كشفت برقيات سرية كتبها دبلوماسيون أميركيون عن الدوحة، تكشف قناعة واشنطن بأن «المستوى العام للتعاون القطري في مكافحة الإرهاب هو الأسوأ في المنطقة». وأوضحت «بوابة العين» الإخبارية أنه في برقية كتبتها وزيرة الخارجية الأميركية، حينها، هيلاري كلينتون، يوم 30 ديسمبر 2009، قالت فيها «لقد تبنت قطر نهجا سلبيا إلى حد كبير في التعاون مع الولايات المتحدة ضد تمويل الإرهابيين». وأضافت «المستوى العام للتعاون القطري مع الولايات المتحدة يعتبر الأسوأ في المنطقة». وتابعت «القاعدة، وطالبان، وقائمة الأمم المتحدة (1267)، وجماعات إرهابية أخرى، تستغل قطر كمنطقة لجمع الأموال. وعلى الرغم من أن لدى الأجهزة الأمنية في الدوحة القدرة على التعامل مع التهديدات المباشرة وأحيانا استخدمت تلك القدرة، فقد كانت مترددة في التصرف ضد الإرهابيين المعروفين».
وأشار السفير الأميركي لدى الدوحة جوزيف لابارون، في برقية سرية وجهها يوم 5 مارس من عام 2009، إلى وزيري الخارجية والعدل في بلاده، إلى أن مكافحة قطر للإرهاب لا تسير على النحو المطلوب. وكتب في برقيته «العلاقة الأميركية – القطرية في مكافحة الإرهاب لا تعمل الآن، ولم تعمل جيدا منذ عدة سنوات، وتعتقد السفارة بقوة، وجوب اتخاذ خطوات شديدة لتحسين هذه العلاقة». ولفت إلى سماح السلطات القطرية للمعتقل السابق في سجن جوانتنامو، جار الله المري، بالسفر إلى بريطانيا.
وقال إن «تفسير النائب العام القطري له بشأن سفر جار الله المري، إلى الخارج، بأن ليس لديه سند قانوني يمنعه من السفر، ليس مرضياً على الإطلاق».
وأشار لابارون إلى نكوص قطر لعهدها في «مذكرات دبلوماسية متبادلة، التي نعتبرها تعهداً رسمياً قطرياً، والتأكيدات الشفوية التي قدمها النائب العام القطري لمسؤولي السفارة عام 2008 بمنع جار الله من السفر لمدة 3 سنوات».
وجاء في نص البرقية التي كتبها السفير الأميركي «ردُ النائب العام القطري كان مؤشراً على محادثاتنا مع الحكومة القطرية حول مكافحة الإرهاب: ومراوغة في تحمل المسؤولية ومؤشراً على نقص التنسيق الداخلي القوي في الحكومة القطرية».
كما لفت السفير لابارون إلى أن التعاون القطري في مجال مكافحة الإرهاب ضعيف جدا. وقال إن «مستوى التعاون من قبل قطر حول مكافحة الإرهاب متشابك إلى حد ما مع العلاقات الثنائية السياسية، وسيستمر على هذا النحو».
وأشار إلى أن «قطر ستظل شريكاً غير متسق في مكافحة تمويل الإرهابيين»، منوها بأن «أسباب تردد الدوحة في محاربة دعم الإرهاب غير مفهومة تماماً».
المصدر: الاتحاد