الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤
إعلان "داعش" دولتها وتنصيب زعيمها خليفة للمسلمين، يمثلان نقطة تحول كبرى تستدعي حسم الخيارات: مع نمط الحياة الذي يمثله التيار الداعشي أو نمط الحياة الذي اختاره المجتمع بإرادته. لقد جربنا العيش كما نريد وعلمنا عن نمط العيش الذي أرادته "داعش" في العراق وسورية وشقيقتها "طالبان" من قبلها. "داعش" ليست فزاعة صنعتها طهران أو دمشق أو واشنطن كما حاول البعض إيهامنا. حوادث العقدين الماضيين علمتنا أن هذا التيار لا يستطيع العيش إلا منفردا متحكما في محيطه. لا يتعلق الأمر بهزيمة الشيعة كما يود البعض، ولا بالمشاركة في السلطة كما يتمنى آخرون. اجتهد الجزائريون عقدا كاملا لإقناع زعماء هذا التيار بترك العنف والمشاركة في الحياة السياسية. كذلك حاولت الحكومة الأفغانية لما يزيد على ثماني سنوات. وتكرر الأمر في الصومال. لكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل التام. هذه تجارب تكفي لاستنتاج أن التيار الذي تمثله "داعش" لا يرى نفسه مدينا لأحد ولا شريكا لأحد ولا جزءا من أي عملية سياسية طبيعية. هذا تيار…
الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤
بين هذا الدم العارم الذي تطفح به بلدان العرب، تفتش عن نبأ جميل، عن شيء يسحبك ولو قليلاً من هذه الدوامة الخانقة من الهراء القاتل، الذي يجلّلون عوراته بمئزر الدين. لا الأغاني والليل والعزلة، ولا الأمل والروايات تُسعفك أمام هذا القبح المستشري. تهرب إلى خيالٍ ما.. وسرعان ما تُشوّش الصورة تحت عينيك المغمضتين، وهما تلمحان في العتمة ظُلماً يلاحق حتى الخيالات.. ويُخمدها! من ورّطنا في كل هذا القلق.. من!. شمّ يديك! تمسّك بخلوّهما من مصائر الآخرين، هذه هي رائحة الإنسان الأولى والوحيدة. فيما لو شممت فيهما دماً أو قهراً ألحقته بالناس، فأي بحار – بالله عليك – يمكنها أن تعقّم قلبك!. تفكر.. فترى الواقع، بمن وما فيه، يضطر من يتشبّثون بتفادي الوحل اضطراراً للخروج منه. يتحوّلون إلى كائنات صامتة ومتأوهة ومنتظرة. واقعٌ يرغمك على أن تكون طرفاً في دم وخصام، أو ابق هناك. صه!. الأيام الندية بانتظارنا، لنا بلاد، ونريد أن نعمرها بأقل ما يمكن من النزاع والفرقة، تعبنا كثيراً.…
الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤
ميدانيًّا، يستمر القتال في العراق على عدة جبهات في الوسط والجنوب الصحراوي. هدف القوى السنية الثائرة السيطرة على المعابر الحدودية مع سوريا. والأردن. والسعودية. تمكنت هذه القوى من تدمير ثلاث فرق تدميرا كاملا في الشمال. وإعطاب وتحييد ثلاث فرق في الوسط. وهذا يعني أن نحو نصف الجيش العراقي المؤلف من 14 فرقة (300 إلى 350 ألف جندي) بات خارج القدرة العملياتية في ميدان القتال. عدديًّا، ما زال الجيش المدعوم بالميليشيات الشيعية متفوقًا. لكن قوى السنة تتمتع بمعنويات عالية. وانضباط ممتاز. وهي أفضل تدريبًا وقتاليًّا. وأكثر سرعة في الحركة بين مدن الفرات. وقد نقلت الحرب إلى جنوب صحراء الأنبار. وغنمت عتادًا وفيرًا. وأسلحة حديثة متطورة. وبشكل خاص دبابات استخدمت في اقتحام المعابر التي فر منها الجيش. مع ذلك أقول إن أعدادها قليلة. وغير كافية لاقتحام بغداد. أو النجف وكربلاء. يتركز القتال في الصحراء قبالة العتبات المقدسة لدى الشيعة (النجف وكربلاء) التي تحميها قوات الجيش والميليشيات الشيعية المتخلفة قتاليا وتدريبيًّا، باستثناء ميليشيا…
الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤
الطائف عاصمة المصايف في بلادنا، والتي تتمتع بمزايا طبيعية للرقي بالسياحة الداخلية، إذ تجذب السياح من داخل المملكة وخارجها وبخاصة من دول الخليج، يمكن أن تأخذ نصيبها من السياح، ولكن هناك وللأسف فئات تقف في وجه ذلك بادعاء خصوصية موجودة فقط في أذهانهم وتحاول وتعمل على فرض رؤاها، وأن الآخرين خارجون على القيم الدينية. وتمثل ذلك في الخطوة التي قام بها بعض المحتسبين قبل أيام بإزالتهم لشاشات تلفزيونية نصبتها أمانة الطائف في بعض الحدائق العامة لإتاحة الفرصة للسكان والسياح لمتابعة مباريات كأس العالم، ولكن هذه الخطوة البريئة لم تعجب البعض وقاموا بالتعدي عليها وإزالتها في وقت كانت تقام فيه إحدى المباريات. حجتهم في ما أقدموا عليه وكالعادة هي أن تلك الحدائق وبعد تجمع الأهالي مع أطفالهم وأبنائهم أصبحت أماكن للاختلاط بين الشبان والفتيات. إنها أسطوانة مكررة، للأسف في كل خطوة تحاول بعض الجهات الرسمية القيام بمشاريع ترتقي بالإنسان في جميع المجالات نجد هذا الهجوم من هؤلاء المحتسبين، فكلنا يذكر زياراتهم…
الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤
في الساحة العراقية تسمع كل الأصوات، من أقصى التعقل إلى أقصى التطرف، بين دعاة المصالحة وطلاب التقسيم، فالعراق في حالة احتراب وفي بداية حرب أكبر عسى ألا تحدث. كلنا نخطئ نوري المالكي، رئيس الوزراء، لأنه السبب في الفوضى وإذكاء الفتنة ودفع البلاد إلى منحدر قد لا يخرج منه إلى عشرين عاما مقبلة، ويحيل حكومته إلى حكومة فاشلة مثل سوريا والصومال وأفغانستان. هذا المصير المرعب يدرك خطره عقلاء السياسيين وقيادات البلاد الدينية والاجتماعية، وهناك من لا يتسع عقله لفهم أبعاد المشكلة ومستقبلها، من بينهم بعض السنة العرب العراقيين الذين فجأة ظهروا على التلفزيونات يملون شروطهم، مهددين ومتوعدين، رافضين مبدئيا للأفكار الأولية للمصالحة. وهم يشبهون غلاة الشيعة، من حيث جهلهم بعمق وخطورة الأزمة عليهم جميعا، والأمر الآخر لا يمثلون الغالبية الكبيرة من العراقيين الذين يريدون دولة تمثلهم جميعا، وتمنحهم ما حرموا منه ثلاثين عاما بسبب الحروب وسوء الحكم. في ظل حكم المالكي لثماني سنوات لم يحصل معظم الشيعة إلا على الفقر والنسيان،…
الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤
عقد المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، حلقة نقاشية في 25 يونيو الماضي بعنوان «موازين متحركة: المسارات المحتملة للتفاعلات الداخلية والإقليمية في الشرق الأوسط». شارك في الحلقة عدد من كبار الخبراء والأكاديميين والدبلوماسيين في مصر والوطن العربي، فضلاً عن مجموعة من الشباب المتميز المتخصص في قضايا مصر وإقليمها سواء العربي أو الشرق أوسطي. وخصصت الجلسة الأولى للحديث عن «تصحيح المسار: إعادة بناء الدولة الوطنية في الشرق الأوسط» وتحدث فيها ثلاثة مشاركين عن الأنماط المختلفة لعملية إعادة البناء هذه، وأطرافها الفاعلة، والتحديات التي تعوقها، وبدأ رئيس الجلسة -وهو واحد من أبرز علماء السياسة في مصر والوطن العربي- بتمهيد لموضوعها تضمن أفكاراً بالغة الأهمية للتحليل والنقاش، وأبدى في سياق إحدى هذه الأفكار تحفظه على تعبير «إعادة بناء الدولة الوطنية»، لأنه يعني ضمناً أن الدولة الوطنية قد انهارت بينما واقع الحال أن هذا لم يحدث. ربما يعاني بعض هذه الدول أو حتى كثير منها من عدم استقرار ظاهر ومتزايد، ولكن حالة الانهيار لم تصبه…
محمد فاضل العبيدليعمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.
الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤
كنت اتصفح موقع فيسبوك يوم الاربعاء 25 يونيو، عندما استوقفتني تدوينة في صفحة تسمى "ثورة المرأة السورية الحرة" هي عبارة عن صورة لبرقية تهنئة مزعومة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) الى الرئيس السوري بشار الاسد بمناسبة انتخابه للمرة الثالثة مع صورة لأبومازن وبقربها كتب ناشر التدوينة شتيمة مقذعة بحق أبومازن. أثارت التدوينة تساؤلا لدي: هل يكتب رؤساء الدول رسائلهم الرسمية بخط يدهم مثلما هو في تلك البرقية؟ أبعد من هذا فان الشعار الظاهر في البرقية هو "دولة فلسطين – منظمة التحرير الفلسطينية – الدائرة السياسية"، فإذا كانت البرقية صادرة حقاً من الرئيس الفلسطيني كان يتعين ان تحمل شعار "السلطة الوطنية الفلسطينية". أما التوقيع اسفل البرقية فهو ليس توقيع ابومازن بالتأكيد، لأنني اعرفه من سطور إهداءات شخصية لثلاث من كتبه احتفظ بها في مكتبتي. إن الشعار الظاهر في تلك البرقية هو الشعار الذي تم اعتماد بعد اعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988 في دورة المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، كما أن…
الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤
تعيين صاحب المعالي، محمد بن فيصل أبوساق، وزيرا للدولة يبعث رسالة اطمئنان من الوالد القائد، مفادها بأن الشراكة الوطنية هي الانتماء والهوية. ولكل المرضى المصابين بأورام الإقصاء والفئوية والتخدير والتحذير نقول إن "مطرقة" أبي متعب لن يوقفها "هاشتاق" ينضح بالبغض والكراهية. وفي ظرف إقليمي مضطرب، تحيط بنا الحرائق من كل اتجاهات بوصلة الخريطة الأربعة، ومازلنا ـ ولله الحمد ـ في مربع الأمان بين جمهوريات الخوف، فما السبب الجوهري؟ السبب أن القيادة الراشدة وضعت نفسها مظلة مرتفعة فوق خطابات التحريض وأدبيات الإقصاء والكراهية. في إيران، يرزح شعب كامل تحت "قسورة" الملالي في بلد تجمد مكانه منذ أكثر من ثلاثين سنة. في العراق لا شيء يعمل في بلد بأكمله إلا "عداد القتل" تحت الأجندة الطائفية والمذهبية. في سورية، يصومون عامهم الثالث، وثلث الشعب بأكمله إما لاجئ أو نازح بدفع خمسين عاما مضت من النفخ في العرق والديانة والمذهب. في اليمن، لا يعرف "من" يقاتل من ولماذا وكيف؟ حين وصلت خطابات الإقصاء حتى…
الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤
يقول لي صديقي الخبير في الشأن السياسي إنه يختلف معي في النتيجة التي وصلت إليها في مقالي السابق عن إيران وأهدافها التوسعية وصولا إلى تصدير ثورتها. سألته: أين تختلف معي؟ قال لي: في مقالك إيحاءات بأن إيران تكسب من خلال إنتاجها سياسة الانتشار والتوسع العشوائي الذي يندفع وفق هاجس ديني/ طائفي، وأرى - يقول صديقي - إن هذا الانتشار إنما يتم قسرياً وفق منطق الترهيب الذي لا يتسق مع ضرورة الاحتكام للعقل والمنطق. قلت لصديقي: إيران لا تهتم بالوسيلة الموصلة بغيتها لكنها في المحصلة والنتيجة نراها تكسب وتحقق أهدافها، لاحظت عند هذه النقطة أن وجه صديقي تغير بما يعكس اختلافه مع رؤيتي ولهذا قاطعني وهو يسأل: فلنحتكم للنتيجة كما تقول: ها هي إيران تخسر في لبنان فقد انحسر مد المؤيدين المتعاطفين مع حزب الله الذي كان قد حقق شعبية معتبرة في لبنان والوطن العربي لكنه الآن يحصد الغضب والكراهية في لبنان والوطن العربي، وصار يُنظر إلى حزب الله باعتباره "عصا…
الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤
احتفل أهالي مدينة جدة الساحلية قبل أسبوعين بانضمام المنطقة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي، وبذلك يرتفع عدد المناطق التي انضمت إلى القائمة العالمية إلى ثلاث مناطق تراثية، وهي الدرعية ومدائن صالح وأخيراً جدة التاريخية. أن تحصل على اعتراف عالمي ومن منظمات عالمية، ليس بالأمر السهل. ملف جدة دخل إلى منظمة «يونيسكو» قبل أعوام، إلا أنه تم سحب الملف لاستكمال الإجراءات المطلوبة. وقدمت مرة أخرى بعد أن أضيف عليها جدة التاريخية بوابة مكة، فالانضمام إلى القائمة العالمية ليس سهلاً.. وليس أيضاً ترفاً. بل هو مشروع إنساني واجتماعي بالدرجة الأولى، ومشروع اقتصادي استثماري يخلق فرص عمل ومجالات متعددة من الحرف اليدوية والصناعات الخفيفة، كما أنه جزء مهم من التاريخ القديم الذي يرسخ الماضي بالحاضر للأجيال المقبلة. بالطبع لم يكن الأمر سهلاً في الانضمام إلى التراث العالمي، فالمنظمات العالمية لها شروط ومطالبات وحاجات، وأيضاً يتطلب الالتزام بها، لكونها أصبحت جزءاً مهماً من التراث العالمي، فلا بد من الحفاظ عليها وتطوير مكوناتها، بحيث تكون…
الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤
«سنذهب إلى العراق والأردن ولبنان، أينما يريدنا الشيخ أبو بكر البغدادي أن نذهب فسنذهب.. أمل الأمة برقبتك يا شيخ». ليس قائل هذه الجملة (النداء) بجهادي عراقي أو سوري أو حتى عربي. إنه شاب بريطاني من أصول يمنية وُلد وعاش في بريطانيا وتعلم فيها، وكان ناجحا في عمله. ويشرح والده المفجوع برؤية ابنه يقاتل مع «داعش». إن أربع جامعات بريطانية وافقت على التحاق ابنه بدراسة الطب. لكن «أبو مثنى اليمني»، كما أعلن اسمه، اختار الذهاب للقتال مع تنظيم داعش في سوريا، وأقنع شقيقه ذا الـ17 عاما بالانضمام إليه، وها هو يعلن أنه مستعد لبذل روحه بإشارة من زعيم «داعش» العراقي ذي الشخصية الغامضة والدموية أبو بكر البغدادي. و«أبو مثنى اليمني» هذا ظهر مع مجموعة شبان آخرين من بريطانيا وأستراليا في شريط دعائي لـ«داعش» يتحدثون فيه بالإنجليزية، ويحثون مزيدا من الشباب الغربي على الانخراط في «أم المعارك»، التي يعتقدونها قائمة في «بلاد الشام». شكل هذا الشريط وفيديوهات وصفحات إلكترونية وصور لمقاتلين وافدين…
د. السيد ولد أباهكاتب وأستاذ جامعي موريتاني، له كتب ودراسات عديدة منشورة في ميادين الفلسفة المعاصرة وإشكالات التحول الديمقراطي.
الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤
هل أصبحت القبيلة هي البديل عن الكيانات السياسية المنهارة في العراق وليبيا وسوريا واليمن، بعد أن برز للعيان أن ما تشهده هذه البلدان من أزمات داخلية حادة قوض جذرياً البناء المركزي للدولة؟ في العراق أدى تحالف العشائر السُنية مع قوات «داعش» وبقايا التنظيمات «البعثية» إلى السيطرة على مناطق الوسط، بما فيها المحاور والمنافذ القريبة من العاصمة بغداد، في الوقت الذي شكلت المجموعات القبلية المشتركة على الحدود العراقية السورية، مجالاً سيادياً ممتداً من دير الزور إلى الموصل وعلى خطوط الحدود مع الأردن وتركيا (قبائل جبور وشمر والبقارة). في ليبيا تدور راهناً حرب دامية بين الزعامات القبلية المسيطرة على أغلب مناطق البلاد والتنظيمات الإسلامية المتطرفة التي هيمنت على العديد من مدن الشرق الليبي (درنة وأجدابيا وبنغازي) بعد سقوط نظام القذافي كما لها وجود قوي في العاصمة طرابلس. والمعروف أن قبائل «التبو» الأفريقية قد استقلت عملياً بالجنوب الليبي في حين تسيطر قبائل الطوارق والأمازيغ على المجالين الجنوبي الغربي والغربي الشمالي وللقبائل الكبرى (كورفلة…