رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم
بات العالم اليوم مدركاً تماماً إيمان الإمارات العميق برسالتها العالمية التي تخدم من خلالها دوراً تاريخياً غير مسبوق، في تمكين التقدم الحضاري، ودفع تطلعات الإنسانية إلى مستقبلها الأفضل، سواء بتفردها بمبادرات نوعية كبرى تعزز الحوار وقيم الأخوة والتعاون والتكاتف لقهر التحديات العالمية، أو بتوفيرها الأدوات اللازمة والمنصات الفاعلة والبيئات الداعمة لكل الفاعلين والمبدعين في مجالات المستقبل الحيوية الأكثر تأثيراً على تحسين حياة الإنسان، وكذلك في دعمها الواضح للدول والمنظمات والهيئات العالمية لتحقيق ذلك.
لقاء محمد بن راشد ومحمد بن زايد يجدد الحرص الكامل على الوصول بهذه الرسالة العظيمة إلى أقصى غاياتها النبيلة، فاللقاء جاء في «إكسبو 2020 دبي»، الحدث الدولي الأضخم الذي تستضيف فيه الإمارات العالم، بعد ظرف الجائحة الصعب، وانطلق تأثيره الفعلي في استعادة مسارات التنمية العالمية، وإحياء وتقوية الشراكات، وتوسيع الفرص، ودفع عجلة التقدم والازدهار، فهو كما يصدق فيه محمد بن راشد الوصف بقوله: «لقاءات إكسبو هي لقاءات المستقبل.. ولقاءات الأفكار الكبيرة.. ولقاءات العقول العظيمة لصنع مستقبل أجمل».
تدرك الإمارات أن تعظيم دورها وتأثيرها عالمياً يستندان على نموذج وطني متفرد في التنمية والإنجاز، لذلك جاء على رأس أولويات لقاء الفكر والرؤية العظيمة الذي جمع محمد بن راشد ومحمد بن زايد في إكسبو، ترسيخ مزيد من أركان تسريع ومضاعفة الإنجاز، وهو ما يؤكده محمد بن زايد بقوله: «قمة أولوياتنا رفعة وطننا، والارتقاء بشعبنا وتعزيز موقعنا عالمياً»، فاستراتيجية قيادة الإمارات التي تضع في رؤيتها على الدوام تحقيق خطوات واسعة للارتقاء برفاه المجتمع، تثابر على تحفيز أبناء الوطن لطرح الأفكار وتقديم الإنجازات الاستثنائية، تأكيداً على أنهم أنفسهم أساس وغاية هذا النموذج التنموي المتميز.
هذا ما أرادته الإمارات بعزم وإصرار، وهذا ما حققته على أرض الواقع، لتحمل به شعلة أكثر وهجاً في عام يوبيلها الذهبي، في إلهام يضيء دروب البشرية نحو العبور الآمن والمتفائل نحو خيرها ومستقبلها، ولتكون صاحبة التأثير الأكبر في ترسيخ أسس صلبة لتقارب الدول والشعوب في شراكات لعالم جديد قائم على التضامن والعدل وتكافؤ الفرص، بقيم وعلاقات أوسع انفتاحاً، وأدوات أكثر ابتكاراً، كفيلة باستمرار التقدم والازدهار للأجيال.
الإمارات صادقت بأفعالها على أنها ليست كياناً سياسياً واقتصادياً فقط، وإنما كيان حضاري، ذات تأثير سيمتد إلى مستقبل العالم، وأنها سند حقيقي للإنسانية بكل تطلعاتها التنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ورافعة قوة وخير للجميع في أوقات الشدة والرخاء.
المصدر: البيان