للعام التاسع على التوالي، ومنذ 2017، تتصدر عاصمتنا الجميلة قائمة المدن الأكثر أماناً، فالشارع في أبوظبي سجادة من حرير، تسير عليها الأقدام بسلاسة، دون تعثر، والأماكن العامة تبسط جناح اللطف، والعطف، وترف المشاعر، وبذخ الوجوه التي تنعم بابتسامات، كأنها أجنحة الفراشات، وكل ذلك يحدث، لأن الحب الذي بنى عرشه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أصبح اليوم سماء صافية، الناس العشاق نجومها، والفرح يلون زرقتها.
وكذلك في دبي، هذه الأيقونة، هذه السيمفونية، التي تترنم بألحان النقاء، ونغم إماراتي صرف، لا يشبه إلا نفسه.
ولم تزل القيادة الرشيدة تنمق اللوحة التشكيلية وتعمّق الجمال فيها، برونق المشاعر الصحراوية البهيّة، لم تزل القيادة الرشيدة تدوزن أوتار الجمال في هذا البلد، والذي تتعاظم منمنماته في مختلف المجالات، وتكبر أشجار الطموحات، حتى بدت اليوم إماراتنا، أغنية على لسان الطير، وصارت أنشودة ترددها حمامات الحنان، كل ذلك يحدث، والناس أجمعون يرون هذا البلد الأكثر أماناً ونظافة، يسبقهما نقاء القيم، والخلق الرفيع.
ومن يتأمل المشهد الإماراتي، يرى ما يدهش، وما يجعل الفؤاد يفترش شرشف السعادة، ويسترخي على وسادة النعيم الإماراتي، يرى هذا المآل الطيب على غرار ما يحدث في القصص السحرية، والحكايات التاريخية، لأن العالم افتقد هذه المشاهد في الواقع، ولا يراها إلا هنا، في قلب الصحراء حيث بزغت شمس الأصيل، ومدت أهداباً من مخمل الرؤى، والتي تطورت نسلاً من تجارب، ومبادرات، ومثابرة من لدن رجال عاهدوا الله بأن تستمر الإمارات في نهوض، وإشراقات، تملأ المُقل نوراً، وتملأ القلوب بهجة.
زرنا، الكثير من عواصم الدنيا، وتعرفنا على معالم، ومشاهد، وفرحنا بها، ولكننا لم ننبهر، لأن ما نلمسه في عاصمتنا، وفي أيقونتنا، هو الإبهار بحد ذاته، وهو الدهشة المجلجلة، والمجللة بشواهد حضارية، ترسخ كتيجان، على رؤوس العشاق، والذين يرون في أبوظبي، ودبي، قصيدتين منعمتين بوزن الفكرة الرزينة، وقافية العمل الدؤوب.
إذاً يحق للعالم أن يشيد بنهضة بلادنا، وأمنها، ونظافتها، ويحق له أن يقدم شهادة للتاريخ، ويؤكد أننا الأميز في العالم أمناً ونظافة، وهذه شهادة لا تحتاج إلى دليل، غير بصمة الواقع الإماراتي.
ذهبنا إلى العالم، وقصدنا مدناً ومناطق، وعندما نلتقي بأحد أبناء تلك الدول، ونقول له إننا من دولة الإمارات، يشهق مرحباً والابتسامة ترتسم على محياه كأنها طائر يحلّق فرحاً ثم يردف قائلاً: أوه الإمارات، بلدكم جميل، وددت لو أزوره.
في تلك اللحظة يشعر الواحد منا بفخر، واعتزاز، كونه يسمع كلمات العفوية تترادف من فم إنسان بسيط، لا يفوه إلا بالحقيقة، ولا يعبّر إلا عن مشاعر صادقة، فليس له مصلحة إلا بقول الحقيقة.
المصدر: الاتحاد