كاتب إماراتي
يلفت نظري مشهد تجمعات القطط في الأحياء السكنية، وتحزنني رؤيتها تبحث عن طعام في صناديق القمامة، رغم أننا نعيش في خير ونعمة ورخاء، ولله الحمد والمِنّة.
تجمعات القطط ليست مشكلة، فهي مخلوقات أليفة جداً، ولا تؤذي أحداً، وبحثها عن طعام في صناديق القمامة لا يعني أنها مخلوقات قذرة، كما يوحي المنظر، ولكنها تتضور جوعاً، ولا تملك حلاً سوى اللجوء إلى القمامة.
القطط حيوانات نظيفة جداً (باستثناء المريض منها)، والدليل من الشرع أن الرسول صلى الله عليه وسلم توضأ من إناء شربت منه قطة. ومن حكمة الخالق وعجائبه في خلقه أنه جعلها لا تحب الاستحمام في الماء، وجعلها تلعق نفسها عندما تستحم. والعلم الحديث أثبت أن البكتريا الموجودة في جسم الإنسان أكثر من الموجودة في القطط.
لدينا قانون يمنع إطعام القطط السائبة، حسب بحث «غوغل»، وهناك أشخاص من سكان الأحياء السكنية يهددون من يطعم قطط الشوارع بإبلاغ الجهة المسؤولة، دون أي اعتبار لحالة الجوع الشديد الذي يعانيه هذا الحيوان المسكين، وديننا الحنيف يحثنا بشدة على عدم ترك حيوان جائع في بلاد المسلمين.
مطعمو القطط من أصحاب القلوب الرحيمة كثيرون، ويتجاهلون أولئك الذين يهددون بالإبلاغ عنهم، لذا وجدت أن من الأفضل استدراج القطط إلى داخل المنزل لإطعامها، ثم تركها تعود إلى الشارع، والقط يتعود على الروتين، فتجده بعد ذلك ينتظر طعامه أمام باب منزلك.
في أوروبا وأميركا تؤخذ قطط الشوارع إلى ملاجئ حيوانات، حيث تحصل على طعامها، وفي تركيا تجد القطط حتى في المساجد مع المصلين، وهذا دليل طهارتها. وتجدها في الشوارع ومحطات أنفاق المترو أيضاً مع الكلاب، لكنها لا تتضور جوعاً، إذ تحصل على طعامها من المارة ومحبي تربية القطط. ولا تحتاج للذهاب إلى تركيا لترى ذلك، فقط ادخل حسابات «إنستغرام» تركية وستجد كل ذلك موثقاً.
أتمنى أن أرى محطات إطعام القطط في الأحياء السكنية بجانب الحدائق العامة المنتشرة في معظم الأحياء. هذه فكرة بسيطة جداً في التنفيذ، تحتاج فقط إلى بناء ركن صغير من الخشب، بداخله وعاء بلاستيك للماء وآخر للطعام.
مهمة تزويد هذا الركن أو محطة الإطعام بالطعام والماء تقع على عاتق المتطوعين، وما أكثرهم، أو محبي تربية القطط من سكان الأحياء. أما تنظيفها فضمن مهام عمال نظافة الحدائق. الفكرة لن تكلف شيئاً، والقطط ستعرف مكان الطعام مع الوقت، فضلاً عن أن هذه المحطات تضفي منظراً يواكب النهضة الحضارية التي تعيشها دبي.
مواقف
لطالما تفاخرت الحضارات الغربية بالرفق بالحيوان، لكن الإسلام سبقها جميعاً، ألم يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي دخلت النار بسبب هرة، حبستها فلم تطعمها ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض؟
ألم يضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً، وقال له: حمّلت جملك ما لا يطيق؟
ألم يأمر الخليفة عمر بن عبدالعزيز، عندما فاضت الحبوب، بنثرها على رؤوس الجبال، لتأكلها الطير وتشبع، فلا يقول قائل جاعت الطيور في بلاد المسلمين؟!
• أتمنى أن أرى محطات إطعام القطط في الأحياء السكنية بجانب الحدائق.
المصدر: الامارات اليوم