كاتب إماراتي
ثاني نظرية مؤامرة شيوعاً بعد «التفاهم الأميركي الإيراني» هي التفاهم الإيراني الإسرائيلي في ظل الحكم الثوري، والتي سننقضها بأمثلة من الواقع.
إيران وإسرائيل متفاهمتان لكن عندما وصل الخميني إلى الحكم عام 1979 أطلق على إسرائيل اسم الشيطان الأصغر، وقطع العلاقات معها.
إيران وإسرائيل متفاهمتان لكن الأولى لم تتوقف عن إطلاق تصريحات معادية للصهيونية، سواء داخلية أو خارجية. إيران وإسرائيل متفاهمتان لكن الأولى سلمت السفارة الإسرائيلية إلى منظمة التحرير الفلسطينية.
رغم التفاهم بينهما إلا أنه في عام 2000 قال خامنئي إن إسرائيل ورم سرطاني، وعام 1997 قال خاتمي عن إسرائيل إنها غير شرعية وطفيلية، وعام 2005 قال أحمدي نجاد إن إسرائيل يجب أن تُمحى من الخريطة.
في حرب لبنان عام 2006 ساعد الحرس الثوري حزب الله بشكل مباشر، ومئات من الحرس الثوري أطلقوا صواريخ على إسرائيل من جنوب لبنان. في العام نفسه أشرف الحرس الثوري على إطلاق حزب الله صاروخاً على سفينة إسرائيلية. بالمقابل قتلت إسرائيل تسعة أفراد من الحرس الثوري الإيراني.
ورغم التفاهم فقد ضربت القوات الجوية الإسرائيلية موكب أسلحة إيرانية متجهاً إلى «حماس» في يناير 2009، وسفينة في البحر الأحمر كانت تحمل أسلحة إيرانية لـ«حماس». في مارس 2011 صادرت إسرائيل سفينة إيرانية في البحر المتوسط كانت متجهة إلى «حماس».
في 2010 شنت إسرائيل حملة اغتيالات موجهة ضد علماء إيران النوويين، فاغتالت مسعود علي محمدي وماجد شهرياري وفريدون عباسي، وفجرت قاعدة حرس ثوري إيراني في قاعدة خورام آباد، ما أسفر عن مقتل 18 جندياً. في يناير 2012 اغتيل العالم الإيراني مصطفى أحمدي روشان.
في يونيو 2010 أُطلق فايروس ستاكس نت المطور من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل على منشأة ناتان النووية، الذي دمر 1000 جهاز طرد مركزي.
في 2011 تم تفجير قاعدة نووية في أصفهان، ورغم إنكار إيران للضربة، إلا أنه بعد ساعات رد حزب الله بإطلاق صواريخ على إسرائيل التي ردت بدورها عليه. كل هذا في ظل التفاهم!
ورغم التفاهم المزعوم فقد تم إحباط محاولات تفجير إيران أهدافاً إسرائيلية في كل من أذربيجان وتركيا وتايلاند، وأيضاً محاولتي اعتداء إيرانيتين في الهند وجورجيا ضد أهداف إسرائيلية.
ولا ننسى تفجير إيران المركز اليهودي في بيونس آيرس عام 1994، وتفجير باص يقل سياحاً إسرائيليين في بلغاريا، ما أسفر عن مقتل 32 شخصاً.
في يوليو 2012 ذكر مصدر إسرائيلي أنه من مايو 2011 تم إحباط أكثر من 20 عملية إرهابية من تدبير إيران وحزب الله، فضلاً عن العمليات الإسرائيلية في سورية ضد أهداف إيرانية من 2012 إلى اليوم.
ختاماً: إيران وإسرائيل ليستا متفاهمتين، لكن لو فهمنا العقيدة السياسية للدول سنفهم سلوكها ودوافعها، فالعقيدة السياسية الأميركية تقضي منع نشوء أي قوة مهيمنة في أي إقليم في العالم لتبقى هي مسيطرة (تحالف أميركا مع اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين ضد الصين، ومع دول الخليج ضد إيران، ومع أوروبا ضد روسيا)، والعقيدة الإيرانية تقضي بتوسع الدولة على حساب جيرانها، والإسرائيلية تقضي بضمان تفوقها على جيرانها لأنها محاطة بالأعداء.
المصدر: الإمارات اليوم