بشار في التلفزيون!

آراء

يقال إن بشار الأسد يقضي ساعات طويلة في مشاهدة التلفزيون. يتنقل من قناة إخبارية لأخرى. قليلاً ما ينام. فأخباره في التلفزيون تشغله. و هذا هو طبع الاستبداد. يختزل المستبد قضية وطن في شخصه. و في مستقبله. أو أنه ينتشي أن العالم كله يراقبه و يتحدث عنه. لعله في قرارة نفسه مقتنع أنها «شدة و تزول». من أوهمه أن ملايين السوريين الذين خرجوا ضده و مات منهم وتشرد عشرات الآلاف سيقبلون بحل سياسي بقاؤه فيه مضمون؟

مخطئ من يظن أن الحل السياسي ممكن في سوريا. العامل الحاسم في المأساة السورية هو الشعب السوري نفسه. فمن غير الممكن أن يحقق الجيش السوري الحر هذا الانتشار الواسع والتأثير الكبير في مجريات الأحداث على الأرض لولا أن الشعب السوري قد حسم أمره و قرر طرد الرئيس! و لو كان «أصدقاء» بشار الأسد في طهران وموسكو مخلصون في صداقتهم لكانوا وفروا له مبكراً مكاناً آمناً يشاهد منه التلفزيون ويتفرج منه على آثار الدمار المهول الذي تركه خلفه. لكن أوان الهروب قد فات. ولم يعد من خيارات أمام المجتمع الدولي اليوم سوى دعم الجيش الحر لإنهاء المأساة السورية.

يكفي استهتاراً بالدماء السورية. وبمعاناة السوريين. فنظام الأسد يرتكب يومياً جرائم حرب مرعبة. وعار على العالم أن يبقى الوضع في سورياً معلقاً في انتظار أن تغير روسيا أو الصين موقفها الداعم للظلم في سوريا. مؤسف أن تعطي القوى المؤثرة إشارة خاطئة لبشار يشعر من خلالها أن مذابحه البشعة في سوريا ليست سوى «لعبة سياسية» يستمتع بردود الأفعال تجاهها على شاشات التلفزيون العربية والعالمية. ومؤلم أيضاً أن نبقى نتفرج على موت الآلاف من الأبرياء في سوريا بعيون العاجز عن أي فعل.

قلناها من قبل ونعيدها كثيراً: الحل في سوريا يأتي عن طريق الدعم السياسي و العسكري العلني للجيش الحر. وما سوى ذلك ليس سوى هدراً للوقت.. ولمزيد من الدماء البريئة!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٧٩) صفحة (٣٢) بتاريخ (٠٨-٠٩-٢٠١٢)