كاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
في الحياة بعض المهام والأشغال من الطبيعي أن نتوقف عن ممارستها بعد مضي فترة من الزمن، فنتركها لمن يأتي من خلفنا ويكملها، ولكنْ هناك مهام وأعمال لصيقة بنا، ولا يمكن تجاهلها، ويجب دوماً ممارستها والعمل وفقها دون تردد، لأننا في المحصلة النهائية سنستفيد منها، ومن هذه المهام القراءة والسعي نحو المعرفة، وهو ما يعني التعلم الدائم.
هذه المهمة لا تتوقف عند سن محددة، ولا عند مرحلة دراسية. يقول رائد صناعة السيارات الأمريكي هنري فورد: أي شخص يتوقف عن التعلم هو عجوز، سواء كان في العشرين أو الثمانين.
أدرك أن الناس يختلفون في أهدافهم وتطلعاتهم، ولكن رغم كل هذه الاختلافات تبقى القراءة هي العنصر والحاجة التي تجمع الجميع دون استثناء، بمعنى أن القراءة مهمة لكل من يتطلع أن يكون له مكان في المجتمع المعرفي، وفي أي مجتمع ينشد التطور والتقدم، فالقراءة قوة شخصية وحياتية لكل من يتوجه نحوها.
ومن يقرأ فستجده يتمتع بخبرات تتجاوز مرحلتهم العمرية كثيراً، وفي أحيان تتجاوز حتى وسطهم الاجتماعي. الفكرة هنا هي: لماذا لا تكون منهم؟
يقول الفيلسوف والسياسي الإنجليزي جون لوك: القراءة تمد العقل فقط بلوازم المعرفة، وأما التفكير فيجعلنا نملك ما نقرأ، ذلك أن القراءة هي المورد الوحيد للمعرفة، ولن تستطيع التعامل مع هذه المعارف دون عقل تعود على الغذاء المعرفي الدائم.
وأعتقد أن هذا الجانب الذي من اللازم التنبه له والتيقظ حوله، وهو أننا مع توجهنا نحو القراءة، فإننا يجب أن نعمل على تنمية العقل وتقوية حضوره وملكاته نحو التفكير والإبداع.
فإذا كنت مهتماً بمستوى إدراكك وتطوير قدراتك الذهنية وتنمية حس التفكير الإيجابي فتوجّه للقراءة، فلن يتطور عقلك إلا بتغذيته بسيل من المعلومات المعرفية التي لن تحصل عليها سوى بالمطالعة والقراءة.
المصدر: البيان