آراء

حليمة مظفر
حليمة مظفر
كاتبة سعودية

“شعرة”.. لمى الروقي!

الإثنين ٠٦ يناير ٢٠١٤

"ماما.. باباااا".. نداااااؤك يأتي على أسماعنا جميعا.. يتسلل إلى ذاك الضمير الذي يقبع في أعماق سحيقة أعمق من تلك البئر التي احتضنتك! نسمعه جيدا بكل ذاك الخوف الممزوج بالبرد وقرص تراب يحف جسدك الضئيل ودميتك؛ هل حقا يا لمى كان الظلام دامسا جدا وليس من بصيص نور يأتي من الأعلى سوى ما يأتيك من ربّ السماء رحمة؟! كيف كانت يا صغيرتي نبرة أصواتهم من الأعلى؟! هل سمعتهم فعلا.. سمعتِ وقع أقدامهم.. حفاراتهم.. أصواتهم وهم يخططون لإخراجك؟! أم سمعتِ فقط قلب والدك وأنين أمك وهما يناديانك حبا وحنانا! هل حقا كانت دميتك أكثر رحمة بك منّا؟ تبا فحتى هذه التي تؤنس وحدتك انتزعناها من يديك! "لمى" يا صغيرتي تُرى ما معنى الانتظار المخيف وجسدك ينبض بالحياة لا يجد فسحة في ذاك الضيق! ما معنى مضي أكثر من 15 يوما وروحك تحوم فوق رؤوسهم والتراب يهمس لجسدك بوقع أجسادهم من فوق رأسك! ترى من هم الذين فوق؟! نحنُ يا لمى فوقك.. أم…

تركي الدخيل
تركي الدخيل
سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة

النفيسي وقصص الجدات!

الإثنين ٠٦ يناير ٢٠١٤

«ابن لادن لا يزال حيا»! هكذا صرح أستاذ العلوم السياسية د.عبدالله النفيسي. ولا غرابة أن تنتشر مثل هذه الأطروحات لدينا فقد انتشرت من قبل في الغرب والشرق. فالأساطير خلقت قائلة:إن هتلر لم يقتل، وعندنا قالوا إن صدام حسين حي يرزق، وكذلك القذافي، وأن من قتل هو الشبيه أو المثيل، وأن كل حالات الإعدام ليست سوى مسرحيات تديرها الإمبريالية الأمريكية، والقوى الاستعمارية الغربية. هذه الأطروحات تلقى صدى ورواجا اجتماعيا لأنها تحرك كوامن الأمنيات، أو غرائب التصورات، مبنية على ساقين، أحدهما: التفكير الرغبوي، وثانيهما: انتظار المخلص. الكل يعلم أن ابن لادن مات بمعرفة أهله وذويه وباعتراف تنظيم القاعدة نفسه الذي نعاه وأعلن عن مقتله، والقصة معروفة منذ رصد أبو أحمد الكويتي إلى أن اصطادت فرقة خاصة نوعية، أسامة بن لادن. يرى النفيسي أن أسامة ــ فقط ــ مخطوف لدى الولايات المتحدة، مستندا في ذلك إلى أن أعوام المطاردة الطويلة لا يمكن أن يكون القتل حلا بعدها، بل الأسر هو المتوقع من قوة…

نسبة مشاركة المرأة في العمل 16% فقط

الإثنين ٠٦ يناير ٢٠١٤

إحصاء من موقع وزراة التخطيط والاقتصاد الوطني وليس من عندي، يقول إن مشاركة المرأة السعودية بالقوى العاملة لدينا هو فقط 16%، وهذه أضعف نسبة في الوطن العربي ويسبقنا فقط «اليمن بنسبة 5%» وحجم سكان المملكة هو الأعلى بالمنطقة، وببلاد يتواجد على أرضها ما يقارب 10 ملايين مقيم يعملون بها، مشاركة المرأة في الإمارات 48% في الكويت 45% والبحرين تقارب 50%. المملكة هي أقل دول المنطقة الخليجية!.. والسيطرة «رجالية» تماماً، رغم أن الجامعات والكليات والمخرجات التعليمية هي نفس عدد الرجال، مع ذلك هي «معطلة» قوى بشرية معطلة لماذا؟ ثقافة عمل المرأة ببيئة «صعبة» تحارب عملها بأوجه عدة، التعليم يحصرها بمخرجات «بطالة مقدماً» فلا تمنح الفرصة لها بالطب أو التمريض أو الهندسة أو غيرها (المملكة تحتاج ما لا يقل عن 120 ألف مهندس كمثال).. صعوبة توفر التسهيلات لعمل المرأة لدينا مثال «النقل» فهي لا تملك وسيلة له إلا بوسيط آخر يمتص رواتبها كلها سواء بسائق أو خلافه، عدم توفير التعليم والنقل ووسائل…

جميل الذيابي
جميل الذيابي
كاتب وصحفي سعودي

«اخرج منها يا ملعون»!

الإثنين ٠٦ يناير ٢٠١٤

لا حديث يعلو هذه الأيام على جرائم «داعش وما أدراك ما داعش»! وتلك محاولات تكاد تنجح من الاستخبارات الإيرانية - العراقية - السورية في فك الحصار عن نظام بشار الأسد وتشويه الثورة السورية. والحقيقة أن «داعش» ليست وليدة الأيام الراهنة، وأفعالها الإجرامية ليست جديدة، بل منذ العام 2004 وعناصرها تمارس الترهيب والتفجير، وهي في البداية من صنيعة الاستخبارات الأميركية في العراق، ثم باعت نفسها للاستخبارات الإيرانية والعراقية وأخيراً السورية. حاولت الأيام الماضية قراءة الكثير مما كُتب ويُكتب عن «داعش» في الصحافة الأجنبية لا العربية. فمثلاً، تعتقد صحيفة «آسيا تايمز» أن «داعش» وحلفاءها يريدون إقامة «سورياستان» على نمط طالباني، ويتلقى مقاتلوها وحلفاؤهم من التنظيمات المتطرفة الأخرى مثل «جبهة النصرة» رواتبهم بانتظام من الاستخبارات الإيرانية والعراقية، ويصفهم بيب إسكوبار مؤلف كتاب «غلوبالستان.. كيف ذاب العالم المعولم في حرب سائلة؟» بمرتزقة جاهزين للشراء من أي طرف يدفع أكثر. والحقيقة أن مقاتلي «داعش» وحلفاءهم من المخابرات الإيرانية والسورية وأيضاً العراقية يحاولون سرقة الثورة السورية…

عبدالله المغلوث
عبدالله المغلوث
كاتب وصحفي سعودي

شغف لويزا

الأحد ٠٥ يناير ٢٠١٤

افتتح ماريو وشقيقه مارتينو عام 1913 متجراً لبيع الحقائب الجلدية النسائية في ميلان الإيطالية. واجه المتجر تحديات جسيمة للبقاء على قيد الحياة؛ إثر الإقبال المحدود من الزبائن. حاول ماريو أن يعيد الحياة إلى متجره بشتى الطرق. تعاقد مع بائعين من ذوي الخبرة وخفّض الأسعار وزاد ساعات العمل دون جدوى. عرض عليه شقيقه أن يوظِّف بعض فتيات عائلتهما المبدعات في المشروع، لكن ماريو رفض رفضاً قاطعاً. كان يكرّر: "النساء لا يصلحن للتجارة، إنما للشراء". حرص ماريو عندما تقدَّم في السن ومرض أن يخلفه ابنه في إدارة المتجر. قام باصطحابه معه وتعليمه أساسيات العمل. عندما تُوفي ماريو تحوّلت إدارة المتجر تلقائياً إلى ابنه. لكن ابنه في قرار مفاجئ رفض معللاً بأنه لا يحب هذا العمل. لقد كان يذهب إلى المتجر مجاملة لأبيه. توصّل الابن إلى صيغة لبيع هذا المتجر. لكن عندما علمت شقيقته لويزا بالأمر طلبت منه ألا يبيعه؛ لتديره بنفسها. رأت أنه من واجبها المحافظة على اسم المتجر، الذي يحمل اسم…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

السياسات الأميركية… بين إيران وإسرائيل

الأحد ٠٥ يناير ٢٠١٤

قال الرئيس الأميركي في خطابه في الأمم المتحدة، قبل ثلاثة أشهر: إن عمل إدارته خلال الشهور المقبلة سينصبُّ على إنجاز أمرين اثنين: معالجة الملف النووي الإيراني، والتوصل إلى بدايات حل فلسطيني. وما اعتبر أحد هذا التصريح جدياً؛ حتى من المراقبين الإسرائيليين والأميركيين. فقد فشل أوباما في فترة رئاسته الأولى في التقدم خطوةً واحدةً على طريق الحل الإسرائيلي الفلسطيني. وفي الجانب الإيراني، ما كانت المتغيرات واضحة الآثار بعد، بحيث كان هناك من نعى المناشدات الأوبامية أيضاً لإيران طوال عدة سنوات! وفيما يبدو الآن كأنما أوباما حقّق إنجازاً كبيراً مع إيران، فإن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية دخلت شهرها السابع دون أن تحقّق شيئاً، وإنما يكمن «التفاؤل» في استمرارها وحسْب! إنما هناك الآن «مستجدات» في الملفين: في الملف النووي الإيراني هناك مفاوضات تقنية دقيقة للدخول إلى تنفيذ الاتفاق المؤقت بستة أَشْهُر، ولا يبدو أن هناك عقبات حتى الآن من الجانبين. وفي الملف الفلسطيني الإسرائيلي تتكاثر الأخبار بشأن إقدام وزير الخارجية الأميركية قريباً (متى؟) على…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

كفاك موتا في عالم الأحياء

الأحد ٠٥ يناير ٢٠١٤

لماذا تكتب دائما ضد القوة؟ ماذا تتوقع من أمة مهزومة أن تفعل؟ أن تمضي في الاستسلام؟ ألم تلاحظ جنابك الفرق؟ أنا لا أكتب ضد القوة، بل ضد العنف. ولا أكتب ضد حماية النفس بل ضد الاعتداء. ولست أريد أن يمضي أبنائي أعمارهم كما أمضيتها أنا، محنيي الرؤوس، كل ما أريد وما أطمح إليه، شعب بكرامة ودولة ذات سيادة. لا أقبل أن تهان دولة مثل مصر في سيناء بعدما حررتها من الاحتلال الإسرائيلي وأبعدت من الذاكرة صورة أرييل شارون يتقدم جنوده فوق رمالها. أريد دولا عربية مثل سويسرا أو السويد، فيها أكبر قوى برية وجوية، لكن لحماية حيادها لا لتهديد جيرانها الضعفاء ولا لاحتلال أراضيهم ولا لإعلانها محافظات تابعة بلغة همجية هولاكوية متعالية. القول إنني أبشر ضد القوة سوء فهم وسوء نية. أنا أعاني من كوني مواطنا في بلد ضعيف يستقوي عليه العدو والأخ وسائر الإخوان وأبناء الأعمام والمخولين وجيرانهم ورفاقهم. كنت أتمنى دولة لا تحتل ولا تضطهد ولا يعيش شعبها…

محمد المسعودي
محمد المسعودي
- ماجستير التنمية البشرية والدراسات التربوية النفسية - Howard University - مدرب معتمد للاستراتيجيات التربوية الحديثة والتنمية البشرية. - عمل في وزارة التربية والتعليم ثم انتقل للعمل تربوياً في واشنطن، حصل على جائزة المربي المتميز من الجمعية الوطنية لمدارس الثانوية الأمريكية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ثم نائباً لرئيس تحرير مجلة (المبتعث).

مستقبلنا بين “الفيصل” و”ريجيو إميليا”

الأحد ٠٥ يناير ٢٠١٤

بعد أيام من انتهاء الحرب العالمية الثانية في ربيع 1945، بدأ أهالي قرية "فلا سلا" التي تبعد عدة أميال من مدينة ريجيو إميليا في إيطاليا بعمل خلاق ومبدع، فبعد الخراب الذي خلفته الحرب قرر رجال ونساء القرية بناءَ مدرسة لأطفالهم، فبدؤوا العمل بأموال حصلوا عليها من بيع دبابة وشاحنات وخيول تركها الألمان إبان انسحابهم.. أنجزوها وكتبوا على مدخلها هذا النص المثير :"بعملنا سوياً رجالاً ونساءً، بنينا جدران هذه المدرسة لأننا أردنا مكاناً جديداً ومختلفاً لأطفالنا". وبعد سنوات أصبح "لوريس مالاجوزي" الأب الروحي لهذه المدارس "بقيادته" وتوجيهه لطاقات هؤلاء الأهالي؛ مما أهله لإعداد المعلمات وأخذ دور القائد التربوي ليس في بلدته فقط بل على مستوى إيطاليا والعالم كله!، يقول مالاجوزي: "أنا محظوظ لأنني أذكر القصة كلها بوضوح، لقد كانت الأخبار أن سكان (فلا سلا) بدؤوا بناء مدرسة للأطفال، كانوا يأخذون طوباً من البيوت المهدمة بالقنابل ويستعملونها لبناء جدران المدارس، لقد نُسفت أفكاري؛ ففكرة أن بناء مدرسة ستتجلى لأناس عاديين ونساء وعمال…

عبدالله المديفر
عبدالله المديفر
مقدم برنامج (لقاء الجمعة)على قناتي خليجية والرسالة وبرنامج (في الصميم) على روتانا خليجية كاتب في صحيفة اليوم

طفلة مبدعة تريد فورد

الأحد ٠٥ يناير ٢٠١٤

كنت منهمكاً في قراءة مجموعة من الأوراق وبجواري طفلتي الصغيرة التي كانت تسألني عن أشياء كثيرة وأنا أحاول أجيبها بأقصر كلمات ممكنة وبتفاعل بارد، ثم قالت لي: بابا ما تبغاني أسأل؟، وعلى الفور أغلقت أوراقي وعدلت جلستي وقلت لها: بالعكس يا بابا الطفلة الحلوة تسأل على طول. الطفل يعيش بعقلية إبداعية جميلة لأنه يتمتع بالخيال الواسع والسؤال الحر والتفكير المفتوح، وعلينا مساعدتهم في الحفاظ على هذه الأشياء، وبعد دخوله للمدرسة نجد أن الطفل تنخفض نسبة الإبداع عنه من ٩٠٪ إلى ٢٪!!، لأن البيئة المدرسية تحارب الخيال بسلاح الواقعية، وتهمش التفكير المفتوح وتستبدله بقاعدة «احفظ تنجح»، وتغتال الحرية بقوانين الانضباط والصرامة، وتقتل ثقافة النقاش لأن الجو المدرسي يشعرك بأن السؤال ليس شيئاً محبباً ويدل على قلة الفهم!. المبدع مستقل عقلياً ولهذا علينا تطوير علاقتنا مع عقول أطفالنا وتساؤلاتهم، وتجنب سلوك الإكراه العقلي على ما نعتقده نحن، والمبدع خياله جامح عادة فلا تقمعوا خيال أطفالكم، فالخيال هو روح الإبداع. نحن بأمس الحاجة…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

عن الظواهري مديرا لمدرسة ابني

السبت ٠٤ يناير ٢٠١٤

حين سئلت في مجلس "ألمع" الثقافي، مساء الأربعاء الماضي، فيما إذا كنت أخاف على أطفالي في مدارسهم من مسائل مثل تشتيت "الهوية" وتفتيت الانتماء، أجبت فورا بالنفي الجازم القاطع؛ لأن بنية التعليم للأسف الشديد وصلت إلى درجة مخيفة، لم تعد حتى تسمح لمحمد وخلدون أن يتلقيا شيئا في المدرسة. خذوها على مسؤوليتي: لم يعد التعليم ولا المدرسة وسائل تربية أو تعليم أو بناء معرفي. لم تعد المدرسة ولا التعليم أوكار خطورة على القوام الفكري والبنائي لملايين الأطفال والشباب، مثلما أيضا لم تعد وسائل بناء وتثقيف حتى ولو من أجل الأوراق والمناهج الرسمية التي يحملونها كل صباح إلى المدرسة. سأقول بالفم المليان: لا يخيفني أن تكون "نسخة" من محمد الظواهري هو المدير أو المشرف التربوي في مدرسة "الولدين"، ولا يرعبني أن تذهب "سارة" إلى مدرسة ثالثة تحت إدارة نسخة أخرى من نوال السعداوي. أطفالي مثل كل أطفالكم، ولا نكذب على أنفسنا، أول من يعلم أن الاستيقاظ في الصباح مجرد روتين "عسكري"…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

ماذا فعلت بنا اللا مذهبية؟

السبت ٠٤ يناير ٢٠١٤

في العام 420هـ ظهر، باسم الخليفة العباسي «القادر بالله»، كتاب وُضِعَت فيه عقيدة (أهل السنة والجماعة) وسُمّي بـ"الاعتقاد القادري". إلا إن ابن تيمية يقول بأن الكتاب من جمع الشيخ أحمد الكرجي القصّاب.. وإنما نُسبت العقيدة إلى القادر لأنه من فرضها على المسلمين، حُيث أمر بأن يقرأ الكتاب على الناس في المساجد والجوامع والتجمعات، وعند حدوث النزاعات بين المذاهب. وكان كل من يُخالف ما جاء فيه يُستتاب، لأنه يعتبر بفعله ذلك كافراً! ويقول الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف، عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في دراسة حول الاعتقاد القادري: "فلم يقتصر على مجرد قراءته وإقرار العلماء به، بل أضيف إلى ذلك أن من خالف هذا الاعتقاد، ليس مسلماً، بل هو فاسق كافر". ثم يذكر كلاماً على لسان ابن تيمية يقول فيه: "ولهذا اهتم كثير من الملوك والعلماء بأمر الإسلام، وجهاد أعدائه، حتى صاروا يلعنون الرافضة والجهمية وغيرهم على المنابر، حتى لعنوا كل طائفة…

إبراهيم العريس
إبراهيم العريس
باحث في التاريخ الثقافي وصحافي وناقد سينمائي ومترجم

«أغنيات» روبرت شومان: من أين تأتي الكآبة في عام الفرح؟

السبت ٠٤ يناير ٢٠١٤

في الثاني عشر من سبتمبر (أيلول) 1840 أذنت محكمة لايبزيغ بزواج روبرت شومان من حبيبته كلارا التي كانت تصغره بعشر سنوات. كان هو في الثلاثين وهي في العشرين. لكن فارق السن لم يكن ليمنع كلارا من ان تكون في ذلك الحين أكثر شهرة منه. فهي كانت فنانة ذات شهرة أوروبية كبيرة، فيما كان هو لا يزال يحاول ان يفرض نفسه على رغم ابداعه، خلال السنوات المنصرمة، عدداً من أعماله المهمة. في ذلك الحين كانت كلارا قد نالت لقب «عازفة غرفة الامبراطورة في فيينا»، وكانت جولات عزفها على البيانو في العواصم الأوروبية تدرّ عليها ثروة كبيرة. وفي البداية لم يكن في هذا ما يضير روبرت. ولكن نعرف ان الامور تدهورت بينهما خلال السنوات التالية، اذ بقدر ما كانا ينجبان من الاطفال (8 أطفال خلال 14 عاماً)، بقدر ما كانت قسوة روبرت تشتد على زوجته وعلى أطفاله، حتى أهملهم تماماً. > وعلى رغم ان كتباً عدة قد وضعت لتسبر اغوار ذلك التحوّل…