آراء

عبدالعزيز الخضر
عبدالعزيز الخضر
كاتب و باحث سعودي

في أوهام تطبيقات الشريعة!

السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢

«الشريعة.. الشريعة يا عم خلاص عرفنا.. يا عم طبأ الشريعة بكرا الصبح، وهي متطبأة.. أنت عايز تطبأ الحدود ما تطبأها وِحَدْ مانع الرئيس محمد مرسي إنه يطبأ الشريعة..؟»، «همّا طالعين الجمعة دي.. ضد الأعداء اللي بيرفضوا تطبيء الشريعة، وأنت مالك أساسا باللي يرفضوا أو يوافقوا.. أنت ليك اللي بيطبأها.. مين بيده يطبقها الرئيس محمد مرسي ما تروح تطالب الرئيس..» هكذا قال إبراهيم عيسى بقدر من المكر الصحفي والفن المسرحي يسخر من خصومه الإسلاميين في برنامجه الفضائي. يصور هذا الكلام شيئاً من مشهد النكايات المتبادلة هذه الأيام بين مختلف القوى في المشهد المصري. أفضل ما في الربيع العربي أنه عطل فعالية كثير من الأفكار والمقولات السجالية القديمة، وبدأت تفرض لغة جديدة، بما فيها منطق صناعة العدو في الداخل ورؤية الغرب، لأن السيناريو الذي انهارت فيه الأوضاع مختلف عن كل التركيبات الذهنية التي تتصور حدوث التغيير فيه، ومع ذلك فبعضهم لازال يرغب العودة لمنطق الماضي. كانت الفكرة الأولية التقليدية لبعض خصوم الإسلاميين…

ميسي والرشاش!

السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢

صورة واحدة يمكن أن تحرق جهد سنوات طوال من حملات «العلاقات العامة» ذات التكلفة العالية. هذا بالضبط ما أحدثته صورة استقبال اللاعب الأرجنتيني الشهير «ميسي» في مطار الرياض قبل أيام. صورة اللاعب الأرجنتيني «ميسي» مع رجل الأمن السعودي «طلال» وبينهما الرشاش طغت على صفحات الرياضة في صحف عالمية كبرى. الناس تسأل: ما الحاجة للرشاش في صالة المطار؟ أحدهم يعلق ساخراً: إذا كانت مرافقة ميسي في المطار تتطلب رشاشا فهل تتطلب فرقة مدرعات في الشارع؟ أنا لا ألقي اللوم على رجال الأمن -حاملي الرشاشات- في المطار. لكنني ألوم الجهات المنظمة لعدم اهتمامها بتفاصيل الاستقبال. الصورة -كما يقال- تغني أحياناً عن ألف كلمة. وهاهي صورة ميسي والرشاش تطوف الدنيا كلها وبسببها يتندر علينا العالم ويسخر. أم أن التنسيق بين رعاية الشباب والأجهزة الأمنية معدوم؟ كنت أتوقع من مسؤولي رعاية الشباب، وهم أكثر من يعرف أهمية وجود المنتخب الأرجنتيني في الرياض إعلامياً، وعياً بأهمية أدق التفاصيل عند استقبال الفريق الأرجنتيني وخلال إقامته. ليتنا…

ترى الأمير يسلم عليك!

السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢

«ترى الأمير فلان يسلم عليك».. هكذا يدحرجها القائل إلى سمع متلقيها، بنيات مفخخة ومقاصد معروفة الأبعاد عند قائلها. ••• عند ذلك… ينفرج وجه مستقبلها بابتسامة بلهاء، وترتسم على محياه الساذج خطوط البهجة الغبية. وتتسارع أنفاسه دون إدراك، ويخامره خليط من الشعور بالخيلاء والتباهي. فما أعظم أن يخصك الأمير فلان بالسلام! ••• فلا معنى لذلك إلا أنك شخص مهم لديه، أو على أقل الفروض محفوظ في ذاكرة سموه الكريم على الرغم من كثرة مشاغله، وما يقابله يومياً من بشر إلا أنه لايزال يذكر فلاناً الذي قابله مرة أو عدة مرات، أو قرأ له في مناسبة ما… ••• أما إذا أضاف الناقل بعد السلام بعض «التحابيش» مثل «ترى سمعتك عند الأمير زينة»! أو «أنت مذكور عنده بالخير»! أو «ترى ما ييجي ذكر طاريك إلا يمدحك»! فعندها تصل «بلاهة» المتلقي حداًُ تصعب السيطرة عليه… أما إذا أحب «الناقل» أن يزودها بقوله: «ترى الأمير مبسوط منك كثير».. فعند ذلك تختلج جميع أعضاء جسم المتلقي،…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

سورية… من سيء إلى أسوأ

السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢

الوضع في سورية سيء، ولكن من الممكن أن يكون أسوأ، فالشتاء قادم ومعه المزيد من القتل والمعاناة. حروب أهلية صغيرة داخل الحرب الأهلية الكبرى، كانتونات ومناطق نفوذ، موانئ غير شرعية، جباية ضرائب خارج سلطة الدولة المنهارة والائتلاف الوطني البديل، صراع للسيطرة على هذه الموارد، مذابح ومزيد من المذابح الطائفية وما يتبع ذلك من تهجير، ثم يطفح كل هذا على الجيران وبخاصة في لبنان الضعيف، ربما الأردن أيضاً. يجب الاستعداد جيداً لذلك «اليوم الأسود»، ولكن من الأفضل أن نسعى لمنع حصوله، فذلك أفضل من الانتظار حتى يقتنع الروس أن النظام الذي يدافعون عنه قد انهار حكماً، وعليهم تغيير موقفهم لإنهاء معاناة الشعب، وحتى يبدأ الأميركيون بتنفيذ «المرحلة التالية» من خطتهم التي لا نعرف عنها الكثير. ليت جيران سورية يدركون أن عليهم فعل شيء، ولو خارج المنظومة الدولية لأنهم أول المتضررين. يعلم كل أصدقاء سورية أن النظام لم يعد نظاماً، وإنما أصبح مجرد ميليشيا ولكن لديها سلاح طيران، النظام مهترئ، يقف على…

بدرية البشر
بدرية البشر
كاتبة سعودية مقيمة في دبي

متى يعتذر «الوعاظ»؟!

السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢

يقول القاضي في محكمة تكساس «إنه عاش صراعاً أليماً وهو يفكر في الليلة التي سبقت إعلان الحكم الذي يستحقه الشاب السعودي طالب الهندسة الكيماوية خالد الدوسري، لكنه في الأخير فكر في أن هذا الشاب الصغير لو نجح في مسعاه، لمات بسببه أناس أبرياء». آمل أن يستأنف الحكم ويكون أكثر رحمة، لكن سؤالي هو: إذا كان هذا القاضي الأميركي المسيحي قد عانى وهو يقرر مصير شاب صغير لم يتجاوز الـ22 عاماً ينتهي بالمؤبد، فمن هذا القلب الأصم الأبكم كحجر الذي لم يعش صراعاً ولا يقظة ضمير وهو يلعب بعقول هؤلاء الشباب ويحول طريق جهادهم من طريق علم واكتساب معرفة إلى طريق جمع المتفجرات وقتل المدنيين الآمنين؟ الشرطة الأميركية وجدت في شقته مواد كيماوية وأسلاكاً وحقيبة متفجرات وشرائط فيديو ورسائل إلكترونية تشرح مخططه، وأتخيل دهشة الشرطي الذي دخل شقة شاب يدرس الهندسة الكيماوية ليجد أشياء ليست لها علاقة بعلم الهندسة، بل بصنوف القتل والتفجير. خالد ليس الشاب الوحيد الذي حاد به طريقه…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

أطلق الخروف الذي في داخلك!

الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٢

لم يستوقفني إطلاقاً ذلك التصريح الذي أطلقه الدكتور المقدم حمد علي الدباني، رئيس قسم التحريات في شرطة رأس الخيمة، ونشر في صحيفتنا، بأن مواطناً متزوجاً قام بشراء سيارة «رنج روفر» (وكالة رقم واحد فتحة سقف)، لإحدى الفتيات، مقابل أن توافق على استمرار العلاقة معه! فرجل مثلي قضى جل حياته بين «الخرفان»، لا يرى في ذلك الخبر أي إضافة لما يراه حوله يومياً من «الربع»، مع حفظ الاحترام والألقاب للدكتور حمد بالطبع. عتبي الحقيقي هو على ذلك الشاب الذي يبدو من الخبر أنه مازال خروفاً صغيراً، «رنج» مرة وحدة يا ظالم! أين التسلسل الطبيعي في العلاقة المثالية: «بطاقة تليفون بوعشرين، بطاقة تليفون بوخمسين، بطاقة تليفون بو امية، علبة باتشي، علبة باتشي + ورد، موبايل من دون كاميرا، موبايل مع كاميرا، موبايل مع كاميرا مع بطاقة تليفون بو امية، سيارة هايونداي آي تن الصغيرة جير عادي، وهكذا.. ولكن يبدو أن صاحبنا ما عنده وقت يضيعه.. ولهذا فقد كانت نهايته وخيمة!». «الخرفنة» أصبحت…

ريادة الأعمال والبيروقراطية

الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٢

من أهم أوجه دعم مشروعات الشباب، في دول مجلس التعاون الخليجي، تسهيل إجراءات تسجيل مشروعاتهم وتخفيف تعقيدات البيروقراطية أمامهم. أعرف شباباً في غاية الطموح والتأهيل للبدء في مشروعات صغيرة لكنها مؤهلة أن تتحول مستقبلاً إلى شركات كبرى. العقبة الكبرى التي تواجههم هي في تعقيدات استخراج الرخص التجارية وما يرافقها من رسوم مالية متعبة! قد يكون رأس المال مشكلة للبدء في مشروع تجاري صغير، لكن المؤكد أن البيروقراطية مشكلة أخرى. لا يمكن أن نعامل شركة مبتدئة، لشاب في مقتبل التجربة، كما نعامل شركة كاملة التأسيس وذات إمكانيات مالية وإدارية متمكنة. ولهذا فلابد من إعادة النظر في إجراءات تسجيل الشركات والمؤسسات التي تندرج ضمن “مشروعات الشباب” بما يسهل المهمة أمام الشباب وغلق أبواب الإحباط أمامهم. هنا لابد من التعاون مع المؤسسات التي تعنى بمشروعات الشباب في سعيها للتخفيف من وطأة البيروقراطية ورسوم التسجيل الكثيرة أمام الشباب الداخلين حديثاً في معترك الأعمال والتجارة. وحينما ندعم توجه الشباب نحو ريادة الأعمال فإنما نؤسس لثقافة…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

في الصالون الثقافي السعودي بالشارقة

الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٢

في جناح السعودية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، يعيش الزائر الحالة الثقافية ببساطتها. فمنذ اللحظة التي رحب بي فيها الملحق الثقافي السعودي الدكتور ناصر السحيباني وما تلاها من حديث جميل، لمست حبا كامنا داخله للمكان ورغبة في متابعة كل التفاصيل بما يقدم من صورة واعية عن الثقافة السعودية، يشد عبرها ضيفه إلى آفاق يعود في بعضها إلى زمن البدايات وينتقل في غيرها إلى ما يجب أن يكون... وبالتمازج بين الرؤيتين يرتسم الإنسان والمكان. الجناح السعودي الذي تشرف عليه الملحقية الثقافية السعودية بالإمارات يشكل نموذجا لكيفية المشاركة في معرضٍ للكتاب، فالمشاركة ليست عرض كتب فقط، وإنما هي أيضا ثقافة وصورة حاضرة وحوار ثري. في الدور الثاني من الجناح يقع الصالون الثقافي الذي يرتاده الكتاب والمبدعون من مختلف الدول العربية حيث يتبادلون الأحاديث ويتحاورون في المعرفة وغيرها، كما يأتي زوار المعرض الذين يستهويهم الحوار. في الصالون التقيت مجموعة من المثقفين والأدباء العرب، كالروائي السعودي محمد المزيني والممثل السعودي عبدالعزيز المبدل، والكاتبة المغربية زهور…

جوازات السفر!

الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٢

لا أعرف ما الذي يمنع أن يجدد السعودي جواز سفره في سفارة بلاده؟ أذكر أنني أثناء الدراسة في أمريكا جددت جواز سفري من سفارة المملكة في واشنطن. لكنني في الإمارات اضطررت للسفر للرياض لتجديد جواز سفري، لا أجزم بدقة المعلومة لكنني سمعت أن قراراً صدر قبل سنوات يمنع تجديد الجوازات عبر السفارات. أما إن رزقت بطفل وأنت خارج الوطن فكل الذي تفعله لك سفارة أو قنصلية بلادك أنها تصدر لمولودك وثيقة عبور تعود بها للمملكة حيث يصدر جواز المولود الجديد. كل العرب والأجانب الذين أقابلهم في دبي يجددون جوازات سفرهم ويستخرجون جوازات مواليدهم من سفارات بلدانهم. أم أن بيروقراطيتنا القاتلة لابد أن تميزنا عن بقية خلق الله حتى في استخراج جوازات السفر؟ حينما اضطررت للسفر للرياض لتجديد جواز سفري، وبعد أن أهدرت يوماً كاملاً في إجراءات تجديد الجواز، أدركت أن مسؤولي الجوازات في بلادي يريدون تحقيق المساواة في “المرمطة” بين المواطنين، المغترب منهم والمقيم! فهل يعقل أن تجدد جواز سفرك…

عادل الطريفي
عادل الطريفي
كاتب و إعلامي سعودي - رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"

بترايوس العربي.. بين الصيت والشهرة

الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٢

في كتابه «رحلة إلى بداية» (1969)، يقول الكاتب الإنجليزي كولن ويلسن ـ صاحب المؤلف الشهير «اللامنتمي» (1956) - واصفا التعاطي الأميركي مع مسألة الشهرة: «لا يوجد بلد أكثر حرصا على الاحتفاء بالمشاهير، ولا أكثر سرورا بأفولهم من أميركا». لعل هذا الوصف ينطبق على الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس الذي استقال مؤخرا من منصبه على رأس وكالة المخابرات الأميركية إثر الكشف عن علاقة نسائية له خارج إطار الزواج. كان من الممكن أن تمر هذه المسألة من دون اكتراث من الجمهور لولا أن نجم القصة يعتبر حتى وقت قريب في مصاف الأبطال. لا حاجة إلى سرد وقائع القصة، فهي منشورة باستفاضة في وسائل الإعلام. وسواء كنت تعتقد أن بترايوس يستحق ما جرى له نظير خيانته الزوجية، أو معترفا بسجله وإنجازاته كعسكري، فإن الجدل حول ما جرى سيستمر لبعض الوقت، وإذا ما ثبت أن بترايوس لم يرتكب خطأ أمنيا سوى هذه العلاقة التي كانت مدمرة، فإن السيناريو المرجح هو أن يطوي النسيان تلك الحادثة،…

سعيد الوهابي
سعيد الوهابي
يدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).

لقائي الأول مع خالد الفيصل

الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٢

كنت في جماعة الإذاعة، الميزة الوحيدة أنني لا أحضر الطابور، فقط أتسلل نحو غرفة الجماعة وأخرج أمام الطلاب مرة كلمة صباح. مرة لتقديم حديث نبوي، ومرة أكون مقدماً للإذاعة، ومرات أصبح شاعراً. أتذكر قصيدة للأمير خالد الفيصل يقول مطلعها: “حنا العرب يا مدعين العروبة/ وحنا هل التوحيد وأنتم له أجناب.. وحنا شروق المجد وأنتم غروبه/ وحنا هل التاريخ وأنتم به أغراب”، كنت بجوار الأستاذ حمادي مدير المدرسة ومن رهبته وخجلي كررت البيت الأول ثلاث مرات والبيت الثاني خمس مرات وتوقفت وأخرجت ورقة القصيدة وأكملتها قراءة بدلاً من إلقائها حفظاً. قبل الأستاذ حمادي كان لدينا مدير اسمه معلا الحربي، كنت أحد الرواد الذين شهدوا يوم تقاعده التاريخي، كنت في جماعة الأناشيد هذه المرة، قام أستاذ فاضل اسمه عبداللطيف السيد وهو مصري الجنسية بتأليف قصيدة وكنت أقف مع الكورال وأردد بصوت حماسي: يا معلا يا من أعليت المباني…إلخ، بالرغم أن “معلا” هذا لم يضع طوبة واحدة جديدة للمدرسة منذ تأسيسها عام 1982،…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

مقامات البلاط

الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٢

النقاشات عند العرب تصنّف عادة في (باب: المعارك)، فهي قلّما تنتهي نهاية سليمة وسلميّة، يخرج منها الطرفان مثلما دخلا! تتفاوت أهداف المتحاورين / المتحاربين، فبعضهم يدخل المعركة النقاشية وهو يريد إحراج خصمه، آخر يريد إفحامه، ثالثٌ طموحه أن «يمسح بخصمه البلاط»! والفئة الأخيرة هي التي تناولها د. سليمان الهتلان في مقالة تشخيصية جميلة الأسبوع الماضي. فكرة (المسح بالبلاط) أثارت شجوني، وبتُّ أتأمل، وبتحفيز من الصديق محمد المختار الفال، في علاقتنا العجيبة مع البلاط، فالناس إذا أرادوا أن يمتدحوا مكانة إنسانِ ما وعلّوا مقامه ونفوذه قالوا إنه: قريب من (البلاط)، لكنهم إذا أرادوا إهانة شخص وإذلاله توعّدوه بأنهم: سيمسحون به البلاط. فالناس في علاقتها مع البلاط على نوعين: فئة يُمسح بها البلاط... وفئة تتمسّح بالبلاط! ما الفرق بين البلاطين؟! هل يكمن الفرق في نوعية البلاط أم في نوع المبلّط؟! الفارق الظاهر بين الفئتين أن أحدهما فاعل والآخر مفعول به، لكن في العمق سنجد أن الفاعل يتحول مع الزمن إلى مفعول به،…