كاتب إماراتي
في فيلم «الموت الصعب والانتقام»، تنفجر قنبلة في وسط مدينة نيويورك خلال الدقيقة الأولى منه، لتجري بعدها أحداثه السريعة. وفي فيلم «سيليولار»، يختطف مجهولون ُمدّرسة علوم في الدقيقة الثالثة منه.
ما أجمل الأفلام والمسلسلات الأميركية، لا لف ولا إبطاء ولا دوران. تدخلنا في صلب الموضوع، ولا تضيع دقيقة واحدة في تفاصيل تافهة لا لزوم لها، وكأن صانعيها يقدرون وقت المشاهد الثمين.
الوضع معكوس تماماً مع الأفلام والمسلسلات والعربية، التي تضيع جل الوقت في تمهيد لا ينتهي. ولو أخذنا أبسط مثال في أغنيات مقدمات المسلسلات العربية، نجدها وحدها تصل إلى خمس دقائق كاملة من عمر المشاهد، والمشكلة الأخرى، أن مقدمات المسلسلات وحدها، أصبحت ساحة يتبارى فيها مغنو العرب.
ولو تفحصنا تلك المقدمات قليلاً، لوجدنا أن محتواها تافه أساساً، فهي صممت لتكون مساحة مجاملات لممثلي المسلسل، الذين قبضوا أجورهم وانتهت مهمتهم، فنقرأ هذه المصطلحات: النجم القدير، والنجمة الكبيرة، وسيدة الشاشة، والممثل الصاعد، وضيف الشرف، والممثلة اللامعة، والطفل الموهوب.. ونرى اسم المؤلف والمنتج والمخرج يكتب مرتين، في أول المقدمة وآخرها.
بينما لا نرى أياً من ذلك في مقدمات الأعمال الغربية، حيث يظهر اسم توم كروز وبروس ويليس وجينيفر لورانس كما هي، لا ألقاب ولا تفخيم، للعلم، إن أجور هؤلاء تساوي أو تتجاوز ميزانيات المسلسلات العربية.
يدرك صانعو الأعمال الفنية في الغرب، أن وقت الجمهور من ذهب، فاختصروا عدد حلقات مسلسلاتهم إلى 10 كحد أقصى، بينما يصر العرب على 30 حلقة كاملة، كما يصرون على التزاحم لعرض «بضاعتهم» في سوق رمضان فقط، مهملين بقية أشهر السنة.
هذا النمط من التفكير، هو سبب تفوقهم في هذا المضمار.
المصدر: البيان