الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣
مراجعة جديدة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة العربية. خبر جيّد هذا أم سيئ؟ ليست المراجعة الأولى في تاريخ التدخلات الأميركية، والسوابق ربما تكون كما اللواحق. أزمات أغلقت على "زغل" كما تُقفل الجروح على جراثيمها لتركها تعتمل. خيارات في الدعم أو العزل لم يكن معظمها صائباً. "ثوابت" مرتبطة بالمصالح لا تتغيّر، وتجارب للتكيّف مع المتغيّرات لا تتوصّل إلى ثبات. فكيفما قلّبت واشنطن الأفكار والمعطيات والنظرة إلى نفسها والعالم لا تلبث أن تبقى في مربّع سياسات تقليدية باتت متكلّسة... قد يُقال إن هذا تقويم متسرّع لتوجّهات لم تُعلن بعد، بل لم تنتهِ إدارة أوباما من درسها، أو أنه يتغافل عن أسس "جديدة" فعلاً لمجرد أنها غير مناسبة للعرب. غير أن المقدمات التي أصبحت في عمق ممارسات هذه الإدارة تشي بما سيأتي. ينبغي التوضيح أن النيات الأميركية الرامية إلى "الانكفاء" أو "الانسحاب" أو "الاستقالة" من المنطقة ليست مرفوضة، بل مرحباً بها. لكن ما ينبغي نقده وحتى تجريمه هو طريقة تطبيق هذه السياسة ومضمونها…
جعفر الشايبكاتب وناشط حقوقي، راعي منتدى الثلاثاء الثقافي، وعضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف
الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣
اللقاء السابع للخطاب الثقافي السعودي الذي عقده مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ودعا له حوالي سبعين شخصية ثقافية من مختلف مناطق المملكة، تركز على التصنيفات الفكرية وأثرها على الخطاب الثقافي، وكشف عن قضايا مهمة تتعلق بهذا الموضوع. التنوع بمختلف أشكاله حالة طبيعية في المجتمعات الإنسانية كلها، قد تكون كما أرادها الخالق مصدر ثراء فكري وسياسي واجتماعي ، وقد تتحول بفعل عوامل العنصرية والتمييز والقهر إلى سبب للتوتر والتناحر والتشظي. ولكل اتجاه من هذين المسارين طرقه وأساليبه وسياساته العامة التي تؤدي إلى النتيجة الحتمية. من الواضح أن سبب تحول التنوع في مجتمعنا إلى أزمة فكرية واجتماعية بين مختلف الاتجاهات هو سيادة اتجاه فكري أحادي نال من الحظوة والإمكانيات الشيء الكثير الذي أتاح له إمكانية استبعاد وازدراء المختلفين معه فكرياً ومذهبياً ودينياً والانتقاص من حقوقهم. ذلك يعني أن هناك مناخاً معيناً هيَّأ لمثل هذا الاتجاه دون غيره أن يهيمن على مختلف الوسائل – التي هي حق للجميع – ويوجهها لتعزيز مواقعه والإضرار…
الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠١٣
قالت مصادر لـ«عكاظ» أمس إن سبب مطاردة اليوم الوطني والتي راح ضحيتها شقيقان في مقتبل العمر هو مشادة كلامية بين أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشابين بعد تشغيلهما أغاني وطنية في السيارة، وإذا صدقت هذه الأخبار فهي مصيبة لأن مطاردة بلجرشي التي راح ضحيتها رب الأسرة وفقدت الأم ذراعها كانت بسبب تشغيل الأب أغاني (طيور الجنة) لابنه، وهكذا يموت الناس بمنتهى البساطة لأسباب أقل ما يقال عنها إنها تافهة. وإذا كانت الأمور تسير على هذا النحو فعلا فإننا نناشد وزارة التجارة أن تفرض على وكلاء السيارات انتزاع أجهزة الراديو والمسجلات من كل السيارات على اختلاف أنواعها، فاذا كان تشغيل أغاني الأطفال والأغاني الوطنية قد تسبب بكل هذه المآسي فما هو حجم الكوارث التي يمكن أن تنشأ في حال تشغيل أغاني مريام فارس؟ ** رجاء الصانع كانت امرأة محظوظة لأنها حققت نجاحا كاسحا وهي في سن صغيرة حيث حظيت روايتها (بنات الرياض) بانتشار واسع وترجمت إلى 40 لغة وبيع…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠١٣
الحيادية أو "الموضوعية" هي القيمة الأكثر جدلا في الصحافة حول العالم، وهي القيمة الأساسية التي تدور حولها معظم أدبيات القيم المهنية في الإعلام. ورغم أن هناك دائما من يقول بأن الموضوعية مستحيلة، لأنها تتطلب مستوى نادرا بين البشر من الحيادية الكاملة، فإن هذا لم يثن الصحافة في الدول الديمقراطية من إلزام نفسها بأعلى مستوى "ممكن" من الحيادية، من حيث طرح الآراء المتعددة، والالتزام بالتعريفات العلمية، والاعتماد على الأرقام والحقائق في نقل المعلومات، ولكن هذه الحيادية جاء دائما من يقلل منها وينتقدها كما هي الحالة مع المفكر نعوم تشومسكي الذي طالما انتقد موضوعية الإعلام الأميركي. التغيرات في السنوات الأخيرة، بما فيها التغيرات السياسية والتكنولوجية، فرضت تحولا جذريا في هذه المفاهيم، وهذا النقاش تجدد في الفترة الأخيرة بشكل واسع جدا مع نشر صحيفة الجارديان الشهيرة لأعمال جلين جرينوالد الصحفية (مع جون سنودن وغيره) والتي يبذل فيها جهدا خاصا لفضح وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA) وجهاز الاستخبارات الأميركية (CIA)، بشكل رأى فيه كثير…
الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠١٣
في القرن الحادي والعشرين، بات العالم يعي اختلافه، ويعي وجود الاختلاف لدى الشعوب والأفراد، في التكوين الجيني، واللغات، والثقافات والأديان، ويعد الحوار أهم طريقة لقبول هذا الاختلاف، ولا يعني الحوار اسماً بديلاً لـ"إدارة المعركة"، فالرغبة في الحوار لا تتحقق من دون التخلي عن الوثوقية الفكرية والأحكام المسبقة كشرط لازم لشيوع الدرجة الدنيا من التسامح والتأكيد على الحق في الاختلاف، دون أن يكون الفرد أو الشعب نسخة مكررة عن الآخر. هنا يمكن التأكيد على أنه لا أحد يستطيع أن يفرض نفسه على العالم من حوله، إلا أن هناك من يرى أنه الأفضل، وبالتالي يعتقد أن له الحق في أن يكون وصياً على فكرة الاختلاف ذاتها، سواء أكانت هذه الفكرة متعلقة بالوطنية أو المعتقد. وليس معنى أن يكون الإنسان مختلفاً، أن يكون "أفضل" أو "أقل" من غيره؛ فالاختلاف قيمة إنسانية حقيقية ليست سلبية، ولولا الاختلاف لربما انتهت الثقافات البشرية التي يميزها التنوع والتراكم البنائي؛ فبقاء ثقافة ما فاعلة ونشيطة ومتوارثة، هو رهن…
الأحد ٠٣ نوفمبر ٢٠١٣
التحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون الخليجي في هذه الفترة العصيبة هي الأخطر من نوعها، وسوف يحمل لنا المستقبل القريب المزيد من هذه التحديات الإقليمية والعالمية، المؤشرات واضحة، وتؤكد ذلك، فهي لا تحتاج إلى تكهنات أو تحاليل سياسية عميقة، ولا تنظير من أهل السياسة والإعلام، كل ما نحتاجه لمعرفة هذه التحديات والمصاعب متابعة مجريات الأحداث والتحركات على مستوى إقليمي ودولي، ومقارنتها بالتاريخ السياسي لا أكثر ولا أقل! ومادام الأمر حتمياً، فمن الضروري أيضاً أن تقتنع جميع دول المجلس دون شذوذ أي منها، بألا مجال لمجابهة هذه التحديات ومواجهتها بشكل منفرد، والسبيل الوحيد للعبور إلى بر الأمان هو مزيد من الترابط والتلاحم، وتوحيد المواقف والإجراءات، وإن كان الطريق للوحدة الخليجية مازال بعيداً فلا طريق آخر أمام دول مجلس التعاون لتسلكه سوى توحيد المواقف ووحدة الصف. الإمارات دائماً ما تعبر عن هذا الموقف، وتسير سياستها الخارجية بشكل واضح نحو هذا الهدف، وهي تسعى للتجمع، وتكره التشتيت والتفرق، وهي دائماً وأبداً تسير في…
الأحد ٠٣ نوفمبر ٢٠١٣
الإشارة الأولى عمليا، جاءت عندما لم تلقِ المملكة كلمتها في الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا العام، تعبيراً عن اعتراضها على عجز المنظمة الدولية عن حل أي من القضايا التي تعرض عليها.. والتأكيد جاء بعد أن اعتذرت الحكومة السعودية عن قبول عضويتها بمجلس الأمن الدولي -أهم أجهزة المنظمة الأممية-، عقب انتخاب المملكة لشغل مقعد غير دائم فيه، والسبب إخفاق المجلس في التعامل مع قضايا المنطقة الراهنة، وحل القضية الفلسطينية والصراع في سورية وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. ويعتبر اعتذار المملكة عن شغل مقعدها في مجلس الأمن خطوة مفاجئة وغير مسبوقة في تاريخ الهيئة الدولية. وكان السؤال الأكثر تداول دوليا ودبلوماسيا -أيضا-: ماذا يريدون (السعوديون) أن يقولوا..؟! ثم أصبح: هل سيؤثر الغضب السياسي السعودي على الأمم المتحدة..؟ هل يدفع مجلس الأمن إلى وضع مزيد من الضغوط لحل الصراع الدائر في سوريا؟، أو انتهاج سياسات أفضل للتعامل مع القضايا العالقة..؟ صحيح أن الرسالة السعودية أصبحت واضحة، إلا أن الرغبة لدول اختارت…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ٠٣ نوفمبر ٢٠١٣
ما كانت واقعة «الإخوان» مع الأزهر قبل بضعة أيامٍ هي أولى وقائعهم معه، قبل الثورة المصرية وبعدها. فمنذ ثلاثينات القرن العشرين يتصارع «الإخوان» مع الأزهر حول المرجعية في الدين والمجتمع الإسلامي العام. بل يمكن القول إنّ خلافهم مع الأزهر سبق خلافَهم مع الدولة المصرية في زمني الملكية والجمهورية. فقد نظر البنّا، مؤسس «الإخوان»، إلى الأزهر باعتباره مؤسسةً تقليديةً عاجزةً عن أداء المهمات التي أوكلها المصريون والمسلمون بعامة إليها. وذلك لأن جمعية «الإخوان» والجمعيات المشابهة والتي قامت في مصر منذ مطالع القرن العشرين، كانت تعتبر نفسَها وارثةً للشرعية أو قائمةً عليها، وبخاصةٍ بعد سقوط الخلافة العثمانية وإلغائها على يد مصطفى كمال. وقد تطور هذا النوع من «الوعي» إلى الحدود القصوى بعد الحرب العالمية الثانية، لأن «الإخوان» صاروا يعتبرون أنفسهم بديلاً عن الدولة الوطنية المصرية. أما الأزهريون فظلُّوا يعتبرون أنفسهم قبل إلغاء الخلافة وبعدها قائمين على التعليم الإسلامي وعلى الفتوى وعلى الإرشاد العام، ولا يرون أن بينهم وبين السلطات القائمة منافسةً من…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
الأحد ٠٣ نوفمبر ٢٠١٣
عندما كنت فتى يافعاً، كانت لعبة المونوبولي رفيقتي أنا وأصدقاء وأقارب طوال إجازة الصيف، فهي مناسبة للسهر الطويل، إذ يمكن أن يستغرق لعبها ساعتين وأكثر، لجهلي يومها باللغة الإنجليزية، اعتقدت أنها تعني «لعبة المال»، إذ بدت لي أنها تتضمن الكلمتين Money Play ولكن الترجمة الصحيحة هي «الاحتكار»، وهي ممارسة تجارية مذمومة شرعاً، وممنوعة نظاماً، بل إن من الفقهاء من حرم الاحتكار استناداً إلى الحديث النبوي «لا يحتكر إلا خاطئ»، ولكن معظمهم اشترط أن يكون في الطعام لحاجة الناس إليه، ولكن الحكومات الحديثة توسعت في تعريف الاحتكار ليشمل كل السلع والخدمات، ومن يمارس الاحتكار بمعنى جمع سلعة ما كلها أو غالبها في يده، فيستطيع حينها تحديد سعرها، لأنه المتمكن من طرحها في السوق بالسعر الذي يريد أو حجبها حتى تصل إلى السعر الذي يريد. وقد تدخلت الحكومة في السعودية غير مرة ضد شركات ثبت أنها توافقت على رفع سعر منتجاتها، فاعتبرت ذلك «التواطؤ» من باب الاحتكار، كما قامت الحكومة الأمريكية بتفكيك…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٠٣ نوفمبر ٢٠١٣
قبل أيام قليلة احتفل الحوثيون بذكرى يوم الغدير، وألقى زعيمهم عبد الملك الحوثي كلمة عبر فيها عن حالة من الغرور والتعالي وازدراء الآخرين، أدت إلى حالة من الاستقطاب داخل المجتمع استغلها بعض زعماء القبائل الذين تعرضوا إلى الإذلال على يد أنصار الحوثيين في عقر دارهم قبل عدة أشهر، ليعلنوا الجهاد ضد من سموهم الرافضة، ويدعوا للجهاد ضدهم. في الطرف المقابل أثبت «أنصار الله» (الحوثيون) قدرتهم على المناورة واستغلال التناقضات داخل المجتمعات القبلية وتحويل التحالفات فيها، وكذا تمرسهم في فرض الأمور على الأرض بقوة انضباط فصائلهم، وبلغ منتهى قوتهم أن فرضوا في الأشهر الأخيرة من عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح محافظا لمركزهم في صعدة استمر التعامل معه لاحقا بقوة الواقع لا بقوة القانون. ينبئ انفجار الحرب في صعدة بأن المعارك القادمة في اليمن لن تدور بالحوار والكلمات، وإنما برصاص وقذائف، وليس هناك ما يشير إلى قدرة الحكومة الحالية على عمل أي جهد، بل إنها لم تبذل شيئا منه وتنازلت…
الأحد ٠٣ نوفمبر ٢٠١٣
أعود اليوم إلى ما بدأته قبل الأسبوع الماضي («الحياة»، 13 تشرين الأول / أكتوبر، 2013)، بعيداً عن الأحداث السياسية، وأكثر قرباً من موضوع لا يقل أهمية، لأنه يؤسس لطريقة النظر إلى هذه الأحداث، أو علم السياسة في شكل عام. الموضوع الذي أعود إليه هو العلاقة بين الدين والعلم، وهو موضوع يتكامل مع موضوع آخر، هو علاقة الدين بالسياسة، وعلاقة الدين بالدولة أيضاً. كنت قد ختمت المقالة السابقة قائلاً: «الافتراض هنا أن الدين بحد ذاته علم، ويستند إلى منهجية علمية. هل الأمر كذلك؟». وأفضل طريقة للإجابة عن هذا السؤال هي بالعودة إلى كيف يعرّف الفقهاء المسلمون العلم؟ وما إذا كان هذا التعريف يحمل في طياته منهجاً علمياً، أم منهجاً دينياً يختلف عن المنهج العلمي؟ لا بد من التنويه هنا بأنني عندما أستخدم مصطلح العلم فأنا أقصد به المعنى المنهجي الحديث لهذا المصطلح. والشائع في العربية أن الأصل في معنى العلم هو الذي يشير إليه تعبير «علم بالشيء»، أو عرفه وتصوره. لكن…
الأحد ٠٣ نوفمبر ٢٠١٣
من أجل تقويم الجولة التي قام بها الموفد الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي على المنطقة والجهود الكبيرة التي بذلها والمشقات المضنية التي عاناها، يمكن التساؤل عن إمكان أن تكون فرص انعقاد مؤتمر «جنيف -2» باتت متوافرة أكثر عما كانت عليه عندما بدأ هذه الجولة. لقد بدأ الإبراهيمي جولته والكلام الصادر عن راعيي «جنيف - 2»، أي روسيا والولايات المتحدة، يحدد 22 - 23 الشهر موعداً للمؤتمر، أي بعد أسبوعين. وأنهى الإبراهيمي جولته ليتحدث عن احتمال انعقاد المؤتمر خلال أسابيع في أفضل الأحوال، إن لم يكن إلغائه إذا رفضت المعارضة الحضور. أي أن الجولة لم تسهم بالملموس في أي تقدم نحو انعقاد المؤتمر، على رغم كل التفاؤل الصادر عن الأمم المتحدة وموفدها والإطراء الذي ناله الموفد من موسكو وواشنطن والمديح الصريح من النظام السوري، بعد تخوينه وتصنيفه في خانة الأعداء. وقد يكون هنا بيت القصيد من كل هذه الجولة، أي العودة إلى دمشق وحظوة لقاء الرئيس بشار الأسد. وبعد اللقاء والتقريظ…