.. مؤسس مجموعة تسويق الشرق الأوسط للاستثمار.. رئيس مركز الإعلام والتطوير للدراسات
الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤
عبير سيدة سعودية مقترنة ومتزوجة من مستثمر بريطاني مسلم، وجدت نفسها قبل يومين مضطرة إلى استخدام يدها للطم محتسب على وجهه أمام الناس في العاصمة السعودية، بعد أن هجم على زوجها بطريقة مهينة وغريبة في آن واحد. فالمشهد -كما أظهره مقطع فيديو تداوله السعوديون عبر هواتفهم النقالة- يصور المحتسب البدين، وهو يصعد على مقدمة سيارة ويقفز بحركة خطافية على ظهر البريطاني «بيتر»، الذي أخذ يصرخ: «إنها زوجتي»، فيما قررت زوجته أمام هذه الصدمة التوقف عن الكلام واستخدام يديها لـ«تصفيق» المعتدي محولةً إياه إلى «مسخرة» وسط الشارع. المغردون السعوديون في «تويتر» الذين عبّروا عن استيائهم من الحادثة بآلاف التغريدات، واصفين سلوك ذلك المحتسب بـ«الداعشي»، لم يتوانوا في إطلاق «وَسْم» حقق أرقاماً عالمية بعنوان: «كف عبير يمثلني»، وهو ما يكشف مدى الغضب الجمعي من الحدث المسيء إلى سمعة الجهة والثقافة التي ينتمي إليها ذلك المحتسب «القافز»، وهي على الأرجح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق ما ذكره شهود عيان نقلت عنهم…