رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم
دلالات سياسية غاية في الأهمية، يضيئها إنجاز الإمارات الدبلوماسي التاريخي، بفوزها بعضوية مجلس الأمن الدولي، وما تبع هذا الفوز من اعتزاز وترحيب عربيين ودوليين، بانضمام الدولة إلى هذا المحفل العالمي المؤثر، فليس من برهان أقوى على الثقة التي باتت تمتلكها الإمارات، من هذا الإجماع العالمي، على نموذجها المتميز، تنموياً وقيمياً وسياسياً، ليأتي هذا الفوز شهادة حق بمكانة الإمارات، ودورها الحضاري والإنساني على كل الصعد.
وفي المقام الأول، يشير الإنجاز بوضوح إلى الموقع الدولي التي تحتله اليوم الإمارات، بدبلوماسيتها الكبيرة، التي شيدتها على دعائم قوية من النهضة التنموية المتصاعدة، وأثرها في تعزيز التنمية في المنطقة والعالم، ومن جسور المحبة والخير التي أقامتها مع دول وشعوب الأرض كافة، ومن قيم الإنسانية والتسامح والأخوة والسلام، التي حملت راية نشرها بين البشرية، بل إن الإمارات تنظر إلى هذا الإنجاز، كمنصة فاعلة، تتطلع عبرها لفترة عضوية فاعلة وإيجابية ونشطة في مجلس الأمن الدولي، تستطيع من خلالها خدمة أولوياتها الإنسانية، ومسؤوليتها في ترسيخ السلام والتعاون والتنمية على الساحة الدولية.
الفوز المستحق للدولة، جاء معبراً عن جدارتها بهذه العضوية، بعد تاريخ طويل من الجهود المخلصة، أثبتت فيه الإمارات أنها الدولة الوازنة الأكثر عقلانية وتأثيراً في المنطقة وقضاياها، كما تركت تأثيرات إيجابية كبيرة على كل القضايا الإقليمية والدولية، من خلال رسالة عالمية، بذلت الدولة كل الإمكانات والموارد لترسيخها، إرساءً لقيم العدل والسلام والاستقرار وتنمية الشعوب، وهي التي كانت على الدوام، في الأزمات وأوقات الشدة، كما في أوقات الرخاء، في طليعة ما يحقق طموحات العالم، تقوده نحو التكاتف والتعاون والعمل المشترك، لصالح وخير الجميع، وهذا ما تمثله واقعاً، بشعار عضويتها في مجلس الأمن «نحن أقوى باتحادنا».
من يعُد ليقرأ التاريخ القريب، يدرك حجم فاعلية الإمارات الدولية، خصوصاً في الملفات التي باتت تشكل أولوية للإنسانية جمعاء، سواء بتقديم النموذج الحضاري في التكاتف للتصدي لجائحة «كورونا»، أو بمبادراتها لتحقيق السلام، ونزع فتيل الأزمات والصراعات الطويلة في أكثر من إقليم، أو في ملفات المناخ والبيئة، وكذلك بما تعززه بتنميتها القوية من نمو وازدهار للاقتصاد العالمي.
وفوق ذلك، فالإمارات مع كل هذه الإنجازات، باتت اليوم الأكثر تأهيلاً، لقيادة الدور الأعظم في عالم ما بعد الجائحة، وصناعة مستقبل أفضل للبشرية، على كل المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية، بروحها المحفزة للإيجابية، ومسؤوليتها الدولية العالية، والتزامها بالتعاون مع الجميع، لخير الجميع.
المصدر: البيان