صناع الأمل

آراء

برؤية ثاقبة وحلم يطال عنان السماء، وشفة الغيم بوعي أوسع من المحيط، بطموح أبعد من المدى تقف الإمارات في الخامس والعشرين من فبراير إجلالاً وتقديراً لرجال ونساء نقشوا وظللوا الأرض برموش كحلها الأمل، صنعوا للإنسان مجده ووده وسعده وسده ووعده وعهده، ووضعوا على صدر الدنى أيقونة العيش بلا تعب ولا سغب، كل ذلك يحدث برعاية سامية من فارس الكلمة ومحرض الجياد على الفوز بالكلمة الفصل ساعات النزال في ميادين الحياة، وها هي الثمرات تنضج والأشجار تسمق والأغصان تعلو جذلانة بالرعاية الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وتسمو المعاني بين طيات قصيدة الأشواق اليانعة، وترتفع هامات الخيل ويعلو صوت الذين لا صوت لهم إلا بين أحضان دولة علمت العالم كيف يكون المجد مؤزراً بالأحلام الزاهية عندما يكون بين أيد أمينة.

في كنف عشاق عرفوا كيف يكون للسلام النفسي مكانة ورزانة عندما يحضر الوعي، وعندما يسود الجمال في النفوس وتخضر الأرض بعذب العلاقة بين الإنسان وطموحاته وبين الطموحات والقدرات المرعبة من لدن شيم الكرماء وقيم النجباء.

تكريم صناع الأمل هو تكريم للحياة هو تقييم لملكات ظلت مختبئة في معطف اليأس حتى بزغ نجم الأيدي السخية فطلع الفجر وتشقشق شعاع الشمس، واحتفت الدنيا بنور النهار مكسواً بفضاء إماراتي لا تغشيه غاشية، ولا يحجب نوره غبار ولا سعار، لأن في الإمارات يشرق الصبح دوماً على شعشعة الفرح ورقرقة وريقات الأمل تحت وثبات الندى، وهو يغسل جبين الحياة بفضة اللون ولمعة الرؤية الصافية، ونعومة ملمس الأنامل التي تخط الصورة والسيرة على سبورة الوطن النجيب.

تكريم صناع الأمل، هو تكريم لصناع الحضارة وبناة قلاع الوهج الجميل، هو تكريم لكل من لديه طبشورة الكلمة الأولى يعنون بها خطوته المبجلة نحو غايات ورايات نحو انطلاقة المواهب لأجل عالم خالٍ من دخان الإحباط عالم يمضي نحو الأفق بقلم يكتب للأمل سيرة، وللتفاؤل سورة، ولا يتوقف قطار العمر طالما في القلب شوق، وفي العقل توق، وفي النفس طوق من حرير البهجة والسرور.

في الخامس والعشرين من فبراير، تلتقي الإمارات مع روايات جديدة تسطر للتاريخ ثيمة العمل الجاد وقيمة الصدق مع الحياة في هذا اليوم تجني الإمارات والعالم العربي ثمرات النخلة التي وضع غرسها زارع الأمل «أبو راشد» الذي علم الدنيا كيف يكون للحياة رونق الفرح عندما تتأبط الأمل ولا تجزع ولا تهرع إلا إلى مبهرات الإبداع ومدهشات بلاغة الأمل.

فشكراً لصانع الأمل، شكراً لمن أبدوا استجابة لنداء الضمير.

المصدر: الاتحاد