رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم
نحن في بلد الممكن، فلا شيء مستحيلاً هنا، قبل خمسة عقود بدأت قصة لا تنتهي فصولها، بل تزيد يوماً بعد يوم، حين تذكر الإمارات يقفز إلى الذهن الإنجاز السريع المتقن، وتصدير الإيجابية ونشر الانفتاح والتسامح.
دلالات بالغة الأهمية نرصدها من مؤشر القوة الناعمة للدول، واحتلال الإمارات المركز الأول إقليمياً و18 عالمياً في سباق لا يتقنه إلا المؤمنون بقدراتهم وقدرتهم على التأثير.
فعلى المستوى الإقليمي والعربي، تقف الإمارات في صدارة المشهد، بلا منافس، ما يضع على عاتقها مسؤوليات وطنية وإنسانية وقومية إضافية تدعم مسارات نشر التواصل والانفتاح وتوزيع أمصال الإيجابية في الإقليم وفي مواجهة الصراعات والتخلف والفقر والأمية، وتجديد الأمل بالتغيير للأفضل. والإمارات تؤكد بهذا التصنيف أن المهم هنا، ليس امتلاك عناصر القوة الناعمة فقط، فهناك دول عريقة تمتلكها، لكن الأهم هو كيف تديرها.
أما دولياً، فإن الدلالة الأهم، أن تأثير الإمارات الإيجابي تجاوز حدود الإقليم إلى حدود الإنسانية كلها، وأن تنافسية الإمارات في القوة الناعمة باتت مع الكبار في هذا المجال، وأن الإمارات استطاعت في زمن قياسي التحول إلى دولة مؤثرة في الساحة الدولية بكل مساراتها السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية وغيرها.
والدلالة الأهم من المؤشر الدولي هو الاعتراف العالمي بقدرة هذه المنطقة وشعوبها على المشاركة في إيجاد الحلول للقضايا التي تشغل الإنسانية باعتبارها قضايا متداخلة، وصياغة المستقبل وفق معايير وقيم حضارية تتجاوز المصالح الآنية إلى أهداف مستدامة مشتركة، وأن القوة الناعمة أداة مهمة وفعّالة في صقل القيم الموجِّهة لبناء المجتمعات المرنة.
شبكة واسعة من العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والإنسانية، محورها الانفتاح والتواصل الحضاري واحترام الآخر وتبادل المنافع نسجتها الإمارات بإتقان، بما يؤسس لتحالفات وشراكات تقود نهجاً مختلفاً لزيادة عمق التأثير الإيجابي الذي لا يستهدف سوى خدمة البشرية.
هو اعتراف دولي، بالثقل السياسي والاقتصادي والمعرفي والعملي للإمارات، واعتراف بصحة النهج في مسارات البناء كافة، وشهادة ثقة دولية وعلامة نجاح في القدرة على تحويل المستحيل إلى ممكن، فنحن بلد لا شيء مستحيلاً فيه، لذلك ستبقى الإمارات كما يقول صانع هذه السياسة، مستمرة في نسج علاقات عالمية متميزة واستقطاب إعجاب دولي وترسيخ سُمعة طيبة وتعزيز تأثيرها الإيجابي العالمي؛ لأننا عاصمة ومحطة تربط العالم وتحتضنه.
المصدر: البيان