آراء
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢
يثير التساؤل الاهتمام المفرط بعتق الرقاب والتسابق إلى الإشراف على الحملات التي تتولى جمع الأموال لفكاك حياة المحكومين بالقصاص، والحماس المخلص الذي يبذله القائمون لحث الناس على المساهمة بأي مبلغ حتى أن الحملات تترى وتتوالى والمبالغ المطلوبة تزيد وتكبر. هل فعلاً يطلب أصحاب الدم هذه المبالغ الكبيرة؟ وهل أصبح العفو الذي كان طلبا للأجر وإعلاناً عن التسامح تجارة رابحة؟ وهل كل المحكومين يحظون بهذه الفرصة أم أن النشاط يقتصر على محكومين تنتصر لهم قبائلهم وأسرهم بينما يفتقده الضعفاء والمهمشون الذين لا يقف خلفهم من يستطيع جمع الملايين؟ وهل أصبحت بوابة للنجومية والظهور وامتيازات أخرى؟ ولماذا لا تنال قصص العفو الحر اهتماماً مماثلاً مع أنها فعل نبيل وعظيم وسماحة تستحق التقدير والاحتفاء؟ كما يبدو فإن هذه الحملات تنجح حتى الآن في جمع المبالغ المطلوبة وأفرزت سماسرة ووسطاء بارعين في إقناع المستهدفين بالدفع وهو نجاح يشير إلى استبعاد غير القادرين على الدفع منها، ويشي بأن عملية الانتقاء تقوم على دراسة المخاطر والجدوى المتحققة من العملية مما يحيلها إلى صناعة معقدة خصوصاً أن بعض وسائل الإعلام تنشر، دورياً، أسماء المتبرعين ومبالغهم تحفيزاً للوجاهة والاستعراض؟ قبل سنوات كانت هذه القصص لافتة لندرتها والاستنكار لطبيعة مطالبها أما الآن فهي مشهد ثابت وكثيف الحضور وقابل للنمو والازدهار. إذا كانت المشاركات في هذه الحملات توفر الملايين فأين…
آراء
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢
فعلاً أشعر بالوحدة الشديدة! أحس بأنني أعيش في عالم يختلف تماماً عن العالم الذي يعيش فيه بقية سكان الإمارات، ولم يبدأ عندي هذا الشعور أو يتكرس إلا بعد أن بدأت بالاطلاع على موقع الصور الشهير «إنستغرام».. ما هذا الذي أراه؟! لم أكن أعلم أن جميع الوجبات الغذائية في بيوت الناس بهذا الذوق والنظام! يبدو أننا العائلة الوحيدة التي تفرش السفرة على الزولية، وتضع الأطباق كيفما اتفق، وتضع البيبسي في أكواب الجبن المستعملة، وحين تصرخ قائلاً لأمك: إن هناك قطعة بلاستيك غريبة في المجبوس، تسمع الجواب الأزلي: «قول بسم الله وكِل يا وليدي ما بتموت»! ولم أكن أعلم أن الأسر جميعها بهذه السعادة، التي تطفح من الوجوه في صور «الانستغرام» الأب والأم والأبناء والبنات، صور مثالية تصلح للاستخدام في دعايات «سجنال تو»، أو «مليونير المشرق»، الأمر أشعرني فعلاً بأننا الأسرة الوحيدة التي لم تتصور جماعياً إطلاقاً، لأن شقيقتي لاتزال غاضبة منذ عشر سنوات من أخي الذي سرق سيارتها «وصاده رادار» في ذلك اليوم، ولأنني لا أتصور مع أخي الآخر مطلقاً، بسبب مباراة الشباب والوصل الأخيرة، ولأن أمي ترفض أن يقوم أحد بحركة «حبتين» التي تراها سمجه! الجميع في «الانستغرام» لديه تلك السيارات اللامعة التي تظهر كأنها «معابله» في الوكالة تواً، وكأني أنا الوحيد الذي يملك سيارة ليس فيها موضع إلا وقد…
آراء
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢
نصيحة الشيخ يوسف القرضاوي للشعب المصري أن يصوتوا بـ«نعم» للدستور المقترح حتى لا يخسروا العشرين مليار دولار التي وعدتهم بها قطر! منطقيا، لا يعقل أن أحدا سيصوت على دستور بلاده، الذي وصفه الدكتور محمد البرادعي بأنه يمثل العقد الاجتماعي بين المصريين، مقابل دعم مالي من أي جهة كانت. لكن النصيحة القرضاوية واحدة من الحيل الكلامية التي شاع استخدامها ترغيبا أو تخويفا للفوز في الاستفتاء، حيث لم يعد في مصر رئيس يفرض ما يراه مناسبا على الناس، كما كان الأمر عليه في عهد حسني مبارك. صار الصندوق هو الحكم. وإذا كان القرضاوي يريد تخويف المصريين بفقدان الهدية القطرية، فإن غيره مضى إلى أبعد من ذلك، فقد وعد أئمة مساجد المصوتين بـ«نعم» بأن يدخلوا الجنة، وهددوا من يصوت بـ«لا» بدخول النار. وكذلك على الطرف الآخر كانوا يحذرون المصوتين بـ«نعم» إدخال مصر في فتنة، وقد تقع حرب أهلية بسببهم! طبعا، العشرون مليار دولار، والنار، والحرب الأهلية، جزء من التجييش والتحريض والتعبئة الشعبية، تعبر عن العواطف الجياشة وما يوليه المتنافسون من أهمية للدستور كعقد بين النظام والشعب، ومقدار الآمال المعقودة عليه من كل الأطراف. إنما ما قيمة دستور لا يؤمن استقرارا للبلاد؟ وما قيمة دستور يقسم المصريين؟ والأخطر من الذي سينقذ مصر إذا تسبب الدستور في عدم استقرار البلاد؟ من المستحيل أن تفي قطر…
آراء
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢
ذات زيارة إعلامية لأبوظبي التقيت الأمين العام لهيئة البيئة رزان خليفة المبارك في مكتبها، وتداعت الأحاديث حتى وصلت إلى مشروع تشرف عليه هيئة البيئة يتلخص باستخدام نباتات محلية تحتاج للقليل من الماء ومقاومة للجفاف والملوحة في شارع السعادة في أبوظبي، بحيث تكون الأشجار والمساحات الخضراء في الشارع من تلك النباتات. جاذبية الفكرة تكمن في أنها توفر المياه من جهة إذ لا تحتاج سقايتها إلا للقليل القليل، ومن جهة أخرى لا تتخلى عن جمال الطبيعة.. غير أنه يجب الاعتراف أن مشروعاً كهذا يتطلب الصبر أولاً، فبعض النباتات تنمو ببطء، وانتزاع النباتات السابقة وغرس الجديدة مكانها يعني الانتظار فترة لنشاهد المنظر الذي تخيله مخططو المشروع، ولا أحسب إلا أن هيئة البيئة درست الفكرة بهدوء ثم اقتنعت بها قبل إقدامها على الخطوة الجدية لتحويل شارع السعادة إلى شارع بيئي بامتياز. عمل مشاريع أخرى في مختلف أنحاء الإمارات مثل شارع السعادة أمر إيجابي يساعد على توفير الكثير من المياه، كما يفترض أن يتشجع كل المهتمين على تقديم مبادرات لإيجاد حلول بيئية لكل ما يخطر على بالهم، فكم هو جميل أن نصل إلى بيئة حسنة المنظر نظيفة ونقية من التلوث وافرة المياه... في كثير من دول العالم تعقد المؤتمرات الإقليمية والدولة من أجل البيئة والحفاظ عليها، وهنا على المستوى المحلي فإن الاهتمام بالبيئة ليس جديداً،…
آراء
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٢
لا، ليس قليلاً أن يأتي الشعراء من جنوب البلاد لشرقها محمّلين بحقائب مملوءة بالحكايات. فلم يعد هذا الحضور محاطاً بالقصيدة فحسب، إذ تعدّاه لمنطقة أكثر عمقاً وإنسانية وتحدياً من ذلك بكثير! لقد أتوا ليرسموا -منفردين ومجتمعين- نسيج الجسد الإنساني بين أبناء الوطن الواحد بعيداً عن بلادات المرجفين، ونعيق المشكّكين، ونباح الطائفيين الذين لا يتقنون إلا الخراب، ولا يجيدون إلا صناعة الكراهية. في الشرقية، بين عبدالرحمن الموكلي وعلي الحازمي وإبراهيم زولي وصالح زمانان كانت الحكايات تمتدّ من جازان وقراها حتى ضفاف القطيف، ومن فرسان و”حريدها” حتى جزيرة تاروت و”يامالها”. كانت القصيدة ممتزجة بطين الأرض النجراني الجيزاني الشرقاوي، ومخمّرة بأساطيرها من دارين شرقاً حتى المخلاف السليماني جنوباً. وكأن الوطن باتّساعه استحال في حضرتهم لقرية صغيرة دافئة يتّكئ الأصدقاء على كتف أيامها ليؤكدوا للعالم كلّه أنه لا أحد بإمكانه أن يسكت صوت الإنسان في دواخلهم، أو أن يمنع هواء الوطن عنهم! إنهم هنا في الشرق ليحملونا معهم للجنوب. يوماً بعد يوم يثبت الفعل الإنساني أنه قادر على خلق بعد آخر لوحدتنا الوطنية التي عجزت عن خلقها مراكز الحوار الرسمية المنغلقة على نفسها! فقط، اتركوا للناس فسحةً للعناق الفطري دون تدخلكم وستجدون -قريباً- قرية الحسين في فرسان ملاصقة لقرية العوامية في القطيف، وما بينهما إلا طريق مزروعة بالورد. فقط لا تتدخلوا. المصدر: صحيفة الشرق
آراء
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٢
يدخل الشعب المصري اليوم حلقة جديدة من حلقات الشد والجذب حول الاستفتاء على الدستور، في ظل انقسام واضح بين أطياف المجتمع والمناداة الحثيثة من قبل الحكومة لدفع المواطنين لإتمام التصويت، في حين تقف جبهات المعارضة موقفا متخوفا من إجراءات العملية التصويتية، وقد أعلنت عن تلك المخاوف إزاء ظروف الاستفتاء، مؤكدة أنها لن تعترف بنتيجة الاستفتاء إذا لم تتوافر «شروط النزاهة» التامة. وشروط النزاهة التي تطالب بها المعارضة مهتزة لأسباب عديدة، قد يأتي في مقدمتها مقاطعة نادي القضاة (وثلة من القضاة موزعين على خارطة مصر)، ما يعني غياب الإشراف القضائي الكامل على عملية التصويت، هذا النقص الإشرافي من القضاة استعاضت الحكومة باستكماله من خلال السماح لفئات أخرى بالإشراف على التصويت، وكان هذا مصدر تخوف المعارضة من حدوث تزوير للتصويت. ويبدو أن هذا النقص أدى إلى لجوء الحكومة لإجراء الاستفتاء على الدستور على مرحلتين (تفصل بينهما سبعة أيام)، ما دفع ببعض المحامين للتقدم بدعوى قضائية، كون قرار (المرحلتين) غير قانوني، ويؤدي بعملية التصويت بأكملها إلى البطلان. ولا تزال المعارضة تناضل من خلال الوقفات الاحتجاجية (في التحرير ومحيط قصر الاتحادية وفي بقية ميادين المحافظات) منذ عدة أيام، وبصورة متواصلة، حاملة أسبابا مختلفة لرفض الدستور، يأتي في مقدمتها غياب التوافق الوطني والظروف السياسية والأمنية المتدهورة. ويقابل اعتراضات المعارضة سعي حثيث من الحكومة لإتمام التصويت…
آراء
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٢
حري بنا أن نقلب السؤال إلى عكسه، ونقول: ماذا يريد العرب من الأتراك؟ حقيقة الأمر أن الأتراك والعرب يحتاجون في هذا العصر إلى شيء واحد، وهو أن يعرفوا بعضهم بعضا، ويكتشفوا أن العلاقة بين الشعوب دائما متغيرة، وليست ثابتة، تخضع للمصالح المشتركة، وليس للعواطف الجياشة. المخزون لدى المخيال العربي عن الأتراك، هي أحداث الخمسين سنة الأخيرة قبل سقوط الخلافة العثمانية، وقتها أصيب العرب والأتراك بما عرف بموجة القومية، التي أزاحت الرابطة الدينية إلى الخلف في المشهد السياسي، وحلت محلها العرقية، سواء أكانت الطورانية التركية، أم القومية العربية، كانت تلك الموجة تقليدا لما حدث في الغرب من الاعتماد على القومية في بناء الدول. لم تكن الأطماع الغربية بعيدة أيضا عن ذلك التوجه، فشجعت دول غربية تلك الموجة واستفادت منها، على الأقل عند العرب، فقد اعتقدوا وقتها أنهم سوف يقيمون الدولة العربية الواحدة، بعيدة عن ظلال الترك، والترك أو تركيا الفتاة وهم شباب تركيا المتحمس الذين اعتلوا موجة السياسة وقتها، اعتقدوا من جهة أخرى، أنهم سوف يصلحون من الحكم العثماني الذي تجمد، على الأقل في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، ويبنون إمبراطورية قائمة على العرق التركي، كلاهما (العرب والأتراك)، انتهى بهما المطاف بعد الحرب العالمية الأولى، إلى احتلال غربي وتقسيم داخلي لأوطانهم، وبقية القصة معروفة. التاريخ الطويل الذي نسيه الجميع أن…
آراء
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٢
يجب أن يحمي «الإخوان» في مصر أنفسهم من أنفسهم. لقد دانت لهم الدنيا، انتصروا في معركة الدستور الذي يصوَّت عليه اليوم، ونجوا من هزيمة بدت وشيكة في معركة التعديلات الدستورية، وأصبحوا «الحزب الحاكم»، وبات بإمكانهم «التجسس» على الآخرين، والاطلاع على معلومات سرية، إن لم تقف الشرطة ومباحث أمن الدولة ضدهم، فإن وقوفها على الحياد قوة لهم. يصولون ويجولون، ويهددون ويتوعدون، بل يقبضون على من يعتدي عليهم، أو من يعتقدون أنه ينوي أن يعتدي عليهم، فيضربونه ويهينونه ويحققون معه... ثم يقدمونه للنيابة كي تستكمل تحقيقها معه، وينصرفون آمنين من الحساب والسؤال. حصل هذا يوم الأربعاء قبل الماضي (5 الشهر الجاري) في ما اتفق على تسميته موقعة الاتحادية، حيث قصر الرئاسة، الذي اتفق المصريون منذ زمن الرئيس مبارك أنه رمز لسيادة الدولة فلا يعتدون عليه، ولكن حال التأجيج غير المسبوقة والاستسلام لثقافة الحشود قلبت الموازين المقبولة في التظاهر والاحتجاج. في الليلة السابقة تنادى المحتجون للتوجه نحو القصر، غالبهم سلميون ولكن كان منهم، ومِن على شاشات التلفزيون، «انقلابيون» يطالبون برأس الرئيس محمد مرسي. اكتسح المتظاهرون حواجز الشرطة، ووصلوا حتى أسوار القصر، كتبوا عبارات مسيئة، شتموا الرئيس، فعلوا على الجدران ما هو أسوأ... صرخ «الإخوان» والسلفيون وأنصارهم «وا إسلاماه». صباح الأربعاء، هاجموا بشكل منظم المتظاهرين الذين اعتصموا في المكان وأجلوهم، لتبدأ اشتباكات استمرت طوال…
آراء
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٢
في روايته الرائعة “الجميلات النائمات” يسافر بنا الكاتب الياباني كواباتا إلى عالم “أزمة نهاية العمر”! عن قصة مسن يحاول أن يجد نفسه في أجساد الآخرين عبر مغامرات أكبر من عمره وأصغر من سنه! يريد بها أن يسترجع ماضيه وجزءا من شبابه، هذه المحاولة اليائسة من بطل القصة كانت كأكسير الحياة بالنسبة له، هو الآن على بضع خطوات من النهاية، أقرب للموت منه للحياة وعذابات الشيخوخة تؤرقه يستمد الأمل من الجسد الآخر النائم! سمي من بعض القراء “بالعجوز المتهور” يقال إن بعض الأشياء قد لا نفهمها نحن الآن لأن لكل عمر شيفرته الخاصة. هناك أشياء لا تعني لنا الكثير لكنها تعني للآخرين حياة بأكملها. في اعتقادي أنه كان ينام بين حياتين وأصعب أنواع النوم عندما تتوسد التأمل وتلتحف التفكر. الكثير من حكايات حياتنا هي قصص غير مكتملة، نجاهد أحيانا حتى النهاية بقوة فارس وذكاء خارق لنكملها ويأبى الموت إلا أن يوقع على الصفحة الأخيرة. (تلتفت بهدوء وتمضي.. البعض يتركون خلفهم قصصا غير مكتملة) في محطة، في طائرة، في زحمة، أو حتى في مقهى تقابلهم صدفة ويبتسمون وتبتسم ويرحلون بعدها وترحل، وتبقى تلك الابتسامة قصة غير مكتملة وفي مشهد آخر تقابل أحدهم مستعجلا ويدور بينكما حديث ممتع، يشعرك حينها بأنك تعرفه منذ زمن، كم هو غريب أن يفهمك شخص في لحظة قصيرة…
آراء
الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٢
يحكى ان كانت هناك عائلة صغيرة، تتكون من جدة، وإبنتها، وحفيدتها "ليلي ذات الرداء الأحمر"، تعيش في وئام وسعادة، الى ان قررت أم ليلى ان تسيطر على كل شيء، وتكوش على ثروة العائلة، فعزلت الجدة، واسكنتها في كوخ منعزل في أعماق الغابة، وأغلقت عليها الباب، وجعلت للباب قفل، به أرقام سرية، وأطلقت إشاعة مغرضة مفادها، ان الذئب الطيب الضعيف، هو وحش في حقيقته، ذو أنياب قاطعة، ومخالب حادة، ويحب أكل الفتيات الصغيرات. كانت ليلى فتاة مطيعة، تنفذ كل ما يطلب منها، دون مناقشة، لذلك لم تناقش أمها، حينما كانت تأمرها بتوصيل سلة الطعام الى جدتها. رغم انها كانت تستغرب التناقض من أمها، فهي ما فتأت تحذرها من الذئب الشرير، الذي يتربص بالفتيات الصغيرات، وفي ذات الوقت تتركها تأخذ الطعام لوحدها الى جدتها، برغم إحتمال مقابلة الذئب وجهاً لوجه. كانت تعليمات الأم لليلى ذات الرداء الأحمر، بسيطة، طبعاً الوحيدة التى أأتمنتها الأم، على الأرقام السرية لفتح باب الكوخ، كانت ليلى ولقد وصتها أمها، وكررت عليها مراراً وتكراراً ان لا تفشي سر الأرقام لكائن من كان، التعليمات كانت كالأتي: - تفتحين باب الكوخ بهدوء، وتضعين سلة الطعام عند الباب، دون ان تدخلي الى الداخل، ثم تعودين أدراجك بسرعة - ممنوع منعاً باتاً ان تتحدثي مع جدتك - اذا صادفتي الذئب فهربي بأقصى…
آراء
الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٢
كشف تطور الأحداث في مصر في الأيام الماضية عن أشياء كثيرة، ربما لم تكن ملموسة أو معروفة للكثيرين من قبل، ومن أهم هذه الأشياء، الغباء السياسي الحاد الذي اتسمت به جماعة الإخوان المسلمين، والذي لم تصفها به المعارضة المصرية وحدها، بل وصفها به حتى حلفاؤها ومؤيدوها في الغرب، وعلى رأسهم واشنطن، سواء على المستويين الرسمي أو الإعلامي. حيث انتقدت غالبية وسائل الإعلام الغربية تعامل الرئاسة المصرية مع الأحداث ووصفت سياستها بالديكتاتورية. ويبدو أن هذا الأمر أثار قلقاً حاداً لدى جماعة الإخوان، إضافة لقلقها وتوترها الشديد من اشتعال الشارع المصري ضدها في كل المدن المصرية، وإحراق أكثر من خمسة وعشرين مقراً للجماعة، بما فيها المقر الرئيسي في "المقطم" في القاهرة، وهو المقر الذي كان الإخوان يعتبرونه حصناً حصيناً لهم. سقوط ضحايا في الأحداث الأخيرة أوقع الإخوان في مصر في حالة ارتباك شديدة، جعلتهم بالفعل يخشون المصير الذي يلقاه نظام مبارك المخلوع، وهذا ما بدا واضحاً في خروج قادة الجماعة لأول مرة للجماهير ووسائل الإعلام، وحديثهم الذي امتلأ بالاتهامات المباشرة لأشخاص وجهات أخرى بالمسؤولية عن القتلى في التظاهرات. فقد ظهر المرشد العام محمد بديع في وسائل الإعلام وهو يتحدث عن مؤامرة وتخريبيين وأسلحة وأشياء كثيرة مطابقة تماماً لاتهامات نظام مبارك للثوار في 25 يناير 2011. وزاد المرشد في حديثه، المرتبك المشوب بالقلق…
آراء
الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٢
البرامج الغربية الساخرة (الكوميدية) من عادتها أنّها تضحك كلّ أحدٍ حتى المحزون والثكلى، لأنّها تكون متقنةً بشكلٍ لا يسع أيّ إنسان إلا أن يضحك، من شدة طرافتها وظرف مؤدّيها الذي لم يأتِ صُدفةً ولم يدخل هذا المجال إلا بعد تعَبٍ ودُربةٍ واجتهاد، فهو يحمل روح الفكاهة لأنه "خفيف دم" من تكوينه، وزاد عليها التجربة والخبرة حتى استطاع أن يكوّن شهرةً مكّنته من الظهور أمام الجمهور بأسلوبٍ فريدٍ وعجيبٍ يُبهر كلّ من يشاهده ويستمع إليه. سألت صديقي الممثل الكوميدي الكبير سمير غانم مرّةً؛ هل تحفظ النصوص التي تؤدّيها في المسلسلات والأفلام والمسرحيّات؟ فقال: "لا أحفظ النصوص وإنّما أرتجل الكلام حسب الموقف، ولهذا يقع ارتباك كثير للذين يؤدّون المشاهد معي، وهناك مرات كثيرة يتوقّف التصوير لكثرة ضحكهم، وهذا لا أتكلّفه وإنّما هو من شخصيتي". قلتُ: كلّما ألتقي سمير غانم لا أستطيع أن أتوقّف عن الضحك. وقد شهدت مسرحيةً له كان الجمهور يضحك طيلة الوقت وهو يرتجل الكلام في كل المشاهد، ومن يحضر نفس المسرحية مرّة أخرى سيستمع إلى نصوص جديدة من "سمّورة"، وهذا ما يُسمّى بـ"كوميديا الوقوف الارتجالية" Stand-up comedy ، وقد بدأ هذا الفن الساخر خلال القرن الثامن عشر في صالات الموسيقى البريطانية، ثم انتشر في القرن التاسع عشر واشتهرت شخصيات كبيرة فيه. وقد تطور الأمر في الغرب حتى خصصت القنوات…